< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/01/17

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة / تعريف الوضع وأقسامه

 

الأمر الثاني الوضع وأقسامه[1]

 

خلاصة الدرس

انتهينا بحمد الله "عز وجل" من الأمر الأول من مقدمة كفاية الأصول وقد تطرق فيها المحقق المدقق الآخوند الخراساني إلى موضوع علم الأصول وتعريف علم الأصول.

الأمر الثاني من المقدمة التي فيها ثلاثة عشر أمراً البحث عن الوضع وأقسام الوضع.

الشيخ الآخوند "رحمه الله" عرف الوضع بأنه نحو اختصاص للفظ بالمعنى وارتباط خاص بينهما فمن رزق بمولود وتصور شخصية النبي محمد "صلى الله عليه وآله" وتصور هذا الولد وأسماه محمداً فإن الواضع وهو الأب قد تصور الوضع وتصور المعنى الموضوع له تصور الولد وتصور لفظة محمد أو علي ووضعها لهذا الولد والوضع على نحويين وعلى قسمين إما تعييني وإما تعيني فالوضع التعييني بتعيين الواضع كالأب الذي جعل لولده أسم محمد أو علي والوضع التعيني هو ما ينشأ بكثرة الاستعمال كما لو كبر هذا الولد وبانت شجاعته فسمي بأسد الله فهو علي ولكن كثر استعمال أسد الله في حقه فاصبح بالتعين وكثرة الاستعمال اسماً لهذا الشخص، إذن الوضع إما تعييني بتعيين معين وإما تعيني يحصل بكثرة الاستعمال، هذا تمام الكلام في تعريف الوضع وأقسامه وفقاً لما ذكره المحقق الشيخ الآخوند "رحمه الله".

وقبل أن نقرأ ما ذكره الشيخ الآخوند قدس نقدم مقدمة لها مدخلية في تحقيق مطلب الشيخ الآخوند قدس هذه المقدمة في تقسيم المعنى إلى قسمين معنى مصدري ومعنى أسم مصدري والفرق بينهما أن المعنى المصدري يدل على الحدث والمعنى الاسم مصدري يدل على نتيجة الحدث وأثر الحدث، مثلاً التطهر والطهارة التطهر تدل على حدث فهي معنى مصدري والطهارة هي نتيجة وأثر التطهر فهي معنى أسم مصدري وهكذا اغتسال وغسل فالإغتسال يدل على حدث فهو معنى مصدري وأما الغسل فهو نتيجة الاغتسال أثر الاغتسال فهو معنى أسم مصدري وهكذا في مثال ثالث التوضئ والوضوء، التوضئ معنى مصدري يدل على الحدث والوضوء نتيجة التوضئ وأثر للتوضئ فهو معنى أسم مصدري النتيجة المعنى المصدري ما يدل على الحدث كالتطهر والمعنى الاسم المصدري هو ما يدل على اثر الحدث نتيجة الحدث كالطهارة إذا تم هذا نسأل هذا السؤال ما الفرق بين التخصيص وبين الإختصاص؟

الجواب التخصيص معنى مصدري يدل على الحدث والإختصاص معنى اسم مصدري يدل على أثر الحدث يدل على نتيجة الحدث.

سؤال ما ربط ذلك ببحثنا؟ الجواب الشيخ الآخوند "رحمه الله" عندما عرف الوضع قال إختصاص اللفظ بالمعنى ولم يقل تخصيص اللفظ بالمعنى لأن الشيخ الآخوند لو استعمل المعنى المصدري وقال الوضع هو عبارة عن تخصيص الوضع بالمعنى لاصبح الوضع مختصاً بخصوص الوضع التعيني ولا يشمل الوضع التعيني الناشئ من كثرة الاستعمال لكن الشيخ الآخوند "رحمه الله" استخدم الاسم المصدري قال اختصاص اللفظ بالمعنى، اختصاص هذه نتيجة أثر هذا الاختصاص إما أن يكون ناشئاً من التخصيص كما في الوضع التعيني وإما أن يكون ناشئاً وأثراً لكثرة الاستعمال كما في الأثر التعيني فعدل الآخوند "رحمه الله" من استخدام المعنى المصدري وهو تخصيص إلى استخدام المعنى الأسم مصدري وهو الاختصاص.

 

تطبيق المتن

الأمر الثاني أول ما يتكلم في تعريف الوضع وتقسيمه إلى قسمين تعييني وتعيني، الوضع هو نحو اختصاص للفظ بالمعنى ولم يقل هو نحو تخصيص للفظ بالمعنى فاستعمل الأسم مصدري اختصاص ولم يستعمل المعنى المصدري ولم يقل تخصيص، هو نحو اختصاص للفظ بالمعنى وارتباط خاص بينهما بين اللفظ والمعنى ناش يعني ينشأ هذا الارتباط الخاص من تخصيصه به تارة يعني من تخصيص اللفظ بالمعنى تارة كما في اللفظ التعيني ومن يعني وينشأ من كثرة استعماله اللفظ فيه في المعنى أخرى يعني تارة أخرى كما في الوضع التعيني وبهذا المعنى اختصاص يعني هو المعنى الأسم مصدري صح تقسيمه يعني تقسيم الوضع إلى التعييني والتعيني كما لا يخفى ولو استعمل معنى آخر وهو المعنى المصدري وقال تخصيص لاصبح مختصاً بخصوص القسم الأول الوضع التعييني ولم يشمل القسم الثاني، هذا تمام الكلام في تعريف الوضع وتقسيمه إلى تعيني وتعيني.

ثم يقع الكلام في اقسام الوضع الأربعة والبحث فيها يقع في ثلاثة أمور:

الأمر الأول تصور الأقسام الأربعة.

الامر الثاني إمكان الأقسام الأربعة.

الامر الثالث وقوع الأقسام الأربعة.

وبعبارة أخرى عندنا ثلاثة أمور:

الأمر الأول كيفية تصور الأقسام الأربعة.

الأمر الثاني عالم الثبوت يعني عالم الإمكان هل هذا القسم ممكن أو غير ممكن.

الامر الثالث عالم الإثبات هل وقع وتحقق أو لا، نشرع في بيان الأمر الأول تصور الأقسام الأربعة.

الواضع يتصور أمرين يتصور المعنى الموضوع له رزق بولد فيتصور الولد أنشأ بيتاً يتصور البيت ثم يضع اللفظ لهذا الولد يضع الاصطلاح لهذا البيت فعندنا ركنان الوضع والمعنى الموضوع له وكلاهما إما أن يكون عاماً وإما أن يكون خاصاً فمثلاً حيوان إنسان هذا كلي أو جزئي؟ كلي فهو معنى عام ولكن زيد وعبيد هذا معنى جزئي إذن المعنى إما أن يكون عاماً وإما أن يكون خاصاً هذه اثنين وعندنا الوضع والمعنى الموضوع له هذا اثنان، اثنان في اثنان أربعة صارت أقسام المتصورة أربعة.

الوضع عام والموضوع له عام، القسم الثاني الوضع خاص والموضوع له خاص، القسم الثالث الوضع عام والموضوع له خاص القسم الرابع الوضع خاص والموضوع له عام، أقسام أربعة إلى هنا انتهينا من النقطة الأولى تصور يعني يخطر في ذهنك الأقسام الأربعة الوضع عام والموضوع له عام مثل الإنسان الحيوان المعنى الموضوع له عام واللفظ الذي وضع أيضاً عام لفظ إنسان عام لفظ حيوان عام فالوضع عام والموضوع له عام معنى الإنسان عام حيوان ناطق معنى الحيوان عام كائن حساس متحرك بالإرادة.

القسم الثاني الوضع خاص والموضوع له خاص كلفظ الجواد ابن الرضا صلوات الله وسلامه عليهما فتصور من تولى الإمامة وهو ابن ثمان سنوات واطلق عليه لفظ محمد الجواد هذا معنى خاص المعنى الموضوع له خاص شخصية الإمام الجواد واللفظ أيضاً خاص إذن القسم الأول الوضع عام والموضوع له عام القسم الثاني الوضع خاص والموضوع له خاص، القسم الثالث الوضع عام والموضوع له خاص هذا يدعى في اسماء الحروف واسماء الإشارة يقولون الوضع عام يعني المعنى الذي تتصوره عام والموضوع له خاص يخص بخصوص الحروف وأسماء الإشارة وغير ذلك وسيأتي بحثه.

القسم الرابع الوضع خاص والموضوع له عام، هذا تمام الكلام في النقطة الأولى.

الكلام في النقطة الثانية الإمكان ذهب المشهور إلى إمكان الأقسام الثلاثة الأول وعدم إمكان الخصوص القسم الرابع أما النقطة الثالثة وهي الوقوع لا نأخذها اليوم الدرس القادم لأنهم اتفقوا على وقوع الأول والثاني وأما الثالث هناك خلاف في وقوعه هل يقع في اسماء الإشارة والحروف أو لا وأما الرابع فقطعاً ليس بواقع لأن هناك كلام في إمكانه.

النقطة الأولى تصور الأقسام الأربعة النقطة الثانية عالم الثبوت والإمكان الثلاثة الأول ممكنة الرابع ذهب المشهور إلى عدم إمكانه، النقطة الثالثة الوقوع عالم الاثبات الأول والثاني واقعان الثالث خلاف في وقوعه الرابع ليس بواقع لان المشهور يرى عدم إمكانه فإذا هو غير ممكن كيف يقع هذا أيضاً كله في كلام خطوة خطوة درجة درجة، كلامنا اليوم في النقطة الأولى تصوير الأقسام الأربعة وانتهينا منها، النقطة الثانية إمكان الأقسام الأربعة.

أما الأول فمن الواضح أنه ممكن كما في أسماء الأجناس، الأول الوضع عام والموضوع له عام تتصور الحيوان وتضع له لفظ عام حيوان تتصور الإنسان وتضع له لفظ عام إنسان تتصور الشجر وتضع له لفظ عام شجر فالموضوع له عام المعنى الموضوع له عام واللفظ الذي وضع للمعنى الموضوع له أيضاً عام يعني اللفظ الموضوع عام والمعنى الموضوع له عام، اللفظ الموضوع عام إنسان حيوان نبات المعنى الموضوع له عام معنى الحيوان والإنسان والنبات.

القسم الثاني الوضع خاص والموضوع له خاص هذا أيضاً واقع كما في اسماء الاعلام تضع لفظ زيد لشخصية زيد وعبيد لشخصية عبيد ومحمد لشخصية أفضل رجل في العالم نبي الإنسانية خاتم الأنبياء وعلي لخاتم الأوصياء وأفضل الأوصياء هذا أيضاً متصور وممكن.

القسم الثالث الوضع عام والموضوع له خاص هذا أيضاً ممكن لأن العام يدل على الخاص بنحو إجمالي فلفظ الحيوان يكشف عن الإنسان ولفظ الإنسان يكشف عن زيد وعبيد لكن لا يكشف كشفاً تفصيلياً وإنما يكشف ويدل دلالة إجمالية فيصح الوضع العام على أن يكون المعنى الموضوع له خاصاً ممكن هذا لذلك يصح أن تقول زيد إنسان عبيد إنسان يصح ويصح أن تقول الإنسان حيوان لكن لا يصح العكس تقول الإنسان زيد هذا الذي سنأخذه في القسم الرابع ولا يصح الحمل وتقول الحيوان إنسان إذن القسم الثالث ممكن الوضع عام والموضوع له خاص ممكن لأن العام يكشف عن الخاص بشكل إجمالي إما يكشف عن مفهومه وإما يكشف عن أفراده لكن كشفاً اجمالياً لا تفصيلياً.

القسم الرابع فقد ذهب المحقق الرشتي صاحب بدائع الأفكار الذي يقول كان شيخنا الأنصاري "رحمه الله" يتميز بثلاث خصال العلم والسياسية والزهد أما العلم فقد ورثته منه وأما السياسية فقد ورثها المجدد الشيرازي صاحب ثورة التنباك وأما زهده فقد رحل معه في قبره.

المحقق الرشتي يقول ممكن الوضع خاص والموضوع له عام هذا ممكن لأن الخاص موجود أيضاً ضمن العام، الشيخ الآخوند يناقش يقول الوضع العام والموضوع له خاص ممكن لأن العام يكشف عن الخاص بنحو إجمالي لا بنحو تفصيلي لكن بالعكس الوضع خاص والموضوع له عام الخاص لا يكشف عن العام الخاص فيه خصوصيات وهذا الخاص أولاً لا يكون وجه للعام ولا يكون وجهاً لأفراده هذا الخاص لا يكشف عن العام ولا يكشف عن أفراده لذلك يرى الآخوند عدم إمكان القسم الرابع وفقاً للمشهور طبعاً هذه مسألة خلافية.

سماحة آية الله السيد محمد جعفر المروج الجزائري في منتهى الدراية يؤيد كلام صاحب بدائع الأفكار المحقق الرشتي يقول أيضاً الرابع ممكن إلى هنا نحن انتهينا من درس اليوم حيث تطرقنا إلى نقطتين تصور الأقسام الأربعة أولاً ثم بيان الممكن منها ثانياً وأما بيان الواقع منها ثالثاً فهو ما سيأتي في الدرس القادم.

ثم إن الملحوظ حال الوضع إذن هذا التقسيم للملحوظ حال الوضع إما تلحظ المعنى وهو المفهوم وإما تلحظ الأفراد والمصاديق وهذا الجزئي ثم إن الملحوظ حال الوضع إما أن يكون معناً عاماً فيوضع اللفظ له تارة هذا القسم الأول الوضع عام والموضوع له عام كوضع لفظ الإنسان لمعنى الإنسان ولفظ الحيوان لمعنى الحيوان.

القسم الثاني ولإفراده ومصاديقه أخرى يعني تارة أخرى يعني فيوضع اللفظ لافراده يعني لافراد العام ومصاديقه يعني ومصاديق العام تارة أخرى مثل لفظ زيد في مقابل شخصية زيد هذا القسم الثاني الوضع خاص والموضوع له خاص.

القسم الثالث وإما أن يكون معنى خاصاً لا يكاد يصح إلا وضع اللفظ له يعني للخاص دون العام المفروض هكذا العبارة إذا نريد أن نصلحها وندققها وإما أن يكون معناً خاصاً لا يكاد وضع اللفظ إلا له ـ يعني إلا للخاص ـ دون العام فيصير الوضع عام والموضوع له خاص فتكون الأقسام ثلاثة الأول الوضع عام والموضوع له عام الثاني الوضع خاص والموضوع له خاص الثالث الوضع عام والموضوع له خاص.

ثم يبقى الكلام في القسم الرابع وهو الوضع خاص والموضوع له عام يعني اللفظ الموضوع خاص والمعنى الموضوع له عام كيف اللفظ الخاص يكشف عن العام؟

يقول وذلك الآن هذه وذلك تعليل لصحة القسم الثالث وهو الوضع العام والموضوع له خاص يقول هذا الوضع العام يعني اللفظ العام إنسان يكشف عن الموضوع له الخاص زيد لأن الإنسان معنى عام حيوان ناطق يكشف عن المعنى الخاص زيد وعبيد كشفاً إجمالياً لا كشفاً تفصيلياً فهناك نحو إرائة وذلك لأن العام مثل انسان يصلح لأن يكون آلة للحاظ أفراده ومصاديقه، مصاديق العام مثل زيد وعبيد بما هو كذلك يعني بما هو عام لفظ العام بما هو عام يكشف عن أفراده لفظ الإنسان بما هو كلي يكشف عن زيد وعبيد فإنه يعني فإن العام من وجوهها يعني من وجوه الأفراد والأدق في العبارة ليس هذا فإنه من وجوهه المفروض يقول فإنه وجه لها يعني فإن العام وجه وعنوان للأفراد الإنسان عنوان له أفراده زيد وعبيد فإنه يعني العام من وجوهها يعني من وجوه الأفراد والمصاديق يعني وجه وعنوان للأفراد والمصاديق ومعرفة وجه الشيء معرفته بوجه يريد أن يقول هذا أيضاً هذه العبارة تقول هكذا يعني يقول إما أن تعرف الشيء بنفسه أو تعرف الشيء بوجهه وعنوانه إما تعرف زيد بما هو زيد بشخصه أو تعريف زيد بعنوانه المنطبق عليه الإنسان هكذا يريد أن يقول، يقول ومعرفة وجه الشيء معرفته يعني معرفة الشيء بوجه وليست معرفة الشيء بنفسه يعني إما أن تعرف الشيء بنفسه وإما أن تعرف الشيء بوجهه أو بعنوانه بخلاف الخاص هذا الآن بخلاف الخاص يريد أن يرد على المحقق الرشتي يقول الخاص لا يكشف عن العام بنفسه ولا يكشف عن العام بوجهه وعنوانه، زيد لا يكشف عن الإنسان لأن زيد ليس عنوان له لأن زيد ليس هو الإنسان وزيد لا يكشف عن الإنسان بعنوانه لأن زيد ليس عنواناً للإنسان.

بخلاف الخاص فإنه بما هو خاص لا يكون وجهاً للعام ولا لسائر الأفراد يعني ولا يكون الخاص وجهاً وعنواناً لسائر الأفراد والمصاديق فلا يكون معرفته الخاص وتصوره الخاص معرفة له يعني العام يعني فلا يكون معرفة وتصور الخاص معرفة للعام ولا لها يعني ولا للأفراد أصلاً يعني أبداً ولو بوجه يعني ولو بعنوان ووجه من الوجوه إذن يريد أن يقول هكذا الخاص معرفة الخاص زيد عبيد ليست معرفة لنفس العام الإنسان لا بنفسه ولا بواسطة أفراده لأن زيد له خصوصياته التي تختلف عن الأفراد الأخر عن عبيد وعمر وما شاكل ذلك.

ثم يستدرك صاحب الكفاية "رحمه الله" اشكال أنت إذا تتصور زيد تتصور الإنسان أو لا تتصوره؟ تتصوره إذا تتصور الأسد تتصور الحيوان أو لا تتصور؟ تتصور، صار الخاص زيد يكشف عن العام الإنسان، صار الخاص الأسد يكشف عن العام الحيوان الآخوند يجيب يقول أنت إذا تصورت زيد وتصورت الإنسان صرت تتصور معنى عام وهو الإنسان ما تتصور معنى خاص وهو زيد أنت إذا تصورت الأسد وتصورت الحيوان صرت تتصور معنى عام ما صرت تتصور معنى خاص وهو خصوص الأسد يقول ولعل هذا هو الذي أوجب توهم المحقق الرشتي في بدائع الأفكار وقال إن القسم الرابع ممكن لأنه تصور أن الخاص مثل زيد يمكن أن يكون وجهاً لتصور العام وهو الإنسان إذا صار وجه لتصور العام صار المتصور هو العام وهو الإنسان وليس الخاص زيد في المثال، لذلك استدرك الآخوند يقول لا تتوهم أنك إذا تصورت الخاص تصورت العام إذا تصورت العام صار الوضع عام وليس خاصاً خرجت من الفرض.

نعم ربما يوجب تصوره تصور الخاص زيد تصور العام بنفسه، تصور الإنسان فيوضع له اللفظ يعني فيوضع للعام اللفظ إذا وضع اللفظ للعام صار الوضع عام ولم يصبح اللفظ أو الوضع خاصاً فيوضع له اللفظ فيصير القسم الأول الوضع عام والموضوع له عام فيكون الوضع عاماً كما كان الموضع له يعني المعنى الموضوع له عاماً فيكون الوضع عاماً يعني اللفظ الموضوع يكون عام كما كان الموضوع له عاماً يعني المعنى الموضوع له عام هذا القسم الأول وهذا بخلاف ما في الوضع العام والموضوع له الخاص وهو القسم الثالث الوضع العام والموضوع له الخاص الوضع العام يكشف عن الموضوع له الخاص بوجه إجمالي فإن الموضوع له وهي الأفراد لا يكون متصوراً إلا بوجهه وعنوانه يعني وليس متصوراً بنفسه وإنما متصوراً بعنوانه وهو الإنسان، عنوان الإنسان المنطبق على زيد وعبيد.

فإن الموضوع له وهي الأفراد لا يكون متصوراً إلا بوجهه وعنوانه وهو العام وفرق واضح بين تصور الشيء بوجهه كما في الوضع العام والموضوع له خاص وتصوره بنفسه كما في الوضع العام والموضوع له عام ولو كان بسبب تصور أمر آخر كتصور مصاديقه وأفراده ثم يشير إلى هذه النكتة يقول ولعل خفاء هذه النكتة على المحقق الرشتي أوجبت أن يقول بإمكان القسم الرابع مع أنه في القسم الثالث الوضع العام والموضوع له خاص ممكن لأن العام يري الخاص بوجه بينما القسم الرابع الوضع خاص والموضوع له عام الخاص لا يري العام لا بوجهه ولا بنفسه يقول ولعل خفاء ذلك على بعض الأعلام[2] من أن العام يري الخاص بوجه بينما الخاص لا يري العام لا بنفسه ولا بوجهه ولعل خفاء ذلك على بعض الأعلام المحقق الرشتي في بداء الأفكار صفحة 40 وعدم تمييزه بينهما بين أن العام يري الخاص والخاص لا يري العام كان موجباً لتوهم إمكان ثبوت قسم رابع وهو أن يكون الوضع خاصاً يعني اللفظ الموضوع خاص مع كون الموضوع له عاماً مع أنه واضح لمن كان له أدنى تأمل وهذا يعرف من صحة الحمل يصير أن تقول زيد إنسان لا يصير أن تقول الإنسان زيد يصح أن تقول الأسد حيوان ولا يصح أن تقول الحيوان أسد، هذا تمام الكلام في النقطة الأولى تصور الأقسام الأربعة والنقطة الثانية في بيان الممكن من الأقسام الأربع يبقى الكلام في النقطة الثالثة والأخيرة أي هذه الأقسام واقع ثم إنه لا ريب في ثبوت الوضع الخاص والموضوع له خاص يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo