< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/07/06

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /الثاني الفرق بين المشتق ومبدئه

 

إرشاد بلا يخفى أن معنى البساطة بحسب المفهوم وحدته إدراكا وتصورا.[1]

 

خلاصة الدرس

بعد إن انتهى الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" من الأمر الأول الذي بقي من بحث المشتق وهو إقامة الدليل على بساطة المشتق فقد أقام دليلين الدليل الأول للشريف الجرجاني المكون من شقين.

الدليل الثاني دليل المحقق الدواني وهو التمسك بالوجدان فبعد أن أقام المحقق الخراساني "رحمه الله" دليلين على بساطة المشتق يتطرق إلى معنى بساطة المشتق والحال إن بحث معنى بساطة المشتق متقدم رتبة عن بحث إقامة الدليل على بساطة المشتق إذ أن معنى بساطة المشتق بحث تصوري بينما إقامة الدليل على بساطة المشتق بحث تصديقي لذلك عنون هذه الفذلكة بعنوان إرشاد فما هو المراد ببساطة المشتق، يقول المحقق الخراساني "رحمه الله" يوجد مقامان:

المقام الأول مقام المفهوم الذهني

المقام الثاني مقام التحليل العقلي

ومرادنا من البساطة هو خصوص ما يفهم من المقام الأول لا المقام الثاني فحينما نقول إن المشتق كناطق وضاحك وشاعر مفهوم بسيط أي أن تصوره في الذهن يكون بسيطا ولا يوجد فيه تعدد فما إن تسمع بلفظ الحجر والشجر والسماء والأرض وغيرها من الأشياء فإن الذي ينسبق إلى ذهنك الشريف معنى واحد بسيط لا تعدد فيه فهذا هو المعنى المقصود من بساطة مفهوم المشتق فالمراد بالبساطة أنك تدرك المعنى وتتصور المعنى الواحد والمفهوم الواحد الذي لا تعدد فيه بخلاف مقام التركيب العقلي والتحليل العقلي فإن العقل يفتق ذلك المرتوق فيقول الحجر شيء له الحجرية، الشجر شيء له الشجرية الشاعر شيء له الشاعرية الناطق شيء له الناطقية وهذا هو الفارق بين الحد والمحدود.

الحد يعني التعريف مثل حيوان ناطق والمحدود هو المعرف مثل الإنسان فحينما تقول الإنسان حيوان ناطق فإن المعنى الذي ينسبق من لفظ الإنسان هو مفهوم واحد لا تعدد فيه أنت تدرك معنى الإنسان وتدرك معنى واحد لا تعدد فيه فالمحدود وهو الإنسان بسيط بينما الحد وهو حيوان هذا جنس، ناطق هذا فصل تأليف التعريف من جنس عام وفصل خاص هذا شغل العقل هذا تحليل العقل هذا تركيب العقل إذن يوجد اتحاد حقيقي وتغاير اعتباري، يوجد اتحاد بين الحد والمحدود بين المعرف والمعرَف يعني يوجد اتحاد في المعنى يوجد اتحاد في المفهوم بين إنسان وحيوان ناطق يعني مفهوم إنسان ومفهوم حيوان ناطق يتحدان ولكن يوجد تغاير اعتباري العقل يحلل مفهوم الإنسان إلى جزء عام وهو الحيوان وجزء خاص وهو الناطق.

خلاصة الإرشاد هو أن المراد ببساطة مفهوم المشتق هو عبارة عن إدراك المفهوم الواحد لا المتعدد فالكلام عن بساطة المشتق كلام عن عالم المفهوم الذهني كلام عن التصور الذهني بخلاف الكلام عن الحيوان الناطق فإنه كلام عن التركب الناشئ من التحليل العقلي العقل يحلل مفهوم الإنسان إلى جزء عام وهو الجنس كالحيوان وإلى جزء خاص وهو الفصل كالناطق، هذا تمام الكلام في الإرشاد وبه يختم الكلام في الأمر الأول من قوله بقي أمور هذه خاتمة المشتق انتهى الأمر الأول ويقع الكلام في الأمر الثاني.

 

تطبيق المتن

إرشاد

لا يخفى أن معنى البساطة بحسب المفهوم، ما هو معنى بساطة المشتق؟ وحدته الهاء تعود على المفهوم، يعني وحدة المفهوم إدراكا وتصورا يعني وحدة المفهوم في عالم الإدراك والتصور الذهني إذن البساطة ناظرة يعني موطن البساطة هو التصور الذهني، موطن التركيب هو التحليل العقلي هذه الخلاصة.

لا يخفى أن معنى البساطة بحسب المفهوم وحدته المفهوم إدراكا وتصورا بحيث لا يتصور يعني لا يتصور المفهوم، عند تصوره يعني عند تصور المفهوم، إلا شيء واحد لا شيئان، إذن البساطة ناظرة إلى عالم التصور الذهني، الإدراك الذهني، إذن موطن البساطة التصور الذهني الإدراك الذهني.

يقول أنحل ـ انحل المفهوم ـ بتأمل من العقل إلى شيئين يعني بإعمال العقل وهو التحليل العقلي للمفهوم كانحلال مفهوم الحجر والشجر إلى شيء هذا الجزء الأول له الحجرية هذا الجزء الثاني أو الشجرية يعني أو إلى شيء هذا الجزء الأول له الشجرية هذا الجزء الثاني، مع وضوح بساطة مفهومهما يعني مفهوم الحجر ومفهوم الشجر وبالجملة لا تنثلم بالانحلال إلى الاثنينية بالتأمل العقلي يعني بسبب التأمل العقلي، لا تنثلم وحدة المعنى وبساطة المفهوم كما لا يخفى، لماذا لا تنثلم؟ لأن موطن وحدة معنى هو التصور الذهني وموطن التركيب هو التحليل العقلي فالموطن مختلف فالتحليل العقلي لا يسبب انثلام وحدة المفهوم الواحد لأن موطن المفهوم الواحد يختلف عن موطن التحليل العقلي، التحليل العقلي يوجب التركيب والتصور الذهني يقتضي البساطة.

وإلى ذلك يرجع الإجمال والتفصيل، وإلى ذلك يعني إلى بساطة المفهوم الواحد وتركب المعنى بالانحلال العقلي يعني عندنا وحدة وعندنا تعدد وإلى ذلك يعني بالوحدة الموجودة في الإدراك الذهني والتركيب بسبب التحليل العقلي، يرجع الإجمال والتفصيل في التعريف عندنا إجمال وعندنا تفصيل الإنسان فيه إجمال حيوان ناطق فيه تفصيل الإنسان مجمل بلحاظ الإدراك الواحد بلحاظ التصور الذهني فيصير مفهوم واحد مجمل لا تفصيل فيه ليس المراد بالمجمل يعني مبهم المراد بالمجمل في مقابل المفصل والتفصيل بلحاظ التحليل العقلي والتركيب العقلي حيوان ناطق.

وإلى ذلك يرجع الإجمال والتفصيل الفارقان بين المحدود مثل الإنسان، محدود يعني المعرف، والحد الحد التعريف مثل حيوان ناطق مع ما هما عليه، مع ما هما يعني الحد والمحدود، عليه يبين معنى عليه من الاتحاد ذاتا يعني ذات الحد والمحدود متحدان ذاتا يعني في المفهوم متحدين الإنسان يتحد مع الحيوان الناطق ولوجود الاتحاد صح الحمل فالعقل بالتأمل يعني بالتحليل يحلل النوع مثل إنسان ويفصله يعني ويفصل العقل النوع إلى جنس وفصل، جنس مثل حيوان وفصل مثل ناطق، بعدما كان أمرا واحدا إدراكا يعني بسبب الإدراك من ناحية الإدراك هو واحد ومن ناحية التحليل يوجد تفصيل.

من ناحية الإدراك الذهني التصور الذهني الإنسان مفهومه واحد من ناحية التحليل العقلي والتأمل العقلي يوجد تفصيل إلى جنس حيوان وفصل وهو ناطق.

بعدما كان أمرا واحدا إدراكا وشيئا فاردا يعني شيئا فريدا، تصورا فالتحليل يعني التحليل العقلي يوجب فتق يعني تحليل ما هو عليه من الجمع والرتق، ما المراد بالرتق؟ الرتق الالتئام، هذا تمام الكلام في الأمر الأول.

الثاني العبارة صفحة 76 بقي أمور الأول أن مفهوم المشتق على ما حققه الشريف في بعض حواشيه بسيط منتزع عن الذات إذن الأمر الأول الغرض منه أولا إقامة الدليل على بساطة المشتق ثانيا بيان معنى المشتق في هذا الإرشاد.

وأما الثاني فما هو الغرض منه؟ الغرض من بيان الثاني هو بيان صحة حمل المشتق على الذات فمثلا تقول الإنسان ناطق شاعر، ضاحك فيصح حمل المشتق وهو ناطق، ضاحك، شاعر على ذات الإنسان ومنشأ هذا البحث هو أنه إذا أثبتنا بساطة المشتق أولا واتحاد المشتق مع المبدأ في المفهوم ثانيا وملاحظة أن المبدأ لا يحمل على الذات ثالثا فقد يقال إن المشتق لا يحمل على الذات كما أن المبدأ لا يحمل على الذات، ما هو المشتق؟ مثل ناطق، ما هو مبدأه؟ النطق، شاعر مشتق والشعر مبدأ الاشتقاق، كاتب مشتق كتابة مبدأ الاشتقاق هذا المبدأ لا يحمل على الذات ميصير تقول الإنسان شعر الإنسان كتابة الإنسان ضحك الإنسان نطق المبدأ لا يحمل على الذات فإذا اتحد المشتق مع المبدأ في المفهوم، مفهوم الناطق نفس مفهوم النطق اتحاد بينهما في المفهوم وكان المبدأ لا يحمل على الذات فكذلك لا يحمل المشتق على الذات.

الأمر الثاني يريد أن يبين إن المشتق يحمل على الذات والمبدأ لا يحمل على الذات وإن كان بين المشتق والمبدأ اتحاد في المعنى ولتفصيل مطالب البحث الثاني نقدم مقدمة مؤلفة من نقطتين فإذا اتضحت المقدمة سيتضح البحث الثاني.

المقدمة في بيان المقصود من اللا بشرط وبشرط لا في كلام أهل المعقول يعني كلام الفلاسفة وفيه نقطتان:

النقطة الأولى معنى اللابشرط وبشرط لا في بحث المطلق والمقيد

النقطة الثانية معنى اللا بشرط وبشرط لا في بحث المادة والصورة وبحث الجنس والفصل

أما الاصطلاح الأول وهو معنى اللا بشرط وبشرط لا في بحث المطلق والمقيد فيراد به أن يكون المفهوم واحدا وينشأ الاختلاف من الطوارئ الخارجية فمثلا معنى الرقبة واحد وهو العبد وأطلق عليه رقبة بلحاظ جزئه الأهم وهو رقبته التي تسترق فمعنى الرقبة واحد مفهوم الرقبة واحد الاختلاف ينشأ من أمور خارج مفهوم الرقبة مثل مفهوم الإيمان مثل مفهوم الكتابة فيصح أن تقول اشتري منك رقبة بشرط أن تكون كاتبا صارت الماهية بشرط شيء الرقبة بشرط الكتابة أو بالعكس الماهية بشرط لا يعني عبد بشرط لا يكون كاتب أو الماهية لا بشرط يعني قد يكون كاتب وقد ما يكون كاتب فمفهوم الكتابة خارج عن مفهوم الرقبة وإنما هو عارض خارجي على مفهوم الرقبة عارض خارجي قد طرأ على مفهوم الرقبة وهكذا لو قيل أعتق رقبة وشككنا هل يشترط فيها الإيمان أو لا فنتمسك بالإطلاق المتكلم في مقام البيان ولو كان يقصد خصوص الإيمان لبين هذا الاشتراط وحيث لم يشترط إذن لم يرد فهنا قيد الإيمان قيد عارضي خارجي عن مفهوم الرقبة.

نتيجة الأمر الأول المراد بشرط شيء وبشرط لا ولا بشرط في باب المطلق والمقيد هو المفهوم الواحد وتنشأ اللا بشرط أو بشرط لا من العوارض والطوارئ الخارجة عن حق المفهوم الواحد.

وأما المعنى الثاني إلى اللا بشرط وبشرط لا فالمراد باللا بشرط عدم المانع من الحمل والمراد بشرط لا وجود المانع من الحمل يعني يصير المراد صحة الحمل وعدم صحة الحمل فيراد بلا بشرط صحة الحمل ويراد بشرط لا عدم صحة الحمل.

يقولون عندنا أجزاء داخلية ذهنية وعندنا أجزاء خارجية الأجزاء الداخلية مثل الجنس والفصل الجنس حيوان والفصل ناطق وعندنا أجزاء خارجية وهي الجسم الذي هو المادة والصورة النوعية الشكل ليس المراد بالشكل الشكل الخارجي يعني الصورة النوعية الإنسانية الأسدية إذن الأجزاء إما أن تكون ذهنية داخلية وإما أن تكون خارجية وهذه الأجزاء إما أن تكون عامة مثل حيوان ومثل المادة وإما أن تكون خاصة مثل الفصل وهذا جزء ذهني ومثل الصورة النوعية وهذا جزء خارجي لأن الأجزاء إما داخلية وإما خارجية هذه اثنين والجزء إما عام وإما خاص وهذه اثنين يصير عندنا جزء داخلي عام مثل جنس الحيوان وجنس داخلي خاص مثل الفصل كالناطق وجزء خارجي عام مثل المادة وجزء خارجي خاص مثل الشكل والصورة النوعية.

لاحظ الأجزاء الداخلية حيوان ناطق يصح الحمل فيها يصح أن تقول الإنسان حيوان ويصح أن تقول الإنسان ناطق فيقولون الحيوان الناطق يصح حمله على الإنسان، يقولون الحيوان الناطق لا بشرط للإنسان لا بشرط للإنسان يعني يصح حمله على الإنسان لكن هل يصح أن تقول الإنسان بدن الإنسان شكل؟ لا يصح هذه الأجزاء الخارجية المادة والصورة النوعية لا يصح حملها على الإنسان فيقولون المادة والصورة النوعية بشرط لا للإنسان يعني لا يصح حملها على الإنسان، النتيجة النهائية معنى لا بشرط هو صحة الحمل ومعنى بشرط لا عدم صحة الحمل.

سؤال لماذا يصح الحمل في الحيوان الناطق ولا يصح الحمل في البدن والمادة والصورة النوعية؟ الجواب لأنه بالنسبة إلى الحيوان الناطق تكون هذه الأجزاء منتزعة من الذات فهي تابعة للذات ويصح حمل توابع الذات على الذات الآن لما تقول الإنسان ناطق، ضاحك، كاتب شاعر، صارت كاتب وشاعر وباك وضاحك كلها تبع إلى ذات الإنسان كلها أجزاء من الإنسان أجزاء تابعة للإنسان ويصح حمل توابع الشيء وتوابع الذات على الذات بخلاف المادة والصورة النوعية فإن المادة والصورة النوعية قد أخذا بما هما مفهومان مستقلان أي ماهيتان مستقلتان مختلفتان متباينتان ويباينان مفهوم ذات الإنسان فمفهوم الإنسان يعني ماهية الإنسان مغاير لمفهوم المادة ومغاير لمفهوم الصورة النوعية يعني صار عندنا ثلاث ماهيات متباينة متعددة ماهية الإنسان تختلف عن ماهية المادة تختلف عن ماهية الصورة النوعية يعني مفهوم الإنسان يختلف عن مفهوم الجسم يختلف عن مفهوم الشكل لا أن المادة تابعة لمفهوم الإنسان والشكل تابع إلى مفهوم الإنسان لذلك لا يصح أن تقول الإنسان مادة شكل ما يصير لأن مفهوم مادة مباين إلى مفهوم الإنسان ومفهوم شكل مغاير إلى مفهوم الإنسان إذن قلنا إن المراد بلا بشرط هو صحة الحمل وقلنا إن المراد بشرط لا عدم صحة الحمل وقلنا إن السر في صحة الحمل وعدم صحته كون المفهوم المنتزع إما أن ينتزع من الذات وإما أن ينتزع من عوارض خارجية عن الذات.

بالنسبة إلى اللا بشرط وبشرط لا في بحث المطلق والمقيد تلحظ العوارض الخارجية تقول رقبة إما مؤمنة أو غير مؤمنة رقبة إما كاتبة أو غير كاتبة قيد الإيمان مفهوم الإيمان ومفهوم الكتابة هذا من المفاهيم المباينة إلى مفهوم الرقبة هذا من العوارض الخارجية التي طرأت على الرقبة إذن بالنسبة إلى المصطلح الأول مصطلح لا بشرط وبشرط لا في عالم وفي بحث المطلق والمقيد يصير اللا بشرط وبشرط لا منتزع من العوارض الخارجة عن الذات من الطوارئ التي تطرأ على الذات لذلك لا يصح الحمل لكن القسم الثاني اللا بشرط وبشرط لا يعني صحة الحمل وعدم صحة الحمل في بحث الأجزاء الذهنية والخارجية، الأجزاء الذهنية جنس وفصل الخارجية مادة وصورة هناك يوجد القسمان تارة يصح الحمل وتارة لا يصح الحمل، متى يصح الحمل إذا الانتزاع من الذات كما في الأجزاء الداخلية الجنس والفصل متى ما يصح الحمل في الأجزاء الخارجية إذا كانت المفاهيم منتزعة من العوارض الخارجية.

بحثنا في المقارنة بين المشتق والمبدأ يعني بين ناطق مشتق والنطق هذا مبدأ الاشتقاق بين الضاحك مشتق وبين الضحك الذي هو مبدأ الاشتقاق يقول صاحب الكفاية "رحمه الله" يوجد بينهما اتحاد ويوجد بينهما افتراق يوجد بينهما اتحاد في المفهوم، مفهوم الضحك ومفهوم الضاحك واحد، مفهوم الناطق ومفهوم النطق واحد ويوجد بينهما اختلاف في صحة حمل الناطق وعدم صحة النطق فيصح أن تقول الإنسان ناطق ولا يصح أن تقول الإنسان نطق إلا من باب المجاز يصح أن تقول الإنسان ضاحك فيصير حمل هو هو الإنسان هو الناطق في الصدق الخارجي هو الضاحك ولكن لا يصح أن تقول الإنسان ضحك شعر لأن هذا ليس من حمل هو هو هذا حمل الشيء على مغايره.

يقول صاحب الكفاية هذا الفارق بين المشتق وبين المبدأ، ما هو الفارق صحة الحمل للمشتق وعدم صحة الحمل للمبدأ يعني بتعبير أهل المعقول على المصطلح الثاني يصير من جهة المشتق لا بشرط ومن جهة المبدأ بشرط لا فيصير الكلام المشتق كالناطق والمبدأ كالنطق متحدان مفهوما لكن الناطق يعني المشتق لا بشرط يعني يصح حمله بينما النطق وهو المبدأ بشرط لا يعني لا يصح حمله.

صاحب الفصول أراد أن يرد على هذا الفارق بين أن المشتق يحمل وأن المبدأ لا يحمل بين أن المشتق لا بشرط وبين إن المبدأ بشرط لا، صاحب الفصول قال مفهوم العلم ومفهوم الحركة إما أن تلحظهم بشرط لا وإما أن تلحظهم لا بشرط وأنتم كلامكم إذا لا بشرط يحمل وإذا بشرط لا لا يحمل فلنأخذ مفهوم العلم مفهوم الحكمة مفهوم الرحمة وغيرهم من المفاهيم يعني مبادئ لكن هذه المبادئ لم نأخذها بشرط لا حتى ما يصح حملها نأخذها لا بشرط وعلى الرغم من أخذنا لهذه المبادئ والمفاهيم بنحو اللا بشرط فإنه لا يصح حملها على الذات فلا يصح أن تقول الإنسان رحمة الإنسان حكمة الإنسان علم حتى لو أخذتها بنحو اللا بشرط لأنكم قلتم إذا لا بشرط يصح الحمل إذا بشرط لا لا يصح الحمل ينقض صاحب الفصول يقول أنا أأتيك بالمبادئ رحمة، حكمة وما أخذها بشرط لا حتى ما يصح حملها أخذها لا بشرط وأنتم تقولون لا بشرط يوجب صحة الحمل ورغم ذلك إذا أخذتها لا بشرط ما يصح حملها على الذات ميصير تقول الإنسان رحمة علم حكمة.

صاحب الكفاية يرد على صاحب الفصول يقول أنت خلطت بين مصطلح لا بشرط وبشرط لا خلطت بين المصطلح الأول وبين المصطلح الثاني أنت أخذته بنحو المصطلح اللا بشرط وبشرط لا في بحث المطلق والمقيد وفي بحث المطلق والمقيد يلحظ المفهوم المنتزع من الأمور الخارجية من الأعراض والطوارئ الخارجية وأما مراد أهل المعقول أهل الفلسفة من بشرط شيء أو لا بشرط في بحث الجنس والفصل الأجزاء الداخلية الذهنية وفي بحث المادة والصورة النوعية الأجزاء الخارجية بحثهم صحة الحمل وعدم صحة الحمل فأنت إذا قلت نأخذ العلم والحكمة بنحو اللا بشرط يعني عالم وحكيم يعني صحة الحمل فيصير هكذا فلان ذو علم فلان ذو حكمة حتى يصح الحمل.

النتيجة النهائية يتحد المشتق مع المبدأ في المفهوم ويختلفان في صحة الحمل وعدم صحته فالمشتق يصح حمله على الذات فهو لا بشرط، لا بشرط بمعنى عدم المانع من الحمل، لماذا لا يوجد مانع؟ لأنه من توابع الذات من أجزاء الذات من عوارض الذات بينما المبدأ لا يصح حمله على الذات لأنه بشرط لا لأنه أجنبي هو من العوارض الخارجية من الطوارئ الخارجة عن الذات فلا يصح حمله على الذات.

الثاني الفرق بين المشتق مثل ناطق ومبدأه مثل النطق مفهوما أنه بمفهومه الهاء الضميرين يعود على المشتق، أنه يعني أن المشتق بمفهومه ـ بمفهوم المشتق ـ لا يأبى عن الحمل على ما تلبس بالمبدأ، ما الذي تلبس بالمبدأ؟ تقول الإنسان ناطق الإنسان تلبس بمبدأ النطق لا يأبى الإنسان من حمل ناطق عليه لأن الناطق صار جزء منه من توابعه ولا يعصي عن الجري عليه يعني ولا يعصي عن الجري على ما تلبس بالمبدأ يعني ولا يعصي المشتق عن الجري على ما تلبس بالمبدأ، عن الجري يعني عن الحمل يعني الناطق يجري على الذات الناطق يحمل على الذات لما هما عليه يعني المبدأ وما تلبس بالمبدأ، لما هما عليه من نحو من الاتحاد يعني اتحاد في المفهوم بخلاف المبدأ، المبدأ مثل النطق، ضحك، شعر، بكاء، فإنه بمعناه يعني بمعناه بما هو هو يعني بلحاظ ماهية معناه، يأبى عن ذلك يعني يأبى عن الحمل على ما تلبس بالمبدأ، يأبى عن الجري على ما تلبس بالمبدأ، لماذا يأبى؟ لأن من العوارض الخارجية من الطوارئ الخارجية يعني عندنا ماهيات مستقلة ماهية المادة مستقلة عن ماهية الصورة النوعية بل إذا قيس ونسب إليه كان غيره بل إذا قيس يعني قيس المبدأ ونسب إليه يعني ونسب المبدأ إليه يعني إلى ما تلبس بالمبدأ كان غيره.

الإنسان هذا الذي تلبس بالمبدأ غير النطق، الإنسان غير الضحك الإنسان غير الشعر فالمبدأ وهو الضحك النطق الشعر غير الذات التي تلبست بالمبدأ وهي الإنسان الناطق الإنسان الشاعر الإنسان الكاتب لا هو هو ومن الواضح أن ملاك الحمل الاتحاد هو هو وملاك الحمل يعني والحال إن ملاك الحمل والجري عطف بيان، الجري بمعنى الحمل إنما هو نحو من الاتحاد والهو هوية يعني هو هو.

وإلى هذا يرجع ما ذكره أهل المعقول ـ فلاسفة ـ في الفرق بينهما وإلى هذا يعني صحة الحمل وعدم صحة الحمل يرجع ما ذكره أهل المعقول في الفرق بينهما يعني بين المشتق وبين المبدأ المشتق يصح حمله المبدأ لا يصح حمله قالوا المشتق لا بشرط يعني يصح حمله والمبدأ بشرط لا يعني لا يصح حمله وإلى هذا يعني صحة الحمل وعدم صحة الحمل يرجع ما ذكره أهل المعقول في الفرق بينهما يعني بين المشتق والمبدأ من أن المشتق يكون لا بشرط يعني لا مانع من حمله والمبدأ يكون بشرط لا يعني المبدأ يكون بشرط عدم حمله لا يصح حمله، تراجع الأسفار الأربعة الجزء الأول صفحة 16 إلى 18 [2] إلى ملا صدرا، وشرح المنظومة قسم المنطق للملا هادي السبزواري صفحة 29 و30 [3] هناك يذكرون هذا الكلام.

أي يكون مفهوم المشتق غير آب عن الحمل يعني لا بشرط ومفهوم المبدأ يعني ويكون مفهوم المبدأ ومفهوم يكون آبيا عنه يعني آبيا عن الحمل هذا بمعنى بشرط لا، إلى هنا بين المصطلح الثاني مصطلح لا بشرط وبشرط لا في الأجزاء الذهنية كالجنس والفصل أو الأجزاء الخارجية كالمادة والصورة، المراد به صحة الحمل وعدم صحة الحمل يأبى عن الحمل ولا يأبى عن الحمل لا بشرط يعني لا يأبى عن الحمل بشرط لا يعني يأبى عن الحمل وصاحب الفصول ذهب إلى المصطلح الأول لا بشرط وبشرط لا في بحث المطلق والمقيد الذي يبحث عن العوارض الخارجية بخلاف بحث بشرط لا واللا بشرط الحمل وعدم الحمل الذي يبحث عن العوارض الذاتية.

وصاحب الفصول "رحمه الله" حيث توهم أن مرادهم يعني مراد أهل المعقول الفلاسفة، مرادهم من لا بشرط وبشرط لا إنما هو لا بشرط وبشرط لا في بحث المطلق والمقيد الناظر إلى العوارض الخارجية إنما هو بيان التفرقة بهذين الاعتبارين يعني لا بشرط وبشرط لا لكن ما المراد بهذين الاعتبارين لا بشرط وبشرط لا يقول بلحاظ يعني بلحاظ المصطلح الموجود في بحث المطلق والمقيد وهو يقول بلحاظ الطوارئ والعوارض الخارجية مع حفظ مفهوم واحد يعني وهو مصطلح لا بشرط وبشرط لا في بحث المطلق والمقيد أورد عليهم ـ أورد صاحب الفصول عليهم أهل المعقول ـ بعدم استقامة الفرق يعني الفرق بين المشتق والمبدأ بذلك يعني بهذين الاعتبارين بشرط لا ولا بشرط، لأجل امتناع حمل العلم والحركة وغيرها من المفاهيم الحكمة العزة على الذات ما يصير تقول الإنسان عزة حكمة علم حركة وإن اعتبر لا بشرط يعني وإن لوحظ بنحو اللا بشرط اللحاظ هنا بلحاظ بشرط لا واللا بشرط في بحث المطلق والمقيد هذا الاعتبار أمر خارجي وهذا خارج عن بحثنا وغفل عن أن المراد يعني المراد من لا بشرط وبشرط لا ما ذكرنا يعني الإباء عن الحمل وعدم الإباء عن الحمل، صاحب الكفاية ما هو دليلك يقول هذا يظهر إذا تراجع بحث الأجزاء الداخلية والخارجية يقول كما يظهر منهم أهل المعقول من بيان الفرق بين الجنس والفصل هذا الجزأين الداخليين فيقولون الجنس والفصل لا بشرط يعني لا يأبيا عن الحمل وبين المادة والصورة هذه الأجزاء الخارجية يقولون المادة والصورة بشرط لا يعني يأبيان عن الحمل فراجع الأسفار الجزء السابع صفحة 16 الفصل الرابع في الفرق بين الجنس والمادة[4] ، هذا تمام الكلام في الأمر الثاني الأمر الثالث يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo