< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفقه

41/04/14

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: الدرس الثالث والسبعون: الثالث الإخبار عن الحادثات والحكم بها مستندا إلى تأثير الاتصالات المذكورة فيها بالاستقلال أو المدخلية

 

الثالث الإخبار عن الحادثات والحكم بها مستندا إلى تأثير الاتصالات المذكورة فيها بالاستقلال أو بالمدخلية.[1]

 

خلاصة درس الأمس

كان الكلام في المسألة السادسة من النوع الرابع من المكاسب المحرمة وهي التنجيم حرام، الشيخ الأنصاري "رحمه الله" لكي يوضح معنى التنجيم ذكر عدة أمور تطرقنا في الدرس السابق إلى الأمر الأول والثاني اليوم نشرع في بيان الأمر الثالث ونترك الأمر الرابع إلى الدرس القادم.

قد اتضح إن الأمر الأول والثاني خارج عن معنى التنجيم ولكن سيتضح أن الأمر الثالث هو عبارة عن التنجيم.

 

الأمر الثالث الإخبار عن الحادثات كنزول المطر ووقوع الزلزلة وسقوط الشهاب الثاقب من السماء وفيضان البحر وانفجار البركان ومقتل فلان ووصول فلان إلى الحكم وهجوم الجراد ووقوع الحرب ووقوع الصلح إلى آخره من الحادثات، الإخبار عن الحادثات والحكم بوقوع هذه الحادثات في المستقبل لكن بالاستناد إلى تأثير الاتصالات الكوكبية وحركة النجوم إما بنحو الاستقلال وإما بنحو المدخلية وبعبارة أخرى إما بنحو العلة التامة وإما بنحو العلة الناقصة والمقتضي فيقول المنجم ستقع هذه السنة حرب مدمرة لأن الكوكب الفلاني قد اصطدم بالكوكب الفلاني أو يخبر هكذا ستقع مجاعة وأوبئة ويغزوكم مرض كرونا لأن الكوكب الفلاني خرج عن مداره أو يقول سيحصل زلزال لأن الكوكب الفلاني اقترب من مدار الكوكب الفلاني فهنا هذه العلل اقتراب الكوكب من الكوكب أو الدخول في مداره أو الخروج عن مداره هذه العلل إما أن تكون علل تامة وإما أن تكون علل ناقصة

وبعبارة أخرى علة ناقصة يعني مقتض يعني اقتراب هذا الكوكب من هذا الكوكب يقتضي موت ملك كبير إلا إذا وجد المانع كأن تصدق مثلا هذا هو المصطلح عليه بالتنجيم، تنجيم تفعيل من حركة النجوم يعني الحكم بوقوع حادثة استنادا إلى حركة النجوم والكواكب والأفلاك.

وبعبارة ثالثة الحكم بوقوع وقائع سفلية نتيجة لحركات علوية، الكواكب والنجوم موجودة في السماء في الأعلى والحوادث التي يخبر بها المنجم كوقوع الزلزال والبركان وموت فلان وحكم علان هذه حوادث سفلية، إذن التنجيم مترتب على أن الحوادث العلوية والحركات العلوية تؤثر في الوقائع السفلية.

يقول الشيخ الأنصاري عدة روايات تدل على ذلك سيأتي في ختام البحث أن الشيخ الأنصاري يفرق بين أمرين بين القول بالتنجيم على نحو التنجيز وبين القول به على نحو التعليق على مشيئة الله "عز وجل" فتارة يقول المنجم حتما سيموت فلان لأن الكوكب الفلاني اعترته البقعة الفلانية وهذه علة تامة لموت ملك عظيم هنا الإخبار بنحو التنجيز وبنحو الجزم هذا أنت تجعل الكواكب والنجوم شريكة لله "عز وجل" بعد ما تحتاج إلى مشيئة الله ولا يحتاج تستعين بالله "عز وجل" ولا بالقرآن تستعين بحركة النجوم هذا كفر وأحيانا تقول إن صدق ما رأيت فالملك الفلاني سيموت إن شاء الله لأنه يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، جميع هذه الإخبارات إنما هي لوح المحو والإثبات يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وليس في اللوح المحفوظ الذي هو حتمي فهو لا يرى أن حركة الكواكب والأفلاك هي العلة العلة الحقيقية الله "عز وجل" ولكن هذه أسباب ومسببات بنا رب العالمين عليها كونه الفسيح، إذن فرق بين أمرين الإخبار بهذه الحوادث المستقبلية بنحو الجزم أولا والاستقلال بالتأثير ثانيا هذا هو التنجيم حرام كفر وأما الإخبار بالحوادث المستقبلية بنحو التعليق على مشيئة الله فلا إشكال فيه ما تشمله العناوين الواردة في الروايات من أنه كفر بالله وكفر بما جاء به النبي وكفر بما جاء به القرآن لأن من أخبر في هذه الحالة لم يقوم بالجزم وإنما علق ما أخبر به على مشيئة الله "عز وجل".

 

تطبيق المتن

 

الثالث الأخبار عن الحادثات كوقوع الزلزلة والبركان ونزول المطر والحكم بها ـ الحادثات ـ مستندا يعني بسبب الاستناد من أجل الاستناد إلى تأثير الاتصالات المذكورة يعني اتصالات الكواكب المذكورة التي ذكرت فيما سبق، فيها يعني في الحادثات تأثير الاتصالات في الحادثات بالاستقلال يعني بنحو الاستقلال يعني الاتصالات تؤثر في الحادثة بنحو الاستقلال أو بالمدخلية، بالاستقلال يعني بنحو العلة التامة أو بالمدخلية بنحو العلة الناقصة يعني الكواكب مقتضي يحتاج إلى توفر الشرط الذي هو جزء لآخر ويحتاج إلى انعدام المانع وهو المصطلح عليه بالتنجيم وهو يعني الإخبار عن الحادثات والحكم بها مستندا إلى تأثير الاتصالات الكوكبية والمصطلح عليه بالتنجيم يعني الحكم بوقوع الحادثات بسبب حركة الكواكب والنجوم.

فظاهر الفتاوى والنصوص حرمته مؤكدا يعني حرمة التنجيم مؤكدة شديدة للروايات:

الرواية الأولى فقد أرسل المحقق في المعتبر، المحقق الحلي أرسل عن النبي "صلى الله عليه وآله" من صدق منجما أو كاهنا، كاهنا من الكهانة والتكهن والمراد بالكهانة الإخبار عن الحوادث المستقبلية الآن باصطلاحنا العراف، أنت ستموت أنت ستعيش 120 سنة أنت ستصبح تاجرا أنت ستغرق في الديون أنت كذا وكذا ؟؟؟ هذا الكلام وبنحو الجزم هذه كهانة التكهن بالحوادث المستقبلية بنحو الجزم والاستقلال عن تأثير الله هذا كفر يصير هذا الكاهن يرى أن الأمور التي تدعوه إلى استقراء وإلى التنبؤ بالحوادث المستقبلية هي العلل وهي الأسباب وهذا كفر الله هو مسبب الأسباب.

الرواية الأولى من صدق منجما أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد "صلى الله عليه وآله"[2] وهو يعني مرسلة المحقق مرسل المحقق يدل على حرمة حكم المنجم بأبلغ وجه، ما هو الوجه في التحريم؟ كيف تدل الرواية على التحريم، الوجه البليغ هو الأولوية القطعية فحوى الرواية، كيف يعني الفحوى والأولوية؟ إذا كان المصدق للمنجم كافرا، الذي يصدق المنجم كافر فكيف بالمنجم إذا الذي يصدق المنجم كافر فمن باب أولى المنجم كافر إذا الذي يصدق الكاهن كافر وكفر بما أنزل على محمد "صلى الله عليه وآله" فمن باب أولى يكون المنجم والكاهن كافرا فهذا هو وجه التحريم الشديد بأبلغ وجه وهو الأولوية القطعية في بلاغة هنا، إذا الذي يصدق كافر هذا من باب المبلاغة في التحريم والتشديد فمن باب أولى أن من يقوم بالكهانة والتنجيم كافر أيضا هذه الرواية الأولى.

الرواية الثانية وفي رواية نصر بن قابوس عن الصادق "عليه السلام" أن المنجم ملعون والكاهن ملعون والساحر ملعون[3] ، ملعون يعني مبعد عن رحمة الله لأن اللعن هو البعد عن رحمة الله فقوله ملعون كناية عن التحريم بعيد عن رحمة الله لأنه ارتكب حراما.

الرواية الثالثة وفي نهج البلاغة أنه صلوات الله عليه ـ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ـ لما أراد المسير إلى بعض أسفاره فقال له بعض أصحابه إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم يعني هو أخبره أنك لم تظفر بمرادك من طريق يعني بواسطة علم النجوم، فقال عليه السلام له أتزعم أنك تهدي إلى الساعة ـ الفترة ـ التي من سار فيها انصرف عنه السوء وتخوف الساعة التي من سار فيها حاق به الضر، حاق به يعني أحاط به الضر فمن صدقك بهذا يعني بالساعة التي ينصرف عنه السوء والساعة التي يحيق به الضر فقد كذب القرآن لان القرآن ينص على أن الله "عز وجل" هو الذي ينفع وهو الذي يضر واستغنى عن الاستعانة بالله تعالى في نيل المحبوب ودفع المكروه، هو يستعين بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه، إذا كان هذا الشخص يخبر بنحو العلة التامة لا حاجة إلى الاستعانة بالله والعياذ بالله إلى أن قال أمير المؤمنين أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر إشارة إلى قوله "عز وجل" (﴿وعلامات وبالنجم هم يهتدون﴾[4] ) بر أو بحر يعني لمعرفة الطريق في البر والبحر مو خلال النجوم والأفلاك، فإنها يعني تعلم النجوم تدعو إلى الكهانة التكهن بالحوادث المستقبلية وهذا رجم بالغيب والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار[5] هذه الرواية الثالثة.

الرواية الرابعة وقريب منه يعني مما في نهج البلاغة ما وقع بينه بين أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين وبين منجم آخر نهاه عن المسير أيضا فقال له عليه السلام أتدري ما في بطن هذه الدابة أذكر أم أنثى قال إن حسبت علمت، أنا إذا حسبت أعلم استطيع أن أطلع ذكر أو أنثى الموجود في البطن، قال عليه السلام فمن صدقك بهذا القول فقد كذب بالقرآن إذن مراده بنحو الجزم إن شاء الله، لماذا كذب بالقرآن؟ القرآن يقول (﴿إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام﴾[6] ) يعني يعلم ما في الأرحام وحده لأنه علة العلل، هذا لا يعني أن غيره لا يعرف ما في الأرحام المراد يعرف ما في الأرحام بنحو العلة التامة الله فقط لا العراف والكاهن.

ما كان محمد "صلى الله عليه وآله" يدعي ما ادعيت أنت عندك جرأة على الله النبي محمد ما يدعي هذه الدعوى، أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء والساعة التي من سار فيها حاق به الضر يعني أحاط به الضر، من صدقك بهذا يعني بالساعة التي يصرف فيه السوء والساعة التي يحيق بالمرء الضر استغنى بقولك عن الاستعانة بالله في هذا الوجه يعني يستغني عن الله "عز وجل" هذا الوجه الذي تذكره الأمور التي تجزمه هذا الوجه أنه هذه ساعة فيها ضر وهذه ساعة فيها دفع للضر وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه[7] بعد ما يرجع إلى الله يرجع إليك إلى حضرتك، هذه الرواية الرابعة.

الرواية الخامسة وفي رواية عبد الملك بن أعين المروية عن الفقيه ـ كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ـ قلت لأبي عبد الله "عليه السلام" ـ الإمام الصادق ـ إني قد ابتليت بهذا العلم يعني أنا أعرف علم النجوم ابتليت بعلم النجوم، فأريد الحاجة تطرأ لي حاجة أريد أسافر أريد أخرج أريد أقوم بعمل معين يعني أريد أن أقضي حاجة من الحاجات فإذا نظرت إلى الطالع يعني نظرت إلى الكواكب الطالعة إلى النجوم الطالعة نظرت إلى الطالع يعني طالع النجوم نظر إلى النجوم الطالعة، ورأيت الطالع الشر جلست إذا وجدت أن من حركة الكواكب طالع هذه الكواكب وحركتها يشير إلى شر جلست في الدار ولم أذهب فيها يعني في الحاجة وإذا رأيت الطالع الخير يعني رأى من الكواكب ما يطلع منه الخير ذهبت في الحاجة فقال لي الإمام الصادق يسأل عبد الملك بن أعين تقضي يعني هل تقضي بذلك قلت نعم قال أحرق كتبك.[8]

هنا معنى تقضي يوجد لها عدة معاني :

المعنى الأول تقضي يعني تقضي بين الناس بذلك تحكم بين الناس بمقتضى علم النجوم قال نعم قال أحرق كتبك هذا الاحتمال الأول.

الاحتمال الثاني تقضي بمعنى تعتقد بذلك يعني أنت تعتقد بالخير والشر وفقا لعلم النجوم قال نعم قال أحرق كتبك.

الاحتمال الثالث ما ذكره المحقق الايرواني يقول تقرأ بالمبني للمجهول تقضى طبعا في بعض نسخ المكاسب أتقضي أو أتقضى، أتقضى يعني هل يتحقق ما وصلت إليه يعني إذا أنت في الطالع رأيت الشر يقع الشر في الطالع رأيت الخير يقع الخير أتقضى يعني أن يتحقق ما ذكرته قلت نعم قال أحرق كتبك، لماذا أمره الإمام بحرق الكتب؟ لأنها تصير كتب ضلال لأنه إذا اتفق وحصل ما توصل إليه من خير أو شر راح يعتقد أن الأسباب هي التي يراها وليست الله "عز وجل" فيصير شريك لله والمحقق الايرواني يقول تقرا بالمبني للمجهول تقضى لأن وقوع الخير والشر وتحقق ما توصل إليه بعلم النجوم سيكون سببا لضلاله واعتقاده بوقوع ما توصل إليه ولربما يكفر بالله "عز وجل" يضل عن الله وأمر الإمام بإحراق الكتب لأنها كتب ضلال لكن نحن نستظهر بالوجدان ولا يحتاج إلى مزيد بيان فقال لي تقضي، تقضي بمعنى تحكم وليس المراد الحكومة في باب القضاء تقضي يعني تجزم بذلك تعتقد بذلك قلت نعم قال أحرق كتبك لأنها كتب ضلال، لأن هذا القضاء وهذا الحكم والاعتقاد سيقودك إلى الإيمان بأن حركة الكواكب هي مؤثرة بشكل مستقل ولا دخل لمشيئة الله.

الرواية السادسة وفي رواية مفضل بن عمر المروية عن معاني الأخبار للصدوق في قوله تعالى (﴿وإذ ابتلى إبراهيمَ ربهُ بكلمات﴾) قال وأما الكلمات فمنها ما ذكرنا أنه أسماء أهل الكساء الخمسة هذه الكلمات التي تمسك بها إبراهيم الخليل، ومنها ـ من هذه الكلمات ـ واحدة منها التوسل بأصحاب الكساء الخمسة الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين وسيدهم رسول الله "صلى الله عليه وآله" ومنها ـ من الكلمات ـ المعرفة بقدم بارئه ـ خالقه ـ أن خالقه الله قديم، وتوحيده وتنزيهه عن الشبيه حتى نظر إلى الكواكب يعني إبراهيم الخليل كانت يعتقد بقدم الله ووحدانيته، وأنه منزه عن الشبيه لذلك نظر إلى الكواكب والقمر والشمس واستدل بأفول كل منها على حدوثه يعني على حدوث كل منها، الأفول الغياب لما غابت قال هي حادثة، وبحدوثه على محدثه يعني واستدل إبراهيم بحدوث كل منها على محدثه يعني على وجود محدث هذا برهان النظم، برهان النظم إن النظم يدل على المنظم إن المعلول يكشف عن العلة إن المسبب يكشف عن السبب إن المحدث يكشف عن المُحدث إن المخلوق يكشف عن الخالق، ثم أعلمه ـ الله "عز وجل" أعلم إبراهيم الخليل ـ أن الحكم بالنجوم خطأ[9] ، هذا تمام الكلام في الرواية الأخيرة.

الشيخ الأنصاري "رحمه الله" يتنبه ويلتفت إلى الاستفصال الإمام عليه السلام قال تقضي مقتضى الاستفصال يعني طلب التفصيل الإمام طلب التفصيل أنت تقضي أو ما تقضي إذا تقضي حرام وإذا ما تقضي جائز فمن استفصال الإمام "عليه السلام" يستكشف أن الحكم بنحو القضاء والجزم الحتمي حرام وأما الإخبار بنحو غير جزمي ومن دون قضاء فهذا جائز.

قال الشيخ الأنصاري ثم إن مقتضى الاستفصال في رواية عبد الملك المتقدمة بين القضاء بالنجوم بعد النظر وعدمه يعني وعدم القضاء بالنجوم بعد النظر أنه لا بأس بالنظر إذا لم يقضى به يعني لم يجزم به وهذا دليل على أنه المراد بالقضاء يعني أن الشيخ الأنصاري استظهر الاعتقاد لا وقوع الشيء في الخارج كما ذكره المحقق الإيرواني "رحمه الله" بل أريد به إذا ما يقضي إذن يعني التفئل يتفئل فإن خرج شر تصدق وخرج، بل أريد به ـ بالقضاء ـ مجرد التفئل إن فهم الخير والتحذر بالصدقة إن فهم الشر كما يدل عليه أنه يجوز إذا لم يجزم ما عن المحاسن احمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه محمد بن خالد البرقي عن أبن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن سفيان بن عمر قال كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف الطالع فيدخلني من ذلك الشيء يعني أشكك يعني أخشى أنه اعتقاداتي تضعف فيدخلني شيء يعني أخشى أن أعتقد أنها هي التي تؤثر بالاستقلال عن الله "عز وجل" فشكوت ذلك أنه يدخلني شيء شكوت ذلك إلى أبي الحسن "عليه السلام"، إذا نراجع الرواية في المحاسن إلى أبي عبد الله "عليه السلام"، فقال ـ الإمام الصادق ـ إذا وقع في نفسك من ذلك شيء فتصدق على أول مسكين ثم أمضي فإن الله تعالى يدفع عنك.[10]

الإمام ما نهى عن أخذ الطالع الإمام أمره أن يدفع الصدقة يعني لا تجزم بالحكم أنت بدفع الصدقة الصدقة تدفع البلاء يعني هذا ليس قضاء مبرم وحتميا، الآن يشير إلى أنه لو قضا لا على نحو الجزم وإنما على نحو المحو والإثبات لا إشكال في ذلك.

يقول ولو حكم بالنجوم يعني حكم بوقوع الحادثات بالنظر إلى النجوم على جهة أن مقتضى الاتصال الفلاني والحركة الفلانية الحادثة الواقعية هذه الحادثة الواقعية خبر، ولو حكم بالنجوم على جهة أن، أن لها أسم اسمها مقتضى الاتصال الفلاني والحركة الفلانية خبرها الحادثة الواقعية يعني الحادثة التي تقع، إذن أن لها اسم مقتضى الاتصال الفلاني والحركة الفلانية وخبرها الحادثة الواقعية لو قال هي الحادثة الواقعية لكان التعبير أوضح، وإن كان الله يمحو ما يشاء ويثبت لم يدخل أيضا في الأخبار الناهية لأنها ظاهرة في الحكم على سبيل البت والقطع كما يظهر من قوله "عليه السلام" (فمن صدقك بهذا فقد استغنى عن الاستعانة بالله في دفع المكروه[11] بالصدقة يعني يدفع المكروه بالصدقة والدعاء وغيرهما من الأسباب يصلي ركعتين) يصل أرحامه يبر والديه أسباب هذه لدفع البلاء نظير تأثير نحوسة الأيام الواردة في الروايات ورد نحوستها بالصدقة.

بعض الروايات مثلا لا تسافر يوم الاثنين فإنه يوم مات فيه رسول الله وقتل فيه الحسين "عليه السلام" يعني يوم الاثنين ما تسافر؟ يقولون مكروه ادفع صدقة وسافر، أو السفر يوم الأربعاء لأن النار قد خلق في آخر أربعاء من شهر صفر لذلك الجن ينشطون والشياطين ينشطون ليلة الأربعاء ويوم الأربعاء هذا أحسن يوم عندهم في الأسبوع كما أن اليهود يوم السبت ويوم الأربعاء ينشطون الشياطين الأوقات لها دور، الآن يوم الجمعة تهبط الملائكة تقيساها بليلة الأربعاء الشياطين تحوم.

بعضهم يقول صفر شهر نحس كلا ما عندنا يوم نحس ويوم جيد ولكن هذا اليوم وقع فيه أمر نحس كقتل الحسين "عليه السلام" ورحيل النبي إلى الرفيق الأعلى يوم الاثنين لأن نفس يوم الاثنين يوم نحس لا أن يوم الأربعاء نفسه نحس كلا من قال إن يوم الأربعاء بنفسه نحس؟ ترى أحيانا بعض الكتب والرسائل أنه الأيام النحسة والأيام الجيدة في بعض التقويمات هذا غير صحيح.

الآن يريد أن يقول هذا ما ذكرناه من أنه يجوز الإخبار بنحو التعليق ولا يجوز الإخبار بنحو الجزم هذا مبني على أن الأمور العلوية تؤثر في الأمور السفلية يقول الشيخ الأنصاري إلا أن جوازه يعني جواز الحكم بالنجوم على جهة أن مقتضى الاتصال الفلاني هو الحادثة الواقعية وإن كان الله يمحو ما يشاء ويثبت مبني على جواز اعتقاد الاقتضاء في العلويات يعني الأمور العلوية الحركات العلوية للحوادث السفلية تقتضي وقوع حوادث سفلية وسيجيء إنكار المشهور لذلك من قال إن الكواكب والنجوم التي هي في عوالم أخرى غير الكرة الأرضية تؤثر في نفس الكرة الأرضية المشهور ينكر ذلك، وإن كان يظهر ذلك من المحدث الكاشاني[12] ، يظهر ذلك يعني أن الحركات العلوية تؤثر في الحوادث السفلية.

أحيانا لا يخبر بحكم الاستناد ولا يدعي أنه متخصص هذه من الأمور الواضحة مثلا في قم إذا هبت رياح قوية ما يوقفها إلا سقوط المطر مثلا رياح وغبار متى يوقف إذا سقط المطر، فأنت الآن رأيت الرياح شديدة تقول سيسقط المطر هنا إخبارك بسقوط المطر هل هذا رجم بالغيب كلا هذه حوادث عادية.

ولو أخبر بالحوادث مثل سقوط المطر بطريق جريان العادة على وقوع الحادثة ـ سقوط المطر ـ عند الحركة الفلانية هبوب الغبار من دون اقتضاء لها أصلا هو ما يعتقد إن الغبار وهبوب الغبار يقتضي سقوط المطر فهو أسلم هذا أفضل لأنه لا يذكر علة لا بنحو العلة التامة ولا بنحو العلة الناقصة والاقتضاء، الآن يذكر شاهد على أن الإخبار بالأمور العادية لا إشكال، الشاهد كلام الشهيد الأول في الدروس يؤيد كلامه.

قال في الدروس الشهيد الأول ولو أخبر بأن الله تعالى يفعل كذا عند كذا لم يحرم وإن كره[13] يكره أن يقول الله يفعل كذا عند كذا انتهى كلامه زيد في علو مقامه، هذا تمام الكلام في الأمر الثالث، الأمر الرابع يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo