< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/05/03

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /المؤيد الثاني لعدم دلالة الفعل على الزمان

 

قال الشيخ الآخوند "رحمه الله" في الأمر الثالث عشر في كفاية الأصول وربما يؤيد ذلك أن الزمان الماضي في فعله وزمان حال أو الاستقبال في المضارع لا يكون ماضياً أو مستقبلاً حقيقة لا محالة.[1]

 

خلاصة الدرس

كان الكلام في إزاحة شبهة استطرادية ذكرها صاحب الكفاية وهي إن الأفعال لا تدل على الزمن، الأفعال تدل على الحدث فقط نعم الأفعال لا تدل على الزمن بالمطابقة والتضمن لكنها تدل على الزمن بالالتزام ففعل الماضي يدل على حدث تحقق ووقع فصيغة فعل الماضي تدل على التحقق والوقوع والتحقق والوقوع يلزم منهما المضي فالمضي لازم والتحقق والوقوع في الفعل الماضي ملزوم.

وهكذا في الفعل الماضي، الفعل الماضي لا يضل على زمن الحال أو المستقبل الفعل المضارع يدل على الترقب فالترقب ملزوم واللازم هو الزمن الحال أو المستقبل.

ذكرنا فيما سبق المؤيد الأول وهو أنه لو كان فعل المضارع موضوعاً لزمن لكان زمناً واحداً لا زمنين الحال أو الاستقبال اليوم نأتي إلى ذكر المؤيد الثاني وهو أن فعل المضارع قد يستخدم في الزمن الماضي والفعل الماضي قد يستعمل في الحال أو الاستقبال فهذا يؤيد أن الماضي لم يوضع للمزمن الماضي لأنه يستخدم استخداماً حقيقياً في الحال أو الاستقبال والعكس بالعكس فعل مضارع يستخدم في الزمن الماضي.

مثال الأول لو قلت يجيء زيد بعد عام وقد ضرب قبله بأيام هنا موطن الشاهد وقد ضرب هنا الفعل الماضي استخدم في المستقبل.

يجيء زيد بعد عام إلى الآن ما جاء وقد ضرب يعني وقد ضرب بعد العام فالضرب لا يراد به الزمان الماضي، الضرب يراد به زمان المستقبل.

يجيء زيد بعد عام نحن الآن ندخل عام 2020 بعد عام يعني 2021 يجيء زيد بعد عام وقد ضرب يعني وقد ضرب بعد عام هنا ضرب تدل على وقوع حدث الضرب في الزمن المستقبل فهنا هذا مثال إلى فعل ماضي ضرب استعمل في الزمن المستقبل لكنه ماض بالإضافة يعني بالنسبة قال وقد ضرب قبله بأيام يعني وقد ضرب قبل العام بأيام فدل على وقوع الضرب يعني مضي الضرب قبل أيام من العام الذي سيقدم فصار لفظ ضرب يدل على الزمن المستقبل حقيقة ويدل على الزمن الماضي إضافة يعني بالنسبة إلى العام لأن الضرب يصير قبل العام صار الضرب ماضي لكن هذا الضرب حقيقة يقع بعد عام هذا ضرب في المستقبل.

وهكذا في التعبير الثاني الآن التعبير الثاني بالعكس نستخدم فعل مضارع استعمل في الماضي كما لو قلت هكذا جاء زيد في شهر كذا قل جاء زيد العام الماضي وهو يضرب في ذلك الوقت وهو يضرب ولده هنا وهو يضرب ولده يعني في ذلك الوقت هنا يضرب فعل مضارع استخدمت في الزمن الماضي، نحن في الوجدان هذا استعمال حقيقي أو مجازي؟ حقيقي تقول أنا أتذكر قبل سنين جاء فلان وكان يعمل كذا وكذا وهو يعمل كذا وكذا هنا يعمل كذا وكذا، يعمل ويفعل هذه كلها أفعال مضارعة استخدمتها في الماضي.

قد يقال إن هذا لا يستفاد من حق اللفظ وإنما بالقرينة ونحن مع القرينة فيقال إن الفعل الماضي يدل على المضي ولكن إذا جاءت قرينة صارفة أمكن التصرف في ذلك ولكن أن القرينة توجب أن يكون الاستعمال استعمالا مجازياً ونحن ندرك بالوجدان الذي لا يحتاج إلى برهان أن الاستعمال استعمال حقيقي فلا يتم ما أفاده الشيخ المؤيد المنصور.

المثال الثاني يقول يجيء منصور بعد عام ـ هذا المثال الأول ـ وقد ضرب قبل العام بأيام هنا الشاهد وقد ضرب استعملت صيغة الفعل الماضي في المضارع في الزمن الحال أو زمن المستقبل.

المثال الثاني جاء منصور في العام الماضي وهو يضرب في ذلك الوقت أو ما بعده الشاهد وهو يضرب هذا فعل مضارع استخدم في الزمن الماضي لكن هذا الفعل المضارع وهو يضرب استعمل في الزمن الماضي حقيقة لكنه بالإضافة وبالنسبة إلى ذلك الوقت وهو يضرب زمن الحال إذن إلى هنا يكون هذا المؤيد يشعر بأن الأفعال ليست موضوعة للزمن ولكن صاحب الكفاية قال ويؤيده لم يقل دليل يعني ليس بدليل لأنه يخدش ما هو وجه الخدشة؟ وهو أنه حتى لو سلمنا بكل هذا الكلام يمكن أن نقول إن الفعل الماضي موضوع للزمن الماضي الأعم من الحقيقة والإضافة وكذلك الفعل المضارع موضوع للأعم من الحقيقة والإضافة فهنا في المثالين قلنا استعمل الفعل الماضي في المضارع حقيقة وفي الحال بالإضافة والنسبة وهكذا قلنا استعمل الفعل المضارع في الماضي حقيقة وفي الحال بالإضافة فإذا قال القائل إن العرب وضعت الفعل الماضي للزمن الماضي الأعم من الحقيقة والإضافة وقد وضعت الفعل المضارع للأعم من الحقيقة والإضافة والنسبة يتم المطلب ولا يصلح هذا للتأييد.

قد يقال إن الفعل وضع بوضعين وضع للحقيقة ووضع للإضافة يعني العرب وضعت الفعل الماضي بوضعين وضع للحقيقة ووضع للإضافة فلا يتم هذا المؤيد لذلك لم يقل فقط لم يؤيد قال وربما يؤيد لخدشة في التأييد.

 

تطبيق العبارة

وربما يؤيد ذلك ـ إن الفعل لم يوضع للزمن ـ يعني الفعل الماضي لم يوضع لزمن المضي والفعل المضارع لم يوضع لزمن الحال أو الاستقبال، ما هو المؤيد؟ أن الزمان الماضي في فعله ـ في فعل الزمن الماضي ـ وزمان الحال أو الاستقبال في المضارع هذا الزمان لا يكون ماضيا أو مستقبلا حقيقة لا محالة يعني لا يكون ماضيا في الفعل الماضي حقيقة ولا يكون الزمن مستقبلا في الفعل المضارع حقيقة بل ربما يكون ـ الزمن ـ في الماضي مستقبلا حقيقة وفي المضارع يعني يكون الزمن في المضارع ماضيا كذلك يعني حقيقة وإنما يكون ماضيا أو مستقبلا في فعلهما يعني فعل الماضي أو المضارع بالإضافة يعني بالنسبة إلى حدث أو شيء موجود في العبارة، كما يظهر من مثل قوله يجيء زيد بعد عام وقد ضرب الشاهد هنا وقد ضرب، ضرب استخدمت في الزمن المستقبل بقرينة يجيء والاستعمال حقيقي وليس مجازيا وقد ضرب قبله يعني قبل العام بأيام فهنا ضرب دلت على الماضي بالإضافة إلى الأيام التي قبل العام بالنسبة إلى الأيام التي قبل العام ضرب يدل على المضي يعني وقع الضرب قبل العام إذن ضرب دلت على الزمن المستقبل لأن المجيء بعد عام هذا حقيقة ودلت على المضي بالنسبة إلى العام الذي سيأتي.

وقوله جاء زيد في شهر كذا وهو يضرب، الشاهد هنا يضرب، يضرب فعل مضارع استعمل في الزمن الماضي ولكنه يدل على المضارع بالإضافة يعني بالنسبة وهو يضرب في ذلك الوقت يعني يضرب بالنسبة إلى ذلك الوقت حال، وهو يضرب في ذلك الوقت يعني في ذلك الشهر.

أو فيما بعده مما مضى يعني أو يضرب فيما بعد ذلك الوقت ما بعد ذلك الشهر يعني الزمن مستقبل هذا كله قيد إلى شيء، وهو يضرب في ذلك الوقت هذا إشارة إلى الزمن الحاضر الحال أو فيما بعده ما بعد ذلك الوقت يعني يضرب في الزمن المستقبل بلحاظ ذلك الوقت يعني الزمن المستقبل.

أو فيما بعده مما مضى فتأمل جيداً، إلى هنا التفتوا إلى استطرادات صاحب الكفاية "رحمه الله" ما هو بحثنا في الأمر الثالث عشر من الكفاية؟ بحث المشتق اسم الفاعل وغيره، ثم قلنا خرج من المشتق المصادر والأفعال فبحث الأفعال هل تدل على الزمن أو ما تدل على الزمن، الآن بحث الفارق بين الاسم والفعل، اسم آله اسم زمان، اسم مكان هذا الذي أخذناه، اسم فاعل اسم مفعول أول شيء أخذنا الاسم ثم أخذنا الفعل بقي الكلام في الحرف، هكذا يريد أن يقول صاحب الكفاية نحن استطردنا في الفعل والآن نزيد الاستطراد في الحرف ونبين الفارق بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي، هذا ما سيأتي عليه الكلام الفرق بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي، ثم لا بأس بصرف عنان الكلام يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo