الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

44/10/09

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: كتاب الصلاة/الخلل في الصلاة /المسألة 11

وصل بحثنا قبل العطلة الرمضانية في مبحث الخلل في الصلاة الى:

(مسألة 11): إذا زاد ركعة (1) أو ركوعاً أو سجدتين من ركعة أو تكبيرة الإحرام سهواً بطلت الصلاة (2)، نعم يستثني من ذلك زيادة الركوع‌ أو السجدتين في الجماعة، وأمّا إذا زاد (3) ما عدا هذه من الأجزاء غير الأركان كسجدة واحدة أو تشهّد أو نحو ذلك ممّا ليس بركن فلا تبطل، بل عليه سجدتا السهو (4) وأمّا زيادة القيام الركنيّ فلا تتحقّق إلّا بزيادة الركوع أو بزيادة تكبيرة الإحرام، كما أنّه لا تتصوّر زيادة النيّة، بناءً على أنّها الداعي، بل على القول بالإخطار لا تضرّ زيادتها).

هذه المسألة مشتملة على عدة فروع: بطلان الصلاة بزيادة ركعة، وبطلان الصلاة بزيادة ركوع، وبطلان الصلاة بزيادة سجدتين في ركعة، وبطلان الصلاة بزيادة تكبيرة الاحرام سهواً، فهذه فروع أربعة، ثم استثنى من هذا الحكم ما إذا زاد ركوعاً او سجدتين في الجماعة تبعا للإمام فلا يخلّ بصحة صلاته.

ثم صرح بمفهوم المستفاد من تلك الفروع الأربعة وهو عدم بطلان الصلاة بزيادة ما عداها سهوا وانما حكم بلزوم سجدتي السهو إذا أخلّ بزيادتها.

ثم أشار الى نقطة وهي ملازمة زيادة القيام الركني مع زيادة الركوع او تكبيرة الاحرام، ثم نبه على عدم امكان زيادة النية سواء فسرناها بالداعي او فسرناها بالإخطار.

تعليقات:

(1) قال الشيخ كاشف الغطاء: (ليس المدار في البطلان على الركعة بل على الركوع أو السجدتين فمتى تحقّق زيادة أحدهما بطلت سواء تحققت الركعة أم لا).

(2) قال الشيخ الجواهري: (قد مرَّ الحكم في زيادة تكبيرة الإحرام سهواً).

وقال الشيخ كاشف الغطاء: (بناءً على ما يقول المشهور تبطل مع كلّ شفع وتصحّ في كلّ وتر وقد تقدّم البحث فيه).

وقال السيد الخوئي: (الظاهر أنّ زيادتها سهواً لا تبطل الصلاة).

(3) قال السيد الفيروزآبادي: (أي سهواً).

(4) قال الآيات الجواهري، البروجردي، النائيني:(على الأحوط).

وقال السيد الحكيم: (على ما يأتي).

وقال الإمام الخميني: (يأتي موارد لزومهما وعدمه في محلّهما).

وقال السيد الخوئي: (على الأحوط فيها وفيما بعدها من المسائل).

وقال السيد الشيرازي: (في إطلاقه منع وإن كان أحوط وكذا في المسائل الآتية).

وقال السيد الگلپايگاني: (على الأحوط والأقوى هو الاستحباب في غير ما يأتي وجوبه).

بعد ما ذكرنا بعض التعليقات على هذه المسألة نقف عند تفاصيلها لندرسها على موازين الصناعة الفقهية فنقول:

اول فرع ذكره السيد رضوان الله عليه هو بطلان الصلاة بزيادة ركعة وقد يخطر بالبال في بادئ الامر بانّ الركعة بما هي مشتملة على الركوع والسجدتان فبطلان الصلاة يلزم من زيادة الركن فلا حاجة لذكر مبطلية الصلاة بزيادة ركعة لان المعلول يتحقق بأول علته كما رأينا في تعليقة الشيخ الجواهري على هذا الفر

ولكن عند ما نراجع الى اقوال الفقهاء نرى منهم من افتى بعدم مبطلية زيادة ركعة ومنهم من ذهب بعدم مبطلية زيادة الركعة اذا قرء الشهادتين والصلوات في الركعة الأخيرة من صلاته ثم نسي وزاد فيها ركعة، ومنهم من يقول انما يضر زيادة ركعة اذا اتى بها بعد السجدة الأخيرة مباشرة واما اذا اتى بها بعد الجلوس بمقدار الشهادتين والصلوات فلا تضر بصلاته.

كما ذهب اليه ابن الجنيد على ما نسب اليه العلامة في المختلف نقلا عن الشيخ انه قال: (وفي أصحابنا من قال: إن كان قد جلس في الرابعة فقد تمّت صلاته وتمّم تلك الركعة ركعتين، وان لم يكن جلس بطلت صلاته وهذا الأخير الذي نقله الشيخ عن بعض أصحابنا هو مذهب ابن الجنيد) [1]

ث ثثم بعد ما ذكر الأقوال في المسألة قال: (والأقرب عندي ما قاله ابن الجنيد). [2]

وقال ابن ادريس في السرائر: (أمّا من صلّى الظهر مثلا أربع ركعات وجلس في دبر الرابعة فتشهد لها وصلّى على النبي وآله عليهم السّلام ثمّ قام ساهيا عن التسليم، فصلّى ركعة خامسة، فعلى مذهب من أوجب التسليم فالصلاة باطلة، وعلى مذهب من لم‌ يوجبه، فالأولى أن يقال: الصلاة صحيحة، لأنّه ما زاد في صلاته ركعة، لأنّه بقيامه خرج من صلاته، وإلى هذا القول يذهب شيخنا أبو جعفر في استبصاره ونعم ما قال).[3] ومن یرید نص کلام الشیخ فالیراجع الی (الاستبصار: ج1الباب 219باب من تيقّن انّه زاد في الصلاة).

وقال المحقق فی المعتبر: (فرع لو زاد خامسة، و لم يجلس عقيب الرابعة اتفق الأصحاب على وجوب الإعادة،و به قال أبو حنيفة، و لو جلس عقيب الرابعة، فللشيخ (ره) قولان، أحدهما: يعيد لما ذكرناه، و الثاني: لا يعيد، و قال الشافعي: صلاته تامة على التقديرين، و يسجد للسهو.لنا: على الأول: أنها زيادة مغيّرة لهيئة الصلاة، فيكون مبطلة، و لما رواه أبو بصير قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام «من زاد في صلاته فعليه الإعادة» «2» و على الثاني: ان نسيان التشهد غير مبطل، فاذا جلس قدر التشهد يكون قد فصل بين الفرض و الزيادة).[4] ثم استدل ببعض الروایات للثانی. ونحن ان شاء الله نتابع البحث فی الایام القادمة.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo