< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/07/21

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة، الامر الثالث عشر /الأمر الثالث ملاك الحمل الهوهوية

 

الثالث ملاك الحمل كما أشرنا إليه هو الهوهوية والاتحاد من وجه والمغايرة من وجه آخر.[1]

 

خلاصة الدرس

لا زال الكلام في الأمور التي ذكرها المحقق الآخوند الخراساني "رحمه الله" في ختام بحث المشتق تحت عنوان بقي أمور، الأمر الأول تناول فيه المحقق الخراساني "رحمه الله" بساطة المشتق، الأمر الثاني تناول فيه المحقق الخراساني "رحمه الله" الفرق بين المشتق ومبدئه، الأمر الثالث سيتناول فيه المحقق الخراساني "رحمه الله" ملاك الحمل وضابطة الحمل وفي هذه الأمور يناقش المحقق الخراساني آراء صاحب الفصول خصوصا في الأمر الثاني من الأمر الأول إلى نهاية هذه الأمور الآخوند الخراساني دأبه طرح الفكرة والرد على صاحب الفصول.

الغرض من بيان الأمر الثالث بيان الضابطة الحقيقية للحمل يقول صاحب الكفاية "رحمه الله" ملاك الحمل هو عبارة عن الهوهوية هو هو أن يكون الموضوع هو المحمول والمحمول هو الموضوع والذي يصحح الحمل وجود جهة اتحاد وجهة اختلاف فلابد لكي يكون الحمل صحيحا من وجود جهة تغاير من جهة وجهة اتحاد من جهة أخرى أما اشتراط جهة التغاير فلمحذور وللفرار من محذور حمل الشيء على نفسه فإذا لا توجد أي جهة تغاير بين الموضوع والمحمول تصبح القضية من باب حمل الشيء على نفسه.

وأما اشتراط جهة الاتحاد فهو للفرار من محذور حمل المباين على المباين والمغاير على المغاير وهذا ليس بصحيح إذن يوجد شرطان:

الشرط الأول وجود جهة اتحاد فرارا من محذور حمل المباين على المباين والمغاير على المغاير فلابد من وجود حيثية فيها اتحاد نحو اتحاد بين الموضوع والمحمول كما أنه لابد من وجود جهة تغاير فرارا من محذور حمل الشيء على نفسه إذ إذا كان الموضوع هو عين المحمول والمحمول هو عين الموضوع يكون هذا من باب حمل الشيء على نفسه فلا تحصل فائدة جديدة من هذا الحمل.

صاحب الكفاية "رحمه الله" يقول ملاك الحمل هو ضابطة صحة الحمل الهو هوية هو هو يعني المحمول هو الموضوع والموضوع هو المحمول من جهة الإتحاد فلابد من وجود نحو اتحاد بين الموضوع والمحمول ولابد من وجود جهة تغاير بين الموضوع والمحمول هذه الضابطة وجود جهة اتحاد وتغاير بين الموضوع والمحمول كما هي موجودة في سائر القضايا الحملية موجودة في القضية الحملية التي فيها ذوات ويحمل عليها المشتقات كما في قولك زيد ضارب، عمر قاتل فإن زيدا وعمرا من الذوات ولفظ ضارب وقاتل من المشتقات اسم فاعل فإنه يوجد جهة تغاير بين الذوات والمشتقات والتغاير من حيثية المفهوم فإن مفهوم زيد غير مفهوم ضارب ومفهوم عمر غير مفهوم قاتل ولكن الذي صحح الحمل وجود جهة اتحاد بينهما وهي الاتحاد في الصدق الخارجي فإنه في الخارج هذا هو زيد وهو الضارب كما أنه في الخارج هذا هو عمر وهو هو القاتل إذن بين الذوات والمشتقات في المثالين المذكورين وغيرهما يوجد جهة اتحاد وهو المصداق الخارجي وتوجد جهة افتراق وتغاير واختلاف وهي جهة مفهوم كل من الموضوع والمحمول فإن هناك تغاير.

خلاصة النقطة الثانية وزبدتها هو هذا الملاك في صحة الحمل، هذا درس منطق وليس أصول علاقته ببحثنا أن الملاك الذي ذكر في المنطق من وجود جهة تغاير وجهة اتحاد هذا الملاك يجري أيضا في القضايا الحملية التي فيها مشتقات إذا حملت المشتقات على الذوات كقولنا زيد ضارب، عمر قاتل، خالد حارث إلى آخره.

ثم ينبري لمناقشة صاحب الفصول وكان الأولى بصاحب الكفاية أن يذكر رأي صاحب الفصول ويقرره ثم يناقشه ولكن كعادة القدماء وجرى على القدماء يذكر المناقشة في الأخير إشارة إلى صاحب الرأي نحن سنعكس أولا سنذكر كلام صاحب الفصول ثم نأتي بمناقشة صاحب إذ ناقشه بثلاث مناقشات.

صاحب الفصول "رحمه الله" قال لكي يصح الحمل لا يكفي توفر جهة اتحاد وجهة اختلاف وتغاير بل لابد أن يضم إلى هذه الضابطة شيء آخر وهو اعتبار المتغايرين أمرا واحدا وإن كانا بحسب الحقيقة متغايرين لكنهما بحسب الاعتبار شيء واحد فلابد من ملاحظة المركب.

مثلا البدن شيء والنفس شيء آخر فمفهوم بدن الإنسان مغاير لمفهوم نفس الإنسان فهل يصح أن تقول الإنسان نفس وبدن أو لا؟ صاحب الفصول يقول يصح لكن هذه القضية فيها موضوع وفيها محمول، ما هو الموضوع؟ الإنسان، ما هو المحمول؟ نفس وبدن، حينما قلت الإنسان نفس وبدن أو الإنسان بدن الإنسان نفس، يقول في كلا الأمرين الموضوع والمحمول لاحظت المركب فالإنسان يتكون من شيئين من جسم وناطق الإنسان جسم ناطق، الجزء الأول جسم يشير إلى البدن الجزء الثاني ناطق يشير إلى النفس الناطقة فالموضوع وهو الإنسان لوحظ كمركب ولم يلحظ كمفهوم بسيط وواحد وإذا جئنا إلى المحمول ذكر أمران بدن ونفس، بدن يشير إلى الجسم، نفس تشير إلى ناطق وهكذا لو ذكرت المحمول واقتصرت على أحد المتغايرين كما لو قلت الإنسان بدن فإنك نظرت إلى وحدة المركب يعني لاحظت الإنسان كجسم وناطق وفي المحمول بدن لم تلحظ البدن لوحده بل لحظت البدن منظما إلى النفس فيصير الموضوع وهو الإنسان مركب من جسم وناطق وهذا المركب الذي هو الموضوع الإنسان واحدا ومتحد مع المحمول وهو البدن والنفس وهكذا لو قلت الإنسان نفس فإنك في حملك النفس على الإنسان تلحظ مركب الإنسان الذي هو مركب من جسم وناطق واتحاد هذا المركب في الموضوع ـ الإنسان ـ مع المركب الذي يشير إليه لفظ نفس فالإنسان لوحده ليس نفسا بل نفس مع بدن، هذا معنى آخر غير معنى الاتحاد من جهة والتغاير من جهة أخرى فصاحب الفصول يقول لكي يصح الحمل لابد من أن يلحظ المتغايران أمرا واحدا، ما هما المتغايران في مثالنا؟ البدن والنفس بما هما هما متغايران لكن لوحظ كمركب واحد هذا المركب الواحد حمل على الموضوع الذي هو الإنسان ولوحظ الإنسان أيضا كمركب واحد وحصل اتحاد بين الموضوع والمحمول وكلاهما مركب وهذا الاتحاد ولو كان بالاعتبار.

وإذا أردنا التدقيق أكثر فإن صاحب الفصول تكلم بكلام مفصل ذكره سماحة آية الله السيد محمد جعفر المروج "رحمه الله" في كتابه منتهى الدراية ثم بعد ذلك لخصه في ثلاث مقدمات ببيان بديع يمكن مراجعة هذه المقدمات الثلاث في كتابه منتهى الدراية في توضيح الكفاية الجزء الأول صفحة 333 من الطبعة القديمة وأما من الطبعة الجديدة أيضا في الجزء الأول ولكن الصفحات عددها اكبر من هذا.

المقدمة الأولى يقول صاحب الفصول لكي نحمل المتغايرين ولكي يصح حمل أحد المتغايرين حقيقة لابد من شروط ثلاثة:

الشرط الأول ملاحظة المتغايرين شيئا واحدا، ملاحظة المتغايرين كالبدن والنفس تلحظهما شيء واحد وهو المركب منهما وهو الإنسان.

الشرط الثاني أخذ الأجزاء لا بشرط وليس بشرط لا يعني البدن جزء الإنسان والنفس جزء الإنسان هذان الجزءان يؤخذان كجزأين في مفهوم الإنسان بنحو اللا بشرط يعني البدن لا بشرط والنفس لا بشرط وأما إذا أخذت البدن بشرط لا يعني بشرط عدم النفس والنفس بشرط لا يعني بشرط عدم البدن ما صارت جزء ميصير البدن جزء المفهوم الإنسان ولا يصير النفس جزء مفهوم الإنسان لكي تتحقق الجزئية بحيث البدن يصير جزء الإنسان والنفس جزء مفهوم الإنسان لابد أن يكون البدن لا بشرط يعني يمكن أن ينضم إليه شيء ويمكن ما ينضم.

والنفس أيضا لا بشرط يعني يمكن ينضم إليها جزء ويمكن ما ينضم إليها بخلاف ما إذا قلت أخذ البدن بشرط لا يعني بشرط عدم انضمام إليه شيء آخر كالنفس فلا يصلح للجزئية إذن الشرط الثاني أن تؤخذ أجزاء المفهوم كأجزاء الإنسان لا بشرط وليس بشرط لا.

الشرط الثالث اعتبار الحمل بالنسبة إلى المجموع بأن يكون المحمول مثل الناطق أو الجسم محمولا على مجموع الإنسان هذه هي المقدمات الثلاث.

مناقشة صاحب الكفاية تنصب على الأمر الثالث ملاحظة حمل مجموع المركب على مجموع المركب يعني حمل المحمول المركب على الموضوع المركب المحمول المركب من نفس وبدن على الموضوع المركب وهو المفهوم الإنسان المركب من نفس وجسم وكذلك هذه المناقشة تشمل الأمر الأول الشرط الأول ملاحظة المتغايرين شيئا واحدا.

صاحب الكفاية يناقش بثلاث مناقشات:

المناقشة الأولى يقول لكي يصح الحمل لابد من مصحح ويكفي في التصحيح وجود جهة اتحاد لكي لا يلزم حمل المباين على المباين ووجود جهة تغاير حتى لا يلزم حمل الشيء على نفسه ولا نحتاج إلى ما هو ازيد من ذلك لا نحتاج إلى ما هو أزيد من جهة الاتحاد وجهة التغاير كالجهة التي أشار إليها صاحب الفصول من اعتبار المركب أمرا واحدا هذه المناقشة الأولى.

المناقشة الثانية لصاحب الكفاية يترقى يقول نحن لا نقول أنه يكفي وجود جهة اتحاد ووجود جهة تغاير ولا حاجة إلى حمل المركب واعتباره أمرا واحدا بل نقول إن حمل المركب مضر، كيف مضر؟ يقول صاحب الكفاية يلزم من حمل المركب التغاير بين الموضوع والمحمول في الكلية والجزئية ويصير حمل الجزء على الكل وهذا غير صحيح.

هل يصح أن تقول الإنسان يد الإنسان رجل الإنسان بطن؟ لا يصح لأن الإنسان كل مكون من أجزاء واليد جزء من أجزاء الإنسان والرجل جزء من أجزاء الإنسان والبطن جزء من أجزاء الإنسان والظهر جزء من أجزاء الإنسان فهنا يوجد تغاير في الكلية والجزئية الموضوع وهو الإنسان كل يشمل الظهر والبطن والرجل واليد والرأس لكن المحمول الإنسان رأس الإنسان يد الإنسان رجل الإنسان بطن، ظهر هذا محمول جزء فصار تغاير بين الموضوع والمحمول في الجزئية والكلية الموضوع كل وهو الإنسان والمحمول جزء وهو يد ورجل.

حينما تقول الإنسان بدن، الإنسان نفس صار حمل البدن الذي هو جزء الإنسان على الكل وهو الإنسان وصار حمل النفس التي هي جزء الإنسان على الكل وإن حصل الاتحاد في التركيب اعتبارا أنت تعتبر لا الإنسان بدن أنت تلحظ ليس البدن لوحده تعتبر البدن زائد النفس إنسان ولكن بحسب اللفظ الوارد في القضية الحملية لم تحمل المجموع حملت الجزء فقط وهو البدن فقلت الإنسان بدن، الإنسان نفس إذن ما ادعيته من كفاية اعتبار المتغايرين أمرا واحدا واعتبار وجود اتحاد في التركيب يعني الموضوع وهو الإنسان مركب من جزأين جسم وناطق وتعتبر المحمول الذي هو نفس فقط الإنسان نفسه تعتبر المحمول مركب من نفس زائد بدن هذا الذي اعتبرته هذا اعتبارك صار اتحاد في التركيب ولكن بلحاظ لفظ المحمول لم يرد إلا لفظ واحد وهو لفظ نفس ولفظ النفس جزء من كل الإنسان، إذن يقول صاحب الكفاية "رحمه الله" يترقى من الإشكال الأول، الإشكال الأول يقول يكفي وجود جهة تغاير وجهة اتحاد ولا نحتاج إلى اعتبار المتغايرين أمرا واحدا صاحب الكفاية يقول في الإشكال الثاني بل اعتبار التركيب ولحاظ المتغايرين أمرا واحدا وكفاية اللحاظ الاعتباري التركيبي مضر، ما هو وجه الضرر؟ التمايز بين الموضوع والمحمول في الكلية والجزئية يصير الموضوع كل والمحمول جزء يعني يلزم صحة حمل الجزء على الكل وهذا غير صحيح، هذا تمام الكلام في الإشكال الثاني.

الإشكال الثالث الوجدان فيقول نحن ندرك بالوجدان الذي يحتاج إلى برهان أن المتكلم يلحظ الموضوع والمحمول كأمرين بسيطين ولا يلحظهما مركبين، العبارة الأولى الإنسان حيوان ناطق هذا يقال في التعريفات الإنسان معرف حيوان جنس ناطق فصل فهذا يقال في الحدود والتعريفات تقول الإنسان حيوان ناطق هنا في الحدود في التعريفات أنت تلحظ طبيعة الإنسان هذا في الموضوع وفي المحمول تلحظ طبيعة الحيوان وطبيعة الناطق لا أنه تأتي إلى الإنسان وتلحظ الإنسان مركب من جسم ونفس وتالي تقول هكذا الموضوع مركب وهو الجسم والنفس والمحمول أيضا مركب وهو حيوان ناطق وصار اتحاد بينهما في التركيب يعني المركب الذي في الموضوع هو نفس المركب الذي في المحمول كلاهما أمر واحد هذا تدقيق زائد ففي التعريفات تقول الإنسان حيوان ناطق، الإنسان ناطق، تلحظ طبيعة الموضوع وهو الإنسان وطبيعة المحمول وهو ناطق هذا واضح جدا.

وأيضا في غير التعريفات كما لو قلت الإنسان كاتب الإنسان شاعر أنت ما تريد الآن أن تعرف الإنسان أنت تريد أن تشير إلى خصوصية يعني عنده قابلية أن يأتي بالشعر والكتابة فحينما تقول الإنسان كاتب هنا هل تلحظ الإنسان الذي هو موضوع كمركب وتلحظ كاتب كمركب بأن تقول هكذا الإنسان مركب من جسم ونفس وكاتب مركب من بدن يكتب وهذا البدن الذي يكتب في المحمول هو نفس البدن الذي ينطق وهو الإنسان الذي هو الموضوع هذا تدقيق زائد تحليل عقلي زائد إذن لاحظ المناقشة الثالثة مفادها هكذا نحن ندرك بالوجدان أنه لكي يصح الحمل يلحظ طبيعة الموضوع كبسيط وطبيعة المحمول كبسيط ولا يشترط أن يلحظ الموضوع كمركب والمحمول كمركب ويلحظ الاتحاد بين المركبين واعتبار المركب واحدا فلتحقيق الهوهوية، هو هو المحمول هو الموضوع لا يشترط أن يكون الموضوع كمركب هو عين المحمول كمركب بل يكفي أن تلحظ طبيعة الموضوع البسيط الإنسان وطبيعة المحمول البسيط ناطق كاتب وأن يلحظ بينهما جهة اتحاد وهي المصداق الخارجي وجهة افتراق وهي المفهوم لكل منهما.

ثم يقول صاحب الكفاية "رحمه الله" هذه مناقشات ثلاث وإذا أردت أن تتأمل فيما ذكره صاحب الفصول، صاحب الفصول ذكر هذا تحت عنوان تحقيق في المقام قال ما ذكره من تحقيق للمقام إذا تتأمل فيه هناك كثير من التأملات والإيرادات الذي يريدها ممكن أن يراجع كلام السيد المروج في منتهى الدراية إذ ذكر أربعة إيرادات ويمكن أن يراجع شرح شيخنا الأستاذ الشيخ باقر الايرواني "حفظه الله" في كتابه كفاية الأصول في أسلوبها الثاني الجزء الثاني هناك أيضا ذكر إيرادين.

الآن صاحب الكفاية أول ما يبدأ بالمناقشات الثلاث ثم في الأخير يشير كبرقية خاطفة إلى كلام صاحب الفصول وبين الإشكال الأول والثاني يذكر كلام صاحب الفصول بنحو الإشارة.

 

تطبيق العبارة

الثالث ملاك الحمل يعني ضابطة الحمل صحة حمل المحمول على الموضوع، كما اشرنا إليه أشار إليه في الأمر الثاني حينما قال أول فقرة من الثاني بحسب هذه النسخة صفحة 81، قال وملاك الحمل والجري إنما هو نحو من الاتحاد وهو هوية.

الثالث ملاك الحمل كما أشرنا إليه هو الهوهوية والاتحاد من وجه يعني المراد الاتحاد من وجه يعني بنحو والاتحاد من وجه يعني حيثيتين والمغايرة من وجه آخر حيثية أخرى كما يكون بين المشتقات والذوات يعني كما يكون الاتحاد من وجهة والمغايرة من وجه آخر بين المشتقات والذوات، الذوات مثل زيد وعبيد المشتقات مثل ضارب قاتل تقول زيد ضارب، توجد جهة تغاير مفهوم زيد ومفهوم ضارب وتوجد جهة اتحاد وهو الصدق الخارجي، في الخارج القاتل هو زيد وزيد هو القاتل والضارب كما يكون بين المشتقات هذا إشارة إلى موطن بحثنا الآن المشتق وإلا بحث الحمل هذا كله خارج.

يريد أن يقول المشتقات تحمل وتجري عليها الضابطة المذكورة في المنطق لكي يصح الحمل لابد من وجود جهة اتحاد وجهة افتراق ولا يعتبر معه ـ ملاك الحمل وهو الاتحاد من وجه والمغايرة من وجه ـ لا يعتبر معه ملاحظة التركيب بين المتغايرين، هذه ملاحظة التركيب بين المتغايرين هذه إشارة إلى كلام صاحب الفصول، حينما قال ولا يعتبر معه هذه إشارة إلى المناقشة الأولى، لكي يصح الحمل تكفي جهة الاتحاد من جهة والتغاير من جهة أخرى لكي يصح الحمل من دون حاجة إلى أمر زائد وهو ملاحظة التركيب بين المتغايرين، هذه المناقشة الأولى.

كيف ملاحظة التركيب بين المتغايرين؟ متغايرين مثل بدن ونفس ليس الكلام في حمل المغاير على المغاير ليس الكلام في حمل النفس على البدن وحمل البدن على النفس وإنما الكلام في حمل المتغايرين على أمر واحد وهو الإنسان الإنسان بدن ونفس فلابد من ملاحظة الاتحاد التركيبي الإنسان مركب من جسم وناطق وكذلك المحمول مركب من بدن ونفس.

ولا يعتبر معه ملاحظة التركيب بين المتغايرين واعتبار كون مجموعهما يعني مجموع المتغايرين البدن والنفس في مثالنا بما هو كذلك يعني بما هو مجموع واحدا اعتبارهم واحد يعني اعتبار مجموع البدن والنفس واحد هذا حمل على مركب واحد وهو الإنسان المؤلف من جسم ونفس أو ناطق.

بل يكون لحاظ ذلك مخلا، بل يكون لحاظ ذلك يعني لحاظ التركيب بل يكون لحاظ ذلك يعني بل يكون لحاظ التركيب بين المتغايرين واعتبار كون مجموعهما بما هو كذلك واحدا يكون مخلا هذا إشارة إلى المناقشة الثانية.

المناقشة الأولى يقول يكفي جهة اتحاد وجهة تغاير لكي يصح الحمل ولا حاجة إلى ملاحظة التركيب.

المناقشة الثانية تقول ملاحظة التركيب مضرة لأنه يلزم منها التفرقة بين الكلية والجزئية يصير الموضوع كل والموضوع جزء الآن يشير، بل يكون لحاظ ذلك مخلا لاستلزامه يعني لاستلزام ملاحظة التركيب بين المتغايرين المغايرة بالجزئية والكلية، المغايرة يعني المغايرة في الحمل بين الكلية والجزئية، المغايرة في الحمل بالجزئية في المحمول والكلية في الموضوع وليس المراد الكلية والجزئية يعني كلي وجزئي الكلي والجزئي في عالم المفاهيم، كل وبعض تقول الإنسان نفس، نفس بعض مفهوم الإنسان وليس كل مفهوم الإنسان.

ومن الواضح هذه تتمة إلى الإشكال الثاني وتكرار لما ورد في الإشكال الأول، ومن الواضح أن ملاك الحمل يعني ضابطة صحة حمل المحمول على الموضوع لحاظ نحو اتحاد يعني أن يكون هناك نحو اتحاد يعني أن يكون هناك نحو من الاتحاد بين الموضوع والمحمول.

سؤال لكي يصح الحمل لابد من وجود اتحاد أو لحاظ الاتحاد؟ لابد من وجود الاتحاد واقعا لاحظت أو ما لاحظت إذن كلام صاحب الكفاية ومن الواضح أن ملاك الحمل لحاظ نحو اتحاد، لحاظ هذه كلمة زائدة المفروض أن يقول ومن الواضح أن ملاك الحمل وجود نحو اتحاد بين الموضوع والمحمول مع وضوح عدم لحاظ ذلك في التحديدات ـ الحدود التعريفات ـ هذه مع وضوح هذه إشارة إلى المناقشة الثالثة وهي أنه نحن بالوجدان الذي لا يحتاج إلى برهان حينما نقول الإنسان ناطق نلحظ مفهوم الإنسان ومفهوم الناطق من دون لحاظ أن مفهوم الإنسان مركب والناطق مركب بل نلحظ مفهوم الإنسان كمفهوم بسيط، يعني نلحظ طبيعة الإنسان وطبيعة الناطق كطبيعتين بسيطتين غير مركبتين الآن يقول هذا واضح هذا إشارة إلى هذه المناقشة.

يقول مع وضوح يعني مع أن هذا واضح بالوجدان عدم لحاظ ذلك يعني التركيب ما أشار إليه لحاظ التركيب بين المتغايرين هو اعتبار كون مجموعهما بما هو مركب واحدا، مع وضوح عدم لحاظ التركيب في التحديدات، التحديدات حينما تقول الإنسان حيوان ناطق هذا تعريف تحديد وسائر القضايا يعني غير التعريفات كقولك الإنسان كاتب الإنسان شاعر في طرف الموضوعات، هذا في طرف الموضوعات متعلق بلحاظ، يعني عدم لحاظ التركيب في طرف الموضوعات بل لا يلحظ في طرفها يعني الموضوعات، إلا نفس معانيها كما هو الحال في طرف المحمولات يعني لا يلحظ في المحمولات إلا نفس معانيها، يا أخي قل يلحظ الموضوعات والمحمولات كطبيعة بسيطة من دون لحاظ التركيب من دون حاجة إلى هكذا عبائر.

كما هو الحال في طرف المحمولات ولا يكون حملها عليها يعني ولا يكون حملها ـ المحمولات ـ عليها ـ الموضوعات ـ إلا بالملاحظة ما هما عليه يعني الموضوعات والمحمولات، عليه يعني في الواقع، من نحو من الاتحاد يعني يكفي وجود نحو من الاتحاد بينهما، مع ما هما عليه يعني الموضوعات والمحمولات، عليه من المغايرة يعني وجود جهة تغاير ولو بنحو من الاعتبار، التغاير مو دائما حقيقي التغاير قد يكون اعتباري حتى يصح الحمل مثل الإنسان حيوان ناطق، من ناحية المفهوم، حقيقة مفهوم الإنسان نفس حقيقة مفهوم حيوان ناطق، التغاير في الاعتبار الإنسان لفظا مفرد، حيوان ناطق مركب صار تغاير اعتباري، فانقدح بذلك يعني بما ذكرنا من أنه يشترط وجود جهة اتحاد وجهة تغاير ولا يشترط ملاحظة التركيب، فانقدح بذلك فساد ما جعله في الفصول تحقيقا للمقام هناك قال تحقيق في المقام الذي جعل تحقيق في المقام يقول هذا أمر فاسد مطلب غير تام، وفي كلامه ـ صاحب الفصول ـ موارد للنظر تظهر بالتأمل وإمعان النظر، هذا تمام الكلام في الأمر الثالث، الأمر الرابع يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo