موضوع: كتاب الطهارة/حكم الأواني /اوانی الذهب و الفضة

فصل فی حکم الاوانی /

مسأله4: استعمال اوانی الذهب و الفضة.

تبیین حکم استعمال أوانی الذهب و الفضة مبتنٍ علی مصادیقه و موارده:

أحدهما: إستعمالها للأکل و الشرب فیجمعون فیه بالحرمة کالعلامة [1] و الشهید[2] و الاردبیلی[3] و السید فی الدارک.

و فی مقابل الإجماع و الحکم بالحرمة قولان آخران :

أحدهما: القول بالحرمة الشرب خاصه فیها کما نقل عن داود.

أحدهما: هو الحکم بالکراهة کما نقل عن الخلاف و للشافعی الحکم بعدم جواز الإستعمال.

حمله العلامة فی المختلف و المعتبر و الشهید فی الذکری علی التحریم و استعبده کاشف اللثام و حمله علی الکراهة و قال الشیخ(ره) فی الخلاف و النهی محمول علی النهی التنزیهی الشرعی لا التحریمی.[4]

و لعلّی تعبیر الشیخ(ره) بالکراهة مستندة إلی جملة من النصوص ففی صحیح إبن بزیع قال: «سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا (علیه السلام) عَنْ‌ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فَكَرِهَهَا»[5]

و فی صحیح الحلبی المروی عن المحاسن عن ابی عبدالله (علیه السلام):«أَنَّهُ كَرِهَ آنِيَةَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْآنِيَةَ الْمُفَضَّضَةَ.»[6]

و هذا التعبیر لا یدل علی الکراهة المصطلحة فی الفقه و الأصول أی مقابل التحریم بل بمعنی المبغوضیة المقابلة للمحبوبیة نظیر قوله تعالی ﴿«كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌ‌ لَكُمْ وَ عَسى‌ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى‌ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُون‌»﴾[7] و قوله عزوجل ﴿« أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه‌»و إیضاً قوله جل جلاله فی الآیات «وَ لَوْ كَرِهَ‌ الْمُشْرِكُون‌»﴾[8] و حیث أنّ الفقه فی عصر الشیخ و الصدوق و المفید(رحمهم الله) فقه روائی مأثور لا فقه رائج بین الفقهاء و المتأخرین أی ردّ الفروع علی الأصول من طریق القواعد المستنبطة و الأصول الدارجة فی عصرنا.

لا یبعد هذا الفتوی أی الحکم بلفظ «کَرِه» هو اللفظ الذی أشار الیه الامام(علیه السلام) و نقل فی الکتب الاحادیث.

و الشاهد علیه تعبیر الشیخ(ره) فی کتاب الزکاة بکلمة «یحرم» فقال: «اوانی الذهب و الفضة محرّم إتخاذها و إستعمالها»[9] وجه الشهادة انّ الحرمة تلائم الکراهة بمعنی اللغوی أی المغبوضیة لا الکراهة التی هی من الاحکام الخمسة.