< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/06/15

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /تنظر صاحب الفصول في أخذ المصداق في مفهوم المشتق

 

قال الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" لكنه "قدس" تنظر فيما أفاده بقوله وفيه نظر.[1]

 

خلاصة الدرس

لا زلنا نتكلم في مباحث المشتق وصلنا إلى هذه النقطة وهي مناقشة كلام الشريف الجرجاني في رده على قطب الدين الرازي إذ قال إن الشيء المأخوذ في مفهوم المشتق إما أن يراد به مفهوم الشيء وإما أن يراد به مصداق الشيء إن التزمت بالشق الأول وهو أن مفهوم الشيء قد أخذ في معنى المشتق فهذا يلزم منه أخذ العرض العام في الفصل ولا يصح أخذ العرضي في الذاتي وانتهينا من هذا الشق الأول.

الشق الثاني وإن قصد من الشيء هو مصداق الشيء فيلزم حينئذ من أخذ مصداق الشيء في مفهوم المشتق انقلاب القضية من ممكنة إلى ضرورية كقولنا الإنسان كاتب فهذه قضية ممكنة فالكتابة يمكن أن تثبت للإنسان ويمكن أن لا تثبت فإذا جئنا إلى لفظ كاتب وهو المشتق وقلنا هو عبارة عن شيء ثبتت له الكتابة والشيء هو المصداق يعني الإنسان أصبح لفظ المشتق كاتب بمعنى إنسان له الكتابة فتصبح العبارة الإنسان كاتب تصبح الإنسان إنسان له الكتابة وثبوت الشيء لنفسه ضروري وثبوت الإنسان للإنسان ضروري فانقلبت القضية الممكنة وهي الإنسان كاتب إلى قضية ضرورية الإنسان إنسان له الكتابة.

إلى هنا هذا كلام الشريف الجرجاني في حاشيته على شرح المطالع ردا على قطب الدين الرازي، صاحب الفصول "أعلى الله في الخلد مقامه" في كتابه الفصول الغروية هو مجلد واحد حجري صفحة 61 سطر 38 [2] رد على الشريف الجرجاني قائلا المقيد بالممكن ممكن فلو قلنا الإنسان إنسان ولم نقيد له الكتابة تنقلب القضية إلى ضرورية إذا حملنا مطلق الإنسان على الإنسان تصير القضية ضرورية ولكن إذا حملنا على الإنسان لفظ الإنسان المقيد بالكتابة نسأل هل الكتابة ممكنة أو ضرورية؟ الجواب ممكنة فيكون الإنسان المقيد بالكتابة الممكنة ممكن لأن المقيد بالممكن ممكن وبالتالي تصبح القضية ممكنة أيضا فتكون قضية الإنسان كاتب ممكنة وتبقى ممكنة لأن قضية الإنسان إنسان له الكتابة ممكنة أيضا لأن الذي حمل على الإنسان ليس مطلق الإنسان وإنما حمل على الإنسان الإنسان المقيد بالإمكان المقيد بإمكان الكتابة وبما أن الكتابة ممكنة فالإنسان المقيد بالكتابة ممكن إذن إلى هنا خلاصة كلام المحقق الأصفهاني في الفصول الغروية أننا لو أخذنا مصداق الشيء وهو الإنسان في مفهوم المشتق لا يلزم انقلاب القضية الممكنة إلى قضية ضرورية بل تبقى القضية الممكنة ممكنة أيضا نعم تنقلب إذا حمل على الإنسان لفظ الإنسان المطلق أما إذا حمل على الموضوع الإنسان لفظ الإنسان المقيد بالكتابة تصبح القضية لا تزال ممكنة.

صاحب الفصول يقول القضية الممكنة تنقلب ضرورية ثم يأتي صاحب الكفاية ويرد عليه ويقول لا كلامك الأول هو الصحيح القضية الممكنة ما تنقلب إلى ضرورية وإنما القضية الممكنة تبقى ممكنة هذا خلاصة درس اليوم أما كيف نثبت كلام صاحب الفصول ثم نرد عليه بكلام صاحب الكفاية فهذا ما يحتاج إلى بيان مقدمة إذا اتضحت المقدمة الدرس كله يتضح.

هذه المقدمة في أقسام القضية الضرورية، الضرورية لها أقسام نذكر لكم قسمين:

القسم الأول القضية الضرورية بشرط المحمول

القسم الثاني القضية الضرورية الذاتية

أولا القضية الضرورية بشرط المحمول ما المقصود بالضرورة بشرط المحمول لتوضيحها نذكر هذا المثال تقول هكذا الإنسان الكاتب كاتب الإنسان الشاعر شاعر الإنسان الضاحك ضاحك هي أصل القضية الإنسان كاتب الإنسان شاعر الإنسان ضاحك عندنا موضوع وهو الإنسان وعندنا محمول وهو ضاحك كاتب شاعر هذا المحمول نأخذه كقيد وشرط في الموضوع الإنسان ضاحك نقول الإنسان الضاحك ضاحك، الإنسان باك نقول الإنسان الباكي باك، الإنسان شاعر نقول الإنسان الشاعر شاعر.

سؤال مما تتركب القضية؟ من موضوع ومحمول، ما هو الموضوع؟ الإنسان الشاعر، ما هو المحمول؟ شاعر، هذا الموضوع مؤلف من الإنسان المقيد ومن القيد وهو الشاعر هذا القيد أخذ من المحمول فاشترط المحمول وهو ضاحك شاعر كاتب في الموضوع إذن القضية الضرورية بشرط المحمول هي التي أخذ المحمول فيها كشرط وقيد في موضوعها.

الضرورة بشرط المحمول يعني القضية التي أخذ المحمول كشرط وقيد في الموضوع فيها فيصير ضروري الوقوع وضروري السلب، يعني كيف؟ تقول هكذا الإنسان الكاتب كاتب بالضرورية الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة، الإنسان الشاعر شاعر بالضرورة هذا عقد الإيجاب، عقد السلب الإنسان غير الشاعر ليس شاعرا بالضرورة تسلب عنه، الإنسان الباكي باك بالضرورة الإنسان غير الباكي ليس باك بالضرورة لأن في الواقع إما يبكي أو ما يبكي إما يكتب أو ما يكتب إما يضحك أو ما يضحك فتقول الإنسان الكاتب كاتب بالضرورة الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة، الإنسان المتزين متزين بالضرورة الإنسان غير المتزين ليس بمتزين بالضرورة، بناء على الضرورة بشرط المحمول تصير كل القضايا ضرورية إما ضرورة الإيجاب أو ضرورة السلب، القضايا بشرط المحمول دائما ضرورية لا توجد قضايا بشرط المحمول ممكنة كما يقول شيخ الإشراق السهروردي صاحب حكمة الإشراق يقول القضايا بشرط المحمول دائما ضرورية ولا توجد قضايا ممكنة، هذا تمام الكلام في بيان الشق الأول من المقدمة بيان مفهوم القضية بشرط المحمول، الضرورة بشرط المحمول.

يوجد اصطلاح آخر الضرورة الذاتية مثل تقول الإنسان ناطق، الإنسان الناطق ثابت بالضرورة للإنسان لكن الإنسان كاتب هذه قضية ممكنة فيلحظ في القضية الضرورية بالذات أو الممكنة بالذات ذات المحمول فقط فذات المحمول هل ثبوته ضروري للموضوع كقولنا الإنسان ناطق أو ثبوت المحمول للموضوع ليس ضروريا كقولنا الإنسان كاتب بناء على الضرورية والإمكان الذاتي تنقسم القضية إلى قسمين أو أكثر تصير قضية ضرورية ذاتية كقولنا الإنسان ناطق وتصير قضية ممكنة كقولنا الإنسان كاتب الآن صاحب الفصول يتراجع، الفصول الغروية صفحة 61 سطر 38 [3] يقول صاحب الفصول أنا أشكلت على صاحب شرح المطالع في حاشيته حاشية الشريف الجرجاني على شرح المطالع هو قال إذا أخذ مصداق الشيء في مفهوم المشتق يلزم انقلاب القضية الممكنة إلى ضرورية وجاء صاحب الفصول وأشكل قال كلا القضية الممكنة تبقى ممكنة لأن لفظ الإنسان كاتب تصير الإنسان إنسان له الكتابة لم نحمل مطلق الإنسان على الإنسان حتى تنقلب القضية ضرورية بل حملنا الإنسان المقيد بالكتابة والكتابة ممكنة فيصير هذا من حمل الممكن فيصير الإنسان الكاتب يمكن يحمل على الإنسان ويمكن لا يحمل فبقت القضية ممكنة ولم تنقلب القضية الممكنة الإنسان كاتب إلى قضية ضرورية الإنسان إنسان له الكتابة.

ثم يرد على نفسه صاحب الفصول يقول لا تنقلب القضية إلى ضرورية لأن مفاد الإنسان كاتب إلى قضية ضرورية بشرط المحمول يعني الإنسان الكاتب كاتب والإنسان المقيد بالمحمول الكاتب تثبت إليه الكتابة بالضرورة والإنسان المقيد بسلب الكتابة الإنسان غير الكاتب نسلب عنه الكتابة بالضرورة إذن نلحظ الواقع هذا الإنسان هل هو كاتب أو غير كاتب.

صاحب الكفاية يرد عليه مفاد رده هذا خلاصته أن المدار على الضرورة الذاتية لا على الضرورة بشرط المحمول، لو كان المدار على الضرورة بشرط المحمول لما وجدت عندنا قضية ممكنة تصير كل القضايا ضرورية فنحن في تصنيف القضايا من جهة مواد القضايا ومن جهة جهات القضايا لا نلحظ ما هو خارج عن ذات القضية بشرط المحمول وغير ذلك نلحظ ذات المحمول فقط، ذات المحمول هل هو ضروري الثبوت للموضوع كقولنا الإنسان ناطق أو ذات المحمول ممكن الثبوت للموضوع كقولنا الإنسان كاتب.

صاحب الفصول ناقش الشريف الجرجاني وقال إن القضية الممكنة لا تنقلب إلى قضية ضرورية فإن قولنا الإنسان كاتب إذا تحولت إلى قضية الإنسان إنسان له الكتابة فهذه القضية الثانية أيضا ممكنة لأنها تصبح ضرورية إذا حملنا الإنسان المطلق وقلنا الإنسان إنسان هذه قضية ضرورية أما إذا حملنا على لفظ الإنسان الإنسان المقيد بالكتابة في هذه الحالة تصبح القضية قضية ممكنة فلا تنقلب القضية من ممكنة إلى ضرورية بل تبقى القضية الممكنة على إمكانها ثم رد صاحب الفصول على نفسه قال نحن نلحظ المحمول هذا المحمول هل يثبت في الواقع للموضوع أو لا يثبت فمرجع القضية إلى ضرورة بشرط المحمول والقضية الضرورية بشرط المحمول والقضية بشرط المحمول دائما ضرورية إما ضرورة الإيجاب أو ضرورة السلب فمرجع قولنا الإنسان كاتب إلى الإنسان الكاتب كاتب والإنسان الكاتب كاتب بالضرورة وكذلك لو قلنا الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة فانقلبت القضية من ممكنة الإنسان كاتب إلى قضية ضرورية الإنسان الكاتب كاتب.

وكذلك انقلبت القضية الممكنة من جهة السلب كقولنا الإنسان ليس بكاتب إلى قضية ضرورية من جهة السلب كقولنا الإنسان غير الكاتب ليس بكاتب.

صاحب الكفاية رد عليه قال نحن في تقييمنا للقضية أنها ممكنة أو أنها ضرورية لا نلحظ أمورا خارجة عن القضية كلحاظ شرط المحمول وتقييد المحمول وتقيد الموضوع بالمحمول وإنما نلحظ ذات المحمول فقط فثبوت المحمول للموضوع هل هو بالضرورة كقولنا الإنسان ناطق أو هو بالإمكان كقولنا الإنسان كاتب فتكون النتيجة إن القضية الممكنة تبقى ممكنة ولا تنقلب القضية من ممكنة إلى ضرورية نعم هي ضرورية بلحاظ الضرورة بشرط المحمول لكن هذا خارج عن بحثنا هذا القسم الأول من المقدمة الضرورة بشرط المحمول خارج عن محل بحثنا محل بحثنا القسم

الثاني الضرورة الذاتية التي يلحظ فيها ذات المحمول فقط.

 

تطبيق العبارة

قال صاحب الكفاية "رحمه الله" لكنه ـ صاحب الفصول قدس ـ تنظر فيما أفاده يعني قال وفيه نظر، ما الذي أفاده؟ صفحة 77 هكذا قال ثم قال إنه يمكن أن يختار الوجه الثاني أيضا يعني أخذ المصداق في مفهوم المشتق ويجاب بأن المحمول ليس مصداق الشيء والذات مطلقا يعني ما نحمل الإنسان المطلق على الإنسان بل مقيدا بالوصف يعني بل المحمول هو مصداق الشيء مقيدا بالوصف الإنسان المقيد بالكتابة وليس ثبوته للموضوع حينئذ بالضرورة، يعني وليس ثبوت المحمول الذي هو مصداق ومقيد بالوصف ليس ثبوته للموضوع بالضرورة لجواز أن لا يكون ثبوت القيد ضروريا، قيد الكتابة ليس ضروريا.

هذا الكلام لصاحب الفصول الآن هو يرد على نفسه بإدخال القضية بشرط المحمول فإذا المحمول كاتب أخذ كقيد في الموضوع الإنسان قلت الإنسان الكاتب أو أخذ عدمه ـ عدم المحمول ـ كقيد تقول الإنسان غير الكاتب يصير ضروري الوجود وضروري السلب، الإنسان الكاتب كاتب بالضرورة، الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة لأن في الواقع إما كاتب أو ليس بكاتب، صاحب الكفاية يرد عليه يقول يلزم من كلامك هذا إذا تأخذ القضية بشرط المحمول ما تصير عندنا قضية ممكنة كل القضايا تصير ضرورية وهذا خارج عن بحثنا بحثنا في الضرورة الذاتية التي يلحظ فيها ذات المحمول ولا تلحظ فيها أمور خارجة عن ذات المحمول كتقييد الموضوع بالمحمول.

قال لكنه "قدس" تنظر فيما أفاده بقوله وفيه نظر لأن الذات المأخوذة مقيدة بالوصف قوة أو فعلا الذات المأخوذة مثل ذات الإنسان مقيدة بالوصف مثل مقيدة بقيد الكتابة تقول الإنسان الكاتب بالفعل الإنسان الكاتب بالقوة، إن كانت مقيدة به يعني إن كانت الذات المأخوذة مقيدة به يعني مقيدة بالوصف قوة أو فعلا إن كانت مقيدة بالوصف واقعا يعني هذا الإنسان في الواقع كاتب صدق الإيجاب بالضرورة تقول الإنسان الكاتب بالفعل أو بالقوة كاتب بالضرورة.

وفيه نظر لأن الذات المأخوذة ـ ذات الإنسان في المثال يعني المصداق ـ مقيدة بالوصف مثل وصف الكاتب الشاعر قوة أو فعلا تقول الإنسان الشاعر شاعر بالقوة الإنسان الشاعر شاعر بالفعل بالضرورة إن كانت مقيدة به يعني إن كانت الذات مقيدة بالوصف واقعا يعني في الواقع هو نفس الأمر صدق الإيجاب بالضرورة تقول هكذا الإنسان الكاتب كاتب بالضرورة الإنسان الشاعر شاعر بالضرورة وإلا يعني وإن لم تكن الذات المأخوذة مقيدة بالوصف واقعا صدق السلب بالضرورة يعني الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة، الإنسان غير الشارع ليس شاعرا بالضرورة.

مثلا لا يصدق زيد كاتب بالضرورة لأن ثبوت الكتابة لزيد ممكنة وليست ضرورية، لماذا جاء بهذا المثال زيد كاتب بالضرورة، هذا مثال إلى الممكنة الذاتية فهذا مثال زيد كاتب بالضرورة بلحاظ الضرورة الذاتية بلحاظ الضرورة الذاتية زيد كاتب هذه ليست قضية ضرورية قضية ممكنة لكن هذه زيد كاتب بالإمكان إذا نحولها بشرط المحمول زيد الكاتب كاتب تصير ضرورة بشرط المحمول فلا تخوفك القضية تصير هكذا زيد الكاتب بالفعل كاتب بالضرورة، زيد الكاتب بالقوة كاتب بالضرورة، زيد الكابت بالقوة أو الفعل كاتب بالضرورة، هنا الضرورة نشأت من شرط المحمول.

مثلا لا يصدق زيد كاتب بالضرورة لأن الكتابة ممكنة لزيد وليست ضرورية فهذه ممكنة ذاتية لكن يصدق زيد الكاتب زيد موضوع قيد بالمحمول وهو الكاتب هذا شرط المحمول، زيد الكاتب بالقوة أو بالفعل بالضرورة[4] إذا تحذف بالقوة أو بالفعل حتى لا يشوش الذهن زيد الكاتب كاتب بالضرورة المفروض هكذا يقول زيد الكاتب كاتب بالضرورة في بعض النسخ هكذا موجود زيد الكاتب كاتب بالضرورة أو زيد الكاتب بالقوة أو بالفعل كاتب بالضرورة توجد نسخ أخرى في هذه الحاشية موجود هذا الذي ذكره المحقق هنا هذه نسخة مجمع الفكر الإسلامي موجود في نسخة حقائق الأصول وموجود في نسخة الفصول الغروية لكن من أراد التفصيل لبعض النسخ يراجع كتاب نهاية الدراية للمحقق الأصفهاني الجزء الأول صفحة 212 [5] موجود في الحاشية لكن أخشى اشرحه وأشوش الذهن.

انتهى كلام صاحب الفصول الآن صاحب الكفاية يرد عليه، خلاصة رد صاحب الكفاية يقول لكي نشخص أن القضية ممكنة أو ضرورية نلحظ ذات المحمول فقط يعني موطن بحثنا هو الضرورة الذاتية والإمكان الذاتي، ضرورية ذاتية مثل الإنسان ناطق، إمكان ذاتي مثل الإنسان كاتب تلحظ ذات كاتب وذات ناطق، ذات المحمول أما تلحظ أشياء خارجة عن المحمول هذا ليس موطن بحثنا وأنت يا صاحب الفصول لحظت خصوصيات خارج القضية، ما هي الخصوصية الزائدة؟ تقييد الموضوع بالمحمول، الإنسان الكاتب، الإنسان الشاعر، ولو عملنا بما عملت به يا صاحب الفصول ولحظنا الضرورة بشرط المحمول يلزم أن تكون جميع القضايا ضرورية إما ضرورية الوجود أو ضرورية السلب ولا توجد قضية ممكنة، إذن بلحاظ شرط المحمول دائما القضايا ضرورية بلحاظ الضرورة الذاتية يوجد ما هو ضروري ويوجد ما هو ممكن.

قال صاحب الكفاية "رحمه الله" ولا يذهب عليك أن صدق الإيجاب بالضرورة بشرط كونه هذه كونه الهاء حرفيا تعود على لفظ الذات في قوله لأن الذات يعني بشرط كون الذات مقيدا به يعني بالمحمول واقعا هذا بلحاظ الشيء الحرفي لكن بلحاظ ما نحن فيه المفروض بشرط كونه يعني كون الموضوع، مقيدا به يعني مقيدا بالمحمول فإذا أرجعنا بشرط كونه إلى الذات كما هو مقتضى الإرجاع الحرفي المفروض يأنف الضمير يقول بشرط كونها مقيدة به يعني بشرط كون الذات المأخوذة مقيدة بالمحمول واقعا، هنا الذات والموضوع يشيران إلى شيء واحد الموضوع فنحن نأتي بهذا الضمير الذي هو عبارة عن ضمير حكمي نرجعه إلى الموضوع فتصير هكذا ولا يذهب عليك أن صدق الإيجاب بالضرورة بشرط كونه يعني كون الموضوع مقيدا به يعني مقيدا بالمحمول واقعا مثل الإنسان الكاتب واقعا كاتب بالضرورة، إن صدق الإيجاب بالضرورة لكن أي ضرورة؟ يعني الضرورة بشرط المحمول

لا يصحح دعوى الانقلاب إلى الضرورية، يعني ما يصحح دعوى انقلاب القضية الممكنة إلى قضية ضرورية، ضرورة يعلل هذا تعليل لعدم انقلاب القضية من ممكنة إلى ضرورية يعني بسبب، صدق الإيجاب بالضرورة بشرط المحمول ضرورة صدق يعني تحقق الإيجاب بالضرورة بشرط المحمول في كل قضية يعني في جميع القضايا ولو كانت ممكنة يعني ولو كانت القضية ممكنة، يعني ولو كانت ممكنة ذاتا يعني عندنا قضية ممكنة ذاتا الإنسان كاتب تنقلب إلى قضية ضرورية بشرط المحمول الإنسان الكاتب كاتب بالضرورة فالقضية الممكنة ذاتا الإنسان شاعر تنقلب إلى قضية ضرورية بشرط المحمول، الإنسان الشاعر شاعر.

صاحب الكفاية يقول يا صاحب الفصول موطن بحثنا الضرورة والإمكان الذاتي ولا تدخل لنا حيثية قيد المحمول والضرورة بشرط المحمول إذا اشترطنا المحمول في الموضوع تنقلب كل القضايا إلى ضرورية.

ضرورة يعني بسبب صدق الإيجاب بالضرورة تصير القضية ضرورة موجبة، بشرط المحمول يعني ضرورية بشرط المحمول في كل قضية يعني في جميع القضايا ولو كانت ممكنة يعني ولو كانت القضية ممكنة كما لا يكاد يضر بها يعني كما لا يضر بها يعني بالقضية، صدق السلب كذلك يعني صدق السلب كذلك يعني بشرط المحمول، هنا لا يضر بها يعني ما تنقلب القضية من ممكنة إلى ضرورية، صدق السلب كذلك يعني بشرط المحمول كما لو قلت هكذا الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة، الإنسان غير الشاعر ليس شاعرا بالضرورة.

بشرط عدم كونه يعني عدم كون الموضوع الإنسان مقيدا به يعني مقيدا بالمحمول واقعا يعني في الواقع هو غير مقيد به، في الواقع هو لا كاتب ولا شاعر فيصير الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة الإنسان غير الشاعر ليس شاعرا بالضرورة، لضرورة السلب بهذا الشرط يعني لضرورة تحقق السلب بهذا الشرط، شرط المحمول يعني بأخذ المحمول شرطا وقيدا في الموضوع.

سؤال ما الفرق بين المواد والجهات؟ المواد هي عبارة عن كيفية النسبة الواقعية بين الأشياء تقول زيد كاتب نسبنا الكتابة إلى زيد فزيد مادة والكتابة المنسوبة إلى زيد مادة، فكيفية النسبة الواقعة بين الأشياء يقال لها مواد واللفظ الذي يدل على كيفية النسبة هذا يسمونه جهة تقول زيد كاتب بالإمكان، زيد ناطق بالضرورة هذه لفظ بالضرورة لفظ بالإمكان هذا يقال له جهة يعني لفظ يدل على كيفية النسبة الواقعية بين الأشياء، إذن القضايا عبارة عن النسبة الواقعية بين الأشياء والموجهات عبارة عن الألفاظ التي تحكي عن هذه الكيفية.

قال وذلك لوضوح، الآن وذلك لوضوح هذا تعليل يريد أن يقول إن المدار كل المدار على الضرورة الذاتية لا على الضرورة بشرط المحمول وذلك لوضوح أن المناط في الجهات، الجهة هي عبارة عن اللفظ الدال على كيفية النسبة الواقعية بين الأشياء ومواد القضايا هي كيفية النسبة بين الأشياء إنما هو بملاحظة أن نسبة هذا المحمول إلى ذلك الموضوع، نسبة هذا المحمول يعني نسبة ذات المحمول وليس شرط المحمول يعني يريد أن يقول المدار على الضرورة والإمكان الذاتي والضرورية والإمكان الذاتي بلحاظ ذات المحمول فقط هل يثبت بالضرورة للموضوع كالإنسان ناطق أو يثبت للموضوع بالإمكان كقولنا الإنسان كاتب.

وذلك لوضوح أن المناط في الجهات ومواد القضايا إنما هو بملاحظة أن نسبة هذا المحمول مثل كاتب إلى ذلك الموضوع مثل إنسان موجهة بأي جهة منها يعني من الجهات فتقول هكذا الإنسان كاتب بالإمكان، الجهة الإمكان، الإنسان ناطق بالضرورة فتصير القضايا ممكنة وضرورية بلحاظ الإمكان والضرورة الذاتية.

ومع أية منها يعني من الجهات في نفسها صادقة، في بعض النسخ ومع أية منها وفي نفسها صادقة يعني في نفسها يعني بقطع النظر عن الجهات الخارجية مثل شرط المحمول، ومع أية منها ـ من الجهات ـ في نفسها ـ نفس القضية ـ صادقة تكون القضية صادقة لا بملاحظة ثبوتها له واقعا لا بملاحظة ثبوتها له يعني للموضوع واقعا يعني لا بملاحظة ثبوت المحمول للموضوع واقعا، هذه العبارة هو أساسا نحن لا نلحظ ثبوت المحمول أو عدم ثبوت المحمول صاحب الفصول الملحوظ شرط المحمول أو عدم شرطه يعني إما تشترط المحمول في الموضوع تقول الإنسان الكاتب أو تشترط عدمه الإنسان غير الكاتب فهنا ليس الملحوظ المحمول الملحوظ شرط المحمول إما تشترط وجود المحمول في الموضوع أو تشترط عدم وجود المحمول في الموضوع لكن صاحب الكفاية استخدم هذا التعبير قال سلب المحمول أو ثبوت المحمول جريا على كلام صاحب الفصول، هذا تعبير صاحب الفصول.

قال لا بملاحظة ثبوتها ـ ثبوت الجهة ـ له يعني للموضوع واقعا أو عدم ثبوتها يعني أو ملاحظة عدم ثبوتها ـ ثبوت الجهة ـ له يعني للموضوع كذلك يعني واقعا يعني كمثال لهذين الشقين الإنسان الكاتب كاتب بالضرورة الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة يقول هذا ليس هو موطن بحثنا وإلا يعني لو لوحظ شرط المحمول إيجابا أو سلبا كانت الجهة منحصرة بالضرورة يعني تكون جميع جهات القضايا ضرورية بلحاظ شرط المحمول لا توجد إلا قضية ضرورية، ضرورة يعلل لماذا تصبح جميع القضايا ضرورية؟ لأن المحمول الذي أخذ كقيد في الموضوع إما يثبت في الواقع أو ما يثبت، ضرورة صيرورة الإيجاب أو السلب، المفروض ما يقول الإيجاب أو السلب ضرورة صيرورة شرط الإيجاب أو شرط السلب هذا الأدق تراجعون حقائق الأصول الجزء الأول صفحة 126 السيد محسن الحكيم [6] ومنتهى الدراية للسيد المروج الجزء الأول صفحة 316،[7] ضرورة صيرورة الإيجاب الأدق يقول سلب الإيجاب اشتراط الإيجاب أو اشتراط سلب الإيجاب يعني اشتراط إيجاب المحمول للموضوع أو عدم إيجاب المحمول للموضوع بلحاظ الثبوت وعدمه يعني بلحاظ ثبوت المحمول للموضوع الإنسان الكاتب كاتب بالضرورة أو بلحاظ عدم ثبوت المحمول للموضوع، الإنسان غير الكاتب ليس كاتبا بالضرورة يعني هذه بلحاظ الثبوت وعدمه الأدق يقول لا بملاحظة شرط الثبوت أو شرط عدمه، كانت الجهة منحصرة بالضرورة ضرورة صيرورة الإيجاب أو السلب واقعا ضروريا يعني في الواقع إما يثبت المحمول للموضوع أو ما يثبت، ويكون من باب الضرورة بشرط المحمول يعني تكون هذه قضية ضرورية بشرط المحمول وليست قضية ضرورية ذاتية وبالجملة الخلاصة الدعوى يعني دعوى الشريف الجرجاني هو انقلاب، يريد أن يقول كلام الشريف الجرجاني إن القضية الممكنة ذاتا تنقلب إلى قضية ضرورية ذاتا وليس كلام الشريف الجرجاني أن القضية الممكنة ذاتا تنقلب إلى ضرورية بشرط المحمول هذا خارج عن بحثنا.

قال وبالجملة الدعوى يعني دعوى الشريف الجرجاني هو انقلاب مادة الإمكان بالضرورة يعني انقلاب القضية الممكنة ذاتا إلى ضرورة ذاتا الدعوى هو انقلاب مادة الإمكان بالضرورة يعني بمادة الضرورة فيما ليست مادته واقعا في نفسه يعني في المورد الذي ليست مادته واقعا في نفسه وفي بعض النسخ واقعا وفي نفسه وبلا شرط غير الإمكان.

وبالجملة الدعوى هو انقلاب مادة الإمكان بالضرورة غير الإمكان، هنا فيما ليست مادته واقعا في نفسه وبلا شرط هذه وبلا شرط يعني وبلا شرط المحمول.

وبالجملة الدعوى هو انقلاب مادة الإمكان بالضرورة فيما ليست مادته يعني في المورد الذي ليست مادته واقعا في نفسه يعني واقعا بحد ذاته يعني بلحاظ ذات المحمول، ذات المحمول هل يثبت ذاتا بالضرورة أو بالإمكان وبلا شرط يعني من دون لحاظ شرط المحمول، وبالجملة الدعوى هو انقلاب مادة الإمكان بالضرورة فيما ليست مادته واقعا في نفسه وبلا شرط غير الإمكان يعني غير الإمكان هو الإمكان الذاتي وليس ناظر إلى قضية.

الخلاصة كلام الشريف الجرجاني انقلاب القضية الممكنة ذاتا إلى قضية ضرورية ذاتا وليس كلامه عبارة عن انقلاب القضية الممكنة ذاتا إلى ضرورة بشرط المحمول، وقد أنقدح بذلك يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo