< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/06/08

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /الشق الثاني في أخذ مصداق الشيء في مفهوم المشتق

 

قال الشيخ الأنصاري "رحمه الله" ثم قال إنه يمكن أن يختار الوجه الثاني أيضا.[1]

 

خلاصة الدرس

كان الكلام في التنبيه الأول من تنبيهات المشتق هل المشتق بسيط أو مركب، ذهب الرازي إلى أن المشتق مركب وأشكل عليه الشريف الجرجاني بأنه إذا التزمنا بأن المشتق مركب يلزم الالتزام بما لا يمكن الالتزام به فمثلا ضاحك كاتب يكون مفاده شيء له الكتابة، شيء له الضحك هنا يقول الشريف الجرجاني هل المراد مفهوم الشيء هذا هو الشق الأول أو المراد مصداق الشيء وهو الإنسان هذا هو الشق الثاني.

أما الشق الأول فقد مضى الحديث عنه في الدرس السابق فقال الشريف الجرجاني إنك إن التزمت بأن المراد بالشيء وهو الجزء الأول من المركب هو مفهوم الشيء يلزم دخول العرض العام وهو مفهوم الشيء في الفصل وهو الناطق وانتهينا من الكلام فيه لأن صاحب الفصول يشكل على الشريف الجرجاني ثم يأتي صاحب الكفاية ويرد كلام صاحب الفصول ولا يقبل كلام الشريف الجرجاني ثم يأتي بمبناه هذا بالنسبة إلى الشق الأول.

بالنسبة إلى الشق الثاني نفس الطريقة صاحب الكفاية يأتي بكلام الشريف الجرجاني في الشق الثاني ثم يأتي بكلام صاحب الفصول ثم يرد كلام صاحب الفصول ثم يأتي بمبناه وثلاثتهم يتفقون في النتيجة الشريف الجرجاني وصاحب الفصول وصاحب الكفاية يرون أن المشتق بسيط وليس مركبا خلافا للرازي في حاشيته على شرح المطالع.

مفاد الشق الثاني هكذا كاتب شيء ثبتت له الكتابة، ضاحك شيء له الضحك، الشق الأول المراد بالشيء مفهوم الشيء، الشق الثاني المراد بالشيء مصداق الشيء وهو الإنسان فتكون هذه العبارة الإنسان كاتب تصير الإنسان إنسان له الكتابة، الإنسان ضاحك يعني الإنسان إنسان له الكتابة الإنسان مازح يصير الإنسان إنسان له المزاح القضية الأولية قضية ممكنة الإنسان مازح يمكن يمزح ويمكن ما يمزح، الإنسان كاتب يمكن يكتب ويمكن ما يكتب الإنسان باك يمكن يبكي ويمكن لا يبكي الإنسان ضاحك يمكن يضحك ويمكن لا يضحك ولكن قولك الإنسان إنسان ثبوت الإنسانية للإنسان ضروري فلزم انقلاب القضية الممكنة إلى قضية ضرورية، ما هي القضية الممكنة؟ الإنسان كاتب يمكن ثبوت الكتابة للإنسان هذه القضية الممكنة تنقلب إلى ضرورية الإنسان إنسان له الكتابة ثبوت الإنسان للإنسان ضروري إذ أنه من الضرورة أن ينطبق الشيء على نفسه أن ينطبق الإنسان على الإنسان هذا إشكال الشريف الجرجاني.

لو أخذنا مصداق الشيء في المشتق قلنا المشتق مركب من جزأين الجزء الأول مصداق الشيء وهو الإنسان والجزء الثاني له الكتابة له الضحك له البكاء له المزاح له الوصف يلزم من أخذ مصداق الشيء في المشتق انقلاب القضية من ممكنة إلى ضرورية، إلى هنا هذا كلام الشريف الجرجاني فجاء صاحب الفصول الشيخ محمد حسين الأصفهاني "أعلى الله مقامه الشريف" وقال قف هنيئة ولا تعمل مغالطة من قال في قولك الإنسان إنسان له الكتابة الإنسان موضوع المحمول إنسان له الكتابة ليس المحمول هو مطلق الإنسان المحمول هو الإنسان المقيد بالكتابة الإنسان المقيد بالبكاء الإنسان المقيد بالضحك بالمزاح فلو كان المحمول هو الإنسان مطلقا لصارت القضية ضرورية الإنسان إنسان لكن المحمول ليس الإنسان المطلق بل الإنسان المقيد بصفة ووصف وهو الإنسان الكاتب الإنسان الباكي الإنسان المازح الإنسان الضاحك.

النتيجة النهائية إن حملنا مطلق الإنسان على الإنسان تكون القضية ضرورية وإن حملنا الإنسان المقيد بوصف ممكن بقيد ممكن كالضحك والكتابة لا تنقلب القضية إلى ضرورية تبقى القضية ممكنة وبالتالي تقول ثبوت الإنسان له الكتابة إلى لفظ الإنسان بالضرورة هذا يكون ممكن يعني الإنسان يمكن يكون إنسان له الكتابة ويمكن ما يكون إنسان له الكتابة الإنسان يمكن يكون إنسان له الضحك ويمكن ما يكون إنسان له الضحك دائما مغضب وما يضحك.

خلاصة مناقشة صاحب الفصول الإشكال بانقلاب القضية من ممكنة إلى ضرورية إنما يتم فيما إذا كان المحمول هو الإنسان مطلقا وأما إذا كان المحمول هو الإنسان مقيدا بقيد ممكن فالقضية تبقى ممكنة.

 

ثم قال صاحب الفصول في الفصول الغروية صفحة 61 [2] من النسخة الحجرية، إنه يمكن أن يختار الوجه الثاني أيضا ـ كما يمكن اختيار الشق الأول ـ يعني يمكن نختار الشق الأول أخذ المفهوم في المشتق ويمكن اختيار الشق الثاني أخذ مصداق الشيء في المشتق ويجاب بأن المحمول ليس مصداق الشيء والذات مطلقا يعني مصداق الشيء ومصداق الذات مطلقا يعني الإنسان مطلقا ليس الحمل هنا صار الموضوع إنسان والمحمول إنسان الإنسان موضوع إنسان محمول بل مقيدا بالوصف يعني بل المحمول مصداق الشيء مقيدا بالوصف المحمول يعني إنسان له الكتابة إنسان له الضحك وليس ثبوته للموضوع حينئذ بالضرورة يعني وليس ثبوته يعني ثبوت مصداق الشيء للموضوع حينئذ يعني حينئذ كان مصداق الشيء مقيدا بالوصف لا يكون ثبوت المحمول للموضوع بالضرورة.

وليس ثبوته يعني ثبوت المحمول للموضوع حينئذ يعني حينئذ كان المحمول مصداق الشيء مقيدا بالوصف وليس مصداق الشيء مطلقا المحمول ما يثبت إلى الموضوع بالضرورة إذا كان المحمول مقيدا وليس مطلقا لجواز يعني لإمكان أن لا يكون ثبوت القيد ضروريا يعني ضروريا للموضوع ثبوت القيد مثل قيد الكتابة الضحك البكاء المزاح هذه ليست قيودا ضرورية للموضوع يمكن إنسان ما يمزح ولا يضحك ولا يبكي ولا يكتب وليس شاعرا انتهى.

قبل كلام صاحب الكفاية نقدم مقدمتين حتى تكون المطالب سهلة المطلب الأول في بيان الأوصاف قبل العلم بها وبعد العلم بها مثلا جاء شخص أقول لك فلان شاعر فلان كاتب فلان ممثل فلان تاجر الأوصاف قبل العلم بها تكون أخبار تامة تقول هذا ممثل هذا شاعر هذا طبيب ولكن بعد العلم بها تكون قيودا ناقصة بعد ما عرفت تقول زيد الطبيب زيد الشاعر زيد الكاتب، سؤال ما الفرق بين زيد كاتب وبين زيد الكاتب؟ الجواب زيد كاتب جملة خبرية تامة زيد الكاتب جملة ناقصة قيد ومقيد كاتب قيد وزيد مقيد.

سؤال متى تأتي بالجملة الخبرية التامة ومتى تأتي بالجملة الناقصة؟ الجواب قبل العلم تأتي بالجملة التامة فلذلك يقولون الأوصاف قبل العلم بها أخبار تقول زيد طبيب زيد كاتب زيد شاعر ولكن الأخبار بعد العلم بها تصير قيود تقول زيد الكاتب زيد الشاعر زيد الطبيب إذن تقول هكذا الأوصاف مثل شاعر وكاتب قبل العلم بها أخبار تامة وبعد العلم بها قيود لجمل ناقصة.

المقدمة الثانية تعدد المحمول ينحل إلى قضايا تقول زيد كاتب، شاعر، طبيب تصير ثلاث جمل زيد طبيب زيد شاعر زيد كاتب فتعدد المحمول يوجب تعدد الجمل تقول زيد كاتب زيد شاعر زيد طبيب إذا تكررها زيد طبيب ومهندس وشاعر وكاتب تصير زيد كاتب زيد طبيب زيد مهندس زيد كاتب.

المقدمة الثالثة توجد ثلاثة أطراف للكلمة المقيدة تقول زيد الكاتب عندنا مقيد وهو زيد وعندنا قيد وهو كاتب وعندنا تقيد زيد بالكتابة هذا شيء ذهني علاقة ذهنية وهكذا تقول زيد شاعر هذه جملة خبرية ثم تقول زيد الشاعر زيد مقيد الشاعر قيد وتقيد زيد بالشاعرية ثلاثة أطراف عندنا قيد ومقيد وتقيد هذا التقيد لحاظ ذهني.

يقول صاحب المنظومة "رحمه الله" تقيد جزء وقيد خارجي يعني التقيد الذي هو مفهوم ذهني يصير داخل ضمن المقيد لكن القيد الشاعرية الكاتبية هذا أمر خارج زيد يعني عندنا ذات زيد ويوجد مفهوم خارج ذات زيد كاتب شاعر طبيب مهندس.

سؤال زيد معنى أسمي أو معنى حرفي؟ جواب اسمي قائم بذاته، تقيد زيد بالكتابة ـ الذي هو لحاظ ذهني ـ والشاعرية والطبابة والهندسة معنى حرفي يعني من دون زيد ومن دون الكتابة ما يصير تقيد زيد بالكتابة إذن هذا زيد فيه شيئان المعنى الاستقلالي وهو ذات زيد بقطع النظر عن القيد والتقيد ويوجد وأيضا بالإضافة إلى ذلك تقيد زيد بالكتابة.

تقول الإنسان شاعر الإنسان كاتب تصير القضية الإنسان إنسان له الكتابة، الإنسان إنسان له الشاعرية.

هذا إنسان هل المراد به ذات المقيد فقط إنسان دون القيد شاعر أو المراد به مجموع الثلاثة المقيد إنسان والقيد كاتب وتقيد الإنسان بالكتابة وإذا أردنا أن نشقق عقليا تصير الشقوق ثلاثة لما نقول الإنسان إنسان كاتب الإنسان إنسان شاعر هذه إنسان ثلاثة احتمالات، الاحتمال الأول نريد ذات المقيد فقط من دون تقيد ومن دون قيد، الاحتمال الثاني نريد ذات المقيد إنسان وتقيد الإنسان بالكتابة دون القيد دون كاتب، الاحتمال الثالث نريدهم ثلاثتهم ذات المقيد إنسان وذات القيد كاتب وذات التقيد يعني تقيد الإنسان بالكتابة.

الاحتمال الأول ما أشار إليه صاحب الكفاية أحيانا تقول هذا الذي كنا نتكلم عنه بالأمس هذا هو أنت تريد ذات هذا الشخص من دون ما تريد تقيده بأنه كنا نتكلم عنه ولا تريد القيد الكلام عنه هذا الشق الأول لن يتطرق له صاحب الكفاية لوضوحه، صاحب الكفاية تطرق إلى الثاني والثالث ذكر احتمالين:

الاحتمال الأول وهو أن نريد دخول المقيد والتقيد، المقيد وهو إنسان المقيد بالكتابة وهذا معنى استقلالي، تقيد الإنسان بالكتابة هذا معنى حرفي.

الاحتمال الثاني نريدهم ثلاثتهم الإنسان المقيد وهو معنى استقلالي وتقيد الإنسان بالكتابة ونفس القيد وهو كاتب، يقول صاحب الكفاية الآخوند "رحمه الله" أما بالنسبة إلى الشق الأول لو أريد القيد والتقيد يصير القيد داخل وهو إنسان المقيد بالكتابة، قيد الكتابة خارج والتقيد داخل لكن هذا معنى حرفي معنى ربطي قائم بالإنسان يقول في هذه الحالة القضية تكون ضرورية طبعا صاحب الكفاية النتيجة التي يصل إليها هكذا يقول بناء على الاحتمال الأول الأمرين أو الاحتمال الثاني ثلاثة أمور تبقى القضية ضرورية.

بالنسبة إلى الاحتمال الأول الإنسان إنسان له الكتابة المراد مصداق الإنسان وتقيد هذا الإنسان بالكتابة، التقيد أمر خارجي بما أن التقيد أمر خارجي يقول إذن يعني المراد ثبوت الإنسان للإنسان وثبوت الإنسان للإنسان ضروري وليس ممكنا.

الإنسان إنسان له الضحك طبعا صاحب الكفاية قال له النطق هذا اشتباه إذا له النطق النطق ثابت للإنسان بالضرورة من دون حاجة إلى كل هذه الشقوق كلامنا ليس في الفصل الناطق كلامنا في الخاصة الضاحك، الكاتب، طبعا الشق الأول ما ذكره لو أريد ذات المقيد فقط صار الإنسان إنسان بعد الثبوت بالضرورة يصير، صار مطلق الإنسان تحمله على الإنسان هذا ثابت بالضرورة هذا شق الأول ما ذكره لوضوحه.

الشق الثاني لو أريد المقيد والتقيد دون القيد يعني الإنسان إنسان له الكتابة في هذه الحالة تبقى القضية قضية ضرورية لأن الإنسان يثبت للإنسان يعني الإنسان المقيد بالضحك تثبت له الإنسانية الإنسان المقيد بالكتابة تثبت له الإنسانية بالضرورة.

قال صاحب الكفاية ويمكن أن يقال يعني في الرد على صاحب الفصول، قال صاحب الفصول إذا كان الإنسان مطلق تكون القضية ضرورية أما إذا الإنسان مقيد بقيد ممكن فيصير ممكن وتصير القضية ممكنة صاحب الكفاية يقول لا إذا أحنة من فمك ندينك نلتزم بأن الإنسان مقيد فيكون عندنا صورتين الصورة الأولى نأخذ المقيد والتقيد دون القيد والصورة الثانية نأخذ المقيد والتقيد والقيد، الآن الصورة الأولى قال ويمكن أن يقال إن عدم كون ثبوت القيد مثل الكتابة ضروريا ثبوت الكتابة ليس ضروري للإنسان لا يضر بدعوى الانقلاب يعني انقلاب القضية من ممكنة إلى ضرورية يبقى ثبوت الإنسان الكاتب للإنسان يبقى ضروريا وإن كان قيد الكتابة ممكن وليس ضروريا فإن المحمول الشق الأول إن كان ذات المقيد يعني ذات الإنسان المقيد بالكتابة ذات الإنسان المقيد بالضحك وكان القيد خارجا يعني كان قيد الكتابة كان قيد الضحك خارجا ـ خارج عن ذات الإنسان ـ وإن كان التقيد الذي هو لحاظ ذهني تقيد الإنسان بالكتابة داخلا يعني داخلا في المحمول لكن داخلا بما هو معنى حرفي بما هو معنى ربطي وليس داخلا بما هو معنى اسمي إذن صار المحمول في معنى اسمي وهو زيد المقيد بالكتابة وفيه معنى حرفي وهو تقيد زيد بالكتابة فالقضية لا محالة تكون ضرورية يعني ثبوت الإنسان الكاتب للإنسان بالضرورة بسبب ضرورية ثبوت الإنسان الذي يكون مقيدا بالنطق للإنسان لو قال الذي يكون مقيدا بالضحك لكان أفضل لأن ثبوت الناطق والنطق للإنسان بالضرورة من دون هذه القيود كلها وهذه التفاصيل والشريف الجرجاني في الشق الأول يعني أخذ المفهوم مثل بالناطق لكن في الشق الثاني مصداق المفهوم مثل بالضاحك ما مثل بالناطق مثل بالخاصة.

الشق الثاني إذا أخذت الجميع يعني المراد المقيد وهو الإنسان والقيد وهو الناطق في مثاله أو الضاحك والثالث التقيد يقول هذه القضية تنحل إلى عدة قضايا مثل عطف المحمول الذي ينحل إلى عدة قضايا لما تقول الإنسان كاتب وشاعر وضاحك تنحل إلى ثلاثة أشياء الإنسان كاتب الإنسان شاعر الإنسان ضاحك هذا الانحلال في عطف المحمول الذي ينحل إلى عدة قضايا هنا أيضا يوجد انحلال لما تقول الإنسان له النطق، الإنسان إنسان له النطق تصير قضيتين الأولى الإنسان إنسان الثانية الإنسان ناطق الإنسان ضاحك.

حينما تقول الإنسان إنسان له النطق هذه الجملة الثانية إنسان له النطق تنحل إلى قضيتين الموضوع ثابت الإنسان تصير الإنسان إنسان هذا واحد، اثنين الإنسان ناطق.

مثال ثاني الإنسان إنسان له الضحك تصير الإنسان له الضحك الإنسان إنسان له البكاء تصير قضيتين الإنسان إنسان الإنسان له البكاء القضية الأولى ضرورية الإنسان إنسان الثانية ممكنة.

قال وإن كان المقيد به فإن المحمول إن كان ذات المقيد هذا الشق الأول، وكان القيد خارجا يعني الشق الأول إن كان المحمول ذات المقيد والتقيد دون القيد هذا الشق الأول، الشق الثاني وإن كان المحمول ذات الأجزاء الثلاثة ذات المقيد والتقيد والقيد.

وإن كان المقيد به بما هو مقيد يعني وإن كان المحمول أسم كان المحمول المقيد به هذه خبر كان يعني وإن كان المحمول هو المقيد به بما هو مقيد، المقيد به يعني بالنطق لأنه مثّل بالنطق وإن كان المحمول هو المقيد بالنطق بما هو مقيد على أن يكون القيد داخلا يعني ثلاثة أجزاء عندنا ذات المقيد وذات القيد هذان موجودان في الشق الأول يضاف إليهم في الشق الثاني وذات القيد.

وإن كان المحمول المقيد به ـ بقيد النطق ـ بما هو مقيد على أن يكون القيد داخلا يعني المحمول الأجزاء الثلاثة الإنسان المقيد بالنطق وتقيد الإنسان بالنطق والقيد الذي هو النطق فقضية الإنسان ناطق تنحل في الحقيقة إلى قضيتين، ليس فقط الإنسان ناطق الإنسان ناطق التي هي محمول فقضية الإنسان الناطق يعني التي هي محمول يعني الإنسان إنسان ناطق تصير قضيتين الإنسان إنسان الإنسان ناطق.

تنحل في الحقيقة إلى قضيتين إحداهما قضية الإنسان إنسان وهي قضية ضرورية والأخرى قضية الإنسان له النطق وهي ممكنة لأن القضية تتبع أخس المقدمتين، طبعا هنا لو قال الإنسان له الضحك لكان الإمكان أوضح وإلا الإنسان له النطق هذا ضروري وليس ممكنا إلا بناء على إفادة فاضل الستراوي من أن المراد هنا على مبنى صاحب الكفاية من أن الناطق خاصة وليس فصلا،

وذلك لأن ـ هذا يبرر كيف إن القضية ممكنة ـ الأوصاف مثل ناطق ضاحك قبل العلم بها أخبار تقول الإنسان ناطق الإنسان كاتب الإنسان شاعر هذه قضية خبرية تامة كما أن الأخبار بعد العلم تكون أوصافا يعني تكون قيودا ناقصة تقول الإنسان الكاتب الإنسان الناطق الإنسان الشاعر هذا وصف ما صار جملة، الإنسان ناطق هذه جملة خبرية، الإنسان الناطق هذا وصف، تقول زيد طبيب هذا إخبار بعد ما تعلم زيد الطبيب صار وصف قيد ناقص جملة غير تامة ناقصة.

وذلك لأن الأوصاف قبل العلم بها أخبار كما أن الأخبار بعد العلم تكون أوصافا فعقد الحمل ينحل إلى القضية، ما المراد بعقد الحمل؟ المراد بعقد الحمل الموضوع بما له من وصف المحمول هذا يقال له عقد الحمل يعني الإنسان إنسان له النطق، ما هو عقد الحمل؟ موضوع الإنسان لكن لا بما هو هو موضوع الإنسان بما له من وصف المحمول، الذي هو إنسان له النطق إنسان له الكتابة هذا عقد الحمل ينحل إلى قضيتين الإنسان إنسان الإنسان ناطق فعقد الحمل ينحل إلى القضية يعني ينحل إلى القضية الضرورية يصير إنسان الإنسان إنسان ثم يقول كل كاتب متحرك الأصابع هنا اختلف الشيخ الرئيس ابن سينا مع المعلم الثاني الفارابي.

الفارابي يحملها على الإمكان كل كاتب متحرك الأصابع يقول يعني كل كاتب يمكن أن يكون متحرك الأصابع الشيخ الرئيس يقول لا نحملها على فعلا كل كاتب فعلا متحرك الأصابع، كل كاتب متحرك الأصابع على مبنى الشيخ الرئيس يعني كل كاتب فعلا كل كاتب بالفعل هو متحرك الأصابع هذه يسمونها قضية مطلقة عامة، القضية المطلقة العامة تشير إلى الفعلية لكن على مبنى الفارابي كل كاتب يمكن أن يكون متحرك الأصابع هذا يسمونها قضية ممكنة عامة يعني كل كاتب بالإمكان العام متحرك الأصابع إنصافا الفارابي رأيه أدق.

الآن واحد يكتب النظر، المعوق ينظر إلى الحاسوب برموش عينيه ويكتب يصدق عليه كل كاتب بالإمكان العام يمكن أن يكون متحرك الأصابع ويمكن ما يكون متحرك الأصابع لكن على مبنى الشيخ الرئيس أبن سينا كل كاتب بالفعل هو متحرك الأصابع هذا المعوق كاتب بالفعل يكتب في الكومبيوتر وهو متحرك الأصابع هذان الاختلافان لعقد الوضع، ما المراد بعقد الوضع؟ الموضوع بما له من العناوين، الموضوع إنسان بما له من عنوان الكتابة هذا صار عقد الوضع فالموضوع وهو كاتب بما له من العناوين كتحرك الأصابع صار خلاف فيه إذن هنا خلاف في عقد الوضع بين الشيخ الرئيس والفارابي كذلك كلامنا صار خلاف في عقد الحمل، المراد بعقد الوضع الموضوع بلحاظ العناوين المنطبقة عليه وأما عقد الحمل الموضوع بلحاظ المحمول الذي يحمل عليه.

قال وذلك لأن الأوصاف قبل العلم بها أخبار كما أن الأخبار بعد العلم تكون أوصافا فعقد الحمل ينحل إلى القضية كما أن عقد الوضع الموضوع بما له من العناوين المنطبقة عليه ينحل إلى قضية مطلقة عامة عند الشيخ يعني عند الشيخ الرئيس، مطلقة عامة يعني فعلية تقول كل إنسان بالفعل متحرك الأصابع كل كاتب بالفعل متحرك الأصابع مطلقة عامة فعلية وقضية وينحل إلى قضية ممكنة عامة عند الفارابي يعني كل كاتب بالإمكان العام متحرك الأصابع فتأمل لعله إشارة إلى الخدشة في جواب الشيخ الآخوند الخراساني بكلى شقيه وإنما أفاده صاحب الفصول هو الصحيح من أن قولنا الإنسان إنسان له النطق إنسان له الكتابة لا يراد حمل مطلق الإنسان على الإنسان حتى تصبح القضية ضرورية بل المراد حمل الإنسان المقيد بالممكن والمقيد بالممكن ممكن فإذا حملنا المقيد بالإمكان الإنسان المقيد بإمكان الكتابة على الإنسان تصير القضية ممكنة ما تصير القضية ضرورية كما أن قياس ما نحن فيه وهو عقد الحمل على ما اختلف فيه الشيخ الرئيس والفارابي وهو عقد الوضع هذا قياس مع الفارق لأن عقد الوضع ناظر إلى القضية الناقصة يعني الإنسان الكاتب، الإنسان الشاعر، بينما ما نحن فيه عقد الحمل ناظر إلى القضية التامة الجملة التامة، الجملة الخبرية التامة وقياس الجملة الخبرية التامة على الجملة الخبرية الناقصة في غير محله، إذن فتأمل لعله إشارة إلى صحة ما ذكره صاحب الفصول من أن المحمول مقيد وليس مطلقا فتبقى القضية ممكنة ولا تنقلب إلى ضرورية كما أن قياس ما نحن فيه وهو عقد الحمل على الخلاف الموجود في عقد الوضع قياس مع الفارق، لكنه "قدس" صاحب الفصول تنظّر فيما أفاده بقوله يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo