< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/01/24

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة /الكلام في إطلاق اللفظ وإرادة شخصه

 

قال الشيخ الآخوند "رحمه الله" وأما إطلاقه وإرادة شخصه كما إذا قيل زيد لفظ وأريد منه شخص نفسه[1] .

 

خلاصة الدرس

كان الكلام في الأمر الرابع من مقدمات كفاية الأصول الثلاثة عشر الأمر الرابع في إطلاق اللفظ وإرادة نوعه أو صنفه أو مثله أو شخصه تطرقنا إلى ثلاثة أقسام مسلمة عندهم وبقي الكلام في القسم الرابع ولتوضيح المطلب أكثر ولكي تكون الصورة جلية أكثر نقول تارة نلحظ دلالة اللفظ على المعنى وتارة نلحظ دلالة اللفظ على اللفظ إما أن نستعمل اللفظ في المعنى وإما أن نستعمل اللفظ في اللفظ إما أن نطلق اللفظ على المعنى وإما أن نطلق اللفظ على اللفظ.

أما القسم الأول استعمال اللفظ في المعنى فهو ينقسم إلى قسمين استعمال حقيقي واستعمال مجازي استعمال اللفظ فيما وضع له استعمال حقيقي واستعمال اللفظ في غير ما وضع له استعمال مجازي.

القسم الثاني استعمال اللفظ في اللفظ إطلاق اللفظ على اللفظ ينقسم إلى أربعة أقسام إما أن يطلق اللفظ ويراد به نوع اللفظ وإما أن يطلق اللفظ ويراد به مثل اللفظ وإما أن يطلق اللفظ ويراد به صنف اللفظ وإما أن يطلق اللفظ ويراد به شخص اللفظ إذن بحثنا أجنبي عن الاستعمال الحقيقي والمجازي لأن الاستعمال الحقيقي والمجازي مقسمهما استعمال اللفظ في المعنى وهذا خارج عن موطن بحثنا فإن موطن بحثنا إنما هو استعمال اللفظ في اللفظ إما تستعمل اللفظ في نوع اللفظ وإما تستعمل اللفظ في صنف اللفظ وإما تستعمل اللفظ في مثل اللفظ وإما تستعمل اللفظ في شخص اللفظ.

مثال الأول استعمال اللفظ في نوع اللفظ حينما تقول زيد ثلاثي يعني زيد من نوع الكلمات المؤلفة من ثلاثة حروف، زيد كلمة يعني زيد أسم والاسم من أنواع الكلمة لأن الكلمة تنقسم إلى اسم وفعل وحرف إذن كلامنا ليس في المعنى الآن فحينما تقول هكذا زيد ثلاثي أنت ناظر إلى معنى زيد ناظر إلى لفظ زيد حينما وصفته بأنه ثلاثي ناظر إلى اللفظ الذي يشكل نوعاً لزيد، زيد ثلاثي يعني الثلاثي نوع وزيد فرد من أفراد ذلك الثلاثي.

القسم الثاني استعمال اللفظ في صنفه لو قلت هكذا ضرب زيد فاعل مرفوع فإن الرفع له أصناف من أصنافه المبتدأ من أصنافه الخبر من أصنافه الفاعل فهنا حينما جئت بلفظ زيد في قولك ضرب زيد فاعل تريد أن تقول زيد مرفوع وهو من أصناف الفاعل المرفوع لأن المرفوع له أصناف مبتدأ خبر فاعل والكلام ناظر إلى اللفظ، ضرب زيد فاعل مرفوع يعني زيد من أصناف الفاعل يعني زيد مصداق من مصاديق الفاعل هذا الفاعل الذي هو صنف من أصناف المرفوع هذا القسم الثاني.

القسم الثالث استعمال اللفظ وإرادة مثل اللفظ كما لو قلت ضرب زيد فاعل وأردت أن الفاعل زيد أو شبه زيد من الضاربين فإن من يأتي بعد الفعل ضرب يكون فاعلاً فليس المراد شخص لفظة زاي ياء دال كلا المراد زيد يعني شخص زيد وأمثاله من الضاربين، ضرب زيد فاعل ما الفرق بين الثاني والثالث؟ الثاني قصدت إن زيد فرد من أفراد الصنف يعني فرد من أفراد الفاعل الذي هو صنف من أصناف المرفوع لكن في الثالث ضرب زيد فاعل تقصد إن زيد وأمثاله ممن يقوم بالضرب يكون فاعل، ضرب زيد فاعل فهنا دل اللفظ زيد على شبه اللفظ يعني زيد وأشباهه من الألفاظ التي تأتي بعد الفعل ضرب تكون فاعلاً.

زيد لفظ هنا هل المراد معنى زيد لفظ كلا يعني شخص الزاي والياء والدال إنما هي ألفاظ فهنا أطلق اللفظ زيد وأريد به شخصه يعني عينه عين هذه الألفاظ الزاي والياء والدال.

خلاصة الكلام عندنا قسمان القسم الأول استعمال اللفظ في المعنى وينقسم إلى استعمال حقيقي واستعمال مجازي القسم الثاني استعمال اللفظ في اللفظ هذا له أقسام أربعة إما استعمال اللفظ في نوع اللفظ وإما استعمال اللفظ في صنف اللفظ وإما استعمال اللفظ في شبه اللفظ وإما استعمال اللفظ في شخصه وعينه، الاستعمالات الثلاثة الأول استعمال اللفظ في نوعه يعني نوع اللفظ أو صنفه صنف اللفظ أو شبهه شبه اللفظ هذه استعمالات مسلمة يعني سلم الأصوليون بصحتها وقع الكلام في صحة استعمال القسم الرابع استعمال اللفظ في شخصه فقد استشكل صاحب الفصول الغروية صفحة 22 من الطبعة الحجرية في صحة استعمال اللفظ في شخصه يعني شخص اللفظ دائماً ( هـ) هذا الضمير يعود إلى اللفظ مفاد إشكاله زيد إما له معنى أو ليس له معنى حينما تقول زيد لفظ ما مقصودك من زيد؟ يعني الزاي والياء والدال، زيد لفظ يعني مؤلف من ألفاظ الزاي والياء والدال، صاحب الفصول استشكل قال لا يصح استعمال اللفظ في شخصه للزوم أحد محذورين إما يلزم اتحاد الدال والمدلول وإما يلزم تركب القضية من جزأين وهذا ليس بصحيح.

زيد لفظ هنا لفظ زيد إما دال على معنى زيد أو لا يدل على معنى زيد ولا ثالث في البين، لفظ زيد إما يلحظ بما هو دال على معنى زيد وإما يلحظ لا على أنه يدل على معنى زيد لو قلت إن لفظ زيد يدل على معنى زيد لزم اتحاد الدال والمدلول اتحاد الحاكي والمحكي ما هو الحاكي؟ زيد ما هو المحكي؟ زيد ما هو الدال؟ زيد ما هو المدلول؟ أيضاً زيد.

الشق الأول إن قلت إن لفظ زيد يدل على لفظ زيد لزم اتحاد الدال والمدلول الحاكي والمحكي، ما هو الدال والحاكي؟ زيد، ما هو المدلول والمحكي؟ أيضاً زيد فلزم اتحاد الدال والمدلول.

وإن قلت لفظ زيد لا يدل على معناه لأنه ليس موطن بحثنا لفظ زيد يدل على معناه هنا يلزم إشكال جداً قوي وهو زيد عالم هذه القضية مكونة من موضوع زيد ومن محمول عالم ومن نسبة ذهنية نسبة العالمية إلى زيد، زيد قوي زيد شجاع عندنا موضوع وعندنا محمول وعندنا نسبة إذن عندنا قضية لفظية مؤلفة من جزأين موضوع ومحمول وعندنا قضية عقلية مكونة من ثلاثة أجزاء موضوع ومحمول ونسبة إذن القضية اللفظية مؤلفة من جزأين موضوع ومحمول والقضية العقلية مؤلفة من ثلاثة أجزاء موضوع ومحمول ونسبة فالقضية اللفظية المؤلفة من موضوع ومحمول تحكي عن القضية العقلية المؤلفة من ثلاثة أشياء موضوع ومحمول ونسبة إذن القضية العقلية دائماً مؤلفة من ثلاثة أجزاء لا تتألف من جزأين الموضوع له معنى والمحمول له معنى والنسبة لها معنى.

زيد إما يدل على معنى زيد أو لا يدل إن دل لزم تعدد الدال والمدلول إن لم يدل صار الموضوع ما يدل على معنى الذي يدل على معنى خصوص المحمول والنسبة أما الموضوع لا يدل على معنى فيلزم أن تتألف القضية العقلية من جزأين من محمول ونسبة ولا يوجد فيها موضوع وهذا خلف كون القضية العقلية مؤلفة من ثلاثة أجزاء.

كلامنا في القسم الرابع إطلاق اللفظ وإرادة شخصه كقولنا زيد لفظ استشكل صاحب الفصول قال يلزم أحد محذورين إما اتحاد الدال والمدلول وإما تألف القضية العقلية من جزأين دون الثالث تقريبه لفظ زيد إما أن يدل على المعنى أو لا إن دل على المعنى لزم اتحاد الدال والمدلول إن لم يدل على معنى لا يلزم اتحاد الدال والمدلول لكن يلزم تألف القضية العقلية من جزأين فقط المحمول والنسبة من دون موضوع وهذا خلف فرض كون القضية العقلية مؤلفة من ثلاثة أجزاء.

 

تطبيق المتن

قال وأما إطلاقه يعني إطلاق اللفظ وإرادة شخصه يعني شخص اللفظ لا تدخل المعنى كلامنا دلالة اللفظ على اللفظ إطلاق اللفظ على اللفظ، إطلاق اللفظ وإرادة شخص اللفظ كما إذا قيل زيد لفظ وأريد منه من زيد شخص نفسه يعني شخص حروفه الأدق أن يقول يعني الزاي والياء والدال من دون نظر إلى معنى زيد ففي صحته يعني صحة إطلاق اللفظ وإرادة شخص اللفظ بدون تأويل نظر، بدون تأويل يعني بعضهم قد يقول يمكن إرجاع القسم الرابع إطلاق اللفظ وإرادة شخصه وتأويله وإرجاعه إلى أحد الأقسام الثلاثة المتقدمة يعني إطلاق اللفظ وإرادة نوعه إطلاق اللفظ وإرادة شخصه إطلاق اللفظ وإرادة صنفه، طبعاً هذا إيهام يوهم إنه يمكن التأويل إذا أولت خرج الموضوع لأن موضوعنا إطلاق اللفظ وإرادة شخصه إذا أولته بعد انتفى ما صار إرادة شخصه صار إرادة نوعه أو إرادة صنفه أو إرادة مثله.

هو الآن يريد أن يقول صاحب الكفاية لا نريد أن نتصرف في إرادة الشخص نبقي إرادة شخص اللفظ قال ففي صحته إطلاق اللفظ وإرادة شخصه بدون تأويل، تأويل من الأول بمعنى الرجوع يعني بدون إرجاعه إلى أحد الأقسام الثلاثة المتقدمة نظر يعني إشكال لاستلزامه يعني لاستلزام إطلاق اللفظ وإرادة شخصه اتحاد الدال والمدلول هذا إن كان لفظ زيد دالاً على زيد أو يعني أو استلزامه تركب القضية يعني القضية العقلية من جزأين يعني من محمول ونسبة دون الموضوع هذا إن كان لفظ زيد لا يدل على معناه كما في الفصول الغروية الشيخ محمد حسين الأصفهاني الغروي.[2]

بيان ذلك أنه أن الشأن إن اعتبر دلالته يعني دلالة اللفظ على نفسه، يعني على نفس اللفظ وليس على معنى اللفظ كلامنا في دلالة اللفظ على نفس اللفظ وليس دلالة اللفظ على معنى اللفظ أنا أتعمد أذكر هذا الكلام لأنه ستأتي تخريجات هذا يمكن إرجاعه إلى الأول والثاني والثالث الدرس القادم نبحثه لكن بحثنا الآن دلالة لفظ زيد على نفس لفظ زيد صار الدال لفظ زيد والمدلول لفظ زيد.

بيان ذلك أنه إن اعتبر دلالته دلالة لفظ زيد على نفسه على نفس لفظ زيد حينئذ يعني حين إذ أريد شخص اللفظ هذا موطن بحثنا حينئذ يعني حينئذ أطلق اللفظ وأريد شخصه، حينئذ يعني حينئذ قصد شخص اللفظ لزم الاتحاد يعني اتحاد الدال والمدلول، اتحاد الحاكي والمحكي وإلا يعني وإن لم يعتبر دلالة اللفظ على نفسه لزم تركبها من جزأين، لزم تركبها ها تعود إلى القضية العقلية التي تحكي عنها القضية اللفظية القضية اللفظية مؤلفة من جزأين موضوع ومحمول لكن القضية العقلية مؤلفة من ثلاثة أجزاء موضوع ومحمول ونسبة وإلا يعني وإن لم يعتبر دلالة اللفظ على نفسه لزم تركبها يعني تركب القضية العقلية من جزأين يعني من محمول ونسبة فقط دون الموضوع لأن الموضوع لا يدل على نفسه لأن القضية اللفظية التي هي مؤلفة من جزأين موضوع ومحمول على هذا يعني على هذا الفرض أي فرض؟ أن اللفظ لم يعتبر دلالته على نفسه إنما تكون القضية اللفظية حاكية عن المحمول والنسبة يعني حاكية عن القضية العقلية المؤلفة من محمول ونسبة فقط وليس فيها موضوع لأن القضية اللفظية يعني الحاكية على هذا يعني بناء على أن الموضوع لفظ زيد لا يدل على نفس لفظ زيد، لأن القضية اللفظية على هذا إنما تكون حاكية عن المحمول والنسبة فقط لا الموضوع يعني ولا تحكي عن الموضوع، لماذا لا تحكي عن الموضوع؟ لأن الموضوع لا يدل على نفسه فتكون القضية المحكية يعني القضية العقلية المحكية بها يعني بالقضية اللفظية مركبة من جزأين يعني محمول ونسبة فقط وليس فيها موضوع مع امتناع التركب يعني مع امتناع تركب القضية العقلية إلا من الثلاثة، الثلاثة العهدية يعني الموضوع والمحمول والنسبة ضرورة يعني بسبب ضرورة استحالة ثبوت النسبة بدون المنتسبين، ما هما المنتسبان؟ الموضوع والمحمول لا نسبة بدون طرفيها الموضوع والمحمول.

نعم ذاتاً واحد الدال والمدلول ذاتاً واحد لفظ زيد لكن اعتباراً يوجد تغاير اعتباري لفظ زيد تارة تنظر إليه بما هو لفظ صادر من لافظه فيكون دال وتارة تنظر إلى لفظ زيد على أنه لفظ مراد للفظ فيكون محكياً إذن ذات الدال والمدلول واحد وهو لفظ زيد لكن هناك حيثية اعتبارية زيد بما هو ملفوظ أو زيد بما هو مقصود، زيد يعني لفظ زيد بما هو ملفوظ هذا دال لفظ زيد بما هو مقصود ومراد هذا مدلول لفظ زيد بما هو صدر من لفظ هذا دال وحاكي لفظ زيد بما هو مقصود ومراد للفظ هذا مدلول وهذا محكي ويكفي تغاير الاعتباري.

قلت يمكن أن يقال إنه يكفي تعدد الدال والمدلول اعتباراً يعني بحسب اللحاظ الاعتباري وإن اتحدا ذاتاً يعني الدال لفظ زيد والمدلول أيضاً ذات لفظ زيد المصحح للاستعمال تغاير الاعتبار لفظ زيد بما هو صادر من اللفظ هذا دال وحاكي لفظ زيد بما هو مقصود ومراد للفظ هذا مدلول ومحكي.

قلت يمكن أن يقال إنه يكفي تعدد الدال والمدلول اعتباراً وإن اتحدا ذاتاً فمن حيث إنه لفظ يعني لفظ زيد، لفظ صادر عن لافظه كان دالاً ومن حيث إن نفسه نفس لفظ زيد وشخصه شخص زيد يعني الزاي والياء والدال مراده يعني مراد اللفظ كان مدلولاً يعني لفظ زيد بما هو ملفوظ، لفظ زيد بما هو مقصود ومراد.

اللحاظ إما آلي أو استقلالي لا يصير في نفس الوقت لحاظ آلي ولحاظ استقلالي الحاكي والدال هذا لحاظ آلي آلة للغير حاك عن الغير دال على الغير، المحكي هذا لحاظ استقلالي إذا قلت لفظ زيد حاكي دال يعني لحاظ آلي وإذا قلت لفظ زيد محكي يعني صار لحاظ استقلالي فلزم أن يكون ذات لفظ زيد في آن واحد ملحوظ استقلالاً وآلة وهذا باطل.

اللفظ الحاكي يلحظ بلحاظ آلي، آلة للحكاية لحكاية غيره اللفظ المحكي اللفظ المدلول هذا يلحظ باللحاظ الاستقلالي قائم بنفسه كيف في آن واحد لفظ زيد يلحظ بما هو آلة ويلحظ بنفسه، يلحظ مستقلاً ويلحظ آلة لغيره هذا غير صحيح إذن جواب صاحب الكفاية في الشق الأول على صاحب الفصول غير تام.

إلى هنا تكلمنا في الشق الأول إذا لفظ زيد لوحظ دالاً على نفسه ويلزم تعدد الدال والمدلول والآخوند أجاب أنه يكفي التغاير الاعتباري وإن كان هناك وحدة ذاتية يبقى الكلام في الشق الثاني لو لوحظ لفظ زيد ليس دالاً على نفسه يلزم تركب القضية من جزأين والحال إن القضية العقلية مركبة من ثلاثة أجزاء هذا جوابه دقيق ويعدل المزاج، إذا تريدون شرح يبسط المطلب عليكم بمراجعة كتاب دروس في الكفاية للشيخ المحمدي البامياني ومن بعده تراجعون كتاب منتهى الدراية في توضيح الكفاية للسيد محمد المروج الجزائري وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وأما بيان الشيخ الإيرواني في هذا قد يوجب التشويش لبعض الطلاب المبتدئين.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo