< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/05/12

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /إتمام الأمر الخامس

 

قال الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" ويؤيد ذلك اتفاق أهل العربية على عدم دلالة الاسم على الزمان.[1]

 

خلاصة الدرس

لا زلنا نتكلم في الأمر الخامس من الأمر الثالث عشر من مقدمات كفاية الأصول الأمر الثالث عشر والأخير من مقدمات الكفاية في بحث المشتق الأصولي والأمر الخامس من هذا البحث هو البحث عن معنى الحال في قولهم هل المشتق ظاهر فيمن تلبس بالمبدأ في الحال فقد يقال إن المراد بالحال هو زمن النطق لهذه العبارة زيد ضارب وغيرها وزمن النطق عبارة عن الحال الحاضر يعني الآن في مقابل الزمن الماضي والزمن المستقبل فإذا حملنا الحال على زمن النطق دل الاسم على الزمن لأن زمن النطق ناظر إلى الزمن الحاضر في مقابل الزمن الماضي والزمن المستقبل، أنت الآن تقول زيد مضروب زيد مقتول زيد قاتل فإذا حملت لفظهم الحال على زمن النطق فإنه يراد به الآن في مقابل الزمن الماضي وفي مقابل الزمن الذي سيأتي في المستقبل.

صاحب الكفاية "رحمه الله" يقول إن المراد بالحال هو زمن التلبس زمن تلبس المبدأ بالذات، زمن تلبس مبدأ الضرب بذات الضارب أو المضروب وهو زيد في المثال فالصحيح عند صاحب الكفاية أن المراد بالحال هو زمن التلبس لا زمن النطق أو زمن الجري الآن يريد أن يثبت أن الصحيح من المراد من الحال هو زمن التلبس لا زمن النطق يقول لو حملنا الحال على زمن النطق يلزم أن يكون المشتق وهو اسما اسم فاعل اسم مفعول يلزم أن يكون الاسم دالا على زمن لأن زمن النطق يدل على الزمن الحاضر الآن في مقابل الزمن المستقبل أو الزمن الماضي أول نقض ينقضه يقول اتفق علماء العربية على أن الأسماء لا تدل على الزمن والمشتق من الأسماء لأن المشتق اسم فاعل، صفة مشبهة، افعل تفضيل، اسم مفعول، اسم مكان، اسم زمان، كلها أسماء إذن يقول يؤيد ما ذهبنا إليه من أن المراد بالحال زمن التلبس لا زمن النطق أن علماء العربية قد اتفقوا على أن الاسم مجرد عن الزمن لا يدل على الزمن فإذا حملنا الحال على زمن النطق يلزم أن يكون اسم الفاعل وغيره من المشتقات دالاً على الزمن وهذا خلاف اتفاق علماء العربية.

سؤال لماذا جعله مؤيداً ولم يجعله دليلا؟

الجواب اتفاق علماء العربية ليس حجة فكيف يجعله دليلا، يجعله مؤيداً لما ذهب إليه لأن اتفاق علماء العربية ليس حجة.

أنه لو حملنا الحال على زمن النطق يلزم أن يكون المشتق دالا على زمان وهذا خلاف اتفاق علماء العربية من أن الاسم لا يدل على زمن.

 

تطبيق المتن

قال ويؤيد ذلك ـ أول عبارة وردت في قوله وبالجملة لا ينبغي الإشكال في كون المشتق حقيقة فيما إذا جرى على الذات بلحاظ حال التلبس فيصير ويؤيد ذلك يعني كون المشتق حقيقة بلحاظ حال التلبس لا بلحاظ حال النطق ـ ويؤيد ذلك يعني ويؤيد كون المشتق حقيقة بلحاظ زمن التلبس لا زمن النطق، ما هو المؤيد؟ ولماذا قال مؤيد؟ لأن اتفاق علماء العربية ليس حجة فلا يشكل دليلا.

ويؤيد ذلك اتفاق أهل العربية يعني علماء اللغة العربية على عدم دلالة الاسم على الزمان، الاسم لا يدل على الزمن ومنه يعني ومن الاسم الصفات الجارية على الذوات، الصفات يعني مشتقات، المشتقات الجارية على الذوات، يعني المشتقات المحمولة على الذوات، ذوات مثل زيد وعمر فزيد تحمل عليها صفات صفة ضارب صفة مضروب، صفة ضرّاب صيغة مبالغة فالصفات يعني المشتقات، الجارية يعني التي تجرى وتحمل على الذوات.

إشكال ماذا تقول الاسم لا يدل على الزمن سننقض عليك فقد ذكر علماء العربية أن اسم الفاعل أو اسم المفعول يعمل عمل الفعل لكن بشرط أن يكون اسم الفاعل أو المفعول يدل على زمن الحاضر أو المستقبل بينما إذا دل اسم الفاعل أو المفعول على الزمن الماضي فإنه لا يعمل عمل الفعل.

سؤال: متى يعمل اسم الفاعل والمفعول عمل الفعل؟ الجواب إذا دل على الزمن الحاضر أو المستقبل، متى ما يعمل اسم الفاعل أو اسم المفعول عمل الفعل؟ إذا دلا على الزمن الماضي فهذا يعني أن اسم الفاعل واسم المفعول يدل على زمن يدل على الماضي فلا يعمل عمل الفعل ويدل على الزمن الحاضر أو المستقبل فيعمل عمل الفعل هذا معناه أن اسم الفاعل واسم المفعول وهما من الأسماء يدلان على زمن.

جوابه نحن كلامنا عن الدلالة الاسم بحسب الوضع وليس دلالة الاسم بحسب القرينة نحن ندعي أن الاسم بحسب وضعه اللغوي لا يدل على زمن وهذا لا ينافي أن الاسم الذي بحسب وضعه اللغوي لا يدل على زمن لكن ببركة قرينة يدل على زمن فكلام علماء العربية أن اسم الفاعل إذا دل على الزمن الحاضر أو المستقبل يعني بقرينة عمل عمل الفعل وكذلك اسم الفاعل أو اسم المفعول إذا دل على الزمن الماضي بقرينة وليس بوضع لم يعمل عمل الفعل.

قال ولا ينافيه ـ الهاء تعود إلى اتفاق أهل العربية على عدم دلالة الاسم على الزمان ـ يعني ولا ينافي اتفاق أهل العربية على عدم دلالة الاسم على الزمان لا ينافيه اشتراط العمل في بعضها يعني اشتراط علماء العربية العمل في بعضها يعني في بعض الأسماء مثل اسم الفاعل واسم المفعول بكونه يعني بكون بعضها وهو اسم الفاعل أو المفعول بمعنى الحال أو الاستقبال يعني اسم الفاعل واسم المفعول إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال يعمل عمل الفعل وإذا كان بمعنى الماضي لا يعمل عمل الفعل، ضرورة أن المراد، ضرورة هنا تعليل يعني بسبب أن المراد يعني مراد علماء العربية من اشتراط العمل في بعضها بكونه بمعنى الحال أو الاستقبال، ما هو مرادهم؟ مرادهم الدلالة على أحدهما يعني الحال أو الاستقبال بقرينة يعني بسبب قرينة بواسطة قرينة ضرورة ـ هذا تعليل ـ أن المراد ـ مراد علماء العربية ـ الدلالة على أحدهما يعني دلالة الاسم على أحد الزمنين الحال أو الاستقبال بقرينة يعني لا بالوضع، ضرورة أن المراد الدلالة على أحدهما بقرينة لا بحسب الوضع اللغوي.

الآن يأتي بشاهد آخر نحن ندعي أن مرادهم أن اسم الفاعل إذا يعمل هو فيما إذا دل على الزمن الحاضر أو المستقبل بقرينة لا بالوضع، ما هو الدليل على ذلك؟ الدليل اتفقوا على أن اسم الفاعل إذا كان بلحاظ المستقبل هذا مجاز، إذا اسم الفاعل موضوع إلى الزمن المستقبل كيف يكون مجاز، الاستعمال الحقيقي هو عبارة عن استعمال الشيء فيما وضع له فإذا استعمل اسم الفاعل أو اسم المفعول في المستقبل هذا يكون استعمال حقيقي إذا موضوع له والحال إنهم اتفقوا على أن أسم الفاعل إذا ذكر بلحاظ زمن المستقبل يكون هذا الاستعمال استعمال مجازي فهذا يعني أن اسم الفاعل دل على المستقبل بقرينة لا بالوضع لو دل اسم الفاعل أو المفعول على المستقبل بالوضع يلزم أن يكون الاستعمال حقيقي والحال إنهم ذكروا أنه استعمال مجازي فمن قولهم إن استعمال اسم الفاعل أو اسم المفعول في المستقبل مجاز يعني دل على المستقبل بواسطة قرينة ولم يوضع اسم الفاعل أو اسم المفعول للزمن المستقبل وضعاً وإنما دل عليه بواسطة قرينة فهو استعمال مجازي.

ضرورة أن المراد الدلالة على أحدهما ـ الحال أو الاستقبال ـ بقرينة كيف لا؟ يعني كيف لا يكون المراد الدلالة على أحدهما بقرينة الآن يأتي بدليل يدل على أنه مرادهم الدلالة على أحد الزمنين بقرينة، ما هو الشاهد عليه؟ وقد اتفقوا يعني اتفقوا أهل العربية على كونه يعني على كون الاسم مجازاً في الاستقبال، استخدام الاسم في المستقبل مجاز يعني الاسم وضعا لا يدل على المستقبل الاسم بالقرينة يدل على المستقبل، طبعاً من ابرز مصاديق الاسم اسم الفاعل أو اسم المفعول.

إلى هنا انتصر صاحب الكفاية إلى القول بأن المراد بالحال هو زمن التلبس لا زمن النطق، ظاهر لفظ الحال هو زمن النطق فلو خلينا نحن والظهور العرفي فإن المعنى الأسرع انسباقا إلى أذهاننا وأذهانكم الشريفة هو أن المراد بالحال يعني الزمن الآن في مقابل الزمن الماضي وفي مقابل الزمن المستقبل ومنشأ الظهور أحد أمرين إما الانصراف أو مقدمات الحكمة والمراد بالانصراف أن معنى الحال وزمن النطق أسرع انسباقا إلى أذهاننا، إذن ظاهر لفظ الحال هو زمن النطق ومنشأ هذا الظهور أحد أمرين:

الأمر الأول الانصراف فإن زمن النطق أسرع انسباقا إلى الذهن عندما يسمع لفظ الحال

الأمر الثاني مقدمات الحكمة فالمتكلم حكيم وهو في مقام البيان ولو كان لبان فلو كان مراد الناطق والمتلفظ من لفظ الحال هو زمن التلبس أو زمن الجري لنص على ذلك وحيث لم ينص نرجع إلى الظاهر واظهر معاني الحال هو زمن النطق، النتيجة النهائية ظاهر لفظ الحال هو زمن النطق لمنشأين لأحد منشأين:

المنشأ الأول انصراف زمن النطق من لفظ الحال

المنشأ الثاني مقدمات الحكمة فلو أراد غير زمن النطق لنص عليه وحيث لم ينص إذن هو يريد زمن النطق.

يقول صاحب الكفاية كلامكم صحيح في شيء وهو أن الأسرع انسباقا إلى الذهن هو زمن النطق، هذا صحيح بمجرد أحضر الماء في الحال يعني الآن زمن النطق صحيح، ظاهر لفظ الحال هو زمن النطق هذا صحيح هذا مسلم ولكن نحن الآن في بحث المشتق ندرس المعنى الموضوع له لفظ المشتق أو ندرس المعنى المتبادر من لفظ المشتق ولو بقرينة؟

نحن ندرس المعنى الموضوع له لفظ المشتق وما ذكرته من أن معنى الحال نستظهر منه ـ من هذا اللفظ ـ هو زمن النطق وأن لفظ الحال ظاهر في زمن النطق صحيح هذا معنى أسرع انسباقا بلحاظ القرينة وهذا أجنبي عن بحثنا فكلامك صحيح وهو أن ظاهر لفظ الحال هو زمن النطق وأن زمن النطق أسرع انسباقا عندما نسمع لفظ الحال لكن هذا بلحاظ أن لفظ الحال دل على زمن النطق بقرينة هذا أجنبي عن بحثنا، بحثنا أن المشتق هل هو موضوع بلحاظ زمن التلبس أو موضوع بلحاظ زمن النطق فما ذكرته من التمسك بمقدمات الحكمة أو التمسك بالانصراف هذا يثبت المعنى بلحاظ القرينة ونحن نريد أن نثبت المعنى الموضوع له لفظ المشتق بلحاظ الوضع اللغوي لا بلحاظ القرينة.

قال لا يقال يمكن أن يكون المراد بالحال في العنوان هل المشتق عبارة عن تلبس الذات بالمبدأ في الحال إذن لفظ الحال ورد في العنوان هل المشتق ظاهر في تلبس الذات بالمبدأ في الحال أو يعم من قضا عنه التلبس هذا هو العنوان لا يقال يمكن أن يكون المراد بالحال في العنوان زمانه إذن أن يكون اسم يكون المراد خبر يكون زمانه يعني زمان الحال، زمان الحال يعني زمن النطق لا يقال يمكن أن يكون المراد بالحال الوارد في عنوان المشتق زمانه يعني زمان الحال، زمان الحال المراد به زمان النطق كما هو الظاهر منه ـ من الحال ـ عند إطلاقه يعني عند إطلاق الحال الضميرين يعودان على الحال والمدعي صاحب الفصول صفحة 60، وأدعي أنه الظاهر في المشتقات، وادعي أنه يعني زمن الحال هو الظاهر في المشتقات يعني في الأسماء المشتقة يعني المشتق ظاهر في الحال يعني في زمن النطق لأحد منشأين المنشأ الأول إما لدعوى الانسباق من الإطلاق يعني لدعوى الانصراف، انصراف زمن النطق من الإطلاق يعني من إطلاق لفظ الحال، المنشأ الثاني أو بمعونة قرينة الحكمة يعني المتكلم حكيم ولو أراد زمن التلبس أو زمن الجري لبين وحيث لم يبين إذن أراد المعنى الظاهر وهو زمن النطق.

لأنا نقول هذا الانسباق هذا الظهور انسباق معنى زمن النطق من لفظ الحال فيصير لفظ الحال ظاهر في زمن النطق وإن كان مما لا ينكر لكنه بواسطة القرينة وليس بالوضع، لا يقال لأنا نقول هذا الانسباق وإن كان مما لا ينكر إلا أنهم في هذا العنوان يعني عنوان المشتق بصدد تعيين يعني في مقام تعيين ما وضع له المشتق يعني المعنى الموضوع له المشتق لا تعيين ما يراد بالقرينة منه يعني من المشتق يعني وليسوا بصدد تعيين المقصود بالقرينة من المشتق يعني يريد أن يقول الأصوليون بحثوا بحث المشتق لبيان المعنى الذي وضع له لفظ المشتق وليس لبيان معنى المشتق الذي يكتشف من خلال القرينة، هذا تمام الكلام في الأمر الخامس واتضح أن المراد بالحال هو زمن التلبس لا زمن النطق وزمن الجري، سادسها يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo