< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/04/22

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثاني عشر /اتمام الكلام في الأمر الثاني عشر استعمال اللفظ في أكثرمن معنى

 

قال الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" مع أنه لو قيل بعدم التأويل وكفاية الاتحاد في اللفظ في استعمالهما حقيقة.[1]

 

خلاصة الدرس

كان الكلام في الأمر الثاني عشر وهو حكم استعمال اللفظ في أكثر من معنى وقد تطرق الشيخ الآخوند الخراساني إلى مناقشة كلام صاحب المعالم.

صاحب المعالم "رحمه الله" قال بالتفصيل بين المفرد والتثنية والجمع فقال بالنسبة إلى المفرد يجوز استعمال اللفظ المفرد في أكثر من معنى لكن بنحو المجاز لا بنحو الحقيقة بخلاف التثنية والجمع فإنه يجوز استعمال التثنية والجمع في أكثر من معنى لكن يكون الاستعمال حقيقياً لا مجازياً ثم ناقش الآخوند "رحمه الله" في كلام صاحب المعالم مضى الكلام في مناقشة دعوى صاحب المعالم في المفرد وناقشناه بمناقشتين:

المناقشة الأولى لا دليل على أن المفرد قد وضع للطبيعة بقيد الوحدة

المناقشة الثانية لو سلمنا أن المفرد قد وضع للطبيعة بقيد الوحدة فلا نسلم وجود علاقة مجوزة للمجاز لأن العلاقة التي أدعاها صاحب الكفاية هي علاقة الكل والجزء دوران الأمر بين الأقل والأكثر والحال إن المورد من موارد دوران الأمر بين المتباينين بين الماهية بشرط شيء الطبيعة بقيد الوحدة وبين الماهية بشرط لا الطبيعة بشرط عدم الوحدة إلى هنا تم الكلام في مناقشة دعوى صاحب المعالم في استعمال اللفظ المفرد في أكثر من معنى ثم يقع الكلام في مناقشة دعوى صاحب المعالم من أنه يجوز استعمال اللفظ المثنى أو الجمع في أكثر من معنى بحيث يكون الاستعمال استعمالاً حقيقياً لا مجازياً وفيه ثلاث مناقشات.

المناقشة الأولى مضى الكلام فيها وهو القول بتأويل المسمى بأسماء الأعلام فمثلا حينما تقول جاء الزيدان أو جاء الزيود فأنت لا تستخدم ثلاثة معاني أو معنيين تقصد جاء الزيدان يعني جاء معنى زيد بن بكر وجاء معنى زيد بن غانم وهكذا إذا قلت جاء الزيود يعني معنى زيد بن فلان وزيد بن فلتان وزيد بن علان نقول هنا المعنى واحد وهو المسمى بعلم زيد فحينما تقول جاء الزيدان يعني جاء فردان من المسمى بعلم زيد، جاء البكران يعني جاء فردان مما يسمى بكر، جاء الزيود يعني جاء ثلاثة أفراد عشرة أفراد يعني جاء جمع من المسمى بهذا العلم زيد عبيد بكر هذه المناقشة الأولى أخذناها بالدرس السابق.

ولو أنكر صاحب المعالم التأويل قال نحن لا نسلم أن المراد أفراد ومصاديق من معنى واحد بل المعاني متعددة جاء الزيدان يعني جاءني شخصان كل شخص معناه يختلف عن الشخص الثاني، جئني بعينين يعني بمعنيين للعين معنى العين الباصرة ومعنى العين النابعة فنحن ننكر تأويل المثنى والجمع إلى فردين أو أفراد من المسمى هذا التأويل ننكره بل نقول يوجد اتحاد حقيقي بين اللفظ والمعنى، جئني بعينين يعني بمعنيين للعين العين التي هي الذهب والعين الأخرى التي هي الفضة، صاحب الكفاية "رحمه الله" يناقش يقول هذا ليس من باب استعمال اللفظ في أكثر من معنى بل هذا عين استعمال اللفظ في معناً واحد لأن صاحب المعالم يلتزم بالتكرار حينما يقول عينين يعني عين وعين وعندما يجمع ويقول عيون يعني عين وعين وعين فهنا تكرر اللفظ جئني بعينين يعني جئني بعين وعين، العين الأولى استخدمتها بالذهب العين الثانية استخدمتها بالفضة صار هذا من استعمال اللفظ الواحد في معنى واحد وهكذا جئني بعينين يعني جئني بالعين الباصرة والعين النابعة الجارية، من قال إنها عبارة عن استخدام اللفظ في أكثر من معنى في آن واحد هنا أنت استخدمت لفظين هذا حديث التكرار الذي يؤمن به صاحب المعالم، جئني بعينين يعني جئني بعين وعين، لفظ العين الأول أراد به الباصرة، لفظ العين الثاني أراد به النابعة هذا من باب استعمال اللفظ الواحد في معنى واحد، إذن المناقشة الثانية لو أنكرنا التأويل ولم نقل أن معنى جئني بعينين يعني جئني بفردين من المسمى بالعين هذا التأويل، جئني بعينين يعني بعينين معنى العينين وليس فردين للعينين، الجواب هذا أيضا من استعمال اللفظ الواحد في معنى واحد.

مثلا في الجمع جئني بعيون يعني جئني بعين وعين وعين أقل الجمع ثلاثة، لفظ العين الأول يراد به الباصرة لفظ عين الثاني يراد به الجارية لفظ عين الثالث يراد به الذهب صار تعدد في الألفاظ وتعدد في المعاني وكل لفظ واحد له معنى واحد، إذن المناقشة الثانية مفادها لو أنكرنا التأويل فإن حديث التكرار يثبت أن اللفظ الواحد قد استعمل في معناً واحد فقط لا في معاني متعددة.

المناقشة الثالثة نعم متى يثبت التعدد؟ إذا قال جئني بعينين يعني جئني بعين وعين، العين الأولى يقصد بها معنيين للعين، العين الأولى يقصد بها عين بآصرة وعين نابعة والعين الثانية يقصد بها ذهب والعين الأخرى يقصد بها فضة صار عينين طلعوا أربع عيون، جئني بعينين، عينين بحدث التكرار يصير عين وعين، العين الأولى نستخدمها في معنيين العين الباصرة والعين النابعة العين الثانية نستخدمها في معنيين العين الذهب والعين الفضة وهكذا بالجمع جئني بعيون يعني ثلاث عيون يعني جئني بعين وعين وعين وتستخدم هذه الثلاثة عيون ثلاثة ألفاظ كل لفظ تستخدمه في أكثر من معنى معنيين فما فوق فتقول العين الأولى استخدمت في العين الباصرة والعين النابعة العين الثانية استخدمت في معنيين الذهب والفضة، العين الثالثة استخدمت في معنيين الركبة والفلوس، العين الرابعة استخدمت في معنيين في الجاسوس والبركة وهكذا في هذه الحالة يصح صار الجمع استخدم في أكثر من معنى ولكن لو حملناه على هذا المحمل يلزم أن تكون التثنية أو الجمع لم يستعملا استعمالا حقيقياً وإنما استعملا استعمالا مجازيا.

صاحب المعالم يقول ما هو المفرد؟ الطبيعة المقيدة بالوحدة، ما هو المثنى؟ تكرار المفرد مرتين يعني تكرار الطبيعة المقيدة بالوحدة مرتين، ما هو الجمع؟ تكرار الطبيعة المقيدة بالوحدة ثلاث مرات فما فوق، إذن التقييد بالوحدة كما هو داخل في المفرد أيضا هو داخل في التثنية والجمع.

مثلا عين هذا لفظ مفرد يراد به طبيعة العين الباصرة المقيدة بالوحدة، المثنى عينان يراد به عين وعين والعين الأولى والعين الثاني يراد به الطبيعة المقيدة بالوحدة وهكذا الجمع عيون يعني عين وعين وعين يعني ثلاثة أفراد ما هو الفرد؟ العين التي هي الطبيعة المقيدة بالوحدة إذن الطبيعة المقيدة بالوحدة أخذت في مفهوم التثنية كما أخذت في مفهوم الجمع لكنها كررت إن كررت الطبيعة المقيدة بالوحدة مرتين صارت تثنية إن قيدت الطبيعة المقيدة بالوحدة ثلاث مرات صار جمع.

متى يصح استعمال اللفظ في أكثر من معنى؟ إذا قلت جئني بعينين هذا مثنى تستخدمه في أربع معاني للعيون، جئني بعينين يعني عين وعين، العين الأولى استخدمت في معنيين معنى العين الباصرة ومعنى العين النابعة يعني العين الأولى ما استخدمتها في الطبيعة المقيدة بالوحدة استخدمتها في الطبيعة المقيدة بالكثرة، الطبيعة المقيدة بالتثنية وهكذا في العين الثانية جئني بعينين يعني عين وعين، العين الثانية تستخدمها في معنيين عين الذهب وعين الفضة صارت العين الثانية ما استخدمتها في طبيعة مقيدة بالوحدة ما استخدمتها مثلا في فضتين أو ذهبين استخدمتها في طبيعة متكررة طبيعة مختلفة طبيعة الذهب وطبيعة الفضة إذن يصح استعمال اللفظ في أكثر من معنى إذا استخدمت التثنية في أربع معاني واستخدم الجمع في ستة معاني أو أكثر لكن هذا الاستخدام والاستعمال استعمال مجازي وليس استعمالا حقيقياً فكيف تقول يا صاحب المعالم إن الاستعمال في التثنية والجمع حقيقي والاستعمال في المفرد مجازي.

كلامنا في التثنية والجمع ناقش صاحب الكفاية بثلاث مناقشات مثلا زيد جاء الزيدان المناقشة الأولى ليس المقصود جاء معنيان لزيد حتى يكون استخدام لفظ زيد أكثر من معنى بل نؤول ذلك جاء الزيدان يعني جاء مصداقان لمسمى زيد جاء فردان لمسمى زيد هذه المناقشة الأولى.

المناقشة الثانية لو أنكرنا التأويل تأويل التثنية إلى المسمى بالعلم لقلنا إن هذا المورد ليس من باب استعمال اللفظ في أكثر من معنى جاء الزيدان بمعنى جاء زيد بن غانم وزيد بن سالم، زيد بن سالم معناه غير زيد بن غانم نقول نعم صحيح نسلم باختلاف المعاني لكن ليس هذا المورد من موارد استعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى لأن جاء الزيدان بمعنى جاء زيد وزيد استخدم زيد الأول في بكر بن غانم استخدم زيد الثاني في بكر بن سالم صار استعمال اللفظ الواحد زيد في معنى واحد وهو زيد بن سالم في الأول زيد بن غانم في الثاني هذا استعمال حقيقي.

التثنية والجمع عبارة عن ماذا؟ صاحب المعالم يقول التثنية يعني تكرار المفرد مرتين الجمع تكرار المفرد ثلاثة مرات فما فوق، ما هو المفرد؟ الطبيعة المقيدة بالوحدة يعني زيد الذي هو بكر بن غانم زيد بن غانم ليس غيره ليس زيد بن غانم هذا المراد المقيد بقيد الوحدة، زيد يعني زيد بن عبيد وليس زيد بن شملان.

المناقشة الثالثة متى يصير استخدام التثنية في أكثر من معنى؟ إذا استخدمت المثنى في أربعة معاني، جاء الزيدان يعني جاء زيد وزيد وتقصد بزيد الأول الذي هو لفظ واحد تقصد معنيين هذا زيد اللفظ الأول تقصد به معنيين وهما زيد بن غانم وزيد بن سالم، نقول هذا صحيح استخدمت اللفظ الواحد زيد في أكثر من معنى زيد بن غانم زيد بن سالم لكن هذا صار استخدام للطبيعة من دون قيد الوحدة، استخدام الطبيعة بقيد الوحدة يلزم أن تستخدم زيد في زيد بن سالم وزيد بن سالم قيد الوحدة أما استخدمت زيد في زيد بن سالم وزيد بن غانم يعني رفعت اليد عن قيد الوحدة إذا رفعت اليد عن قيد الوحدة صار استعمال مجازي وليس استعمال حقيقي لأن الاستعمال الحقيقي استعمال اللفظ فيما وضع له وهو الطبيعة المقيدة بالوحدة الاستعمال المجازي استعمال اللفظ في غير ما وضع له هنا استخدمت المثنى في غير ما وضع له لأن المثنى عبارة عن تكرار الطبيعة المقيدة بالوحدة مرتين، أنت هنا في المثنى كررت الطبيعة غير المقيدة بالوحدة مرتين إذن في هذه الحالة يلزم أن لا يكون الاستعمال استعمالا مجازياً.

 

تطبيق العبارة

قال مع أنه لو قيل أول مناقشة للتثنية والجمع، قال والتثنية والجمع وإن كانا بمنزلة التكرار يعني جاء الزيدان زيد وزيد جاء الزيود زيد وزيد وزيد إلى أن يقول والتثنية والجمع في الأعلام إنما هو بتأويل اللفظ المفرد إلى المسمى بها المسمى بالأعلام كزيد وعمر وبكر هذه المناقشة الأولى.

المناقشة الثانية مع أنه لو قيل بعدم التأويل يعني بعدم تأويل المثنى أو الجمع إلى اللفظ المفرد بتأويل اللفظ المفرد في المسمى وكفاية يعني وقلنا بكفاية الاتحاد في اللفظ في استعمالهما يعني في استعمال التثنية والجمع، حقيقة يعني استعمال حقيقي وليس استعمال مجازي بحيث إذا قلت جئني بعينين يقول بحيث جاز إرادة عين جارية وعين باكية من تثنية العين حقيقة حينما تقول أريد عينين يعني عين باكية وعين جارية، لما كان هذا يعني هذا الاستعمال من باب استعمال اللفظ في الأكثر يعني في أكثر من معنى بل كان من باب استعمال اللفظ الواحد في معنى واحد لأن هيئتهما يعني هيئة التثنية وهيئة الجمع إنما تدل على إرادة المتعدد، هيئة عينين يعني عين وعين، هيئة عيون يعني عين وعين وعين هذه هيئة الجمع وهيئة التثنية يعني صيغة الجمع وصيغة التثنية تدل على إرادة المتعدد لكن ليس أي متعدد المتعدد مما يراد من مفردهما يعني من مفرد التثنية ومفرد الجمع، ما الذي يراد بالمفرد؟ الطبيعة المقيدة بالوحدة هذا تمهيد للمناقشة الثالثة فيكون استعمالهما ـ التثنية والجمع ـ وإرادة المتعدد من معانيه أريد عينين يعني عين جارية وعين بآصرة فيكون استعمالهما ـ التثنية والجمع ـ وإرادة المتعدد من معانيه يكون استعمالهما في معناً واحد يعني استعمال للفظين في معنى واحد هنا استعمالهما يرجع إلى التثنية والجمع في معنى واحد يعني إذا قلت أريد عينين أريد عيون أريد عينين يعني عين وعين لفظ العين الأول لفظ واحد واستخدمته في معنى واحد العين الباصرة لفظ العين الثانية لفظ واحد واستخدمته في معنى واحد وهو العين الركبة مثلا وهكذا لو قلت أريد عيون يعني ثلاثة عيون يعني عين وعين وعين استخدمت لفظ العين الأول في الجاسوس هذا استعمال إلى لفظ واحد عين في معنى واحد وهو الجاسوس، عين هذا الأول الثاني وعين تستخدمها في الركبة وعين العين الثالثة بمعنى العين الباصرة مثلا صار هذا استعمال إلى لفظ واحد في معنى واحد.

يقول لأن هيئتهما ـ التثنية والجمع ـ إنما تدل على إرادة يعني على قصد المتعدد مما يراد من مفردهما، المتعدد يعني التثنية أو الجمع مما يراد من مفردهما يعني من مفرد التثنية أو مفرد الجمع فيكون استعمالهما ـ التثنية أو الجمع ـ وإرادة المتعدد من معانيه ـ من معاني التثنية أو الجمع ـ استعمالهما في معناً واحد يعني استعمال التثنية أو الجمع في معناً واحد كما إذا استعملا التثنية أو الجمع وأريد المتعدد يعني وأريد المتعدد من التثنية أو الجمع كما إذا استعملا التثنية أو الجمع وأريد المتعدد من التثنية أو الجمع من معناً واحد منهما يعني من التثنية أو الجمع كما لا يخفى هذه العبارة يريد أن يقول هكذا جئني بعينين يعني عين وعين جئني بعيون عين وعين وعين كل واحدة من هذه المفردات عين لفظ واحد ومقصود به معنى واحد، هذا تمام الكلام في المناقشة الثانية.

المناقشة الثالثة يقول متى يصير استخدام اللفظ الواحد أكثر من معنى؟ إذا استخدمت التثنية في أربعة معاني بحيث العين الوحدة تشير إلى معنيين والعين الثانية تشير إلى معنيين إذا استخدمت العين الأولى في معنيين صرت استخدمت لفظ العين في طبيعة من دون قيد الوحدة هذا استعمال مجازي

نعم لو أريد مثلا من عينين فردان من العين الجارية وفردان من العين الباكية كان من استعمال العينين يعني استخدام لفظ العينين في المعنيين، نحن نسلم هنا يوجد تعدد في المعاني لكن لا نسلم أنه استعمال حقيقي بل هو استعمال مجازي إلا أن حديث التكرار الذي قال به صاحب المعالم التثنية تدل على التكرار والجمع أيضا يدل على التكرار عينين يعني عين وعين، عيون يعني عين وعين وعين لا يكاد يجدي إلا أن حديث التكرار هذا حينما قلت كان من استعمال العينين في المعنيين حديث تكرار المعنى إذا قلت إن المثنى يستعمل في أربعة معاني فصار هنا تكرار إلى المعاني يقول هذا حديثك عن تكرار المعاني نحن نسلم إن المعاني تكررت لكن صار استعمال مجازي وليس استعمالا حقيقياً.

كان من استعمال لفظ العينين في المعنيين يعني صحيح هناك تكرر في المعاني إلا أن حديث التكرار هذا يعني تكرار المعنى لا يكاد يجدي في ذلك أصلا، في ذلك يعني في كون الاستعمال استعمالا حقيقياً لا يجدي يعني لا يفيد في تحقيق الاستعمال الحقيقي بل يكون الاستعمال استعمالاً مجازياً، فإن فيه ـ فإن في حديث التكرار ـ إلغاء قيد الوحدة المعتبرة أيضا وإذا تريدها بشكل واضح فإن فيه يعني في استعمال العينين في المعنيين فإن فيه في استعمال العينين في المعنيين إلغاء قيد الوحدة المعتبرة أيضا يعني المعتبرة في التثنية والجمع أيضا كما هي معتبرة في المفرد هذه أيضا إشارة إلى أن اعتبار قيد الوحدة كما هو موجود في المفرد هذا الاعتبار أيضا موجود في التثنية والجمع ضرورة أن التثنية عنده ـ عند صاحب المعالم ـ إنما تكون لمعنيين أو لفردين لكن بقيد الوحدة يعني لمعنيين بقيد الوحدة أو لفردين بقيد الوحدة والفرق بينهما ـ بين التثنية وبين المفرد ـ وفي نسخة والفرق بينهما يعني يصير بين التثنية والجمع وبين المفرد ولعل بينها أصح والفرق بينها ـ بين التثنية وبين المفرد ـ إنما يكون في أنه يعني في أن المفرد موضوع للطبيعة يعني موضوع للطبيعة المقيدة بالوحدة وهي يعني التثنية موضوعة لفردين منها يعني من الطبيعة المقيدة بالوحدة أو معنيين يعني وهي التثنية موضوع لمعنيين مقيدين بالوحدة كما هو أوضح من أن يخفى، هذا تمام الكلام في الأمر الثاني عشر استعمال اللفظ في أكثر من معنى.

ورد في بعض الروايات أن للقرآن سبعة بطون والغريب إذا تراجع بعض كتب الأصول وعلوم القرآن يذكرون أنه بعض الروايات تقول أن للقرآن أكثر من سبعين بطن وإذا تراجع الروايات ما موجود هذا المضمون سبعين بطن موجود سبعة بطون لم نجد سبعين بطناً ومن وجد حجة على من لم يجد، السوال إذا القرآن له سبعة بطون يعني كلمة وحدة لها سبعة معاني هذا من استعمال اللفظ في أكثر من معنى والوقوع أدل دليل على الإمكان،

الجواب بالتأويل إما من حيث المبدأ وإما من حيث المنتهى، التاويل الاول من حيث المبدأ يعني الله "عز وجل" عنده سبعة مقاصد عنده سبعة معاني مقصودة لكن هذا اللفظ القرآني لفظ واحد يدل على معنى واحد فإذن هذه البطون السبعة ما لها علاقة بدلالة اللفظ على المعنى فالقرآن عندنا لفظ واحد يدل على معنى واحد لكن هذا المعنى الواحد يرتبط بسبعة مباني مقصودة لله "عز وجل" القارئ للقرآن العادي ما يعرف المعاني السبعة المقصودة هذه البطون ما يعرفها إلا المعصوم القارئ للقرآن يعرف هذه كلمة واحدة لها معنى واحد أما هذه المعاني المقصودة لله هذا القصد قبل الكلام كلامنا من حيث المبدأ.

التأويل الثاني المراد من حيث المنتهى يعني اللفظ القرآني واحد وله معنى واحد هذا المعنى الواحد له لوازم سبعة هذه اللوازم السبعة نحن لا نلتفت إليها لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم إذن المراد بالبطون ليس ما يستكشف من ظاهر اللفظ ما يستكشف من ظاهر اللفظ معنى واحد نحمل البطون السبعة إما على المقاصد السبعة أو اللوازم السبعة، المقاصد السبعة هذا قبل الكلام اللوازم السبعة بعد الكلام.

وهم ودفع لعلك تتوهم أن الأخبار الدالة على أن للقرآن بطوناً سبعة أو سبعين يمكن مراجعة بحار الأنوار الجزء 92 صفحة 78 إلى 106 تدل على وقوع استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد سبعة بطون أو سبعين بطن فضلا عن جوازه ـ جواز استعمال اللفظ في أكثر من معنى ـ لأن الوقوع أدل دليل على الإمكان ولكنك غفلت عن أنه لا دلالة لها لهذه الأخبار أصلا على أن إرادتها كان يعني إرادة هذه البطون السبعة كان من باب إرادة المعنى من اللفظ من قال إن هذه البطون السبعة مستخرجة من لفظ القرآن فلعله الآن التأويل الأول المعنى الأول فلعله كان بإرادتها يعني إرادة البطون السبعة المعاني السبعة في أنفسها يعني هي معاني مراد بقطع النظر عن اللفظ القرآني لكن هذه المعاني المراد يعني المقصودة المقاصد السبعة ترتبط بمعنى هذه الآية.

يقول فلعله كان بإرادتها بأنفسها حال الاستعمال في المعنى لا من اللفظ يعني هذه البطون السبعة لا ترتبط بهذا اللفظ ترتبط بمعنى هذا اللفظ المفسر يهمه المعنى الذي يستفاد من اللفظ القرآني أما المعاني السبعة المرتبطة بهذا المعنى القرآني قد لا يلتفت إليها إذن المعنى الأول المقاصد السبعة المرتبطة بمعنى اللفظ القرآني لا من اللفظ كما إذا استعمل فيها يعني لفظ واحد استعمل في سبعة معاني، التأويل الثاني أو كان المراد من البطون لوازم معناه يعني لوازم معنى اللفظ المستعمل فيه اللفظ يعني اللفظ القرآني له معنى وهذا المعنى له لوازم سبعة، ويراد من البطون لوازم معناه ـ معنى اللفظ ـ المستعمل فيه اللفظ وإن كانا أفهامنا قاصرة عن إدراكها ـ عن إدراك هذه اللوازم السبعة ـ هذا تمام الكلام في الأمر الثاني عشر، الأمر الثالث عشر المشتق يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo