< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/04/21

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثاني عشر /مناقشة صاحب القوانين

 

قال الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" ثم لو تنزلنا عن ذلك فلا وجه للتفصيل بالجواز على نحو الحقيقة في التثنية والجمع وعلى نحو المجاز في المفرد.[1]

 

خلاصة الدرس

كان الكلام في الأمر الثاني عشر الذي خصصه صاحب الكفاية "رحمه الله" لبحث جواز استعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى في آن واحد قلنا إن الأقوال خمسة تطرق المحقق الخراساني إلى ثلاثة أقوال منها واختار المنع العقلي فالعقل يمنع استعمال اللفظ الواحد في آن واحد في أكثر من معنى.

وقد تطرق صاحب الكفاية إلى مبنى صاحب المعالم الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني رحمة الله عليه المدفون في جبل عامل، الشيخ حسن صاحب المعالم قال بالتفصيل بين المفرد وبين التثنية والجمع والجامع بينهما جواز استعمال اللفظ في أكثر من معنى فقال بالنسبة إلى المفرد يكون الاستعمال مجازي وبالنسبة إلى التثنية والجمع يكون الاستعمال حقيقي مثلا لفظ زيد تارة تستعمل المفرد وتارة تستعمل التثنية الزيدان وتارة تستعمل الجمع الزيود هذا في الأعلام الشخصية وأحيانا مثلا لفظ عين تارة تأتي بها مفرد رأيت عينا وتارة تأتي بها مثنى رأيت عينين وأحيانا تجمعها وتقول رأيت عيون فهل يصح حينما تقول رأيت عينا أن تقصد رأيت جاسوس وذهب أو رأيت جاسوس وذهب وعين تجري أو رأيت ذهب وفضة وجاسوس وعين تجري وعين تنبع لأن كلهم في البركة الآن فتقول رأيت عينا فتستخدم لفظ واحد وهو لفظ العين وتقصد به أكثر من معنى، معنى الجاسوس ومعنى الركبة ومعنى العين الجارية ومعنى الذهب والفضة.

يقول صاحب المعالم يجوز ولكن يصير الاستعمال مجازي لأن المفرد قد وضع في اللغة العربية بقيد الوحدة أنت حينما تستخدم لفظة عين المفردة أو لفظة زيد المفرد فإنها موضوعة لمعنى زيد بقيد الوحدة لمعنى عين بقيد الوحدة فإذا استخدمت لفظ زيد في أكثر من زيد تقول رأيت زيداً وتقصد زيد بن حاتم وزيد بن كاظم وزيد بن شعبان ثلاثتهم بلفظ رأيت زيدا هذا يصير استعمال مجازي لأن استعمال زيد في زيد بقيد الوحدة استعمال حقيقي واستعمال زيد في معنى زيد من دون قيد الوحدة استعمال مجازي فقال صاحب المعالم بأنه يجوز استعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى لكن يلزم أن يكون الاستعمال استعمالا مجازيا لا استعمالا حقيقيا.

سؤال المجاز يحتاج إلى مصحح للاستعمال ما هو مصحح الاستعمال هنا؟ الجواب الكل والجزء، استعمال زيد في زيد المفرد هذا استعمال في الكل لأنك استعملت لفظ زيد في معنى زيد زائد قيد الوحدة هذا كل معنى زيد المفرد فهذا كل استعمال زيد في زيد بقيد الوحدة هذا كل وأما استعمال زيد من دون قيد الوحدة، استعمال زيد في أكثر من زيد يعني مع رفع اليد عن قيد الوحدة هذا جزء لأن زيد الموضوع له قيدان الأمر الأول معنى زيد الأمر الثاني قيد الوحدة فإذا استعملت لفظ زيد في معنى زيد من دون قيد الوحدة صرت استعملت لفظ زيد في جزء المعنى لا في كل المعنى وهكذا بالنسبة إلى العين إذا استخدمت لفظ العين في العين الواحدة الباصرة صار كل هذا استعمال حقيقي لأن أنت جزئي المعنى جئت بهما معنى العين الباصرة زائد قيد الوحدة ولكن إذا استخدمت لفظ عين وقصدت العين الباصرة والعين الجارية والعين الركبة تكون قد استخدمت لفظ العين في جزء المعنى وهو معنى العين، الجزء الآخر قيد الوحدة لم تستعمله فصارت العلاقة المصححة للاستعمال أن استعمال لفظ العين ولفظ زيد في أكثر من معنى استعمال في جزء المعنى الموضوع له وأما استعمال زيد في زيد الواحد أو استعمال لفظ العين في معنى العين الواحدة فهذا كل، إذن قال صاحب المعالم أعلى الله مقامه الشريف إن استعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى ممكن لكن يكون الاستعمال استعمالا مجازيا والمصحح للمجاز هو علاقة الكل والجزء.

المحقق الخراساني "أعلى الله مقامه الشريف" يناقش بمناقشتين:

المناقشة الأولى من قال إن المفرد وضع للمعنى بقيد الوحدة فمن يرزق ولد ويسميه عليا يكون قد وضع لفظ علي لمعنى ولده الشريف زائد أن يكون واحدا من أين هذا الكلام، هذا مخالف للوجدان ولا يحتاج إلى برهان فإن اللفظ المفرد لم يوضع لمعنى المفرد زائد قيد الوحدة إذن الوحدة لم تؤخذ بنحو القيد كما يقول صاحب المعالم ولم تؤخذ بنحو الظرف كما يقول صاحب القوانين إذن نحن لا نلتزم لا بالوحدة القيدية ولا بالوحدة الظرفية، الوحدة القيدية التي قال بها صاحب المعالم والوحدة الظرفية التي قال بها صاحب القوانين وردهما بشيء واحد وهو أنه لا دليل عليهما.

المناقشة الثانية ولو تنزلنا وسلمنا إن قيد الوحدة موجود قلت ما هو المصحح للمجاز؟ علاقة الكل بالجزء لا نسلم من قال إن المعنى بقيد الوحدة كل والمعنى من دون قيد الوحدة جزء؟ كلا الماهية بقيد الوحدة هي ماهية بشرط شيء والماهية من دون قيد الوحدة ماهية بشرط لا.

معنى المفرد بقيد الوحدة ماهية بشرط شيء وهو الوحدة ومعنى المفرد من دون قيد الوحدة ماهية بشرط لا أو قل ماهية لا بشرط وهناك تباين بين الماهية بشرط شيء والماهية بشرط لا وهناك تباين بين الماهية بشرط شيء والماهية لا بشرط، طبعا الصحيح ليس أن لا بشرط لأن اللا بشرط يجتمع مع ألف شرط هنا بشرط لا لأنه استخدام اللفظ المفرد في واحد ماهية بشرط شيء بشرط الوحدة واستخدام اللفظ المفرد في أكثر من واحد هذا رفع اليد يعني بشرط رفع قيد الوحدة بشرط لا إذن ما أدعيت أنه علاقة مصححة للاستعمال وأنه العلاقة بين الجزء والكل هذا المورد ليس من موارد دوران الأمر بين الأقل والأكثر ليس من موارد دوران الأمر بين الكل والجزء بل هذا المورد من موارد دوران الأمر بين المتباينين.

 

تطبيق العبارة

صاحب الكفاية "رحمه الله" ثم لو تنزلنا عن ذلك يعني عن امتناع الجواز عقلا، صاحب الكفاية بناءه على هذا قال واضح المنع، قال إنه ممنوع عقلا، استعمال اللفظ في أكثر من معنى ممنوع، فنقدح بذلك امتناع استعمال اللفظ مطلقاً مفرداً كان أو غيره في أكثر من معنى بنحو الحقيقة أو المجاز رد على صاحب المعالم ثم بعد ذلك يقول ثم لو تنزلنا عن ذلك يعني تنزلنا عن المنع العقلي وسايرنا صاحب المعالم فيما ذهب إليه من الجواز

ثم لو تنزلنا عن ذلك فلا وجه للتفصيل يعني بين المفرد والتثنية والجمع، التفصيل ماذا؟ بالجواز يعني جواز استعمال اللفظ في أكثر من معنى على نحو الحقيقة في التثنية والجمع هذا ما قال به صاحب المعالم وعلى نحو المجاز في المفرد يعني بجواز استعمال اللفظ في أكثر من معنى على نحو المجاز في المفرد مستدلاً يعني حال كون صاحب المعالم مستدلا على كونه بنحو الحقيقة.

صاحب المعالم يقول في التثنية والجمع هذا بمثابة التكرار يعني لما تقول رأيت عينين كأنك تقول رأيت عيناً وعين، رأيت الزيدين يعني رأيت زيداً وزيداً رأيت الزيود يعني رأيت زيداً وزيداً وزيداً، رأيت العيون يعني رأيت عينا وعينا وعين.

مستدلا على كونه يعني كون استعمال اللفظ في أكثر من معنى بنحو الحقيقة فيهما يعني في التثنية والجمع لكونهما يعني التثنية والجمع بمنزلة تكرار اللفظ، رأيت عينا وعينا في التثنية وفي الجمع رأيت عينا وعينا وعين وبنحو المجاز فيه يعني في المفرد يعني ويجوز استعمال اللفظ في أكثر من معنى بنحو المجاز فيه يعني في المفرد لكونه موضوعاً للمعنى بقيد الوحدة إذن المعنى الموضوع له مؤلف من جزأين الجزء الأول معنى المفرد الجزء الثاني قيد الوحدة فإذا استعمل يعني المفرد في الأكثر لزم إلغاء قيد الوحدة فيكون المفرد يعني اللفظ المفرد، مستعملا في جزء المعنى، ما هو جزء المعنى؟ معنى المفرد دون الجزء الآخر، ما هو الجزء الآخر؟ قيد الوحدة، فيكون مستعملا في جزء المعنى بعلاقة يعني بسبب علاقة الكل والجزء فيكون مجازاً، ما هو الكل؟ المعنى المفرد بقيد الوحدة، ما هو الجزء المعنى المفرد من دون قيد الوحدة إذا استعمل في أكثر من معنى فيكون مجازاً يعني فيكون استعمال اللفظ المفرد في أكثر من معنى مجازاً استعمالا مجازياً وسبب التصحيح علاقة الكل والجزء.

الشيخ الآخوند أول رد قال نحن ننكر أن المفرد موضوع لمعنى المفرد بقيد الوحدة المفرد موضوع لذات المعنى هنا قال بعضهم أنت يا شيخنا قلت ثم لو تنزلنا عن ذلك لأن بعضهم رجع ثم لو تنزلنا عن ذلك يعني عن قيد الوحدة، الآن يعني مناقشاتك مبنية على التنازل عن قيد الوحدة وأن قيد الوحدة مسلم، إذا قيد الوحدة مسلم كيف الآن تأتي وتناقش وترد لكن إذا حملنا ثم لو تنزلنا عن ذلك يعني عن الامتناع العقلي يصير تام كلام صاحب الكفاية.

هنا ثم لو تنزلنا عن ذلك فلا وجه للتفصيل لماذا لا وجه للتفصيل؟ وذلك لوضوح أن الألفاظ لا تكون موضوعة إلا لنفس المعاني هذا وذلك لوضوح هذا رد على هذا، آخر سطرين فإذا استعمل في الأكثر لزم إلغاء قيد الوحدة فيكون مستعملاً في جزء ؟؟؟ وذلك لوضوح أن الألفاظ يعني ألفاظ المفرد لا تكون موضوعة إلا لنفس المعاني بلا ملاحظة قيد الوحدة يعني قيد الوحدة ليس جزء المعنى الموضوع له وإلا يعني لو لوحظ قيد الوحدة يعني لو أخذ قيد الوحدة لما جاز الاستعمال في الأكثر يعني لما جاز استعمال اللفظ في أكثر من معنى في أكثر المفردات لماذا لا يجوز؟ لعدم وجود علاقة مصححة، علاقة الكل والجزء ما تكون موجودة وإلا يعني لو لوحظ قيد الوحدة في معنى المفرد لما جاز الاستعمال يعني استعمال اللفظ المفرد في أكثر من معنى في الأكثر يعني في أكثر المفردات

لأن الأكثر ليس جزء المقيد بالوحدة، أنت تقول استعمال اللفظ في أكثر من معنى هذا جزء واستعمال اللفظ في المعنى المقيد بالوحدة هذا كل صار استعمال اللفظ في أكثر من معنى جزء المقيد بقيد الوحدة لأن المقيد بقيد الوحدة كل يقول ليست العلاقة علاقة كل وجزء وأقل وأكثر علاقة مباين بالمباين ما هي بشرط شيء وما هي بشرط لا.

بل يباينه يعني بل يباين الأكثر جزء المقيد بالوحدة مباينة الشيء بشرط شيء يعني الماهية بشرط شيء والشيء بشرط لا يعني الماهية بشرط لا كما لا يخفى، الشيء بشرط شيء هو المفرد بقيد الوحدة، الشيء بشرط لا يعني المفرد بشرط عدم الوحدة، الشرط والشيء بشرط لا يعني المفرد بشرط أن لا يستخدم في الوحدة.

أنت تقول في التثنية والجمع تكرار إلى اللفظ وتكرار إلى المعنى من قال هذا الكلام؟ تقول يعني رأيت عينين يعني رأيت عين جارية وعين نابعة رأيت عينين يعني رأيت ركبة ورأيت جاسوس، كلا وتستدل لي إذا تقول لي جاء الزيدان تقصد زيد بن علي وزيد بن معتوق، جاء البكران يعني بكر بن عطية وبكر بن شعبان المعاني لا تتعدد، المعنى واحد أنت تقول هكذا جاء تقصد المسمى بزيد المسمى ببكر، جاء اثنان من المسمى جاء مصداقان جاء فردان من المسمى ببكر جاء فردان من المسمى بزيد فهذا في الأعلام الشخصية ليس المراد تعدد المعاني المراد تعدد الأفراد للمسمى واحد مسمى زيد مسمى بكر.

قال والتثنية والجمع وإن كانا بمنزلة التكرار في اللفظ إلا أن الظاهر أن اللفظ فيهما يعني في التثنية والجمع كأنه كرر وأريد من كل لفظ فرد من أفراد معناه، الزيدان يعني الفردان من المسمى بزيد، البكران يعني جاء فردان من المسمى ببكر ليس جاء معنيان معنى بكر بن غانم وبكر بن صالح.

وأريد من كل لفظ فرد من أفراد معنى اللفظ لا أنه أريد منه ـ من كل لفظ ـ معنى من معانيه ـ من معاني اللفظ ـ فإذا قيل مثلا جئني بعينين أريد فردان من العين الجارية يعني فردان من المسمى بالعين لا العين الجارية والعين الباكية، جئني بعين يعني عين باكية وعين جارية والتثنية والجمع في الأعلام لما تقول جاء الزيدان جاء الزيود جاء البكران إنما هو بتأويل المفرد إلى المسمى بها يعني بالأعلام، مع أنه لو قيل بعدم التأويل يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo