< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/08/07

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقصد الاول، الاوامر / الدليل الثالث للأشاعرة

 

دفع وهم

لا يخفى أنه ليس غرض الأصحاب والمعتزلة من نفي غير الصفات المشهورة.[1]

 

خلاصة الدرس

كان الكلام في الجهة الرابعة من الفصل الأول التي تبحث عن مادة الأوامر انتهى بنا المقام إلى بيان دليلين استدل بهما الأشاعرة على أن الإرادة الحقيقية تغاير الطلب الحقيقي خلافا للشيعة الإمامية والمعتزلة الذين قالوا بالاتحاد والعينية وأن الإرادة الحقيقية هي عين الطلب الحقيقي بقي الكلام في الدليل الثالث الذي استدل به الأشاعرة على تغاير الطلب والإرادة وسيشير إليه الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" تحت عنوان إشكال ودفع وهو ما سنأخذه في الدرس القادم.

درسنا اليوم دفع وهم هو بمثابة التعليق أو الحاشية على ما تقدم في رد الدليل الأول والثاني للاشاعرة، دفع وهم والمتوهم هو القوشجي في شرحه للتجريد صفحة 246 وقد ذكر ونص على ذلك الشيخ المحقق الخراساني الآخوند صاحب الكفاية في فوائده على فرائد الأصول للشيخ الأنصاري فبعد حاشيته على فرائد الأصول للشيخ الأنصاري ذكر عدة فوائد في الفائدة الأولى ذكر الوهم الذي توهمه القوشجي ورد على ذلك التوهم خلاصة التوهم ما يلي:

ذهب الأشاعرة إلى أن الإرادة الحقيقية النفسية تغاير الطلب الحقيقي والنفسي واصطلحوا على الطلب النفسي باصطلاح الكلام النفسي وأثبتوا الكلام النفسي لله تبارك وتعالى وقالوا إن الذات الإلهية قديمة فكذلك الكلام النفسي قديم بخلاف القرآن الذي هو كلام صادر فهو حادث ومنشأ ذهابهم إلى الكلام النفسي هو أنه إذا كان الكلام في النفس والنفس قديمة فكيف يحل بها الحادث وتفصيل الكلام في علم الكلام.

ذهب الاشاعرة إلى ثبوت الكلام النفسي وأن الكلام الإنشائي وأن التلفظ الخارجي يدل على الكلام النفسي.

قال الأخطل إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلان إن الكلام لفي الفؤاد يعني الكلام هو الكلام النفسي وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلان يعني جعل الكلام اللساني الخارجي دالا على الكلام النفسي إذن عندنا دال وعندنا مدلول الدال هو الكلام اللفظي الشامل للخبر والإنشاء والمدلول هو الكلام النفسي وحيث قد أنكر الشيعة الإمامية والمعتزلة وجود الكلام النفسي وقالوا لا يوجد في النفس إلا شيء واحد وهو الإرادة الحقيقية يعني إرادة الإخبار إرادة التمني إرادة الترجي إرادة الدعاء إرادة الاستفهام وحيث قد أنكر الشيعة الإمامية وجود الكلام النفسي الذي هو مدلول للكلام اللفظي قال القوشجي إن مدلول الكلام اللفظي الإنشائي هو الإرادة النفسية إرادة هذه الصفات المشهورة، ما هي الصفات المشهورة؟ الترجي والتمني والاستفهام والتعجب إلى آخره.

إلى هنا وضحنا التوهم إذن الوهم مفاده عندنا دال وعندنا مدلول، ما هو الدال؟ الكلام اللفظي، ما هو المدلول لا تقل الكلام النفسي كما قال الأشاعرة بل قل الصفات المشهورة من أخبار أو إنشاء أو الصفات غير المشهورة.

صاحب الكفاية "رحمه الله" يرد على هذه الفكرة والبحث دقيق جدا يحتاج إلى التفات بسيط.

الكلام إما خبر وإما إنشاء فنسأل ما هو مدلول الخبر وما هو مدلول الإنشاء تارة نقول إن مدلول الخبر العلم بالنسبة أو عدم العلم بالنسبة فمثلا تقول زيد جميل، زيد كاتب يوجد عندنا موضوع وهو زيد وعندنا محمول وهو كاتب جميل وعندنا نسبة الكتابة والجمال إلى زيد وعندنا العلم بنسبة الجمال والكتابة إلى زيد فقال الأشاعرة إن الجملة الخبرية دال إن الخبر دال والمدلول هو العلم بالنسبة والعلم بالنسبة عبارة عن الكلام النفسي.

يقول صاحب الكفاية "رحمه الله" الخبر لا يدل على العلم بالنسبة العلم بالنسبة يعني إدراك النسبة الخبر يدل على نفس النسبة نفس نسبة الجمال إلى زيد نفس نسبة الكتابة إلى زيد إما تقع هذه النسبة وإما لا تقع إذن يقول صاحب الكفاية الخبر دال والمدلول هو نفس النسبة في نفس الأمر يعني في الواقع في موطنها لأن الوجود إما ذهني وإما خارجي ويعرف ذلك من تشخيص المحمول فإذا قلت الإنسان نوع، الحيوان جنس الناطق فصل فإن هذه المحمولات وهي فصل ونوع وجنس إنما هي معقولات ثانية وموطن المعقولات الثانية هو الذهن لا الخارج إذن هذه العبارات الإنسان نوع لا يوجد النوع في الخارج الخارج موجود الإنسان، الحيوان جنس جنس ما موجود في الخارج إذن هذه النسبة ذهنية وأحيانا يكون المحمول مما يتحقق في الخارج كقولك زيد كاتب زيد شاعر زيد شجاع فإن الشجاعة والكتابة والشعر إنما يتحقق في الخارج فهذه نسبة خارجية إذن نسبة شيء إلى شيء إما أن تكون في عالم الذهن كما إذا كان المحمول من المعقولات الثانية وإما أن يكون في الخارج كما إذا كانت المحمولات مما تتحقق في الخارج.

الخلاصة الخبر دال ومدلوله ليس العلم بالنسبة المعبر عن هذا العلم في كلمات الأشاعرة في الكلام النفسي وإنما المدلول النسبة نفس النسبة في موطنها نفس النسبة في عالمها الذي هو إما عالم الذهن وإما عالم الخارج.

إلى هنا صاحب الكفاية "رحمه الله" رد التوهم بالنسبة إلى الخبر فقال إن الخبر دال والمدلول ليس الإدراك الداخلي العلم الداخلي لا الكلام النفس الذي ذكره الاشاعرة ولا العلم الموجود في داخل النفس المدلول النسبة بين المحمول والموضوع يعني نفس واقع النسبة في نفس الأمر يعني في الواقع يعني في موطنها الذي هو إما الذهن وإما الخارج، هذا تمام الكلام في القسم الأول من الكلام وهو الخبر واتضح أن الخبر موضوع ودال على النسبة في نفس الأمر والواقع.

ثم يقع الكلام في القسم الثاني وهو الإنشاء مثل التمني أو الترجي أو الدعاء أو الاستفهام فقد ذهب الأشاعرة إلى أن الكلام الإنشائي اللفظي دال والتعجب النفسي والتمني النفسي والسؤال النفسي الذي هو كلام نفسي هو المدلول وحيث قد أنكر الشيعة الإمامية وجود الكلام النفسي وأنه لا يوجد شيء آخر غير إرادة التعجب وغير إرادة التمني وإرادة الاستفهام ذهب القوشجي إلى أن الكلام الإنشائي اللفظي دال وإرادة التعجب وإرادة التمني مدلول.

صاحب الكفاية "رحمه الله" يرد ويقول إن الكلام اللفظي الإنشائي دال والمدلول هو نفس المعنى البسيط للتعجب والترجي والتمني بقطع النظر عن موطنه الذي هو النفس أو الخارج إذن الدال هو الإنشاء اللفظي والمدلول هو المعنى البسيط لهذه الصفات معنى صفة التعجب معنى صفة التمني معنى صفة السؤال لكن في عالم الاعتبار في عالم الإنشاء فإذا قالت المرأة لرجل زوجتك نفسي وقال الزوج قبلت فإن المرأة بإنشائها وتلفظها قائلة زوجتك نفسي تكون قد أوجدت الزوجية ولكن الزوجية هل هي موجودة في الخارج أو موجودة في الذهن أو موجودة في عالم الاعتبار والتقديم هي أنشأت الزوجية في عالم الإنشاء عالم الإيقاع عالم الاعتبار، إذن اللفظ الإنشائي دال والمدلول ليست الصفات النفسية الداخلية أو الصفات المتحققة في الخارج بل المدلول هو الصفات في عالم الاعتبار الصفات في عالم الإنشاء الصفات في عالم التقنيم وهذا عالم آخر في مقابل عالم الخارج وعالم الذهن إذ هو وجود من الوجودات، عندنا وجود ذهني يعني المفهوم موطن وجود الذهن وعندنا وجود خارجي يعني الشيء متحقق في الخارج وعندنا وجود إنشائي وجود اعتباري يعني موجود في عالم الاعتبار وإلا الزوجية والبينونة والملكية والرقية هذه هل تمشي في الخارج؟ لا، نعم قد يكون هناك انعكاس للزوجية والبينونة والرقية في داخل النفس ولكن المنشئ حينما ينشئ الحرية قائلا أنت حر لوجه الله يقول لعبده هو ما انشأ المفهوم داخل الذهن ولا أنشا الحرية في الخارج هو أنشا الحرية في عالم الإنشاء عالم الاعتبار يعني أنا الآن اعتبرك حر إذن يوجد عندنا وجود ذهني ويوجد عندنا وجود خارجي ويوجد عندنا وجود اعتباري هذا الوجود الاعتباري تترتب عليه أحكام شرعية وأحكام عرفية فإذا تحققت العلقة الزوجية وجب الإنفاق على الزوجة وجب على الزوجة أن تمكن زوجها وهكذا في قولك بعت قبلت هذا إنشاء للملكية إذا تحققت الملكية تترتب آثار شرعية لا يجوز التصرف فيه من دون إذن مالكه الذي انتقلت إليه الملكية.

خلاصة الجواب أو خلاصة التوهم وخلاصة دفعه، خلاصة التوهم قال الاشاعرة إن الكلام من خبر أو إنشاء دال وإن الكلام النفسي مدلول وقد أنكر الشيعة الإمامية وجود الكلام النفسي إذن يتعين أن يكون المدلول هو نفس الخبر والإنشاء القابع في النفس المعبر عنه بالإرادة هذا هو التوهم وقد أجاب عليه صاحب الكفاية قائلا إن الكلام اللفظي إما خبر وإما إنشاء فالخبر موضوع لنفس النسبة لا العلم بالنسبة التي عبر عنها الاشاعرة بالكلام النفسي كما أن الإنشاء موضوع للوجود الإنشائي للصفات يعني لإنشاء الصفات في عالم الاعتبار لا أن الإنشاء اللفظي مدلوله الصفات النفسية من مشهورة أو غير مشهورة أي بعبارة علمية اللفظ الإنشائي دال والمعنى البسيط بنحو هل البسيطة مدلول ولا يراد به هل المركبة يعني ثبوت الشيء للشيء وإنما يراد به أصل ثبوت الشيء أصل التعجب أصل التمني أصل الاستفهام أصل الدعاء.

ثم في الختام يستدرك صاحب الكفاية ويقول يمكن أن تكون إرادة هذه الصفات نفسيا وداخليا مدلولا التزاميا للصيغ الإنشائية بأحد نحويين:

النحو الأول الدلالة الوضعية العقلية

النحو الثاني الدلالة الالتزامية العرفية

وبعبارة أخرى الكلام الإنشائي دال هذا الدال له مدلول مطابقي وله مدلول التزامي المدلول المطابقي هو نفس صفة التمني والترجي في عالم الاعتبار والإنشاء هذا هو المدلول المطابقي والمدلول الالتزامي إما مدلول التزامي عقلي وإما مدلول التزامي عرفي.

المدلول الالتزامي العقلي الوضعي بأن نقول يوجد تقييد الداعي يعني المنشأ للتمني بقوله ليت يشترط أن يكون الداعي إلى التلفظ بليت وجود التمني داخل النفس فلا يقول ألا ليت الشباب يعود يوما لأخبره بما فعل المشيب إذا لا يوجد داخل نفسه تمني للرجوع للشباب وهكذا بالنسبة إلى السؤال والاستفهام فإن الاستفهام بأدوات الاستفهام هذا لفظ إنشائي والمدلول صفة الاستفهام في عالم الاعتبار هذا المدلول المطابقي لكن هذا المدلول المطابقي بشرط هذا المدلول المطابقي مشروط ما هو شرطه؟ وجود الاستفهام داخل النفس وهكذا صيغة التعجب تدل على صفة التعجب البسيطة في عالم الاعتبار والإنشاء لكن هذه الصفة مقيدة هذه الصفة مشروطة بشرط، ما هو هذا الشرط؟ وجود التعجب في قعر النفس وجود صفة التعجب داخل النفس إذن صارت هذه الصفات المشهورة من تعجب واستفهام وسؤال ودعاء إلى آخره ليست هي المدلول المطابقي لصيغة الإنشاء وإنما هي مدلول التزامي وضعي لأنه وضع كقيد وضع كشرط صار المدلول المطابقي وهو وجود صفة التمني والترجي في عالم الاعتبار هذا مدلول مطابقي هذا المدلول المطابقي مشروط ومقيد بوجود هذه الصفات في قعر النفس فهذا مدلول التزامي وضعي عقلي يدركه العقل هذا التخريج الأول.

التخريج الثاني أن لا نلتزم بالتقييد والاشتراط المدلول المطابقي مطلق، ما هو المدلول المطابقي؟ وجود صفة التمني والترجي وغيرهما من الصفات في عالم الاعتبار مطلقا من دون تقييدها بوجودها في النفس ولكن يكثر استعمال هذه الصفات في عالم الاعتبار يكثر استعمالها على الصفات القابعة في النفس فبكثرة الاستعمال يحصل انصراف فهذه دلالة التزامية عرفية انصرافية.

الخلاصة اللفظ الإنشائي له مدلول مطابقي وله مدلول التزامي، المدلول المطابقي إنشاء صفة الترجي وغيرها من صفات الإنشاء في عالم الاعتبار والإنشاء وأما المدلول الالتزامي أحد التزامين أو مبنيين المبنى الأول الدلالة الالتزامية الوضعية بأن نقول في عالم الوضع قيد هذا المدلول المطابقي وجعل مشروطا والشرط هو وجود هذه الصفات في النفس يعني هو ما يأتي بالتعجب إذا ما في داعي للتعجب في نفسه ما يطلب إذا ما في داعي للطب في نفسه.

المبنى الثاني الدلالة الالتزامية الانصرافية العرفية يعني المدلول المطابقي للإنشاء مطلق وجود الصفات ولكن كثر استعمال هذا اللفظ المطلق في خصوص القيد وهو وجود الصفات في عالم النفس فيحصل انصراف لذلك الإطلاق.

 

تطبيق العبارة

دفع ووهم والمتوهم يعني الذي يوجب الوهم عبارة القوشجي في شرح التجريد صفحة 246، لا يخفى أنه يعني أن الشأن، ليس غرض الأصحاب يعني الشيعة الإمامية والمعتزلة من نفي غير الصفات المشهورة، ما هي الصفات المشهورة؟ التمني الترجي الطلب الدعاء الاستفهام، غير الصفات المشهورة إرادتها إرادة التمني أو كراهتها كراهة التمني إرادة السؤال كراهة السؤال، هذه غير الصفات المشهورة المعبر عنه بالكلام النفسي هذا هو الكلام النفسي الذي تقول به الأشاعرة لأن الأشاعرة قالت يوجد في النفس شيئان إرادة الشيء وطلب الشيء إرادة التمني وطلب التمني المشهور والمعروف إرادة التمني إرادة السؤال إرادة التعجب هم قالوا توجد صفة أخرى غير هذه الصفة المشهورة وهو مثلا كراهتها عدم كراهتها إلى آخره.

لا يخفى أنه ليس غرض الأصحاب من نفي غير الصفات المشهورة يعني الأصحاب أقروا بوجود الصفات المشهورة في النفس أقروا بوجود التمني والتعجب إلى آخره في النفس لكن نفوا وجود نفسي آخر لغير هذه الصفات الذي عبر عنه الاشاعرة بالكلام النفسي.

لا يخفى أنه ليس غرض الأصحاب والمعتزلة يعني العدلية من نفي غير الصفات يعني من نفي الكلام النفسي، نفي غير الصفات المشهورة يعني من نفي الكلام النفسي الذي أدعي أنه مغاير للصفات المشهورة، وأنه ليس صفة أخرى قائمة بالنفس وأنه يعني وأن الشأن ليس صفة أخرى يعني لا توجد صفة أخرى، أخرى يعني غير الصفات المشهورة، وأنه ليس صفة أخرى يعني وأنه لا توجد صفة أخرى غير الصفات المشهورة يعني غير التمني والتعجب قائمة بالنفس يعني لا توجد صفة أخرى قائمة وقابعة وموجودة في النفس، ما هي هذه الصفة الأخرى؟ كانت كلاما نفسيا يعني وهي الكلام النفسي بمصطلح الاشاعرة هذه الصفة الأخرى كانت كلاما نفسيا مدلولا للكلام اللفظي يعني يريد أن يقول ذهب الأشاعرة إلى أن الكلام اللفظي دال والكلام النفسي مدلول والكلام النفسي غير الصفات المشهورة فإذا أنكر الشيعة وجود الكلام النفسي يتعين أن يكون مدلول الكلام اللفظي هو الصفات المشهورة النفسية وأنه ليس صفة أخرى قائمة بالنفس كانت هذه الصفة كلاما يعني هي الكلام النفسي التي هي مدلول للكلام اللفظي كما يقول به الأشاعرة كما يقول به يعني بالكلام النفسي، الأشاعرة.

دفع وهم، لا يخفى أنه ليس غرض الأصحاب والمعتزلة من نفي غير الصفات المشهورة ... أن هذه الصفات المشهورة مدلولات للكلام يعني مدلولات للكلام اللفظي، أن هذه الصفات المشهورة مدلولات للكلام اللفظي.

إن قلت فماذا يكون مدلولا عليه عند الأصحاب والمعتزلة فماذا يكون يعني فماذا يكون الكلام اللفظي مدلولا عليه عند الأصحاب والمعتزلة، يريد أن يقول عرفنا أن الكلام اللفظي هو دال وأن الكلام النفسي ليس مدلولا كما يقول الأشاعرة وأن الصفات المشهورة الموجودة في النفس أيضا ليست مدلولا إذن ما هو المدلول؟ إما المدلول الكلام النفسي الذي أنكرتموه وإما المدلول الصفات المشهورة في عالم النفس؟ الجواب المدلول لا هذا ولا ذاك لا الصفات المتحققة في الخارج ولا الصفات في عالم النفس بل الصفات في عالم الاعتبار، الصفات في نفس الأمر يعني الصفات في موطنها هذه الصفات في عالم الاعتبار والإنشاء إما تتحقق في النفس وإما تتحقق في الخارج.

إن قلت فماذا يكون مدلولا عليه عند الأصحاب والمعتزلة قلت يريد أن يقول الكلام إما جمل خبرية وإما جمل إنشائية أما بالنسبة إلى الجمل الخبرية الجمل الخبرية دال والمدلول نفس النسبة الواقعية وليس العلم بالنسبة، العلم بالنسبة هذا إدراك هذا موجود في النفس، العلم بالنسبة هذا ما عبر عنه الأشاعرة بالكلام النفسي مدلول الجملة الخبرية ليس العلم بالنسبة وإنما نفس النسبة قلت أما الجمل الخبرية، المفروض يقول قلت الكلام اللفظي إما خبر وإما إنشاء أما الجملة الخبرية فهي دالة على ثبوت النسبة بين طرفيها وهما الموضوع والمحمول أو نفيها يعني أو نفي النسبة بين طرفيها إما أن تقول زيد جميل أو زيد ليس جميلا أو نفيها في نفس الأمر هنا لم يقل نفيها في عالم الاعتبار هو المراد نفيها في عالم الاعتبار والإنشاء لكن هذا عالم الاعتبار والإنشاء في موطنه، موطنه إما يصير الذهن وإما الخارج ولا ثالث في البين، نحن قلنا توجد وجودات وجود ذهني وجود خارجي وجود اعتباري ولكن المقابل لعالم الذهن هو عالم الخارج فهذا عالم الاعتبار قد يتحقق في الذهن يعني متعلقه أو في الخارج مثلا الكراهية والبغضاء إما داخل النفس وإما تتجلى في الخارج.

قلت وأما الجمل الخبرية فهي دالة على ثبوت النسبة بين طرفيها الموضوع والمحمول أو نفيها يعني نفي النسبة بين طرفيها في نفس الأمر يعني في الواقع في موطنها، موطن النسبة إما الذهن وإما الخارج بحسب المحمول، المحمول إذا من المعقولات الثانية مثل نوع وجنس وكذا يصير الموطن الذهن المحمول إذا يتحقق في الخارج مثل الكتابة تصير قضية خارجية، في نفس الأمر من ذهن يعني في الواقع هذا الواقع إما ذهن أو خارج من ذهن أو خارج كالإنسان نوع هذه قضية موطنها الذهن لأن نوع من المعقولات الثانية أو كاتب يعني الإنسان كاتب هذا موطنها الخارج لأن الكتابة تتحقق في الخارج.

إلى هنا تكلم عن الموضوع في الجملة الخبرية وهو نفس النسبة بين الطرفين لا العلم بالنسبة وأما الصيغ الإنشائية فهي على ما حققناه في بعض فوائدنا، الشيخ الآخوند عنده حاشية على الرسائل اسمها فوائد الأصول يذكر حاشيته على رسائل الشيخ الأنصاري من البداية إلى النهائية بعد ما انتهى طبعت الفوائد الفائدة الأولى، الفائدة الثانية في الفائدة الأولى حقق هذا الموضوع، فوائد الأصول صفحة 289 وأما الصيغ الإنشائية فهي ... موجدة لمعانيها يعني لمعاني الصيغ الإنشائية في نفس الأمر يعني في الواقع يعني في عالم الاعتبار في عالم الإنشاء، الآن يشرح ما معنى قصد، ما معنى أنها موجدة؟ ما معنى أنها توجد معانيها أي قصد في بعض النسخ شطب على لفظ قصد يعني مباشرة ثبوت معانيها، ثبوت معانيها يعني معاني الصيغ الإنشائية وتحققها بها، هذه وتحققها عطف على قصد، يعني أي قصد ثبوت معاني الصيغ الإنشائية وقصد تحقق معاني الصيغ الإنشائية بها يعني بالصيغ الإنشائية.

وهذا نحو من الوجود، وهذا يعني إيجاد الاعتبار الإنشاء الاعتباري، إيجاد الإنشاء هذا نحو من الوجود يعني عندنا عالم الذهن وعالم الخارج وعالم الاعتبار وهذا نحو من الوجود وربما يكون هذا يعني الوجود الاعتباري الإنشائي منشئا لانتزاع اعتبار مترتب عليه شرعا وعرفا يريد أن يقول المرأة حينما تقول زوجتك نفسي قد اعتبرت الزوجية في عالم الاعتبار هذا الوجود الاعتباري للزوجية تترتب عليه آثار شرعية من حرمة خروجها من البيت من دون إذن زوجها من وجوب النفقة على الزوج وجوب التمكين على الزوجة فهناك آثار شرعية وعرفية وهكذا بعتك توجب الملكية الملكية أمر اعتباري ليس أمر في النفس أو في الخارج هذه الملكية تترتب عليها أحكام شرعية لا يجوز التصرف في ملك الغير من دون إذنه.

وربما يكون هذا يعني الوجود الإنشائي الاعتباري منشئا لانتزاع يعني لاستخراج اعتبار ـ اعتبار الزوجية اعتبار الملكية و... ـ هذا الاعتبار مترتب عليه شرعا وعرفا آثار يعني يترتب عليه آثار شرعا وعرفا، آثار فاعل إلى مترتب وهو يقول وربما يكون الوجود الإنشائي الاعتباري منشئا لانتزاع مفهوم الرقية والزوجية وغيرها وتترتب عليها هذه الاعتبارات آثار شرعا وعرفا، كما هو الحال في صيغ العقود والإيقاعات، كما هو الحال يعني ترتب آثار شرعية وعرفية على صيغ العقود والإيقاعات، صيغ العقود مثل البيع والنكاح تترتب الزوجية والملكية، صيغ الإيقاع مثل الطلاق والعتق.

يقول إلى هنا نحن تكلمنا عن المدلول المطابقي إلى الصيغ الإنشائية اللفظ الإنشائي دال ومعنى هذه الصفات المشهورة في عالم الاعتبار مدلول ولكن هذه الصفات المشهورة في عالم النفس قد تشكل مدلولا التزاميا إما بنحو الالتزام الوضعي وإما بنحو الالتزام الانصرافي.

نعم لا مضايقة يعني لا ضير ولا مانع، في دلالة مثل صيغة الطلب والاستفهام والترجي والتمني هذا دال لفظي، صيغ إنشاء لفظية هذه دال، بالدلالة الالتزامية هي تدل على الصفات المشهورة النفسية بالدلالة الالتزامية لا الدلالة المطابقية بالدلالة الالتزامية على ثبوت هذه الصفات يعني صفة الطلب والاستفهام والترجي والتمني حقيقة يعني في النفس إذن الصيغ دال لفظا ووجود هذه الصفات في عالم الاعتبار مدلول مطابقة ووجود هذه الصفات في عالم النفس حقيقة مدلول التزاما.

كيف الآن تكون مدلول التزامي؟ الدلالة الالتزامية إما وضعية وإما للانصراف، يقول إما لأجل وضعها يعني وضع هذه الصفات صفة الطلب والاستفهام والترجي والتمني، لإيقاعها يعني لإيقاع هذه الصفات إيقاع الطلب والاستفهام والترجي والتمني، فيما إذا يعني في خصوص هذه الصورة هذا قيد يعني بشرط، بشرط إذا كان الداعي إليه يعني إلى المتكلم ثبوت هذه الصفات يعني ثبوت هذه الصفات الطلب والاستفهام والترجي والتمني، ثبوت هذه الصفات في النفس ليس ثبوتها في الخارج.

المخرج الثاني أو انصراف إطلاقها يعني إما لأجل وضعها وإما لأجل انصراف إطلاقها يعني إطلاق صيغة الطلب والاستفهام والترجي والتمني إلى هذه الصورة يعني صورة أن يكون الداعي إليه ثبوت هذه الصفات في النفس ثم يقول إما تأتي قرينة على الخلاف أو لا يعني إما تأتي قرينة وتقول هذه الصفات أريد بها عالم الاعتبار لا عالم النفس إذن تحملها على عالم الاعتبار، إذا لم توجد قرينة تقول مباشرة أنت تحملها على الصفات النفسية للانصراف

يقول فلو لم تكن هناك قرينة يعني لو لم توجد قرينة يعني قرينة على خلاف أن يكون الداعي إليه ثبوت هذه الصفات في النفس لابد يبين متعلق القرينة فلو لم تكن هناك قرينة يعني على خلاف أن يكون الداعي إليه ثبوت هذه الصفات في النفس كان إنشاء الطلب أو إنشاء الاستفهام أو غيرهما يعني إنشاء الترجي والتمني بصيغتها يعني بصيغة الطلب والاستفهام والترجي لأجل كون الطلب والاستفهام وغيرهما من الترجي والتمني قائمة بالنفس يعني لا قائمة في عالم الاعتبار أو قائمة في الخارج يعني الصفات النفسية وضعا أو إطلاقا يعني إما بسبب الوضع وهو المسلك الأول الدلالة الالتزامية الوضعية أو إطلاقا المفروض يقول أو انصرافا يعني الدلالة الاطلاقية العرفية الانصرافية، هذا تمام الكلام في دفع الوهم.

إشكال ودفع فيه إشارة إلى الدليل الثالث للأشاعرة على وجود مغايرة بين الإرادة النفسية والطلب النفسي، إشكال ودفع يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo