< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/05/01

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /دفع شبهة تقييد الفعل بالزمان

 

إزاحة شبهة[1]

 

خلاصة الدرس

بعد أن انتهى المحقق الآخوند الخراساني "أعلى الله مقامه الشريف" من بيان المقدمات الثلاث للأمر الثالث عشر والأخير من مقدمات كفاية الأصول وهي مقدمات بحث المشتق ومن باب الكلام يجر الكلام تطرق إلى الفعل تحت عنوان إزاحة شبهة ومفاد هذه الشبهة أن الفعل يدل على الزمن والحال إن الفعل إنما يدل على الحدث فقط ولا يدل على الزمن فمن الاشتباه القول إن الفعل يدل على الزمن ولكن قد درسنا في علم النحو أن الفعل كلمة دلت على حدث اقترن بزمان هكذا عرف الفعل، كلمة كضرب يضرب أضرب دلت على حدث ـ حدث الضرب ـ اقترن بزمان إما الزمن الماضي كقولك ضرب أو الزمن الحاضر والمستقبل كقولك يضرب أو طلب حصول الحدث في المستقبل كقولك اضرب إذن ما تعارف من قولهم إن الفعل يدل على زمن ليس بصحيح هذا اشتباه والدليل على ذلك أمران:

الأول الوجدان الذي لا يحتاج إلى برهان

الثاني لزوم المجازية

ثم يشرع في بيان وتحقيق أن الفعل بما هو هو لا يدل على الزمن لا بالمطابقة ولا بالتضمن فالأمر إنما يدل على طلب الشيء والنهي إنما يدل على طلب ترك الشيء أو الزجر عنه نعم هذا الأمر أو النهي له ظرف وهو الحال فحينما تأمر أو تنهى إنما يكون في زمن في ظرف فالأمر والنهي إنما يقعان في ظرف الزمن لا أن طلب الفعل أو طلب الترك مقيد بزمن معين إذن الزمن ظرف لفعل الأمر أو المضارع أو الماضي وليس قيداً في طلب فعل الأمر أو الماضي أو المضارع.

حال الأفعال الثلاثة الماضي والمضارع والأمر في ظرفيتها حال الجملة الاسمية حينما تقول زيد مريض، زيد متعب فهل هذه الجملة الاسمية زيد مبتدأ ومريض خبر فيها زمن؟ ليس فيها زمن لكنك أنشأت هذه الجملة في الزمن الحاضر في الحال والمراد بالحال هنا ما يقابل الماضي والمستقبل يعني الزمن الحاضر إذن الحال يعني الزمن الذي تصدر فيه الجملة الاسمية أو الفعلية ظرف لهما إذ أن الجملة سواء كانت اسمية أو فعلية لابد أن تصدر في زمن معين في ظرف معين فالزمن ظرف للجملة الاسمية أو الفعلية لا أن الزمن قيد لطلب الجملة الفعلية وفرق كبير بين الظرفية وبين القيدية فرق شاسع بين كون الزمن ظرفاً وبين كون الزمن قيداً فإذا قلت الزمن قيد في الفعل الماضي أو المضارع أو الأمر يعني أخذ الزمن في الموضوع له يعني ضرب هذا الفعل الماضي وضع للحدث المقيد للزمن الماضي ويضرب وضع للزمن المقيد بالحال أو الاستقبال واضرب وضع للزمن المقيد حصول الحدث فيه في المستقبل.

يقول صاحب الكفاية نحن لا نسلم أن الزمن قيد في المعنى الموضوع له لفظ الفعل الماضي أو المضارع أو الأمر، الزمن ليس قيداً في الأمر أو النهي وإنما الزمن ظرف يقع فيه الفعل الماضي أو المضارع أو الأمر كما أن الجملة الاسمية تقع فيه إذن الزمن ليس ضمن المعنى الموضوع له الأفعال يعني الزمن ليس مدلولا تضمنياً للأفعال فالأفعال لا تدل على الزمن لا بالمطابقة ولا بالتضمن نعم الأفعال قد تدل على الزمن بالالتزام كما سيأتي توضيحه ان شاء الله إذن الزمن من أين نحصل عليه؟ الزمن بالإسناد إلى الزمانيات، ما المراد بالزمانيات؟ زمانيات جمع زماني، زماني نسبة يعني المنسوب إلى الزمن والمراد بالزمانيات ما يكون الزمن ظرفاً لها وهو اغلب الموجودات، أنا وأنت وسائر الموجودات أغلبها زماني يعني يقع في ظرف زمن، الآن نحن نعيش في ظرف زماني هذه اللحظة التي ادرس فيها في مقابل الزماني عندنا المجردات، المجردات مثل الله "عز وجل" مجرد عن الزمن، نفس الزمن مجرد عن الزمن، الزمن لا يصير في زمن، الزمن ضمن نفسه وليس ضمن غيره وبالتالي الزمانيات يفهم منها الزمن إذا اسند الشيء إلى الزماني بخلاف المجردات كلفظ الجلالة أو الزمن فإنها ليست مقيدة بزمن.

أحيانا تقول طلع الصباح، حل الليل، مضى الزمن، هذه كلها أمور فيها نسبة إلى الزمن، الصباح، المساء، حل الظهر هنا حل الظهر في زمن آخر أو في نفس زمنه؟ في نفس زمنه، طلع الفجر، حل الليل، هنا هذه العبارات لا تقيدها بزمن غير مقيدة بزمن وهكذا لفظ الجلالة والله "عز وجل" أو الذات الإلهية المجردة عن الزمن تقول خلق الله الناس انزل الله القرآن، هنا تقيد لا تقيد الذات الإلهية، أنزل الله القرآن تقول مثلا ليلة القدر هذا تقييد للمنزل القرآن المنزل وليس تقييد إلى الذات الإلهية لأن ذات الإلهية غير مقيدة بزمن.

إشكال، إذا التزمت أن الزمن قيد في معنى الفعل يعني الفعل الماضي أو المضارع أو الأمر قد أخذ الزمن قيداً فيه يعني جزء فيه فإذا استعملت الفعل من دون زمن يصير استعمال حقيقي أو استعمال مجازي؟ جواب إذا افترضنا أن الزمن قيد في الفعل فإذا استخدمنا الفعل في زمن معين صار الاستعمال استعمالا حقيقياً لأنه استعمال للفظ فيما وضع له لأن الزمن قيد المعنى جزء المعنى الموضوع له وأما إذا استخدمت اللفظ في غير الزمن يلزم أن يكون الاستعمال مجازياً.

ما هو الاستعمال الحقيقي؟ استعمال اللفظ فيما وضع له، ما هو الاستعمال المجازي؟ استعمال اللفظ في غير ما وضع له، إذا ادعيت أن الزمن أخذ كجزء وكقيد في الفعل فحينئذ إذا استخدمت الفعل في الزمن صار الاستعمال استعمالا حقيقياً إذا استخدمت الفعل في غير الزمن صار الاستعمال استعمالا مجازيا.

مثال زيد زماني يعني ظرفه الزمن لكن نفس الزمن أيضا زماني يعني الزمن يصير في زمن غيره؟ لا يصير في زمن غيره، الله زماني يقيد بزمن يصير في ظرف زمن؟ لا يصير.

إذا قلت جاء زيد، جاء الزمن، جاء الله، جاء زيد نستفيد الزمن، من أين نستفيد زمن؟ من زيد لأن زيد زماني، زيد ظرفه الزمن فنستفيد أن المجيء كان في الزمن الماضي ولكن إذا قلت جاء الله وافترضت أن لفظ الجلالة الله مقيد بزمن هذا خلف الفرض لأن الفرض أن الله "عز وجل" من المجردات إذا من المجردات يعني يلزم أن يكون هذا الاستعمال جاء الله يصير استعمال مجازي لأنك استعملت الفعل في غير ما وضع له، استخدمت فعل جاء الذي أخذ الزمان قيداً فيه في غير الزماني مع أنه بالوجدان الذي لا يحتاج إلى برهان نحن ندرك أن جملة جاء الله استعمال حقيقي وليست استعمالا مجازياً.

وهكذا حينما تقول جاء الزمن فهل الزمن مقيد بزمن؟ الجواب لا الزمن لا يسري في زمن آخر فإذا قلت هكذا جاء الزمن فتكون قد استخدمت الفعل جاء في شيء غير مقيد بزمن في لفظ الزمن الذي ليس مقيد بزمن يلزم أن تكون قد استخدمت اللفظ جاء في غير الزمن يعني في غير المعنى الموضوع له لأن الفرض أن الفعل مقيد بزمن فيلزم أن يكون الاستعمال استعمالا مجازياً والحال أنه بالوجدان الذي لا يحتاج إلى برهان نحن ندرك أن الاستعمال استعمال حقيقي وليس استعمال مجازي إذن النتيجة النهائية لفظ جاء ويجيء وجئ لم يؤخذ الزمن قيداً فيه نعم عرفنا الزمن من النسبة والإسناد إلى الزمانيات حينما قلت جاء زيد، نسبت المجيء إلى زيد الزماني، أطلقت المجيء على زيد الزماني فمن الإطلاق والنسبة إلى الزماني عرفنا الزمن ولكن إذا نسبت وأطلقت إلى غير الزماني كالنسبة إلى المجردات جاء الله أو النسبة إلى نفس الزمن جاء الزمن فإنه لا يعلم هذا الزمن لا يوجد زمن لا قيد للزمن وأما لو بنيت على أن الزمن قد أخذ كقيد في الفعل فإذا استخدمت الفعل ونسبت الفعل إلى المجرد كلفظ الله أو إلى الزمن يلزم بناء على مبناك أن يكون الاستعمال استعمالا مجازيا والحال إننا ندرك بالوجدان أن هذا الاستعمال جاء الله وجاء الزمن استعمال حقيقي وليس استعمالا مجازياً، إذن عندنا دليلان على أن الزمن لم يؤخذ في الفعل،

الدليل الأول الوجدان

الدليل الثاني لزوم المجازية

أما الدليل الأول الوجدان الفعل عندنا أمر ونهي اضرب لا تضرب، اضرب طلب الفعل، لا تضرب طلب الترك ونحن بالوجدان ندرك أن لفظ اضرب ولا تضرب يدل على الحدث فقط طلب الفعل أو طلب الترك من دون زمن ومن دون تقييد بزمن فنحن ندرك بالوجدان الذي لا يحتاج إلى برهان أن الزمن لم يؤخذ قيداً في الأمر والنهي.

الدليل الثاني لو التزمنا بأن الزمن اخذ قيداً في الفعل يلزم أن يكون استعمال الفعل في المجردات والزمن استعمالا مجازيا والحال إننا ندرك بالوجدان أن استعمال وإسناد الفعل إلى المجردات أو الزمن استعمال حقيقي وليس استعمالا مجازيا.

إذن يا شيخنا الآخوند ما الفرق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية زيد ضارب جملة اسمية ما نحس فيها زمن لكن زيد ضرب نحس الزمن الماضي، زيد يضرب نستشعر زمن الحاضر أو المستقبل، أضرب يا زيد نستشعر طلب الفعل في المستقبل وهذا وجداني.

يقول الماضي يدل على التحقق والوقوع والمضارع يدل على الترقب فالماضي يدل على الوقوع التحقق والتحقق عادة لا يكون إلا في الزمن الماضي فالمضي لازم والتحقق المضي ملزوم وهكذا الترقب ملزوم وعادة الترقب متى يصير؟ تترقب إما الآن يأتي الولد أو بكرا يأتي الولد، الزوجة تنتظر إما الآن يأتي الزوج أو غداً، أنت تترقب معاملة إما يردون عليك اليوم أو غداً أو بعد شهر فالترقب ملزوم والزمن الحال أو المستقبل لازم.

النتيجة النهائية الآخوند يريد أن يقول إن الزمن ليس مدلولا مطابقياً للأفعال وليس مدلولا تضمنياً للأفعال لكن الزمن مدلول التزامي للأفعال.

الزمن ليس مدلولا مطابقيا للأفعال لأنه مادة الفعل لا تدل بالمطابقة على الزمن وليس مدلولا تضمنيا للأفعال لأن الزمن ليس مأخوذا ضمن الفعل أو جزء من الفعل أو قيدا في الفعل، الفعل يدل على المادة فقط لكن الزمن مدلول التزامي للأفعال مثل مادة مثلاً مادة الضرب الفعل إما يدل على مادة الضرب المتحققة الواقعة هذا في الماضي هذا ملزوم إليها لازم ما هو اللازم؟ المضي، وإما الفعل يدل على المادة الفعل المترقبة الضرب المترقب والمتوقع هذا له لازم إما الحال أو المستقبل وإما الفعل يدل على المادة المطلوبة الضرب المطلوب والمادة المطلوبة عادة تكون في المستقبل إذن زمن الماضي أو الحال أو المستقبل لم يؤخذ جزء في الفعل حتى يكون مدلولا تضمنياً، نعم الزمن من مضي أو حال أو استقبال لازم والفعل ملزوم يعني معنى الفعل ملزوم.

خذ قرينة إذا الفعل وضع له الزمن لما دل على زمن، الماضي يدل على زمن واحد المضي لكن المضارع إما الحال أو المستقبل ولا يوجد معنى جامع للحال أو المستقبل حتى تدعي وتقول إن الفعل المضارع قد وضع للجامع بين الزمن الحال والمستقبل فلو كان الفعل المضارع قد أخذ الزمن قيداً فيه لوضع لزمن واحد إما الحال وإما المستقبل فتعدد الزمن يكشف عن أن الزمن خارج عن مدلول الفعل وإنما الزمن مدلول التزامي أخذ من خارج معنى ومدلول الفعل.

إزاحة شبهة كلامنا في الأمر الثالث عشر حول المشتق، المشتق ناظر إلى أسماء الفاعل والمفعول إلى آخره واستثنيت من المشتق الأصولي المصادر والأفعال ومن باب الكلام يجر الكلام والأفعال قد استثنيت من اسم الفاعل تطرق صاحب الكفاية إلى هذه الأفعال ودلالتها وإزاحة شبهة عنها وهو أن المتداول إن الأفعال تدل على الزمن فقال الآخوند إن الزمن ليس مدلولا مطابقيا للأفعال ولا مدلولا تضمنيا والدليل على ذلك دليلين الأول الوجدان فإذا استخدمت الأفعال في المجردات وإذا استخدمت الأفعال في الزماني وغير الزماني لا تستشعر أن الزمن قد أخذ قيداً في الأفعال فالأمر يدل على الطلب والنهي يدل على الترك وبالوجدان لا ندرك أن هناك دخالة للزمن في الطلب أو الترك.

الدليل الثاني لزوم المجازية لو التزمنا أن الزمن قد أخذ كقيد وجزء في الفعل يلزم أن يكون استخدام الفعل في المجردات أو في الزمن استعمالا مجازيا وهذا مخالف للوجدان إذ أننا ندرك بالوجدان أن استخدام الفعل في المجردات أو الزمن استعمالاً حقيقي إذن عرفنا الزمن من المدلول الالتزامي لأن الفعل الماضي يدل على التحقق والمضي والوقوع ويلزم منه المضي وهكذا الفعل المضارع يدل على الترقب والترقب يلزم إما أن يكون في الحال أو المستقبل وهكذا فعل الأمر يدل على المادة المطلوبة، المادة المطلوبة يعني التي ليست واقعة أي في الزمن المستقبل.

 

تطبيق العبارة

إزاحة شبهة

قد اشتهر في السنة النحاة دلالة الفعل على الزمان حتى أخذوا الاقتران بها يعني بدلالة الفعل على الزمان، في تعريفه يعني في تعريف الفعل فقالوا الفعل كلمة تدل على حدث اقترن بزمان وهو اشتباه ضرورة بدليل الدليل الأول يشرع في بيان الدليل الأول، ما هو الدليل الأول؟ الوجدان، نحن ندرك بالوجدان أن الأمر يدل على الطلب والنهي يدل على الترك من دون زمن هذا شيء وجداني إذن الآن يشرع في بيان الدليل الأول الوجدان.

ضرورة عدم دلالة الأمر ولا النهي يعني وعدم دلالة النهي، عليه ـ على الزمن ـ بل على إنشاء طلب الفعل يعني بل دلالة الأمر على إنشاء طلب الفعل فقط من دون زمن أو الترك يعني إنشاء طلب الترك فقط من دون زمن على الخلاف في النهي، هل النهي هو عبارة عن طلب الترك أو النهي عبارة عن نفس الترك، بعض القدماء كان يقول النهي عبارة عن طلب الترك بعضهم يقول لا النهي ليس طلب الترك النهي هو نفس الترك نفس الزجر.

غاية الأمر نفس الإنشاء بهما يعني الأمر والنهي، في الحال يعني حصل إنشاء الأمر والنهي في ظرف الحال يريد أن يقول الحال ظرف للأفعال كما هو ظرف للأسماء لا أن الحال قيد في الأفعال، يريد أن يقول الزمن حيثية ظرفية وليس حيثية تقيدية وابرز دليل على الظرفية يقول الجملة الاسمية أيضا تقع في الحال ومن الواضح أن الجملة الاسمية لا تدل على زمن يعني الجملة الاسمية قيلت في الزمن الحال فالزمن الحال ظرف للجملة الاسمية.

قال غاية الأمر نفس الإنشاء يعني وقوع نفس الإنشاء بهما الأمر والنهي في الحال يعني في ظرف الزمن الحال كما هو الحال في الإخبار، هنا كما هو الحال غير الحال الأول، لما قال في الحال يعني في الزمن الحاضر في مقابل المستقبل والماضي، كما هو الحال يعني كما هو المنوال، كما هي الطريقة في الإخبار بالماضي أو المستقبل أو بغيرهما يعني بغير الماضي أو المستقبل وهو الجملة الاسمية، الجملة الاسمية قد تخبر بها تقول زيد ضارب أخبرت، زيد ضارب اليوم، زيد ضارب أمس ولكن وقعت هذه الجملة الآن في الزمن الحال، الزمن الحال صار ظرف للجملة الاسمية كما لا يخفى ـ كما لا يخفى أن الزمن الحال ظرف للإخبار بالجملة الاسمية أو الإخبار بالجملة الفعلية ـ إذن إلى هنا بين أولا الدليل الأول على أن الزمن ليس قيداً في الأفعال وهو الوجدان، ثانياً بيّن إن الزمن حيثية ظرفية وليس حيثية قيدية

بل يمكن منع دلالة غيرهما يعني غير الأمر والنهي، من الأفعال على الزمان يعني الأفعال لا تدل على الزمان، ليس فقط الأمر والنهي الأفعال يعني فعل الماضي والمضارع والأمر ما يدل على الزمن كيف يدل على الزمن؟ يقول الزمن أنت تعرفه من الإسناد إلى الزمانيات، جاء زيد، سافر عمر، نجح بكر، مات عمر، هذا لأن عمر زماني وزيد زماني والمراد بالزماني ما يكون الزمان ظرفاً له، أغلب الممكنات ظرف الزمن وهنا يقول بل يمكن منع دلالة غيرهما الأمر أو النهي، غيرهما من بيانية من الأفعال مختلف الأفعال الماضي، المضارع، الأمر على الزمان صارت الأفعال ما تدل على الزمان، متى تدل على الزمان؟ إلا بالإطلاق والإسناد هنا الإطلاق والإسناد هذه الواو عطف بيان يعني الإسناد إلى الزمانيات أو الإطلاق على الزمانيات لا تخوفك العبارة إلا بالإطلاق والإسناد إلى الزمانيات ـ جمع زماني يعني ما ينسب إلى الزمن ما يكون الزمن ظرفاً له ـ.

يقول يمكن منع دلالة غير الأمر والنهي من الأفعال على الزمان إلا بالإطلاق والإسناد إلى الزمانيات، إلا يعني ولا تدل الأفعال على الزمان إلا بالإطلاق والإسناد إلى الزمانيات هكذا يريد أن يقول، ثم يقول وإلا يعني لو لم نمنع دلالة الأمر والنهي على الزمان بأن قلنا إن الأمر والنهي وسائر الأفعال تدل على الزمان يلزم المحذور الثاني لزوم المجازية، لزم القول بالمجاز والتجريد عند الإسناد إلى غيرها يعني إلى غير الزمانيات، صنفين يذكر من غير الزمانيات،

ما هو غير الزمانيات؟ الأول من نفس الزمان، الزمان ليس زماني لأن الزمان لا يجري في زمن والمجردات، المجردات أيضا ليست زمانية الله "عز وجل" ليس زمانياً يعني كيف تجري؟ أنت تقول الفعل دائما فيه زمن، الزمن قيد فيه فإذا استخدمت الفعل في المجردات جاء الله قال الله، خلق الله، أمر الله إذا قلت زمن الله "عز وجل" ليس زماني إذا جردت الفعل عن الزمن صار استخدام مجازي، استخدمت الفعل الذي الزمن قيد فيه في غير ما وضع له في غير الزمان وهكذا في الإسناد إلى الزمن تقول جاء الزمن، جاء الصبح طلع الفجر، حل الليل، حلت الظهيرة هنا طلع الصبح، طلع الصبح أين؟ في صبح آخر في زمن آخر إن التزمت بوجود زمن هذا غير صحيح الصبح ما يطلع في صباح آخر الليل ما يصير في ليل آخر.

مضى الزمن أين مضى في زمن آخر؟ ما ؟؟؟ في زمن آخر إذا جردته من الزمن صار استخدمت لفظ مضى الذي أخذ فيه الزمن قيداً في غير الزمن فصار استخدام لفظ مضى استخدام مجازي استعمال اللفظ الموضوع للزمن في غير ما وضع له يعني في غير الزمان والحال إنه نحن ندرك بالوجدان أن قولنا مضى الزمن، حل الليل، طلع الفجر، استعمال حقيقي وليس استعمالا مجازياً.

الآن يستدرك إلى هنا بين أن الزمن ليس مدلولا مطابقيا ولا مدلولا تضمنياً للفعل لكن الزمن مدلول التزامي لأن فعل الماضي يدل على التحقق والوقوع هذا ملزوم واللازم المضي والفعل المضارع يدل على الترقب، الترقب هذا ملزوم واللازم الحال أو المستقبل.

قال نعم لا يبعد أن يكون لكل من الماضي والمضارع بحسب المعنى يعني بحسب معنى الماضي والمضارع خصوصية أخرى، ما هي الخصوصية الأخرى؟ يعني غير خصوصية الحدث وهي في الماضي خصوصية التحقق والوقوع في المضارع خصوصية الترقب يعني الماضي حدث متحقق مضارع حدث مترقب هذه الخصوصية الأخرى موجبة للدلالة يعني الدلالة الالتزامية على وقوع النسبة في الزمان الماضي في الماضي يعني تقول حيثية التحقق والوقوع تدل على الماضي وفي الحال أو الاستقبال في المضارع يعني وحيثية الترقب تدل على الحال أو المستقبل.

وفي الحال أو الاستقبال يعني توجد خصوصية أخرى موجبة للدلالة على وقوع النسبة في الحال أو الاستقبال، في المضارع فيما كان الفاعل من الزمانيات إذا قلت جاء زيد، ضرب زيد، يضرب زيد، إذا الفاعل من الزمانيات، أما إذا الفاعل من المجردات أو كان الفاعل هو نفس الزمن فإنه غير مقيد بزمن.

ثم يقول والمؤيد على أن الزمن لم يؤخذ كقيد في الفعل إن الفعل المضارع يدل على زمنين الحال أو المستقبل ولا يعقل أن يكون الفعل المضارع موضوع لكلا الاثنين أو للجامع بينهما لكن ما عبر لنا هذا دليل قال هذا مؤيد، المؤيد يعني شيء يمكن أن يستظهر منه لكن لا يرقى إلى مستوى الدليل، لماذا عبّر هكذا؟ لوجود احتمال أن يكون الفعل المضارع وضع بوضعه، الوضع الأول وضع للزمن الحال والوضع الثاني وضع للزمن المستقبل فلو قلنا إن المضارع وضع بوضعين ما يتم هذا الكلام لذلك قال مؤيد،

قال ويؤيده يعني ويؤيد أن الزمن ليس قيدا للفعل وإنما الزمن ظرف للفعل كما أن الزمن مدلول التزامي للفعل ويؤيده أن المضارع يكون مشتركاً معنويا يعني معنى المضارع مشترك بين اثنين بين الحال والاستقبال ولا معنى له يعني ولا معنى لكون المضارع مشتركاً معنويا، ولا معنى له أن يكون المضارع مشتركا معنويا بين الحال والاستقبال إلا أن يكون له ـ الفعل المضارع ـ خصوص معنى، ما هو هذا المعنى؟ الترقب هذا المعنى الترقب صح انطباقه على كل منهما على الحال والاستقبال يصح انطباق هذا المعنى الخاص وهو الترقب على كل منهما الحال والاستقبال.

إلا أنه ـ الفعل المضارع ـ يدل على مفهوم زمان يعمهما يعني يشملهما يشمل الحال والمستقبل يعني لا يدل على الجامع بينهما ـ بين الحال والمستقبل ـ ثم يمثل يريد أن يقول الجملة الاسمية زيد ضارب فيها زمن؟ ما فيها زمن لكن قد تستفيد منها الزمن استفادة الزمن لا لأن الزمن جزء المعنى الموضوع له الجملة الاسمية وإنما من لازم لذلك يقول كما أن الجملة الاسمية كزيد ضارب يكون لها معنى هذا المعنى صح انطباقه على كل واحد من الأزمنة يعني قد تقول هكذا زيد ضارب أمس، زيد ضارب اليوم، زيد ضارب غداً، مع عدم دلالتها ـ عدم دلالة الجملة الاسمية ـ على واحد منها ـ من الأزمنة ـ أصلا أبداً، الجملة الاسمية أبدا لا تدل على الزمن، الزمن ليس قيداً في المعنى الموضوع له الجملة الاسمية فكانت الجملة الفعلية مثلها ـ مثل الجملة الاسمية ـ يعني كما أن الجملة الاسمية لم يجعل الزمن قيداً فيها كذلك الجملة الفعلية لم يجعل الزمن قيداً فيها، وربما يؤيد ذلك يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo