< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفقه

41/04/18

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: الدرس السادس والسبعون: الوجه الثالث اعتقاد استناد الأفعال للكواكب كاستناد الاحراق للنار

 

قال الشيخ الأنصاري "رحمه الله" نعم ذكر المحدث الكاشاني في الوافي في توجيه البداء كلاما ربما يظهر منه مخالفة المشهور حيث قال.[1]

 

خلاصة درس الأمس

كان الكلام في الأمر الثاني من الأمر الرابع من التنجيم، الأمر الثاني هو الاعتقاد بأن الحركات الفلكية تؤثر في الأشياء ولكن تأثيرها في طول تأثير الله تبارك وتعالى فالله "عز وجل" هو المؤثر الأعظم والحركات الفلكية هي المؤثر الأصغر، تطرقنا إلى قولين واليوم نتطرق إلى القول الثالث.

القول الأول لصاحب البحار "رحمه الله" إذ يستفاد من كلامه حرمة التنجيم بهذا المعنى وأن المنجم كافر.

القول الثاني للشهيد الأول "رحمه الله" إذ يستفاد من كلامه أن المنجم مخطئ وقائل بلا دليل ولا يستفاد من كلامه كفر المنجم.

القول الثالث وهو قول الفيض الكاشاني "رحمه الله" من أن قول المنجم ليس موجبا للكفر كما عليه صاحب البحار وليس خطئا كما عليه الشهيد الأول بل يمكن أن يلتمس له وجه ويكون صحيحا ما ابعد ما بين هذه الأقوال الثلاثة.

 

درس اليوم

 

معاني البداء

الفيض الكاشاني في كتاب الكافي الذي هو جمع للكتب الأربعة في توجيه البداء، البداء من عقائد الشيعة الإمامية، البداء له معنى لغوي وله معنى اصطلاحي المعنى اللغوي هو عبارة عن الظهور بعد الخفاء والمعنى الاصطلاحي هو عبارة عن الإبداء بعد الإخفاء

معنى اللغوي

فحينما تقول أردت أن أسافر لكن بدا لي يعني كنت أرى أن هناك مصلحة في السفر لكن جاء مرض كرونا الذي قتل الناس في هذه الأيام ومنعوا السفر، هذا الظهور بعد الخفاء هذا يلزم منه الجهل يعني كنت جاهلا بضرر السفر فظهر لي وجود ضرر في السفر فالبداء في اللغة هو عبارة عن الظهور بعد الخفاء نسبة هذا المعنى إلى الله يلزم منه نسبة الجهل إلى الله "عز وجل"

معنى الاصطلاحي

لكن البداء الذي ينسب إلى الله في عقائد الإمامية هو البداء الاصطلاحي الإظهار بعد الإخفاء مثل مر المسيح “عليه السلام” وإذا بعرس قائم فقال (إن العريس يموت هذه الليلة أصبح الصباح وهذا العريس ما مات قالوا يا روح الله لم يمت قال أرفعوا المخدة رفعوا المخدة وإذا ثعبان تحت المخدة)[2] فاتضح أنه قد تصدق في ليلة عرسه والصدقة دفعت البلاء ولو الصدقة للسعته الثعبان وسمته إذن كان مقدر في علم الله هذا العريس يموت لو لم يتصدق لكنه تصدق إذن لا يموت هذه الليلة هنا الإظهار بعد الاخفاء الله "عز وجل" كان مقدرا أنه سيعيش وأنه سيتصدق لكن لم يظهر لعبده عيسى “عليه السلام” ِأنه سيتصدق لذلك الآن هذا المعنى الإظهار بعد الاخفاء في البداء.

الفيض الكاشاني وهو ابن بجلتها في المعقول والمنقول لأن الفيض الكاشاني صهر الملا صدرا صدر الدين الشيرازي، الفيض الكاشاني تكلم عن الأفلاك قال هذه الأفلاك عبارة عن قوى فلكية. كانوا سابقا يقسمون نفس عقل يطلقون على النفوس أنها قوى كان يعتقدون أن الكواكب قوى ونفوس، قوى فلكية هذه القوى الفلكية تعلم بأصل الشيء لا بتفاصيله كيف إن المسيح “عليه السلام” علم بأصل الشيء أن هذا العريس يموت لكن لم يعلم بالتفاصيل أنه يموت لو لم يتصدق ولم يعلم أنه كان سيتصدق.

هنا أيضا في مقام توجيه البداء الفيض الكاشاني يوجه البداء وجه الإظهار بعد الإخفاء يقول عندنا أمور متناهية وعندنا أمور غير متناهية الأفلاك والحركات الفلكية متناهية ولكن الحوادث غير متناهية والمتناهي لا يحيط بغير المتناهي فلا تحيط الحركات الفلكية التي هي متناهية بالحوادث التي هي غير متناهية وبالتالي عندنا سبب وعندنا مسبب، الحركات الفلكية هي توجد سبب الحوادث والحوادث مسبب عن الحركات الفلكية فإذن كلامه ظاهر في أن الحركات الفلكية هي التي توجب حدوث الأمور.

 

تطبيق المتن

هذا استدراك على أن القول بأن الأفلاك تؤثر خطأ ولا دليل عليه، نعم ذكر المحدث الكاشاني في الوافي في توجيه البداء يعني في بيان وجه صحة البداء ذكر كلاما ربما يظهر منه مخالفة المشهور، ما هو قول المشهور؟ قول المشهور كفر المنجم الذي يقول بأن الحركات الفلكية تؤثر حيث قال فاعلم إن القوى المنطبعة الفلكية، القوى يعني النفوس فأعلم أن القوى المنطبعة الفلكية يعني القوى التي هي عبارة عن أفلاك، القوى المنطبعة الفلكية يعني القوى المطبوعة في الأفلاك، المطبوعة يعني الموجودة في الأفلاك هذه النفوس تعلم لكن تعلم أصل الأشياء لا تفاصيل الأشياء.

فاعلم أن القوى المنطبعة الفلكية لم تحط بتفاصيل ما سيقع من الأمور دفعة واحدة الله "عز وجل" بالتدريج يعطيها ما يعطيها كل الأمور مرة واحدة ودفعة واحدة، لعدم تناهي تلك الأمور، هذه لعدم هذه تعليل لأنها لا تعليم بتفاصيل ما سيقع دفعة واحدة، لماذا لا تعلم؟ لعدم تناهي تلك الأمور التي ستقع.

يريد أن يقول هكذا الحركات الفلكية متناهية والأمور التي ستقع غير متناهية هذا أول الكلام كليهما متناهيين الحركات الفلكية متناهية وأيضا الحوادث متناهية لأنها غير متناهية.

لعدم تناهي تلك الأمور بل إنما تنقش فيها الحوادث شيئا فشيئا بل إنما تنقش فيها يعني في القوى المنطبعة الفلكية تنتقش الحوادث شيئا فشيئا يعني تعلم القوى الفلكية بالحوادث بالتدريج شيئا فشيئا فإن ما يحدث في عالم الكون والفساد، الكون يعني الوجود الفساد يعني العدم يعني ما سيوجد وما سيعدم، فإنما يحدث يعني ما سيحصل في عالم الكون يعني الوجود والفساد يعني العدم إنما هو من لوازم حركة الأفلاك ونتائج بركاتها، من لوازم يعني من أسباب يعني الكون والفساد بسبب حركة الأفلاك يعني اللوازم جمع لازم المراد به السبب الملزومات ـ المسببات ـ فهي يعني القوى المنطبعة الفلكية، تعلم أنه كلما كان كذا كان كذا[3] إذا تصدق يطول عمره ما تصدق ما يطول عمره إذا اقترب كذا من كذا صار كذا ما اقترب ما صار كذا انتهى موضع الحاجة وظاهره ـ ظاهر كلام الفيض الكاشاني ـ أنها القوى المنطبعة الفلكية فاعلة بالاختيار لملزومات الحوادث، ملزومات يعني مسببات الحوادث يعني القوى الفلكية فاعلة لملزومات يعني أسباب، إذن إنما هو من لوازم حركات الأفلاك يعني من مسببات المراد باللوازم المسببات والمراد بالملزومات الأسباب.

والفساد إنما هو من لوازم حركة يعني ما يحدث في عالم الكون والفساد إنما هو من مسببات حركة يعني هي مسببات مفعولات إلى حركة الأفلاك وهي أنما نتائج بركات حركة الأفلاك، فهي تعلم أنه كلما كان كذا كان كذا وظاهره أنها فاعلة بالاختيار لملزومات الحوادث لأسباب الحوادث يعني القوى الفلكية هي تسبب هذه الحوادث.

فاعلة بالاختيار، هذا الاختيار لم يصرح الفيض الكاشاني من أين نستظهر للشيخ الأنصاري أنها القوى المنطبعة مختارة؟ إما من لفظ العلم حينما قال فهي تعلم أو من قوله نتائج بركاتها، نتائج بركة حركة الأفلاك وبالجملة فكفر المعتقد بالربط يعني بين حركة الأفلاك وبين وقوع الحوادث على هذا الوجه الثاني أن تكون حركة الأفلاك مؤثرة في الحوادث لكن الله هو المؤثر الأعظم.

فكفر المعتقد بالربط على هذا الوجه لم يظهر من الأخبار، الأخبار ما تدل على كفره، ومخالفته يعني مخالفة المعتقد بالربط على هذا الوجه، مخالفته لضرورة الدين لم يثبت أيضا إذ ليس المراد العلية التامة، يعني ليس المراد على هذا الثاني القول بالعلية التامة يعني أن تكون حركة الأفلاك علة تامة للحوادث، المراد المدخلية يعني العلة الناقصة، ومخالفته لضرورة الدين لم يثبت أيضا إذ ليس المراد العلية التامة، كيف يكون المراد العلية التامة وقد حاول المحدث الكاشاني بهذه المقدمات إثبات البداء يعني البداء الذي هو واقع وصحيح في عقائد الإمامية، هذا تمام الكلام في الأمر الثاني.

الأمر الثالث إسناد الأفعال إليها يعني إلى حركة الأفلاك كاستناد الإحراق إلى النار يعني الحركة المجبولة هذه الحركة المجبولة هي عين الرابع يعني صار الثاني ناظر إلى الخامس والثالث ناظر إلى الرابع.

الثالث استناد الأفعال إليها كاستناد الإحراق إلى النار يعني الحركة المجبولة الحركة المجبورة، إذا نرجع إلى صفحة 212 يقول ومجبولة على الحركة على طبق اختيار الصانع كالآلة هذا الرابع أو بزيادة أنها مختارة باختيار هو عين اختياره تعالى، الله تعالى عمن يقولوا ظالمون هذا الخامس إذن الخامس مختارة والرابع مجبولة.

الثاني أنها تفعل الآثار المنسوبة إليها والله سبحانه هو المؤثر الأعظم هذه مختارة.

الثالث إسناد الأفعال إليها كاستناد الإحراق إلى النار هذه مجبورة إذن الثاني ناظر إلى الخامس والثالث ناظر إلى الصورة الرابعة.

إذا رجعنا إلى كلمات السبعة غير كلمة الشهيد الأول، الكلمات السبعة الشريف المرتضى إلى آخره يكفر من يقول حتى بالحركة المجبولة عدا كلام الشهيد الأول.

قال وظاهر كلمات كثير ممن تقدم كون هذا الاعتقاد إن الحركات الفلكية تستند إليها الأفعال كاستناد الإحراق إلى النار فإن النار مجبولة على الإحراق كون هذا الاعتقاد كفرا إلا أنه قال شيخنا المتقدم في القواعد، ما هو شيخنا المتقدم؟ الشهيد الأول، بعد الوجهين الأولين ذكر الوجهين الأولين في صفحة 210 الفقرة الثانية وقال الشهيد في قواعده كل من اعتقد في الكواكب أنها مدبرة لهذا العالم هذا وجه وموجدة له هذا وجه ثاني فلا ريب أنه كافر إذن رتب الكفر على أحد أمرين القول بأن الكواكب مدبرة للعالم هذا جعلناه للوجه الثاني وأنها موجودة للعالم يعني صانعة يعني الوجه الأول من أنكر الصانع الوجه الثاني من أنكر تدبير الصانع نرجع صفحة 219 قال شيخنا المتقدم في القواعد بعد الوجهين الأولين هذا نص عبارته إذا ترجع هناك صفحة 210 حاشية رقم 4 القواعد والفوائد الجزء الثاني صفحة 35 هنا أيضا إذا ترجع إلى صفحة 219 ينقل نص كلام الشهيد الأول القواعد والفوائد الجزء الثاني صفحة 35 يعني هناك ما أكمله هنا أتم العبارة.

قال الشهيد الثاني وأما ما يقال من استناد الأفعال إليها يعني إلى حركة الأفلاك كاستناد الإحراق إلى النار وغيرها من العاديات يعني من الأمور العادية يعني التي جرت العادة مثل جرت العادة وجود البرودة عند وجود الثلج، جرت العادة وجود الحرارة عند وجود النار وإلا النار ليست علة تامة للإحراق إذا علة تامة للإحراق لما انفكت النار عن الحرارة والإحراق في أبينا إبراهيم الخليل إذن هذا لازم عادي لا نقول إنه لازم عقلي.

وغيرها من العاديات بمعنى الله تعالى أجرى عادته أنها إذا كانت على شكل مخصوص أو وضع مخصوص يفعل ما ينسب إليها، أنها إذا كانت على شكل مخصوص نار أو ثلج، أو وضع مخصوص يفعل ما ينسب إليها يفعل البرودة المنسوبة إلى الثلج يفعل الحرارة المنسوبة إلى النار ويكون ربط المسببات، ما الذي يسبب البرودة والحراق؟ الله، نسبة البرودة إلى الثلج ونسبة الحرارة والإحراق إلى النار هذه بحسب الملازمة العادية لذلك يقول ويكون ربط المسببات مثل البرودة والإحراق بها بالشكل المخصوص أو الوضع المخصوص كربط مسببات الأدوية والأغذية بها مجازا، الدوى يوجب الشفاء الغذاء يوجب الشبع أنت تقول الطعم شبعني الأكل شبعني الدواء شافاني الدواء الذي يشافي أو الله الذي يشافيك، الأكل الذي يشبعك أو الله الذي يشبعك؟ الله هو الذي يشبع ويداوي لكن نسب الشبع والعلاج والشفاء إلى هذه الأمور الادوية والغذاء بحكم العادة.

يقول كربط مسببات الادوية والأغذية بها يعني بالأدوية والأغذية مجازا لا حقيقة لأن الذي يشبع ويشافي حقيقة الله "عز وجل" مجازا باعتبار الربط العادي لا الربط العقلي الحقيقي، الربط العقلي الحقيقي الذي يشافي هو الله والذي يداوي هو الله والذي يشبع هو الله فهذا يعني الاعتقاد أنها تؤثر كما أن النار تؤثر في الإحراق، لا يكفر معتقده لكنه مخطئ وإن كان أقل خطئا من الأول، الأول الذي هو الثاني الثاني الذي هو الخامس من الصور، الأول الذي يعتقد إنها مختارة يعتقد الأفلاك مختارة والثاني الذي هو هذا الثالث الذي يعتقد أن الأفلاك مجبورة أي خطأ أعظم؟ الذي يعتقد أنها مختارة أعظم من الذي يعتقد أنها مجبولة ومجبورة.

يقول فهذا لا يكفر معتقد لكنه مخطئ وإن كان خطئه أقل خطئا من الأول، الأول الذي هو الثاني، من يعتقد أنها تأثير عن اختيار لأن وقوع هذه الآثار عندها ليس بدائم ولا أكثر يعني هذه الآثار من برودة وحرارة ليس دائما ولا أكثريا دائما يعني هذا يصير لازم عقلي يصير ربط عقلي حقيقي، هنا من قوله ليس بدائم ولا أكثري[4] يشير إلى أنه لا توجد علية تامة.

يقول وغرضه من التعليل المذكور الإشارة إلى عدم ثبوت الربط العادي حينما قال لأن وقوع هذه الآثار عندها ليس بدائم ولكن هذا التعليل الغرض منه الإشارة إلى عدم ثبوت الربط العادي لأن الربط العادي يصير إذا صار أكثري إذا صار ليس بدائم هذا نفي للربط العقلي الحقيقي ليس بأكثر هذا نفي للربط العادي، العادي متى يثبت؟ إما يثبت بالحس مثل الحرارة الحاصلة من النار الشمس البرودة الحاصلة من القمر أو الثلج وإما يثبت بالعادة الدائمة أو العادة الغالبة، والعادة الدائمة أو الغالبة تحصل من تكرر الدفعات كلا أنت شربت هذا الدواء فادني أنت شربت هذا الدواء ما فادك فهنا لا توجد عادة أكثرية ولا غالبية.

قال وغرضه من التعليل المذكور الإشارة إلى عدم ثبوت العدم العادي لعدم ثبوته ـ الربط ـ بالحس كالحرارة الحاصلة بسبب النار والشمس وبرودة القمر يعني كالحرارة الحاصلة وكبرودة القمر هذان مثالان لما يثبت بالحس لعدم ثبوته بالحس ولا بالعادة الدائمة ولا الغالبة لعدم العلم بتكرر الدفعات كثيرا حتى يحصل العلم أو الظن.

سلمنا أنه حصل تكرر بحيث صار في الغالب إذا الحركة الفلانية في الأفلاك صارت يحدث شيء وهو نزول المطر زلزال من قال إن الحركة الفلانية هي التي أوجبت الزلزال يمكن بالعكس الزلزال هو الذي أوجب الحركة الفلانية إذا اقترب الكوكب الأول من الكوكب الثاني تقول ينزل المطر يمكن بالعكس نزول المطر هو الذي يؤدي إلى قرب الفلك الأول من الثاني هذا احتمال.

واحتمال ثالث كلاهما معلول لعلة ثالثة توجد علة ثالثة لها لازمان لها معلولان دنو الكوكب الأول من الثاني ونزول المطر.

قال ثم على تقديره يعني على تقدير حصول العلم أو الظن بتكرر الدفعة فليس فيه لتكرر الدفعات دلالة على تأثير تلك الحركات في الحوادث يعني الحركات الكوكبية، فلعل الأمر بالعكس يعني فلعل الحوادث هي التي تؤثر في الحركات أو كلتاهما يعني الحوادث والحركات مستندتان إلى مؤثر ثالث يعني معلولان لعلة ثالثة فتكونان من المتلازمين في الوجود، فتكونان يعني فتكون الحركات والحوادث من المتلازمين في الوجود، وبالجملة فمقتضى ما ورد من أنه أبا الله أن يجري الأشياء إلا بأسبابها[5] كون كل حادث مسببا وأما أن السبب هي الحركة الفلكية أو غيرها كل حادث مسببا يعني معلول له علة لكن ما هي علته، هل هي الحركات الفلكية، غير معلوم وأما أن السبب هي الحركة الفلكية أو غيرها فلم يثبت ولم يثبت أيضا كونه مخالفا لضرورة الدين.

إلى هنا هذا كلام ثبوتا يعني يمكن أن يكون صحيحا لكن لم نقم الدليل عليه الآن نقول كلامنا في عالم الإثبات بعض الروايات ظاهرها أن الكواكب تؤثر لذلك يقول بل في بعض الأخبار، بل هذا إضراب وترقي من عالم الإمكان والثبوت إلى عالم الإثبات والخطاب وهو الروايات.

بل في بعض الأخبار هذه بعض الأخبار ظاهرها أن الكواكب تؤثر، موجود الآن علميا أن هناك جاذبية للقمر يؤثر على دم الإنسان، دم الإنسان سبعين بالمائة بلازمة الدم ماء وهذا الماء يتأثر بجاذبية القمر، بل في بعض الأخبار ما يدل بظاهره على ثبوت التأثير للكواكب مثل ما في الاحتجاج، الرواية الموجودة في احتجاج الطبرسي عن أبان بن تغلب في حديث اليماني الذي دخل على أبي عبد الله “عليه السلام” ـ الإمام الصادق ـ وسماه باسمه، الإمام الصادق نادى اليماني باسمه سعد قال يا سعد ذلك تعجب، وسماه باسمه الذي لم يعلمه أحد يعني وسما الإمام الصادق اليماني باسمه هذا الاسم الذي لم يعلمه أحد وهو سعد فقال له الإمام الصادق يا سعد وما صناعتك؟ قال إنا أهل بيت ننظر إلى النجوم إلى أن قال الإمام الصادق “عليه السلام” ما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت الإبل ـ زادت شهوتها ـ قال ما أدري قال صدقت قال ما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت البقر قال ما أدري، قال صدقت، فقال ما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت الكلاب قال ما أدري قال صدقت فقال “عليه السلام” ما زحل عندكم؟ فقال سعد نجم نحس فقال أبو عبد الله “عليه السلام” لا تقول هذا هذا هو نجم أمير المؤمنين وهو نجم الأوصياء وهو النجم الذي قال الله تعالى النجم الثاقب.[6]

وفي رواية المدائني المروية عن الكافي للكليني عن أبي عبد الله “عليه السلام” قال إن الله خلق نجما في الفلك السابع فخلقه من ماء بارد وخلق سائر النجوم الجاريات من ماء حار هذا النجم البارد وهو نجم الأوصياء والأنبياء وهو نجم أمير المؤمنين يأمر بالخروج من الدنيا والزهد فيها يعني يقتضي يتطلب يخلي عندك قابلية إلى الزهد يعني قابلية تكوينية، يأمر بالخروج من الدنيا والزهد فيها ويأمر بافتراش التراب وتوسد لِبن ـ الطابوق ـ ولبس الخشن وأكل الجشب يعني الشيء الخشن، وما خلق الله نجما أقرب إلى الله تعالى منه إلى نهاية الخبر.[7]

والظاهر أن أمر النجم بما ذكر من المحاسن وهو الخروج من الدنيا والزهد فيها وافتراش التراب كناية عن اقتضائه لها يعني كناية عن اقتضاء النجم لهذه المحاسن، هذا تمام الكلام في الأمر الثالث من الأمر الرابع، الرابع من الأمر الرابع يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo