موضوع: كتاب الطهارة/الوضوء /الدرس 29 و 30

الدرس 30

المسألة 46 تقدم تفصيل هذا البحث في المسألة الحادية والعشرين من مسائل أفعال الوضوء فلا يعيده.

المسألة 47: مبالغة الوسواسي في غسله

في المسألة صورتان:

الأولى ما إذا زاد الوسواسي في غسل اليسرى من اليدين في الماء فقد اشكل السيد رحمة الله عليه في صحة وضوئه من جهة لزوم المسح الماء الجديد في بعض الاوقات بتحقق الغسلة الواجبة والمستحبة وبعد تمامية هاتين الغسلتين تكون الغسلة البعدية خارجة عن ماء الوضوء ويصير ماء جديدا والمسح بالماء الجديد موجب لبطلانه قطعا.

ثانيا ما إذا بالغ الوسواسي في امرار اليد فقد اشكل السيد رحمة الله عليه أيضا في صحة الوضوء من جهه لزوم امتزاج رطوبة الكف برطوبة الذراع والمرفق فيلزم أن لا يكون المسح ببلة اليد فيشكل حينئذ صحة وضوئه.

مساله 48: مبالغه غير الوسواسي في غسله وفي المسألة ثلاثة فروع:

الأول إذا بالغ غير الوسواسي امرار يده على اليد اليسرى لزيادة اليقين لا بأس به ما دام يصدق عليه أنه غسلة واحدة بالدلالة أخبار وجوب المسح ببلل الكف على البلل المتخلف في الكف بعد الغسلة الواجبة والمستحبة فلا يحصل المزج بالماء الجديد بخلاف الوسواسي فإن المزج فيه بعد تمام الغسل حاصل بلا شك.

الثاني: ما إذا حصل اليقين وصب الماء عليها ففي صحة الوضوء إشكال وإن كان الغرض منه زيادة اليقين لعده في العرف غسلة أخرى، بل لو أمر يده بعد حصول اليقين وإن لم يصب عليها الماء يتحقق الإشكال بناء على الإعتبار المسح ببلل الكف وهو غير حاصل بسبب امرار الزائد على اليد اليسرى وهذا موجب لجفافها في بعض الاوقات ولانه خلاف الغرض مما علمت.

الثالث ما إذا كان غسله لليسرى باجراء الماء من الابريق مثلا وزاد على مقدار الحاجة مع الإتصال لا يضر ما دام يعد عرفا غسلة واحدة هذا اذا لم يكن إجراء الماء زيادة على الحاجة وسواسيا والا عمله حرام ولا يتمشى منه القربة.

المسالة: 49: يكفي في مسح الرجلين بواحدة من الأصابع النجس إلى الكعبين ايتها كانت حتى الخنصر منها وهو مقتضى الإطلاق النص والفتوى بل في كلام جماعة التصريح به وقد تقدم البحث عنه في حد مسح الرجلين عرضا فلا نعيده.

انتهى أدلة أحكام الوضوء من الأفعال في ليلة 17 ربيع الثاني سنة ١٤٤٤ الهجرية المطابقة لأحد و عشرين آبان سنة ١٤٠١ بيد الاقل مهدي خلف المرحوم احمد الاحدى . و ادعوا الله تبارك وتعالى آن نتوفق بإستمرار بقية الفصول والأبواب من الوضوء. فلنشرع شرائط الوضوء إن شاء الله تبارك وتعالى في الدرس الآتي.