< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفقه

41/05/19

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: الدرس المئة والإثنين: اتمام الكلام في بحث الغيبة وذكر حقوق المؤمن

 

قال الشيخ الأنصاري "رحمه الله" ثم إنه يظهر من الأخبار المستفيضة وجوب رد الغيبة.[1]

 

خلاصة البحث

كان الكلام في الأمر الرابع وهو حرمة استماع الغيبة وبعد أن بحث الشيخ الأنصاري "رحمه الله" حرمة وجواز الغيبة والفرق بين جواز الاستماع وبين لزوم النهي عن المنكر كما أن الشيخ الأنصاري قد فرق بين لزوم النهي عن الغيبة الذي هو من صغيرات وجوب النهي عن المنكر وبين وجوب رد الغيبة ولزوم الانتصار للمغتاب وهو معنا آخر يرتبط بالغيبة شرع الشيخ الأنصاري بعد ذلك في بيان الروايات الدالة على وجوب رد الغيبة ثم يقول إن المراد بالرد ليس صرف النهي عن الغيبة بل المراد برد الغيبة الانتصار للغائب وبعبارة أخرى رد اعتبار للغائب ثم يشير إلى بعض المطالب المرتبطة بهذا البحث وهي عقوبة ذو اللسانين الذي يمدح أمام الشخص ومن خلفه يطعن فيه فإن له لسانان من نار وفي الختام يختم بالبهتان وأن البهتان أغلظ حرمة من الغيبة فالغيبة أن تقول في أخيك ما فيه والبهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه فكلاهما يشترك في أنه في ظهر الغيب الغيبة والبهتان ذكر للعيب في ظهر الغيب لكن الفارق الغيبة ذكر للعيب الواقعي والبهتان ذكر للعيب غير الواقعي لذلك فيها أمران فيها نسبة الذنب والعين والأمر الثاني فيه فرية وافتراء وهتك للحرمة.

 

تطبيق المتن

قال الشيخ الأنصاري "رحمه الله" ثم إنه يظهر من الأخبار المستفيضة وجوب رد الغيبة فعن المجالس ـ آمالي الطوسي ـ بإسناده عن أبي ذر "رضوان الله عليه" عن النبي "صلى الله عليه وآله" (من اغتيب عنده أخوه المؤمن وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله تعالى في الدنيا والآخرة وإن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا والآخرة)[2] ونحوها هذه الرواية عن الصدوق بإسناده عن الصادق “عليه السلام” عن آبائه "عليهم السلام" في وصية النبي "صلى الله عليه وآله" لعلي “عليه السلام” الواردة في نصرة الأخ المؤمن وعن عقاب الأعمال للصدوق بسنده عن النبي "صلى الله عليه وآله" قال (من رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة فإن لم يرد عنه وأعجبه كان عليه كوزر من اغتابه)[3] وعن الصدوق بإسناده عن الصادق “عليه السلام” في حديث المناهي يعني نهى رسول الله عن كذا ونهى عن كذا ونهى عن كذا من جملة المناهي الغيبة عن النبي "صلى الله عليه وآله" (من تطول على أخيه ـ من تفضل على أخيه ـ في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة فإن هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة[4] إلى آخر الخبر) إذن هنا تضاعف في العقاب.

ما هو وجه تضاعف العقاب؟

الشيخ الأنصاري يقول لعل وجه تضاعف العقاب أنه إذا لم يرد عليه سيتجرأ المغتاب وستعم الغيبة يقول الشيخ الأنصاري ولعل وجه زيادة عقابه أنه إذا لم يرده تجرأ المغتاب على الغيبة فيصير على هذه الغيبة وغيرها

والظاهر أن الرد عن الغيبة غير النهي عن الغيبة والمراد به الانتصار للغائب بما يناسب تلك الغيبة فإن كان عيبا دنيويا انتصر له بأن العيب ليس إلا ما عاب الله به من المعاصي التي من أكبرها ذكرك أخاك بما لم يعبه الله به الله ما عيبه أنت تعيبه وإن كان عيبا دينيا وجهه بمحامل تخرجه عن المعصية فإن لم يقبل التوجيه بما يخرجه عن المعصية انتصر له بأن المؤمن قد يبتلي بالمعصية فينبغي أن تستغفر له وتهتم له لا أن تعير عليه وإن تعييرك إياه لعله أعظم عند الله من معصيته ونحو ذلك يعني إذا رأيت المكروه فقل خاتمة خير ولتكن حظرا من أن تقع في نفس ما وقع فيه غيرك

ثم إنه يتضاعف عقاب المغتاب إذا كان ممن يمدح المغتاب في حضوره وهذا وإن كان في نفسه مباحا يعني المدح في الحضور وإن كان ورد في الروايات من مدحك ذبحك[5] ) وبعض الروايات أنه (اش التراب في وجوه المادحين)[6] وهذا المدح في الحضور وإن كان في نفسه مباحا إلا أنه إذا انضم ـ المدح في الحضور ـ مع ذمه في غيبته سمي صاحبه ذو اللسانين منافق وتأكد حرمته يعني بعضهم يأتي علم الله ويشهد الله أن وجودكم وجود مهم للإسلام والمسلمين أسأل الله لكم طول العمر ومن خلفي يقول تتعاون معي لإسقاط فلان.

ولذا ورد في المستفيضة أنه يجيء ذو اللسانين يوم القيامة وله لسانان من النار[7] فإن لسان المدح في الحضور وإن لم يكن لسانا من نار إلا أنه إذا انضم إلى لسان الذنب في الغياب صار كذلك يعني صار لسانا من نار

وعن المجالس ـ آمالي الصدوق ـ بسنده عن حفص بن غياث عن الصادق “عليه السلام” عن أبيه عن آبائه عن علي “عليه السلام” قال (قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" من مدح أخاه المؤمن في وجهه واغتابه من رواءه فقد انقطعت العصمة بينهما[8] )

وعن الباقر “عليه السلام” (بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسان لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكلوه غائبا إن أعطي حسده وإن ابتلي أخوه خذله[9] ).

الآن في الختام يشير إلى أن الغيبة قد تطلق على البهتان مع أن البهتان عبارة عن ذكر العيب الذي ليس فيه فهو عيب مفترض.

قال الشيخ الأنصاري واعلم أنه قد يطلق الاغتياب على البهتان وهو أن يقال في شخص ما ليس فيه وهو أغلظ تحريما من الغيبة التي هي ذكر العيب الذي هو فيه وهو أن يقال في شخص ما ليس فيه وهو أغلظ تحريما من الغيبة ووجهه ظاهر لأنه جامع بين مفسدتي الكذب والغيبة ويمكن القول بتعدد العقاب من جهة كل من العنوانين والمركب فيصير ثلاثة عقابات العقاب الأول للكذب العقاب الثاني للغيبة والعقاب الثالث للبهتان وعهدة هذا الكلام على مدعيه من تعدد العقاب لذلك الشيخ الأنصاري قال ويمكن لم يجزم مجرد احتمال نعم ورد في الروايات أن عقاب الغيبة البهتان أشد من عقاب الغيبة

وفي رواية علقمة عن الصادق “عليه السلام” حدثني أبي عن آبائه "عليهم السلام" عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أنه قال (من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا ومن اغتاب مؤمنا بما فيه فقد انقطعت العصمة بينهما وكان المغتاب خالدا في النار وبئس المصير[10] ) هنا وكان المغتاب خالدا قد يشكل قرينة على أن المراد لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا يعني لا يدخل كلاهما الجنة المغتاب بالفتح يدخل الجنة والمغتاب بالكسر يدخل النار خصوصا أن الرواية في مقام بيان الحرمة فليس المناسب أن يذكر كليهما يدخلون الجنة واحد منهم لم يرى الثاني الأنسب أنه واحد منهم ما يشم ريح الجنة، هذا تمام الكلام في مباحث الغيبة.

خاتمة

في بعض ما ورد من حقوق المسلم على أخيه ففي صحيحة مرازم عن أبي عبد الله “عليه السلام” (ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن)[11]

وبعض الروايات الإمام يلتفت إلى الكعبة يقول لها (ما ابهاك وما أعظمك والله إن المؤمن لأشد حرمة منك[12] )

ورواه في الوسائل ـ الحر العاملي ـ وكشف الريبة ـ الشهيد الثاني ـ عن كنز الفوائد للشيخ الكراجكي عن الحسين بن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن علي الجعابي عن القاسم بن محمد بن جعفر العلوي عن أبيه عن آبائه عن علي “عليه السلام” قال (قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" للمسلم على أخيه ثلاثون حقا لا براءة له منها إلا بأدائها أو العفو ـ هذه الحقوق إذن ظاهرها أنها لا تسقط ظاهر الرواية أن حقوق الإخوان لا تسقط إما يؤديها أو يعفو صاحب الحق ـ يغفر زلته ويرحم عبرته ويستر عورته ـ يستر عيبه ـ ويقيل عثرته ويقبل معذرته، سؤال ما الفرق بين يغفر زلته ويستر عورته ويقيل عثرته ويقبل معذرته؟ يقبل معذرته إذا اعتذر المخطئ وأحيانا لا يعتذر إذا لم يعتذر إما أن يظهر الندم أو لا يظهر الندم إذا أظهر الندم فكأنما قد طلب الإقالة من أخيه فهنا يأتي يقيل عثرته وإذا لم يظهر الندم في هذه الحالة يصير يغفر زلته إذن يصير يغفر زلته مع عدم إظهار الندم يقيل عثرته مع إظهار الندم لأنه بإظهاره للندم كأنما قد طلب الإقالة ويقبل معذرته فيما إذا اعتذر يشترك غفران الزلة وإقالة العثرة في عدم الاعتذار ويرد غيبته ويديم نصيحته ويحفظ خلته ـ الصداقة ـ ويرعى ذمته ويعود مرضه ويشهد ميتته ويجيب دعوته ويقبل هديته ويكافئ صلته ويشكر نعمته ويحسن نصرته ويحفظ حليلة ـ يحفظ زوجته إذا سافر أو إذا مات ـ ويقضي حاجته ويستنجح مسألته ـ يطلب نجاح حاجته ـ ويسمد عطسته ـ إذا عطس قال له رحمك الله ـ ويرشد ضالته إذا أضل أرشده والضالة في ذلك الوقت الدابة لو ضلت يرشدها ويرد سلامه ويطيب كلامه ويبر إنعامه ويصدق أقسامه إذا قسم يصدق قسمه ويوالي وليه ولا يعاديه وينصره ظالما ومظلوما، طبعا بعض النصوص في كنز الفوائد ويوالي وليه ويعادي عدوه، وينصره ظالما ومظلوما فأما نصرته ظالما فيرده عن ظلمه وأما نصرته مظلوما فيعينه على أخذ حقه ولا يسلمه ـ يتركه ـ ولا يخذه ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ويكره له من الشر ما يكره لنفسه ثم قال “عليه السلام” سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيقضى له للأخ عليه[13] ـ على من ترك هذا الحق ـ والأخبار في حقوق المؤمن كثيرة).

إذا هذه الحقوق مستحبة كيف الأخ يطالب بهذه الحقوق يوم القيامة وكيف يحكم الله "عز وجل" للأخ على هذا الذي تركها هنا يقال إن المطالبة مطالبة أخلاقية فالظاهر من الحقوق أنها حقوق مستحبة ومعنى القضاء للأخ عليه أنه يعامل هذا الأخ معاملة من أهمل هذه الحقوق بحيث خسر ثوابها لذلك يقول الشيخ الأنصاري والظاهر إرادة الحقوق المستحبة التي ينبغي أدائها ومعنى القضاء لذيها ـ لذوي الحقوق ـ على من هي عليه المعاملة معه ـ مع من ترك هذه الحقوق ـ معاملة من أهملها بالحرمان عما أعد له يعني يحرم مما أعد لمن أدى هذه الحقوق من ثواب عظيم.

هذه الروايات ظاهرها العموم يعني ثبوت الحقوق لمن أداها ومن لم يؤديها، الشيخ الأنصاري "رحمه الله" يقول لكن يمكن تخصيص هذه الروايات بخصوص من أدى هذه الحقوق بدليلين:

الدليل الأول المقاصة

الدليل الثاني الروايات الشريفة

المقاصة كما تحصل في الأموال تحصل في الحقوق فلو اقترضت منك دينارا وكنت سابقا قد اقترضت مني دينارا هنا يتحقق التهاتر القهري دينار في مقابل دينار فتحصل المقاصة أقول لك هذا الدينار الذي اقترضته مقابل الدينار الذي كان في ذمتك هذا بالنسبة إلى الأموال يحصل التهاتر القهري والمقاصة كذلك بالنسبة إلى الحقوق أنت لم تزرني أنا أيضا لا أزورك يحصل تهاتر وتقاص أنا أزور من يزورني الذي يزورني أرد له الزيارة الذي ما يزورني ما أزوره وهذا موجود عند العلماء رد الزيارة ولكن قد يتأمل في تحقق التهاتر والمقاس في الحقوق والقدر المتيقن منه هو خصوص الأموال ووقوع التهاتر في الحقوق يحتاج إلى دليل.

الدليل الثاني عدة روايات لكن قد يتأمل في ظاهرها لأنه الإمام أو النبي "صلى الله عليه وآله" يقول هذا ليس لك بأخ الشيخ الأنصاري يحملها على ظاهرها يعني إذا انتفت الأخوة انتفت حقوق الأخوة هذا من باب السالبة بانتفاء الموضوع فإذا انتفت الأخوة انتفى ما يترتب على هذا الموضوع وهو الحقوق وإن كان يمكن التأمل في هذا الاستظهار هذا ليس لك بأخ هذا مبالغة في التوبيخ هذا بحسب الظاهر عرفا من الأساليب العرفية التي تفيد المبالغة في استهجان التفريط في حقوق المؤمن لدرجة أنه أصبح ليس بأخ لأنه لم يعن أخاه وإن كانت الإعانة مستحبة وبالتالي النتيجة النهائية نتمسك بعموم الروايات الدالة على ثبوت الحقوق المستحبة وإن حق المؤمن لا يسقط وهذا من المشاكل الأخلاقية اختلف معك ما اسلم عليك اختلف معك اسلم عليك ما ترد علي السلام وهذا خطأ رد السلام واجب وجود الخلاف أو الاختلاف بين المؤمنين لا يسقط الواجبات بل لا يسقط حقوق الأخوة فلان بيني وبينه سوء تفاهم مرض يستحب لي أن أزوره ما يسقط هذا الاستحباب مات احضر أشيع جنازته ما يسقط هذا الاستحباب لكن للأسف الشديد إذا حصل الاختلاف أو سوء التفاهم تسقط جميع حقوق الأخوة ببركة عمل الشيطان ووسوسة الشيطان لذلك المؤمن ينبغي أن يلتفت إلى هذا حتى لو في نفسه وقعت حزازة من أخيه المؤمن لكن إذا وجد حق من حقوقه وجب عليه أو استحب له رغم هذه الحزازة ولو برسالة سؤال عنه مباشرة ايصاء شخص يسأل عنه هذه الحقوق مطلوبة.

يقول الشيخ الأنصاري ثم إن ظاهرها الروايات الواردة في حقوق المسلم وإن كان عاما يعني تشمل الأخ الذي يقوم بالحقوق والأخ الذي لا يؤدي الحقوق، إلا أنه يمكن تخصيصها ـ هذه الروايات ـ بالأخ العارف بهذه الحقوق المؤدي لها بحسب اليسر أما المؤمن المضيع لها فالظاهر عدم تأكد مراعاة هذه الحقوق بالنسبة إليه ولا يوجب إهمالها مطالبته يوم القيامة لأمرين:

الأمر الأول لتحقق المقاصة يعني حق في مقابل حق فإن التهاتر وقوع التهاتر بين الحقين كما يقع هذا التهاتر في الحقوق فإن التهاتر يقع في الحقوق كما يقع في الأموال كما يسقط الدينار في مقابل الدينار الآخر من الذمة يسقط هذا الحق في مقابل الحق الآخر.

المخصص الثاني وقد ورد في غير واحد من الأخبار ما يظهر منه الرخصة في ترك هذه الحقوق لبعض الإخوان بل لجميعهم إلا القليل فعن الصدوق في الخصال وكتاب الإخوان والكليني في الكافي بسندهما الصدوق والكليني عن أبي جعفر “عليه السلام” قال (قام إلى أمير المؤمنين “عليه السلام” رجل بالبصرة فقال أخبرنا عن الإخوان فقال “عليه السلام” الإخوان صنفان إخوان الثقة وإخوان المكاشرة) في اللغة كاشره إذا تبسم في وجهه وانبسط معه هذا الذي الآن يعبر عنه يقولون يوجد صديق ويوجد صاحب الأصحاب هم من تمشي معهم ولا توجد خصوصية لكن الصديق وقت الضيق فيعبر عن الصديق بالأخ وهو يختلف عن الصاحب بعض الأخوان يفرق بين ثلاثة يقول يوجد زميل هذا زميل دراسة زميل عمل يعني ربطني به دراسة أو عمل ويوجد صديق ويوجد أخ الأخ أعظم من الصديق الأخ كنفسك زينه زينك وشينه شينك هذا الأخ في الله وأما الصديق قد يطلق على الصاحب بني الصديق ثم الطريق، الرواية تقسم الإخوان إلى قسمين إخوان الثقة وإخوان المكاشرة إخوان المكاشرة هؤلاء الذين تتبسم معهم وتكون علاقات عامة معهم مثل الجيران زملاء العمل المعارف كل من تعرفه هؤلاء يطلق عليهم إخوان في الروايات لكن إخوان المكاشرة فيصير زميل العمل والدراسة أخ لكن من إخوان المكاشرة وأيضا الصديق يصير من إخوان المكاشرة وهناك اخ من إخوان الثقة هذا الصديق قد يرقى إلى أن يكون كنفسك هذا إخوان الثقة الرواية تقول هذا إخوان الثقة اشد من الكبريت الأحمر لأن الكبريت المتداول هو الكبريت الأصفر الكبريت الأحمر نادر جدا.

قام إلى أمير المؤمنين رجل بالبصرة فقال اخبرنا عن الإخوان فقال “عليه السلام” (الإخوان صنفان إخوان الثقة وإخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم كالكف ـ كيدك ـ والجناح والأهل والمال فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك وصافي من صافاه وعادي من عاداه واكتم سره وعيبه واظهر منه الحسن واعلم أيها السائل أنهم أعز من الكبريت الأحمر وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فلا تقطعن ذلك منهم ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان[14] ).

وفي رواية عبيد الله الحلبي المروية في الكافي عن أبي عبد الله “عليه السلام” قال (لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة فأولها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة والثانية أن يرى زينك زينه وشينك شينه والثالثة أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال والرابعة أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته والخامسة أن لا يسلمك عند النكبات[15] ولا يخفى أنه إذا لم تكن الصداقة لم تكن الإخوة ـ إخوان الثقة ـ فلا بأس بترك الحقوق المذكورة بالنسبة إليه) وفي نهج البلاغة (لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث في نكبته وفي غيبته وفي وفاته[16] ).

وفي كتاب الإخوان بسنده عن الوصافي عن أبي جعفر “عليه السلام” قال (قال لي أرأيت من كان قبلكم إذا كان الرجل ليس عليه رداء وعند بعض إخوانه رداء يطرحه عليه قلت لا قال فإذا كان ليس عنده إزار يعني ما يستر من سرته إلى ركبته يوصل إليه بعض إخوانه بفضل إزاره حتى يجد له إزارا قلت لا قال فضرب بيده على فخذه وقال ما هؤلاء بإخوان[17] ).

يقول الشيخ الأنصاري دل على أن من لا يساوي المؤمن ليس بأخ له هذا بعيد من قال أنه ليس بأخ له هو أخ له حقيقة ولكن قام بما ينزله منزلة غير الأخ فلا يكون له حقوق الإخوة المذكورة في روايات الحقوق من قال إن الإخوة سقطت حتى تسقط الحقوق إذن هذا معنى مجازي ليس معنى حقيقي فليس بأخ يعني ليس ليس بأخ حقيقة ليس بأخ ادعاء

ونحوه رواية أبن أبي عمير عن خلاد رفعه قال (أبطأ رسول الله "صلى الله عليه وآله" رجل ـ يعني جاء هذا الرجل بشكل بطيء ـ فقال "صلى الله عليه وآله" ما أبطأ بك؟ قال العري يا رسول الله فقال "صلى الله عليه وآله" أما كان لك جار له ثوبان يعيرك أحدهما فقال بلى يا رسول الله قال "صلى الله عليه وآله" ما هذا لك بأخ)[18] .

هنا الحق والإنصاف هل بعدم الإعارة تسقط الأخوة؟ يبقى أنه أخوه وجاره أخوه في الإسلام والإيمان لكن بعدم مواساته نزل منزلة غير الأخ الشيخ الأنصاري يحملها على المعنى الحقيقي ليس بأخ إذن تسقط حقوق إخوته في بعض الروايات (اعمل المعروف في أهله وفي غير أهله فإن وقع في غير أهله فإن وقع في أهله فقد وقع في محله وإن لم يقع في أهله فأنت من أهله)

وفي رواية يونس بن ضبيان قال (قال أبو عبد الله “عليه السلام” اختبروا إخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلا فأعزب ثم أعزب) في المصدر فاغرب ثم اغرب وفي المصدر زيادة ثم أعزب في مجمع البحرين للطريحي الجزء الثاني صفحة 120 أعزب عن الأمر أي أبعد نفسك عن الأمر ثم أبعد يعني حاول تبتعد عنه الأول المحافظة على الصلوات في مواقيتها الثاني والبر بالإخوان في اليسر والعسر[19] ، الصحيح إن الإخوة باقية وإن حقوق الإخوان باقية.

أمير المؤمنين معصوم يلتفت إلى أبنه الحسن وهو معصوم ناصحا إياه قائلا (بني الصديق ثم الطريق) يعني قبل أن تسلك الطريق تحتاج إلى من يعينك في الطريق وهو الصديق، المسألة الخامسة عشر القمار حرام شرعا يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo