< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/05/09

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /إتمام الكلام في إزاحة الشبهة

 

قال الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" وليت شعري إن كان قصد الآلية فيها موجبا لكون المعنى جزئيا فلم لا يكون قصد الاستقلالية فيه موجباً له.[1]

 

خلاصة الدرس

كان الكلام فيما ذكره الشيخ الآخوند الخراساني تحت عنوان إزاحة شبهة في ختام هذه الشبهة تطرق إلى هذا المطلب وهو أن اللحاظ الاستقلالي في الاسم واللحاظ الآلي في الحرف لم يؤخذا في المعنى الموضوع لهما أولا ولم يؤخذا في المعنى المستعمل فيه ثانيا وإنما أخذا في مقام الاستعمال في نفس اللحاظ فمثلا لفظ من ولفظ ابتداء لفظ إلى ولفظ انتهاء قد وضع لمعنى واحد ومفهوم فارد وهو مفهوم الابتداء بالنسبة إلى ابتداء ومن ومفهوم الانتهاء بالنسبة إلى إلى وانتهاء فلم يؤخذ قيد الاستقلالية في المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه بالنسبة إلى الاسم ولم يؤخذ قيد الآلية في المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه بالنسبة إلى الحرف وبالتالي معناهما كلي طبيعي الابتداء طبيعي الانتهاء معناهما واحد لكن في مقام الاستعمال إذا أردت أن تستعمل مفهوم الابتداء إما تلحظ الابتداء بنحو مستقل فتأتي بلفظة ابتداء وإما تلفظ مفهوم الانتهاء مندكاً في غيره فتستعمل لفظة من وهكذا في مقام استعمال مفهوم الانتهاء إما تلحظ مفهوم الانتهاء مستقلا بنفسه قائماً بنفسه فتأتي بلفظ انتهاء وإما تلحظ مفهوم الانتهاء آلة لغيره مندكاً في غيره فتستعمل لفظة إلى.

الآخوند الخراساني يأتي بوجهين للتدليل على ذلك يأتي بدليلين لإثبات أن اللحاظ الآلي واللحاظ الاستقلالي لم يؤخذا في المعنى الموضوع له ولم يؤخذا في المعنى المستعمل فيه يعني ليسا جزء في المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه وإنما أخذا في مقام الاستعمال كلحاظين.

الدليل الأول لو التزمنا أن اللحاظ الآلي أخذ كجزء وكقيد في معنى الحروف فتصبح معاني الحروف جزئية يلزم من ذلك أن نأخذ اللحاظ الاستقلالي كجزء وكقيد في معنى الاسم فتصبح المعاني الاسمية أيضا معاني جزئية وهذا خلاف الوجدان إذ أن المعاني الاسمية معاني كلية وليست معاني جزئية إذن الوجه الأول يلزم من أخذ اللحاظ الآلي كجزء في معنى الحرف أن يؤخذ اللحاظ الاستقلالي كجزء في معنى الاسم فتصبح معاني الأسماء جزئية وليست كلية وهذا خلاف الوجدان إذ أن المعاني الاسمية كلية وليست جزئية.

الوجه الثاني إذا التزمنا بأن اللحاظ الآلي أخذ كقيد وجزء في معنى الحرف يلزم عدم إمكان الامتثال خارجاً لأن المقيد بالقيد الذهني ذهني المقيد بقيد ذهني يكون ذهنياً واللحاظ الآلي واللحاظ الاستقلالي لحاظان ذهنيان فيلزم أن يكون الاسم معنى ذهني ويلزم أن يكون الحرف معنى ذهني أيضا فلا يمكن تحقق الابتداء خارجاً ولا يمكن تحقق الانتهاء خارجا لأن الابتداء والانتهاء المأخوذان في عبارة سر من البصرة إلى الكوفة إنما هو السير الذهني إذن الوجه الأول يلزم من أخذ اللحاظ الآلي كقيد في معنى الحرف أن يكون اللحاظ الاستقلالي قد أخذ كقيد أيضا في معنى الاسم فتصبح معاني الأسماء جزئية لا كلية وهذا خلاف الوجدان.

الدليل الثاني يلزم من أخذ اللحاظ الآلي في معنى الحروف أن تكون معاني الحروف غير قابلة للامتثال خارجاً وكذلك معاني الأسماء إذا أخذ فيها اللحاظ الاستقلالي يلزم أن تكون غير قابلة للامتثال خارجاً لأن اللحاظ اسمه لحاظ، لحاظ يعني معنى ذهني لأن اللحاظ الآلي واللحاظ الاستقلالي لحاظ ذهني والمقيد بقيد ذهني يكون ذهنياً.

سرت من البصرة إلى الكوفة عندنا حرفان من وإلى وعندنا السير والبصرة والكوفة هذه نقول لها متعلقات الحروف تعلقت بها الحروف من وإلى تعلقت بالسير والكوفة والبصرة توجد قاعدة قيد القيد قيد مثل صديق صديقي صديقي، قيد القيد قيدٌ يعني إذا يوجد قيد في معنى وهذا القيد الذي في المعنى له قيد صار المعنى مقيد بشيء أولا بالقيد ثانيا بقيد القيد.

قيد القيد قيدٌ يعني قيد المعنى قيد للمعنى وقيد هذا القيد قيد أيضا للمعنى، سرت من البصرة إلى الكوفة هذه المعاني الاسمية البصرة والكوفة تقيدت بالحروف بمن وإلى المعاني الاسمية هذه المتعلقات تعلقت بقيد وهو الحرف والحرف تقيد بقيد وهو اللحاظ الآلي يلزم أن تكون المعاني الاسمية البصرة والكوفة مقيدة بالحرف وبقيد الحرف وهو اللحاظ الآلي، قيد القيد قيدٌ اللحاظ الآلي قيد للقيد وهو الحرف والحرف قيد للمعنى الاسمي صار المعنى الاسمي مقيد بقيد أولا بالحرف ثانيا بقيد الحرف وهو اللحاظ الآلي، سر من البصرة إلى الكوفة، المتعلقات السير والبصرة والكوفة هذه مقيدة أو لا؟ نعم، مقيدة بماذا؟ بحرف من وإلى، الحرف من وإلى مقيد بقيود أو لا؟ نعم مقيدة بلحاظ الآلي النتيجة صار السير والبصرة والكوفة مقيدة باللحاظ الآلي واللحاظ الآلي ذهني فيصير السير ذهني والبصرة الذهنية والكوفة الذهنية، إذن الوجه الثاني يلزم من أخذ اللحاظ الآلي كقيد في المعنى الحرفي عدم إمكان الامتثال خارجاً لأن اللحاظ الآلي يصير كجزء من المعنى الحرفي لأنه أخذ فيه وكجزء من المعنى الاسمي لأن المعنى الاسمي مقيد بالحرف والحرف مقيد باللحاظ الآلي صار اللحاظ الآلي جزء في المعنى الاسمي وفي المعنى الحرفي، إنصافا هذا كلام قوي جداً، اللحاظ الآلي واللحاظ الاستقلالي ليس دخيلاً في معنى الاسم وليس دخيلا في معنى الحرف لا المعنى الموضوع له الاسم والحرف ولا المعنى المستعمل فيه الاسم والحرف حتى يبقى المعنى كلي نعم اللحاظ الآلي والاستقلالي أخذ في مقام الاستعمال المتكلم عندما أراد أن يستعمل المفهوم المعنى الكلي إما يستعمل لفظة بنحو اللحاظ الآلي أو لفظة بنحو اللحاظ الاستقلالي.

في الختام هناك تنافي بين أمرين أنت قلت المعنى الاسمي والمعنى الحرفي كلي وأطلقت عليه كلي طبيعي وأحيانا أطلقت عليه كلي جزئي، أحيانا أطلقت عليه كلي طبيعي وأحيانا كلي عقلي هذا يتنافى مع ما توصلت إليه من أن المعاني الاسمية والمعاني الحرفية لأنها مقيدة بقيود ذهنية هي معاني جزئية

الآن بالنتيجة الاسم والحرف كلي أو جزئي؟ تريده بما هو هو من دون لحاظ أو بقيد اللحاظ المعنى الاسمي والمعنى الحرفي بما هو هو كلي طبيعي وكلي موجود في العقل فهو كلي طبيعي وكلي عقلي، كلي طبيعي يعني طبيعة عامة مفهوم عام كلي، كلي عقلي يعني مفهوم عام موجود في الذهن في العقل هذا إذا لاحظت المفهوم بما هو هو من دون لحاظ القيود ولكن إذا لاحظت المفهوم بلحاظ تقيده بأمر ذهني يكون ذهنيا ويكون جزئين إذن لا تنافي في البين لما يقولون المفهوم الاسمي والمفهوم الحرفي كلي طبيعي يعني نعم مفهوم عام الطبيعة عامة مفهوم الابتداء مفهوم الانتهاء لما يقولون كلي عقلي يعني هذا مفهوم الابتداء ومفهوم الانتهاء موجود في العقل لكن لما يقولون جزئي يعني الاسم المقيد باللحاظ الاستقلالي جزئي الحرف المقيد باللحاظ الآلي هذا جزئي لأن المفاهيم ترد إلى الذهن جزئية ولا ترد كلية والمقيد بالقيد الذهني ذهني.

 

تطبيق العبارة

وليت شعري يعني وليت علمي الشعر هنا بمعنى العلم يعني وليتني كنت أعلم، يبين الوجه الأول لأن شرط الآلية ليس قيداً في المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه بل هو قيد في الاستعمال، قيد في اللحاظ، قال وليت شعري الوجه الأول إذا أخذت الآلية قيداً في معنى الحرف يلزم أن تأخذ الاستقلالية قيداً في معنى الاسم فيصير معنى الاسم جزئي وليس كلياً وهذا خلاف الوجدان.

إن كان قصد الآلية فيها يعني في الحروف، موجباً يعني مقتضياً لكون المعنى جزئياً يعني لكون معنى الحرف جزئياً فلم لا يكون قصد الاستقلالية فيه يعني في الاسم موجباً له يعني موجبا لكون المعنى جزئيا يعني موجبا لكون معنى الاسم جزئيا وهل يكون ذلك إلا لكون هذا القصد ـ قصد الاستقلالية ـ ليس مما يعتبر في الموضوع له يعني ليس قيداً معتبراً في المعنى الموضوع له الاسم ولا المستعمل فيه يعني وليس قصد الاستقلالية يعتبر في المعنى المستعمل فيه الاسم بل في الاستعمال يعني بل يكون القصد في الاستعمال يعني يكون قصد الاستقلالية قيداً في الاستعمال عند اللحاظ فلم لا يكون فيها كذلك يعني فلم لا يكون فيها يعني في الحروف كذلك يعني يكون قصد الآلية قيداً في الاستعمال في الحروف وليس مما يعتبر في المعنى الموضوع له في الحروف والمعنى المستعمل فيه في الحروف وهل يكون ذلك يعني لا يكون قصد الاستقلالية في الاسم موجباً لجزئية المعنى الاسمي، متى ما يكون، لا يكون لكون هذا القصد ـ قصد الاستقلالية ـ ليس مما يعتبر في المعنى الموضوع له ولا المستعمل فيه يعني ليس جزئياً من المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه بل في الاستعمال يعني بل يكون قصد الاستقلالية قيدا في الاستعمال فلم لا يكون فيها في الحروف كذلك يعني قصد الآلية قيداً في الاستعمال وليس في المعنى الموضوع له الحرف أو المعنى المستعمل فيه،

كيف وإلا الآن يشرع في الوجه الثاني، ما هو الوجه الثاني مفاده؟ إذا التزمنا أن قيد الآلية جزء المعنى الموضوع له الحرف يلزم أن يكون معنى الحرف غير قابل للامتثال خارجاً لأنه يصير ذهني وإلا لزم أن يكون معاني المتعلقات، ما هي المتعلقات؟ في عبارة سرت من البصرة إلى الكوفة السير والبصرة والكوفة هذه المتعلقات، يعني ما المراد بالمتعلقات؟ ما تعلق بها الحرف المفاهيم التي تعلق بها الحرف وهي السير والبصرة والكوفة.

معاني المتعلقات يعني معنى السير والكوفة والبصرة يصير معنى ذهني لا خارجي غير منطبقة على الجزئيات الخارجية يعني ليس المراد السير الخارجي والبصرة الخارجية والكوفة الخارجية بل المراد البصرة الذهنية والكوفة الذهنية والسير الذهني، لكونها يعني لكون المتعلقات على هذا يعني بناء على أخذ اللحاظ الآلي قيداً في المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه الحرف كليات عقلية يعني تصبح كليات عقلية يعني كليات موجودة في العقل والكلي العقلي لا موطن له إلا الذهن فالسير والبصرة والكوفة هذه المتعلقات في جملة سرت من البصرة إلى الكوفة لا يكاد يصدق يعني لا ينطبق لا يصدق على السير والبصرة والكوفة الخارجين يعني في الخارج.

يريد أن يقول هذه العبائر الثلاث البصرة والكوفة والسير مقيدة بالحرف والحرف مقيد باللحاظ الآلي فتصير هذه المعاني الثلاثة مقيدة باللحاظ الآلي، لتقيدها يعني السير والبصرة والكوفة بما اعتبر فيه القصد، يعني لتقيدها هذه الكلمات الثلاث بالحرف الذي اعتبر فيه القصد الآلي ما اعتبر فيه المراد الحرف، فتصير عقلية يعني يصير موطنها العقل يعني موطنها الذهن لا الخارج، فيستحيل انطباقها على الأمور الخارجية لأنها مقيدة بأمور ذهنية فيصير موطنها الذهن وبما حققناه أن اللحاظ الآلي والاستقلالي ليسا جزئين من المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه وإنما يلحظان في مقام الاستعمال هذا يريد الآن يبين أنه لا تنافي بين الكلية والجزئية، الكلية يعني بلحاظ الاسم والحرف بما هو هو بقطع النظر عن اللحاظ والجزئية بلحاظ تقيدها باللحاظ، قال وبما حققناه يوفق بين جزئية المعنى الحرفي بل الاسمي يعني بل جزئية المعنى الاسمي والصدق على الكثيرين، كيف جزئي ويصدق على كثيرين؟ يبين وأن الجزئية باعتبار يعني بلحاظ تقيد المعنى، المعنى الاسمي أو الحرفي باللحاظ يعني باللحاظ الآلي أو الاستقلالي، تقيد الاسم باللحاظ الاستقلالي وتقيد الحرف باللحاظ الآلي في موارد الاستعمالات آلياً أو استقلالياً، آلياً قيد للمعنى الحرفي استقلالياً قيد للمعنى الاسمي والكلي بلحاظ نفس المعنى يعني وتطلق الكلية بلحاظ نفس المعنى بما هو هو بغض النظر عن اللحاظ، في نسخة أخرى وكليته، وبما حققنا يوفق بين جزئية المعنى الحرفي بل الاسمي وكليته، يعني وكلية المعنى الحرفي بل الاسمي.

الخلاصة يريد أن يقول المعنى الاسمي والحرفي كلي بلحاظ طبيعة المعنى بما هو هو والمعنى الاسمي والحرفي جزئي بلحاظ تقيده باللحاظ الآلي والاستقلالي والكلية يعني كلية المعنى الحرفي بل الاسمي تكون بلحاظ نفس المعنى يعني المعنى الاسم والحرف بما هو هو من دون النظر إلى اللحاظ.

أشكلوا ودفعوا الإشكال وفرقوا بين الاسم والحرف وجعلوا الاسم كلي والحرف جزئي ومعنى الاسم عام ومعنى الحرف خاص هذا كله غير صحيح اتضح بعد معنى الاسم والحرف عام لان اللحاظ الآلي والاستقلالي ليسا دخيلين في معناهما.

يقول ومنه ظهر وبما حققناه في الامر الثاني من الأمور الثلاثة عشر هناك لما فرق بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي، ومنه ظهر عدم اختصاص الإشكال والدفع بالحرف، هذا ما يختص بالحرف يشمل حتى الاسم، بل يعمه غيره ـ غير الحرف ـ وهو الاسم فتأمل في المقام فإنه دقيق ومزال الإقدام للأعلام، كيف زلوا؟ قالوا الاسم عام والحرف خاص وقيدوا المعنى الحرفي والحال أن المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه الحرف عام ليس مقيداً القيد يرجع إلى عالم الاستعمال واللحاظ وقد سبق في بعض الأمور بعض الكلام، في أي أمر؟ الأمر الثاني من المقدمة عندما بين الفارق بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي، والإعادة مع ذلك يعني هنا أعدنا مع ذلك يعني مع بياننا في الأمر الثاني من أن معنى الاسم والحرف واحد وعام هنا أعدنا والإعادة مع ذلك لما فيها من الفائدة والإفادة فافهم، من الفائدة فائدة التكرار ترسيخ الفكرة في الذهن والإفادة يعني هناك شيء جديد في بيان الفارق الجديد هنا عن الأمر الثاني جاء بإفادة شيء جديد وهو بيان الفارق بين الكلي الطبيعي والعقلي وبين جزئية المعنى الاسمي والحرفي فكون المعنى الاسمي والحرفي كلي طبيعي أو كلي عقلي هذا بلحاظ المعنى بما هو هو وكون المعنى الاسمي والمعنى الحرفي جزئي هذا بلحاظ اللحاظ الاستقلالي أو الآلي يعني بلحاظ التقيد باللحاظ الآلي أو الاستقلالي، فافهم لعله إشارة إلى أن التكرار لا يحسن في الكفاية المبنية على الاختصار ما دام كفاية الأصول اسمها كفاية الأصول يعني خذ ما يكفيك من الأصول على نحو الاختصار كيف تكرر؟ إذن قوله فافهم حتى يشكل على نفسه يعني لا تكرر يا صاحب الكفاية يكفي ؟؟؟ إذن فافهم لعله إشارة إلى أن التكرار لا يحسن في المختصرات كالكفاية، رابعها يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo