< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفقه

41/04/17

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: الدرس الخامس والسبعون: إتمام الوجه الأول من وجوه الربط

 

قال الشيخ الأنصاري "رحمه الله" بل الظاهر من كلام بعض اصطلاح لفظ التنجيم في الأول قال السيد شارح النخبة.[1]

خلاصة درس الأمس

كان الكلام في الصور الخمس للتنجيم وانتهينا إلى كلمة الشهيد الأول في القواعد قدس سره فقد حمل التنجيم على من يعتقد في الكواكب أنها مدبرة للعالم وموجدة للعالم السفلي ثم قال الشهيد الأول قدس هذا الاعتقاد إما إنكار للصانع وإما إنكار لما هو ضروري من ضروريات الدين وهو إيجاد العالم وتدبير العالم إذن ذكر الشهيد الأول أمرين يوجبان كفر المنجم الأمر الأول إنكار الصانع، الأمر الثاني إنكار تدبير الصانع الذي هو ضروري من ضروريات الدين.

خلاصة درس اليوم

الشيخ الأنصاري "رحمه الله" يستدرك على كلام الشهيد الأول ويقول إن السيد عبد الله الجزائري حفيد السيد نعمة الله الجزائري اقتصر في كتابه شرح النخبة على خصوص الأول وهو إنكار الصانع دون الأمر الثاني وهو إنكار ما هو ضروري من ضروريات الدين إذن إذا أردنا أن نذكر تسلل الأبحاث التي ذكرها الشيخ الأنصاري نلخصها هكذا :

أولا ذكر الشيخ الأنصاري الروايات الواردة في حرمة التنجيم

ثانيا ذكر أقوال الفريقين في تكفير المنجم،

ثالثا ذكر صورا خمسة للتنجيم

وقال إن ظاهر أكثر كلمات الفقهاء السبعة الذين ذكر كلماتهم هو شمول هذه الكلمات لجميع الصور الخمسة ثم بعد ذلك قال إن الصورة الأولى وهي إنكار الصانع والصورة الثانية والثالثة وهي الاعتقاد أن الكواكب والنجوم هي المدبرة للعالم السفلي الأرضي إما أن تكون هذه النجوم قديمة وهو الصورة الثانية أو حادثة وهي الصورة الثالثة فقال الشيخ الأنصاري إن الصور الثلاث الأولى لا ريب في أنها توجب الكفر إنما الكلام كل الكلام في الصورة الرابعة والخامسة الاعتقاد أن الصانع والمؤثر هو الله غاية ما في الأمر إن الكواكب العليا والنجوم العليا مؤثرة أيضا لكن التأثير الأساس لله "عز وجل" هذه الكواكب السيارة والنجوم السيارة مؤثرة إما مؤثرة وهي مجبونة ومجبورة وغير مختارة فهذه هي الصورة الرابعة أو مؤثرة وفي حال كونها مختارة ضمن اختيار الله هذه هي الصورة الخامسة.

الشيخ الأنصاري "رحمه الله" حمل الروايات المتقدمة على خصوص الصورة الرابعة والخامسة وقال إن هاتين الصورتين توجبان الخطأ ولا توجبان الكفر بخلاف الصورة الأولى والثانية والثالثة إنكار الصانع وإنكار التدبير فإنها توجب الكفر قطعا ثم قال ولأن هذا الأمر دقيق التفت إليه الشهيد الأول فكفر خصوص من يلتزم بالأمر الأول وهو إنكار الصانع أو الأمر الثاني من ينكر تدبير الصانع ثم يترقى أكثر أولا قال ظاهر أكثر كلمات الفقهاء السبعة شمول الصور الخمسة

ثم قال إن كلمة الشهيد الأول تشمل الصور الثلاث تكفر خصوص الصور الثلاث الأول ثم يأتي بكلام السيد عبد الله حفيد السيد نعمة الله الجزائري في شرح النخبة، النخبة كتاب الفيض الكاشاني شرحه حفيد السيد نعمة الله الجزائري السيد عبد الله.

السيد عبد الله اقتصر على خصوص الأول يعني الذي يوجب الكفر هو إنكار الصانع دون إنكار التدبير.

السيد عبد الله "رحمه الله" وكتابه مخطوط ومحقق الكتاب لم يقف عليه يقول توجد فرقة من المنجمين تقول بقدم الأفلاك والنجوم وتأخذ بالأنواء، الأنواء جمع نوء والمراد بالأنواء النجوم النوء هو النجم وكانوا يعدون ثمانية وعشرين نوءا ونجما فإذا زال النجم وطلع نجم جديد مكانه قالوا بنزول الغيث فالنوء الجديد هو الذي ينزل الغيث بحسب اعتقادهم إذن السيد عبد الله شارح النخبة تكلم عن من يقولون بقدم الأنواء وأن النجوم العليا هي الصانعة والمؤثرة في العالم السفلي هذا المقطع الأول لشارح النخبة السيد عبد الله.

المقطع الثاني يقول هناك من يأتي بأحكام مبهمة ومتشائمة أو متشابهة مثلا يقول ستحصل ظاهرة كونية هذا كلام مبهم ما هي الظاهرة الكونية؟ يأتي شهاب رعد برق مطر يقول هؤلاء لا يدخلون ضمن المنجمين ولا نلتزم بكفرهم إذن السيد عبد الله شارح النخبة ذكر له الشيخ الأنصاري مقطعين:

المقطع الأول يوجب كفر المنجمين وهم من يعتقدون بقدم الأنواء وقدم النجوم،

المقطع الثاني لا يلتزم فيه بكفر المنجمين وهم المنجمون الذين يستخرجون من أوضاع بعض النجوم السيارة بعض الأحكام المبهمة والمتشابهة قد أخذوها عن بعض الحكماء القدماء،

إذن كلام صاحب النخبة استدراك على كلام الشهيد الأول، وجه الاستدراك كلام الشهيد الأول يكفر أولا من أنكروا الصانع ثانيا من أنكروا التدبير وهو ضرورة من ضروريات الدين، كلام السيد شارح النخبة يقتصر على خصوص الأول من أنكروا الصانع.

 

تطبيق المتن

قال الشيخ الأنصاري "رحمه الله" بل الظاهر من كلام بعض وهو السيد عبد الله حفيد السيد نعمة الله الجزائري اصطلاح لفظ التنجيم في الأول من أين نعرف الأول؟ نرجع إلى كلمة الشهيد الأول أسفل صفحة 213 [2] قال الشيخ الأنصاري ولعله لذا اقتصر الشهيد فيما تقدم من القواعد في تكفير المنجم على من يعتقد في الكواكب أنها مدبرة لهذا العالم وموجدة له، مدبرة لهذا العالم هذا الثاني وموجدة له صانعة له هذا الأول، ولم يكفر غير هذا الصنف كما سيجيء تتمة كلامه السابق، أين سيجيء؟ هذا سيجيء صفحة 216 الفقرة الأخيرة لكن ظاهر شيخنا الشهيد في القواعد العدم ستأتي التتمة.

ولا شك أن هذا الاعتقاد من يعتقد في الكواكب أنها مدبرة لهذا العام وموجودة له إنكار إما للصانع هذه الفقرة الثانية وموجدة له أو لما هو ضروري الدين من فعله تعالى وهو إيجاد العالم وتدبيره هذا في قوله أنها مدبرة لهذا العالم، إذن الأول إنكار للصانع الثاني إنكار لما هو ضروري وهنا يعقب الشيخ الأنصاري.

بل الظاهر من كلام بعضنا اصطلاح لفظ التنجيم في الأول يعني في خصوص من ينكر الصانع، قال السيد عبد الله حفيد السيد نعمة الله الجزائري إن المنجم من يقول بقدم الأفلاك والنجوم ولا يقولون بمفلك ولا خالق يعني ولا صانع يعني ولا مفلك يعني مفلك الأفلاك يعني صانع الأفلاك إذن حصرها في خصوص منكر الصانع وليس منكر التدبير ولا يقولون بمفلك يعني بوجود صانع فلك الأفلاك ولا خالق للأفلاك وهم فرقة من الطبيعيين يستمطرون بالأنواء لاحظ الحاشية في مجمع البحرين للطريحي الجزء الأول صفحة 422 مادة نوءة، الأنواء وهي جمع نوء بفتح نون وسكون واو فهمزة وهو النجم.[3]

قال أبو عبيدة نقلا عنه هي ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة يعني لها أزمنة وأوقات تطلع فيها، إلى أن قال وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا لابد أن يكون عند ذلك رياح ومطر فينسبون كل غيث عند ذلك إلى النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون مطرنا بنوء كذا يراجع لسان العرب الجزء 14 صفحة 316 مادة نوء.[4]

وهم فرقة من الطبيعيين يستمطرون بالأنواء معدودون من فرق الكفر في مسفورات الخاصة والعامة، مسفورات جمع سفر يعني كتب الخاصة الشيعة الإمامية والعامة، يعتقدون في الإنسان أنه كسائر الحيوانات يأكل ويشرب وينكح مادام حيا فإذا مات بطل واضمحل وينكرون جميع الأصول الخمسة.

ثم قال المنجمين الذين يستنبطون أحكام من حركة الأفلاك السيارة لكن لا يعتقدون أن الأفلاك السيارة هي الصانعة وإنما أخذوا هذه الأحكام من كتب الحكماء القدماء هؤلاء لا يصدق عليهم أنهم كفار هذا المقطع الثاني.

ثم قال "رحمه الله" وأما هؤلاء ـ المنجمين ـ الذين يستخرجون بعض أوضاع السيارات يعني بعض أوضاع يعني مواضع السيارات يعني النجوم السيارة وربما يتخرصون عليها يعني يظنون يخمنون، بأحكام مبهمة متشابهة عادة تكون أحكامهم مبهمة سيحصل حدث عظيم، متشابهة المطر والرعد والبرق والرياح والعواصف والأعاصير متشابهة، ينقلونها ينقلون هذه الأحكام المبهمة والمتشابهة هؤلاء المنجمون، تقليدا لبعض ما وصل إليهم من كلمات الحكماء الأقدمين يعني ولا ينقلونها عن اعتقاد أن الكواكب هي المدبرة مع صحة عقائدهم الإسلامية يعني يعتقدون بوجود الصانع وأن الله هو الصانع فغير معلوم دخولهم في المنجمين الذين ورد فيهم من المطاعن ما ورد انتهى كلامه "رحمه الله".

الشيخ الأنصاري ينقد كلام السيد شارح النخبة بنقديين:

النقد الأول يقول كفر المنجمين لا ينحصر في خصوص الفرقة الأولى وهم من ينكرون الصانع بل يشمل الفرق الثلاث فالأولى هم من ينكرون الصانع والثانية هم من ينكرون تدبير الصانع ويرون أن النجوم قديمة والثالث هم من ينكرون تدبير الصانع ويرون أن النجوم حادثة وقد مضى هذا الكلام في بيان الثلاثة الأول وكفرهم وسيأتي تصريح صاحب البحار في كفر هذه الفرق الثلاثة.

الملاحظة الثانية هناك نزاع النقد الثاني من الواضح أن هناك نزاعا بين الفقهاء في كفر المنجمين لكن هذا النزاع ليس في الثلاثة الأول هذا واضح مسلم فإن من ينكر الصانع وينكر التدبير كافر قطعا إنما النزاع في الصورة الرابعة والصورة الخامسة من يرون أنها تؤثر في طول تأثير الله هذا موجود في الصورة الرابعة والصورة الخامسة إذن الروايات الشريفة ناظرة إلى الصورة الرابعة والخامسة لا الصورة الأولى والثانية والثالثة إذن موطن بحثنا هو الصورة الرابعة والخامسة بينما السيد شارح النخبة في المقطع الثاني نفى الكفر عنهم وهذا أول الكلام هذا الخلاف فيه هذا مربط الفرس.

لاحظ نقد الشيخ الأنصاري، أقول فيه يعني وفي نسخة أقول لكن فيه في كلام السيد شارح النخبة، الملاحظة الأولى مضافا إلى عدم انحصار الكفار من المنجمين فيمن ذكر وهم خصوص الفرقة الأولى من ينكرون الصانع بل هم ـ الكفار من المنجمين ـ على فرق ثلاث كما أشرنا إليه، أشار له "رحمه الله" حينما قال ثم لا فرق في أكثر العبارات المذكورة بين رجوع الاعتقاد المذكور إلى إنكار الصانع كما هو مذهبه إلى آخره، ثم في الفقرة الثانية قال إذ الظاهر عدم الإشكال في كون الفرق الثلاث من أكفر الكفار لا بمنزلتهم هذه الإشارة صفحة 212 الفقرة الثانية.

كما أشرنا إليه وسيجيء التصريح به صفحة 212 وسيجيء التصريح به من البحار في مسألة السحر المعروض في الحاشية يبينها المحقق، الآن المناقشة الثانية أن النزاع المشهور بين المسلمين في صحة التنجيم وبطلانه هو المعنى الذي ذكره أخيرا يعني في المقطع الثاني حينما قال ثم قال "رحمه الله" وأما هؤلاء الذين يستخرجون، كما عرفت من جامع المقاصد إذا نراجع ما نقله عن جامع المقاصد صفحة 210 الفقرة الثالثة وقال في جامع المقاصد وأعلم أن التنجيم مع اعتقاد أن للنجوم تأثيرا في الموجودات السفلية ولو على جهة المدخلية يعني جهة العلة الناقصة حرام وكذا تعلم النجوم على هذا النحو بل هذا الاعتقاد في نفسه كفر نعوذ بالله منه إذن صاحب جامع المقاصد يكفرهم والسيد شارح النخبة ما يكفرهم وكذلك كلام الشهيد الأول ما يكفرهم هكذا يريد أن يقول الشيخ الأنصاري الخلاف في الرابع والخامس الصورة الرابعة والخامسة.

إن النزاع المشهور بين المسلمين في صحة التنجيم وبطلان التنجيم هو المعنى الذي ذكره أخيرا كما عرفت من جامع المقاصد والمطاعن الواردة في الأخبار المتقدمة وغيرها كلها أو جلها على هؤلاء يعني الصورة الرابعة والخامسة دون المنجم بالمعنى الذي ذكره أولا وهو من ينكر الصانع ويعتقد بأن الأفلاك والنجوم هي الصانعة وملخص الكلام أنما ورد فيهم من المطاعم لا صراحة فيها بكفرهم بل ظاهر ما عرفت خلافه يعني خلاف كفرهم لأن الروايات قالت المنجم كالكافر ولم تقل كافر، المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر ومن الواضح أن الكاهن والساحر ليس بكافر والساحر كالكافر ولكن غريب الساحر الذي يعمل سحر للناس لا يرى القبلة لذلك من بعض الفنون في هذا العمل إذا رأيت الناس مستدبرين في القبلة في عالم الرؤيا في الأحلام يقولون هذا عمل عاملين لك سحر لأن الساحر لا يرى القبلة ويموت كافرا.

ويؤيده يعني أنما ورد في المطاعن لا صراحة فيه بكفر المنجم بل ظاهر ما ورد في المنجم عدم كفره، ويؤيده ما رواه في البحار الشيخ محمد باقر المجلسي عن محمد وهارون أبني سهل النوبختي أنهما كتبا إلى أبي عبد الله "عليه السلام" ـ الإمام الصادق ـ نحن ولد نوبخت المنجم وقد كنا كتبنا إليك هل يحل النظر فيها فكتبت نعم إذا كان كفر كيف الإمام يقول نعم، والمنجمون يختلفون في صفة الفلك فبعضهم يقولون إن الفلك فيه النجوم والشمس والقمر إلى أن قال أبن نوبخت فكتب عليه السلام نعم ما لم يخرج من التوحيد[5] يعني يجوز ما لم يخرج من التوحيد والمراد من التوحيد هنا ليس خصوص توحيد الله يعني أصول الدين الخمسة ما لم يخرج من أصول الدين الخمسة التي أولها التوحيد، هذا تمام الكلام في الأمر الأول من الأمر الرابع صفحة 209 هكذا قال صاحب المكاسب الشيخ الأنصاري الرابع اعتقاد ربط الحركات الفلكية بالكائنات والربط يتصور على وجوه الأول من الربط الاستقلال في التأثير بحيث يمتنع التخلف عنها الآن الوجه الثاني من الربط.

الوجه الأول أنها بالاستقلال الوجه الثاني أنها تؤثر بالواسطة يعني المؤثر الأعظم الله "عز وجل" وهي تؤثر في ول تأثير الله هذا الثاني أخذناه في الرابع والخامس فلا معنى لتكراره هنا، أو لم نقول بصور خمسة الصورة الرابعة نرجع إلى الكلام صفحة 212 يقول الشيخ وبين أن لا يلجأ إلى شيء من ذلك بأن يعتقد أن حركة الأفلاك تابعة لإرادة الله فهي مظاهر لإرادة الخالق تعالى وهي على قسمين إما مجبولة وإما مختارة، يقول ومجبولة على الحركة على طبق اختيار الصانع كالآلة هذا الرابع أو بزيادة ـ زيادة على الآلة وهي أنها مختارة باختيار هو عين اختياره تعالى عما يقول الظالمون ـ.

الثاني أنها ـ مرجع الضمير إما النجوم وهذا معلوم من المقام فيصير ضمير متصير وإما الحركات الفلكية التي ذكرت بعد قوله الرابع صفحة 209 – الرابع اعتقاد ربط الحركات الفلكية بالكائنات الأول الثاني أنها يعني الحركات الفلكية، تفعل الآثار المنسوبة إليها والله سبحانه هو المؤثر الأعظم كم يقول بعضهم على ما ذكره العلامة وغير العلامة، يبين كلام العلامة وكلام غير العلامة وهو الشهيد الأول.

يوجد كتاب لأبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت هذا الكتاب اسمه الياقوت أو اسمه فص الياقوت، شرحه العلامة الحلي سماه أنوار الملكوت في شرح فص الياقوت وأيضا من الشارحين لهذا الكتاب ابن أبي الحديد المعتزلي.

قال العلامة في مقدمة الشرح ما لفظه وقد صنف شيخنا الأعظم وإمامنا الأعظم أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت "قدس" مختصرا سماه الياقوت آغا بزرك في الذريعة الجزء 25 صفحة 271 أورده بعنوان الياقوت وذكر اختلاف الأقوال في اسم مؤلفه إلى أن قال وعلى الياقوت شروح منها للعلامة أسمه أنوار الملكوت إلى أن قال ومنها شرح عبد الحميد المعتزلي ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة قال في الرياض في الباب أنها تسمى فص الياقوت.

صفحة 216 قال العلامة في محكي شرح فصل الياقوت اختلف قول المنجمين على قولين أحدهما من يقول أنها حية مختارة هذا موطن الشاهد، أنها تفعل الآثار المنسوبة إليها هي تفعل الآثار والله سبحانه هو المؤثر الأعظم كما يقوله بعضهم على ما ذكره العلامة، هنا العلامة ذكر أنها حية مختارة، هذه حية مختارة هي الصورة الخامسة.

الثاني قول من يقول إنها موجبة يعني مجبولة هذا هو الصورة الرابعة والقولان باطلان[6] ، هذا كلام كله تكرار إلى الصورة الرابعة والخامسة، هنا ما قاله بعضهم العلامة وغيره المجلسي وقد تقدم عن المجلسي "رحمه الله" أن القول بكونها فاعلة بالإرادة والاختيار وإن توقف تأثيرها على شرائط أخر مثل إرادة الله كفر.

وقد تقدم عن المجلسي أن القول بكونها فاعلة بالإرادة والاختيار كفر وهو ظاهر أكثر العبارات المتقدمة، أكثر العبارات السبع دون عبارة الشهيد الأول تكفير هؤلاء.

ما هو الوجه في تكفيرهم؟ الشيخ الأنصاري يقول لعل الوجه هو إنكار ضرورة الدين إذ أنه من ضروريات الدين استناد الأفعال إلى الله فالله هو الرازق وهو المحيي وهو المميت فإذا قلت أن النجم الفلاني هو المحيي وهو المميت وهو الرازق وهو المانع فهذا يلزم منه الكفر لأنه يرجع إلى إنكار ضرورة من ضروريات الدين.

قال ولعله وجه أن نسبة الأفعال التي دلت ضرورة الدين على استنادها إلى الله تعالى كالخلق والرزق والإحياء والإماتة وغيرها، إلى غيره تعالى مخالف لضرورة الدين هذا محصورة بالدين.

إلى هنا ظاهر كلام العلامة الحلي وصاحب البحار كفر من يعتقد بتأثير الكواكب لكن إذا نرجع إلى كلام الشهيد الأول فإن ظاهر كلامه عدم كفرهم، المهم ما ينكرون الصانع وما ينكرون تدبير الصانع أما إذا سلموا بوجود الصانع أولا وتدبير الصانع ثانيا وقالوا إن للكواكب تأثير هذا التأثير فرع تأثير الله هذا التأثير في طول تأثير الله فلا مانع من ذلك.

الشهيد الأول يقول هؤلاء مخطئون لا أنهم كافرون يعني من يعتقد بأن النجوم والكواكب العلوية مؤثرة في الحوادث السفلية هذا مخطئ لأنه قال بهذا القول من دون دليل وإلا لو دل الدليل على ذلك لقلنا به لكن لم يدل عليه الدليل إذن القول بتأثير الكواكب في طول تأثير الله ليس إنكار لتدبير الله وصنع الله فلا يوجب الكفر، وجه الاستدراك إن هؤلاء مخطئون لا كافرون لأنهم قالوا بقول من دون دليل نقلي أو عقلي.

يقول الشيخ الأنصاري "رحمه الله" لكن ظاهر شيخنا الشهيد الأول في القواعد العدم، يعني عدم كفرهم فإنه بعدما ذكر الكلام الذي نقلناه منه سابقا، المفروض هذا صاحب الحواشي يرجع، ذكر في صفحة 216 الفقرة الأخيرة فإنه بعد ما ذكر الكلام الذي نقلناه منه سابقا قال الشهيد الأول وإن اعتقد أنها ـ أن النجوم ـ تفعل الآثار المنسوبة إليها والله سبحانه هو المؤثر الأعظم فهو مخطئ ولم يقول فهو كافر، هذا القائل المعتقد مخطئ إذ لا حياة لهذه الكواكب ثابتة بدليل عقلي ولا نقلي[7] ، حتى إذا دل الدليل على أنها لها حياة، كون لها حياة لا يعني أنها مؤثرة.

وظاهره ـ الشهيد الأول ـ أن عدم القول بذلك يعني عدم القول بتأثير النجوم في الآثار لعدم المقتضي له يعني لعدم المقتضي لهذا القول وهو تأثير الكواكب والنجوم في الآثار وهو الدليل لا لوجود المانع منه ـ من هذا القول ـ يعني عدم القول لا لوجود المانع من هذا القول، ما هو المانع؟ وهو انعقاد الضرورة على خلافه على خلاف هذا القول فهو الاعتقاد أن النجوم تفعل الآثار المنسوبة إليها هذا القول ممكن لكن غير واقع فهو ممكن غير معلوم الوقوع.

الآن يوجه الشيخ الأنصاري كلام الشهيد الأول الآن إذا يأتي شخص ويقول إن النجوم والشمس والكواكب تفعل الآثار المنسوبة إليها هي التي تنزل المطر وهي التي توجب هبوب الرياح والرعد والبرق لكن في طول تأثير الله ضمن تأثير الله، هذا ما يكون كافر هذا يكون مخطأ ولا يكون كافرا.

الآن الشيخ الأنصاري يوجه كلام الشهيد الأول الشيخ الأنصاري ما يوجب الكفر هو إنكار ما علم من ضرورة الدين وما الذي علم من ضرورة الدين؟ أولا إن الله هو الصانع، ثانيا إن الله هو المدبر بالإستقلال أما أن يكون كوكب مدبر بالتبع هذا لا دليل على أنه من ضروريات الدين إذن الذي يوجب الكفر لو قالوا إن هذه الكواكب السيارة أو النجوم مدبرة بالاستقلال هذا هو المشكل هم لم يقولوا إنها مدبرة بالاستقلال.

يقول الشيخ الأنصاري ولعل وجه يعني وجه ما قاله الشهيد الأول من عدم كفرهم وأنهم مخطئون، أن الضروري عدم نسبة تلك الأفعال إلى فاعل مختار باختيار مستقل مغاير لاختيار الله كما هو ظاهر قول المفوضة، المفوضة قالوا الله خلق الأشياء ثم فوض إليها ما تشاء حتى لو كانت على خلاف اختياره، يعني الله خلق الشمس والقمر ثم رفع يده يعني عطل تدبير الله صارت الشمس والقمر يدبرون حالهم حتى لو على خلاف إرادة الله هذا مشكل لكن لو قلنا الشمس والقمر يدبرون حالهم بما يوافق إرادة الله ما المانع من هذا.

أما استنادها يعني تلك الأفعال إلى الفاعل وهو النجوم والأفلاك في مقامنا بإرادة الله المختار بعين مشيته واختياره حتى يكون كالآلة بزيادة الشعور يعني يصير النجم والفلك مثل الآلة لكن الآلة لا شعور لها والشمس والقمر والنجوم لها شعور ولها اختيار لكن موافق لاختيار الله لو قلنا مخالف لاختيار الله هنا المشكلة.

يكون كالآلة بزيادة الشعور وقيام الاختيار به ـ بالفلك والنجم ـ بحيث يصدق أنه هذا الفعل يصير النجم وفعل الله بحيث يصدق أنه فعله ـ فعل النجم وفعل الله ـ فلا يعني فلا دليل على أنه كافر لا يوجب الكفر، إذ المخالف للضرورة إنكار نسبة الفعل إلى الله تعالى على وجه الحقيقة لا إثباته لغيره يعني إثبات فعل الله لغيره لغير الله أيضا بحيث يصدق أنه فعله ـ فعل الغير وفعل الله ـ فعل النجم وفعل الله نعم ما ذكره الشهيد الأول "رحمه الله" من عدم الدليل عليه حق، لا يوجد دليل على أن النجوم والكواكب تفعل فعل موافق لفعل الله تؤثر في طول تأثير الله، الله هو المؤثر الأوحد لذلك هناك كلمة للعرفاء والسيد الإمام الخميني دائما يذكرها لا يؤثر في الوجود إلا الله لا يوجد شيء غير الله "عز وجل" يؤثر.

فالقول به ـ بقولهم أن النجوم مؤثرة ضمن تأثير الله ـ تخرص هذا ظن ونسبة فعل الله إلى غيره ـ إلى غير الله وهو النجوم ـ هذا قول بلا دليل وهو قبيح ثم يقول الشيخ الأنصاري هذا الشهيد الأول عالم كلامه مأخوذ من رواية في الاحتجاج علمائنا الفطاحل أكثر كلامهم متون روايات الآن إذا تراجع مناسك الحج للسيد السيستاني كثير من الكلمات متون روايات، مناسك السيستاني ومناسك السيد الخوئي، مناسك السيد الخوئي أصله منسك الميرزا الشيخ محمد حسين النائيني "رحمه الله" متون روايات بل تجد حتى تعليقات السيد السيستاني الإضافية متن روايات.

وما ذكره قدس ـ الشهيد الأول ـ كأن مأخذه منبعه ومصدره ما في الاحتجاج عن هشام بن الحكم قال سأل الزنديق أبا عبد الله "عليه السلام" فقال ما تقول في من يزعم أن هذا التدبير الذي يظهر في هذا العالم تدبير النجوم السبعة كان يعتقدون أنها سبعة عطارد والزهرة و... الآن تسعة، قال "عليه السلام" يحتاجون إلى دليل إذن لم يقل هم كفار هم مخطئون يحتاجون إلى دليل، قال "عليه السلام" يحتاجون إلى دليل أن هذا العالم الأكبر، العالم الأكبر يراد به العالم السفلي عالم السماء والعالم الأصغر عالم الأرض من تدبير النجوم التي تسبح في الفلك وتدور حيث دارت متعبة لا تفتر يعني مع أن هذا الدوران يوجب التعب لكنها لا تفتر ولا تهدأ ولا تضعف، هذه متعبة موجودة في النسخة للمكاسب وفي المصدر ولكن في سائر النسخ وإن كل نجم منها موكل مدبر لكن في الاحتجاج متعبة.

وسائرة لا تقف ثم قال وإن لكل نجم منها، طبعا متعبة في بعض النسخ منقبة أو سبعة، ثم قال وإن لكل نجم منها موكل مدبر في بعض النسخ وإن كل نجم منها موكل مدبر، فهي بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين فلو كانت قديمة أزلية لم تتغير من حال إلى حال[8] الخبر يعني إلى نهاية الخبر.

الشيخ الأنصاري يستظهر يقول والظاهر أن قوله بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين يعني في حركاتهم كيف أن العبد يأمر وينهى لكن هو مختار لكن حركته بيد مولاه كذلك النجوم مختارة لكن حركتها بيد الله "عز وجل" لا أن العبد مأمور بتدبير حاله لما تقول هذا العبد مأمور منهي هذا معناه أنه يدبر حاله؟ كلا كذلك لما يقال أن النجوم والكواكب مأمورة منهية يعني بأمر الله لها اختيار لكن بأمر الله "عز وجل" لا أنها تدبر حالها، يقول والظاهر أن قوله بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين يعني في حركاتهم لا أنهم مأمورون بتدبير العالم بحركاتهم فهي مدبرة باختياره المنبعث عن أمر الله تعالى.

إلى هنا أكثر كلمات الفقهاء السبعة تكفر من يقول إن الكواكب مؤثرة ولو كانت في طول تأثير الله، الاستدراك الأول قول الشهيد الأول هذا الكلام لا يوجب الكفر لكن لا دليل عليه فهو خطأ، الاستدراك الثاني للفيض الكاشاني هو قائل بهذا القول يعني يوجد دليل عليه نعم ذكر المحدث الكاشاني في الوافي يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo