< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/05/04

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /الفرق بين المعنى الحرفي والاسمي

 

قال الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" ثم لا بأس بصرف عنان الكلام إلى بيان ما به يمتاز الحرف عما عداه بما يناسب المقام.[1]

 

خلاصة الدرس

لا زلنا نتحدث في الأمر الثالث عشر من مقدمات كفاية الأصول وصلنا إلى عنوان إزاحة شبهة

الأمر الثالث عشر في المشتق كاسم الفاعل والصفة المشبهة واتضح أن المشتق الأصولي لا يشمل المصادر والأفعال مع أنهما مشتقان لغويان فاستطرد صاحب الكفاية وانتقل من بحث الاسم لأنه يبحث المشتق الذي هو اسم الفاعل أو اسم المفعول أو اسم الزمان أو اسم المكان أو اسم الآلة وبحث الأفعال وبين تحت عنوان إزاحة شبهة أن الفعل لا يدل على الزمن ثم من المستطرد استطرد أكثر قال بما أننا بحثنا الاسم والفعل بقي القسم الثالث للكلمة وهو الحرف فلا بأس بالاستطراد في الاستطراد فبحث الفارق بين الاسم والحرف فشرع في بيان المعنى الاسمي والمعنى الحرفي وقال إن المعروف إن المعنى الاسمي هو عبارة على ما دل على معناً في غيره بخلاف المعنى الاسمي فهو ما دل على معناً قائم في نفسه فالمعنى الاسمي معنى استقلالي والمعنى الحرفي معنى آلي أي أنه يوجد لحاظان لحاظ استقلالي وهو في المعنى الاسمي ولحاظ آلي مرآتي وهو موجود في المعنى الحرفي.

يقول حينما درسنا المعنى الاسمي والفارق بينه وبين المعنى الحرفي فرقنا بينهما بالاستقلال بالمفهومية أو الارتباط بالمفهومية فالمعنى الحرفي ما دل على معنى في غيره فالحرف ليس قائما بنفسه وإنما هو قائم بغيره بخلاف المعنى الاسمي فإنه معناه قائم بنفسه لا بغيره ثم يفصل الآخوند "رحمه الله" ماذا تقصد بالاستقلال والارتباط فهنا ثلاثة عناوين:

العنوان الأول المعنى الموضوع له

العنوان الثاني المعنى المستعمل فيه

العنوان الثالث لحاظ الاستخدام

فمثلا لفظ أسد له معنى موضوع له وهو الحيوان المفترس ولفظ أسد له معنى مستعمل فيه وهو إما استعمال حقيقي في الأسد في الحيوان المفترس وإما استعمال مجازي في الرجل الشجاع والعنوان الثالث اللحاظ أنت حينما تلحظ معنى الأسد هل تلحظه قائما بنفسه كما في الحيوان المفترس أو الرجل الشجاع أو تلحظ المعنى قائما بغيره كما في الربط الحروف معناها الربط، الأسد في القفص لفظ في بدون لفظ الأسد والقفص لا معنى لها لا تدل على الظرفية متى تدل على الظرفية؟ إذا ربطت بين لفظ الأسد وبين القفص الواردين في الجملة.

سؤال أنتم حينما فرقتم بين الحرف باللحاظ الآلي والاسم باللحاظ الاستقلالي هذا قيد الاستقلال وقيد الارتباط القيد الاستقلالي والآلي هل أخذا في الأول يعني قيداً في المعنى الموضوع له أو في الثاني يعني المعنى المستخدم فيه المعنى المستعمل فيه أو في الثالث يعني في اللحاظ مثلا لفظ ابتداء ولفظ من قالوا لفظ ابتداء معنى اسمي قائم بنفسه معنى استقلالي ولفظ من معنى آلي مرآتي معنى حرفي هنا الاستقلالية والحرفية هل أخذت في معنى من وابتداء الموضوع لهما وهو مفهوم الابتداء يعني يصير وضع الواضع العربي لفظ ابتداء لمفهوم الابتداء المقيد بالاستقلالية ووضع الواضع العربي لفظ من لمفهوم الابتداء المقيد بالآلية.

جواب الشيخ الآخوند يقول الاستقلالية والمرآتية ليسا قيدين في المعنى الموضوع له، الثاني نقول ليس بالضرورة المعنى الموضوع له المعنى المستعمل فيه المعنى المستعمل فيه اللفظ المعنى المستخدم فيه اللفظ أعم من الحقيقة والمجاز فنقول إن قيد الاستقلالية أخذ قيداً في المعنى المستخدم فيه لفظ ابتداء كما أن قيد المرآتية أو الآلية أخذ قيداً في المعنى المستخدم والمستعمل فيه لفظ من صاحب الكفاية يقول لا قد المرآتية والاستقلالية ليسا قيدين قد أخذا في المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه الاسم أو الحرف معناهما واحد يعني المعنى الموضوع لهما واحد والمعنى المستعمل فيهما أيضا واحد يقول هذا القيد أخذ في الاستخدام يعني لفظ ابتداء وضع واستخدم في مفهوم الابتداء ولفظ من وضع واستعمل في مفهوم الابتداء أيضا تماما كلفظ ابتداء لكن هذا المفهوم هل تلحظه قائماً بنفسه هذا في لفظ ابتداء هذا اللحاظ الاستقلالي أو تلحظه قائما بغيره كما في لفظ من إذن يقول المعنى الاستقلالي والمعنى الآلي أخذا قيدين في نفس اللحاظ عند الاستخدام ولم يؤخذا قيدين في المعنى الموضوع له أولا ولم يؤخذا قيدين في المعنى المستعمل فيه ثانيا وإنما أخذ اللحاظ الاستقلالي أنت تقول لحاظ آلي لحاظ استقلالي يعني قيدين في اللحاظ عند الاستخدام.

النتيجة يمكن تستعمل ابتداء مكان من ويمكن تستخدم من مكان ابتداء لأن معناهما واحد وبالتالي إذا حذفت لفظ من في الجملة ووضعت مكانه لفظ ابتداء لا يلزم أن يكون الاستعمال استعمالا مجازيا لأن الاستعمال المجازي استعمال اللفظ في غير ما وضع له والاستعمال الحقيقي استعمال اللفظ فيما وضع له بالتالي إذا استخدمت لفظ من مكان ابتداء أو بالعكس ابتداء مكان من معناهما واحد والمعنى المستعمل فيه أيضا واحد وبالتالي لا يكون هذا الاستعمال استعمالا مجازياً هذا استعمال حقيقي ليس استعمال مجازي لكن يتضح أن عندنا ثلاثة أشياء ثلاث صور:

الصورة الأولى الاستعمال الحقيقي وهو استعمال اللفظ في المعنى الموضوع له.

القسم الثاني الاستعمال المجازي يعني استعمال اللفظ في غير ما وضع له استعمال اللفظ في المعنى الذي لم يوضع له ويوجد قسم ثالث وهو استعمال اللفظ في المعنى لكن من دون وضع فهذا لا استعمال حقيقي لأن الاستعمال الحقيقي استعمال اللفظ فيما وضع له ولا استعمال مجازي لأنه استعمال اللفظ في معنى لم يوضع له.

القسم الثالث استعمال للفظ في المعنى لكن من دون وضع ما يصدق عليه استعمال حقيقي ولا يصدق عليه استعمال مجازي، إذا استخدمت لفظ من مكان لفظ ابتداء أولا استعملت لفظ من في معناها أو لا؟ نعم استخدمت لفظ من في معناها وهو مفهوم الابتداء لأن لفظ من ولفظ ابتداء معناهما واحد وهو مفهوم الابتداء لكن لفظ من ولفظ ابتداء لم يوضعا لمفهوم الابتداء فقط بل وضعا كل منهما بلحاظ وضع لفظ من لمفهوم الابتداء باللحاظ الآلي ووضع لفظ ابتداء لمفهوم الابتداء باللحاظ الاستقلالي فأنت إذا جئت بلفظ من التي لحاظها آلي ووضعتها مكان لفظ ابتداء الذي لحاظه استقلالي تكون قد استخدمت لفظ من في نفس معنى ابتداء وهو مفهوم الابتداء لكن من دون وضع لأن الوضع أخذ فيه لحاظ الآلية أو الاستقلالية، استعمال للفظ في معناه من دون وضع لأن الوضع أخذ فيه لحاظ الآلية أو الاستقلالية.

 

تطبيق العبارة

قال صاحب الكفاية "رحمه الله" ثم لا بأس بصرف عنان الكلام إلى بيان ما به يمتاز الحرف عما عداه، ما هو ما عدا الحرف؟ الاسم والفعل، بما يناسب المقام ـ هو أن يبحث في الحرف لأنه بحث الاسم حينما بحث عن المشتق ـ لأجل الاطراد في الاستطراد، لأجل الاطراد يعني مزيد الاستطراد في الحرف، في الاستطراد لأنه استطرد في الفعل واصل بحثنا في الاسم لا الفعل ولا الحرف، لأجل الاطراد في الاستطراد في تمام الأقسام ـ أقسام الكلمة بحث القسم الأول الاسم حينما بحث المشتق ثم استطرد أولا فبحث الفعل ثم استطرد ثانيا فبحث الحرف ـ فاعلم أنه وإن اشتهر بين الأعلام أن الحرف ما دل على معنى في غيره وقد بيناه في الفوائد[2] بلا مزيد عليه يعني قد أسهب في بيانه، أي فوائد؟ صاحب الكفاية له حاشيتان حاشية على نفس الكفاية في التعليقات أحيانا يذكرون منه "قدس" هو نفسه علق على الكفاية وحاشية على كتاب أستاذه فرائد الأصول أو الرسائل للشيخ الأنصاري هذه الحاشية مطبوعة بجزء مستقل اسمها درر الفوائد في التعليق على الفرائد، عندنا ثلاثة كتب درر فوائد مهمة عندنا درر فوائد لصاحب الكفاية وعندنا درر فوائد للشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم وهو كتاب قيم وعندنا درر فوائد للشيخ محمد تقي الآملي "رحمه الله".

وقد بيناه في الفوائد بلا مزيد عليه إلا أنك قد عرفت فيما تقدم في الأمر الثاني من المقدمات الثلاثة عشر في الكفاية، هناك في الأمر الثاني تكلم في بيان وضع الحروف قال صاحب الكفاية إن حال المستعمل فيه والموضوع له فيها ـ في الحروف ـ حالهما في الأسماء يعني المعنى الموضوع له واحد المعنى المستعمل فيه واحد الفارق في اللحاظ هناك بين.

يقول إلا أنك عرفت فيما تقدم عدم الفرق بينه ـ بين الحرف ـ وبين الاسم بحسب المعنى يعني بحسب المعنى الموضوع لهما المعنى الموضوع للاسم والحرف واحد وأنه فيهما يعني وأن المعنى فيهما في الحرف والاسم ما لم يلحظ فيه وأنه ـ المعنى ـ فيهما ـ في الحرف والاسم ـ لم يلحظ فيه يعني لم يلحظ في معناهما لم يلحظ الاستقلال بالمفهومية هذا المعنى الاسمي ولا عدم الاستقلال بها يعني بالمفهومية، عدم الاستقلال بالمفهومية يعني الآلية يعني الاستقلال بالمفهومية وعدم الاستقلال بالمفهومية يعني الاستقلال بالمفهومية والآلية والربطية لم يلحظا في معنى الاسم ولم يلحظا في معنى الحرف يعني ليسا قيدين يعني الاستقلال والربط ليسا قيدين في معنى الاسم ومعنى الحرف هذا واحد.

اثنين يقول وإنما الفرق هو أنه ـ الحرف ـ وضع ليستعمل وأريد منه ـ من الحرف ـ معناه ـ معنى الحرف ـ حالة لغيره وبما هو في الغير يعني هذا اللحاظ الربطي اللحاظ الآلي ووضع غيره يعني غير الحرف وهو الاسم ليستعمل يعني لكي يستعمل الاسم وأريد منه غير الحرف معناه ـ معنى غير الحرف وهو الاسم ـ بما هو هو يعني بما هو مستقل بنفسه من دون ارتباطه بغيره واندكاكه فيه.

تقول صاحب الكفاية تكلم عن الاستعمال يعني لحاظ الاستقلال والآلية لم يؤخذا في المعنى الموضوع له لكن أخذا في المعنى المستعمل فيه يقول لك قف هنيئة فرق بين الاستعمال وبين المعنى المستعمل فيه نحن نقول إن قيد الاستقلالية وقيد الآلية ليسا قيدين في المعنى الموضوع لهما أولا وليسا قيدين في المعنى المستعمل فيه ثانيا وإنما هما قيدان في نفس الاستعمال يعني في اللحاظ عند الاستعمال.

وعليه ـ يعني وعلى أن المعنى الموضوع لهما واحد يعني وعلى عدم الفرق بين الحرف والاسم بحسب المعنى – يكون كل من الاستقلال بالمفهومية وعدم الاستقلال بها يعني بالمفهومية يعني المرآتية الآلية إنما اعتبر في جانب الاستعمال يعني إنما اعتبر في اللحاظ عند الاستعمال لا في المستعمل فيه يعني لم يعتبر في المعنى المستعمل فيه الحرف أو الاسم ليكون بينهما يعني لكي يكون بينهما حتى يكون بينهما يعني بين الاسم والحرف تفاوت بحسب المعنى يعني بحسب المعنى المستعمل فيه إذن بين لفظ من ولفظ ابتداء أولا لا يوجد تفاوت بلحاظ المعنى الموضوع لهما ثانيا لا يوجد تفاوت بلحاظ المعنى المستعمل فيهما نعم يوجد تفاوت في نفس الاستعمال يعني في اللحاظ عند الاستعمال لذلك يقول ليكون بينهما تفاوت بحسب المعنى يقول أنت القسم الأول والثاني واضح عندك الاستعمال الحقيقي استعمال اللفظ في معناه الذي وضع له والاستعمال المجازي استعمال اللفظ في غير ما وضع له هذان القسمان واضحان نبين لك قسم ثالث استعمال اللفظ في معناه لكن من دون وضع مثل استخدام من مكان ابتداء أو ابتداء مكان من هذا استخدام للفظ في معنى لكن من دون وضع.

فلفظ الابتداء هذا استقلالي لو استعمل في المعنى الآلي يعني استعمل مكان من ولفظة من التي هي معنى آلي في المعنى الاستقلالي يعني لو استعمل في المعنى الاستقلالي يعني مكان لفظ ابتداء لما كان مجازاً يعني لما كان الاستعمال استعمالا مجازيا لأن المجاز استعمال اللفظ الموضوع في غير ما وضع له يعني استعمال اللفظ في معناً آخر لم يوضع له هنا لا استعمال اللفظ في نفس المعنى لكن من دون وضع واستعمالا له يعني وكان استعمالا للفظ هذا عطف تفسير لما كان مجازا ولما كان استعمالا له يعني للفظ في غير ما وضع له يعني في المعنى الذي لم يوضع له هذا بيان للمجاز، المجاز هو استعمال للفظ في غير ما وضع له.

القسم الثالث وإن كان بغير ما وضع له يعني وإن كان استعمالا للفظ في معنا يعني في معناه لكن بغير ما وضع له هذا اللفظ.

ثم صاحب الكفاية "رحمه الله" يستخدم مصطلحات لكن لا يأتي بالمعنى المصطلح يأتي بمعنى من عنده وهذا يوهم الطالب لذلك لابد أن نشرح المصطلح ثم نأتي بمراد صاحب الكفاية من هنا نقدم بمقدمتين:

المقدمة الأولى في بيان أقسام الكلي الثلاثة وهي الكلي الطبيعي والكلي المنطقي والكلي العقلي مثلا تقول الإنسان كلي، الحيوان كلي، فتارة تلحظ الموضوع الإنسان، الحيوان وتارة تلحظ المحمول كلي وتارة تلحظ كليهما الموضوع والمحمول معا، تارة تلحظ العارض وهو الكلي وتارة تلحظ المعروض الإنسان الذي عرضت عليه الكلية الحيوان الذي عرضت عليه الكلية وتارة تلحظ العارض والمعروض تلحظ عروض العارض على المعروض تلحظ عروض الكلية على المعروض الذي هو الإنسان أو الحيوان في المثال إذا لحظت المعروض فقط وهو في مثالنا لفظ إنسان أو لفظ حيوان قالوا هذا كلي طبيعي يشير إلى طبيعة الإنسان، طبيعة الحيوان وإذا لحظت الكلي فقط مفهوم كلي يعني لحظت العارض فقط هذا كلي منطقي معنى الكلي في المنطق تأخذه وإذا لحظت العارض والمعروف الإنسان والكلية الحيوان والكلية فهذا كلي عقلي.

خلاصة المقدمة الأولى في بيان المعاني الاصطلاحية للكلي الطبيعي والكلي المنطقي والكلي العقلي أما الكلي الطبيعي فهو عبارة عن لحاظ المعروض فقط وأما الكلي المنطقي فهو عبارة عن العارض فقط وأما الكلي المنطقي فهو عبارة عن العارض والمعروض هذا الكلي العقلي العارض والمعروض.

المقدمة الثانية في بيان التشخص وتشخص الأشياء في الذهن، هذا مطلب فلسفي في الفلسفة يقولون الماهية ما لم تتشخص لا توجد فالوجود يعني التشخص، التعين إذا ما تعين الشيء ما تشخص الشيء ما يوجد يعني الشيء المبهم ما يصير موجود متى ينوجد إذا تشخص، تعين، تشخص الأشياء في الخارج واضح هذا إنسان هذه مسجلة هذه كآمرة تشخص الأشياء في الذهن كيف يكون ثم إنه في الخارج يوجد كلي ويوجد جزئي لكن هذه الكليات والجزئيات إذا ترد الذهن هل تبقى كلية أو تكون جزئية يقولون المفاهيم ترد الذهن كجزئيات لا ترد الذهن ككليات وذكروا هذه القاعدة بما أن الوجودات الذهنية وجودات جزئية عليه يكون كل ما هو مقيد بأمر ذهني فهو جزئي لأن الأمر الذهني جزي فالمقيد بالجزئي فالمقيد بالأمر الذهني يكون أيضا جزئيا.

مثلا لفظ الإنسان ولفظ الحيوان كلي إذا أردت أن أقيده بقيد في ذهنه وليس في الخارج الإنسان الذي خدمني، الحيوان الذي أضرني قيد الكلي الإنسان والحيوان بقيد ذهني الذي في ذهني ذاك اليوم آذاني ذاك اليوم فرحني هنا يقال هذا الإنسان الذي أفرحني هذا جزئي وليس كلي لا يرد الذهن إلا جزئيا هذا الحيوان الذي أضرني في ذلك اليوم المفهوم عنه في ذهني هذا جزئي إذن المقيد بالأمر الذهني جزئي لأن الوجودات الذهنية وجودات جزئية والمقيد بالجزئي جزئي والمقيد بالذهني ذهني إذا تمت هاتان المقدمات يقول قلت لكم إن مفهوم الابتداء ومفهوم من واحد يعني هذا بلحاظ الكلي الطبيعي وليس مراده من الكلي الطبيعي هو المعروض كما في مثالنا إنسان وحيوان في مثال الإنسان كلي لا يعني بلحاظ نفس الطبيعة يعني لحاظ طبيعة الابتداء طبيعة مفهوم الابتداء طبيعة مفهوم الابتداء في من نفس طبيعة مفهوم الابتداء في لفظ الابتداء لكن هذا مفهوم الابتداء تقيد بقيد ذهني إما يقيد باللحاظ الاستقلالي كما في لفظ ابتداء وإما يقيد بقيد ربطي، آلي كما في لفظ من هذا مفهوم الابتداء المقيد باللحاظ الآلي أو المقيد باللحاظ الاستقلالي هذا حينما يرد الذهن لا يكون كليا يكون جزئيا ذهنيا لأنه وإن كان مفهوم الابتداء كلي لكنه قيد بقيد ذهني، ما هو القيد الذهني؟ الاستقلالية أو الآلية، مفهوم الاستقلال ومفهوم الآلية والارتباط هذه أمور ذهنية بما أن مفهوم الابتداء قيد في ذهنك الشريف باللحاظ الآلي أو الاستقلالي فهو مفهوم مقيد بقيد ذهني والقيود الذهنية جزئية فيكون مفهوم الابتداء في ذهنك جزئي وليس كلياً.

قال فالمعنى في كليهما يعني في الاسم والحرف، في نفسه يعني بلحاظ نفس المفهوم من دون لحاظ قيوده نفس مفهوم الابتداء، فالمعنى في كليهما في نفسه يعني نفس مفهوم الابتداء بقطع النظر عن القيود كلي طبيعي هذا معنى عام كلي طبيعي والأفضل أن يقول مفهوم طبيعي يعني طبيعة واحدة وهي طبيعة الابتداء، يصدق على كثيرين مفهوم الابتداء يصدق على لفظ من ويصدق على لفظ ابتداء ومقيداً باللحاظ الاستقلالي أو مقيداً باللحاظ الآلي كلي عقلي يعني يكون كلياً عقلياً.

فالمعنى في كليهما في نفسه كلي طبيعي والمعنى في كليهما يعني الابتداء ومن، مقيداً باللحاظ الاستقلالي هذا في ابتداء أو الآلي يعني مقيداً باللحاظ الآلي في لفظ من، مقيداً باللحاظ الاستقلالي في الاسم، مقيدا باللحاظ الآلي في الحرف كلي عقلي ليس المراد الكلي العقلي أنه لحاظ العارض والمعروض كلا إذن جاء باصطلاحين أراد غيرهما، جاء بالكلي الطبيعي وفي الاصطلاح يراد به المعروض هنا لم يقصد المعروض وإنما قصد طبيعة المفهوم ثم جاء بالكلي العقلي وفي الاصطلاح يراد به لحاظ العارض والمعروض هنا لم يقصد هذا وإنما قصد أنه مفهوم موجود في الذهن وفي العقل وبلحاظ وجوده في الذهن والعقل يصير جزئي.

يريد أن يقول هكذا الآن أنت إذا تلحظ مفهوم الابتداء مقيد باللحاظ الآلي أو مقيد باللحاظ الاستقلالي هذا العنوان كلي بما هو مفهوم، الابتداء المقيد بالآلية، الابتداء المقيد بالاستقلالية هذا مفهوم عام كلي لكن إذا لاحظت وجوده في الذهن بما هو موجود في الذهن الماهية ما لم تتشخص لا توجد وفي الذهن تتشخص الأشياء بشكل جزئي لا كلي إذن هذا المفهوم الكلي الابتداء المقيد بالآلية أو الاستقلالية إذا ورد الذهن يكون جزئي لأنه مقيد بقيد ذهني وهو لحاظ الآلية والاستقلالية.

وإن كان يعني وإن كان هذا المفهوم هذا الكلي العقلي، بملاحظة أن لحاظه ـ لحاظ هذا الكلي العقلي يعني إما اللحاظ الاستقلالي أو اللحاظ الآلي ـ وجوده ذهنا يعني وجود اللحاظ الاستقلالي في الذهن أو وجود اللحاظ الآلي في الذهن إذا كان هذا اللحاظ في الذهن كان جزئياً ذهنياً يعني أصبح جزئياً ذهنياً.

يمكن أن تقول هكذا وإن كان الكلي العقلي بملاحظة أن لحاظه موجود في الذهن جزئيا حقيقياً يعني صار جزئياً ذهنياً.

فإن الشيء ـ الماهية ـ ما لم يتشخص يعني ما لم يتعين ويتحدد لم يوجد وإن كان بالوجود الذهني ـ حتى في الذهن لابد أن يتشخص ـ وإذا تشخص صار جزئي فافهم وتأمل فيما وقع في المقام من الأعلام من الخلط والاشتباه، أين الخلط والاشتباه؟ لما قالوا إن اللحاظ الآلي والاستقلالي جزء المعنى الموضوع له أو المعنى المستعمل فيه وتوهم كون الموضوع له اللفظ أو المستعمل فيه اللفظ في الحروف خاصاً بخلاف يعني ما عداه الحرف وهو الاسم فإنه عام ـ فإنه معنى عام ـ هذا خطأ يريد أن يقول معنى الاسم عام ومعنى الحرف عام لأن المعنى الموضوع له الاسم والمعنى الموضوع له الحرف واحد والمعنى المستعمل فيه الاسم والمعنى المستعمل فيه الحرف واحد كلاهما عام ولا تقل إن معنى الاسم عام ومعنى الحرف خاص الفارق في اللحاظ، ليت شعري يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo